اخبار الإمارات

أزمة وتحولات عمر الـ30.. استطلاع لموقع 24

للنساء والرجال على حد سواء، أزمة يمر بها أغلبهم، تأتي ما بعد سن الثلاثين عادة، فيشعرون أنهم على مفترق طرق، وكثيراً ما تختلف حياتهم بعد فترة من التقلبات الحادة والمخاض الفكري والنفسي والاجتماعي.

24 استطلع هذه الأزمة وتحولاتها عن قرب، في تجارب عاشها البعض وما زال آخرون في خضمها.

اكتئاب وإحباط 

“لا شيء مما عشته بدا يمثلني، لم أعرف حتى ما إذا كنت أعرف من أراها في المرآة ذلك اليوم، كنت بدأت بعد الثلاثين بملاحظة زيادة اكتئابي وإحباطي، لكن المخيف ما وجدته في نسياني وعدم يقيني في كل ما اعتقدت أني أحبه، بدا وكأن عالمي يتفكك، وذاتي كذلك”.

هذا ما بدأت به سمية محمد (36 عاماً)، قصتها، وهي تحكي عن تحولات أخذت بالظهور منذ الثلاثين، ومازالت، وتقول: “أخذت أخيراُ في القيام بخطوات لم أعتدت اتخاذها، وأصبحت أقوم بأنشطة متباينة، لا شيء يشبه الآخر، في محاولة لاكتشاف ذاتي، حتى علاقاتي ومزاجي الشخصي اختلف كثيراً بالنسبة للأشخاص الذين أريدهم في حياتي، وأفكر أخيراً بتغيير مساري المهني، اكتشفت أني لا أحب ما درسته وعملت فيه لسنوات”.

وكثيراً ما يتخذ من يمرون بأزمة ما بعد الثلاثين، قراراً، بتغيير أعمالهم، أو حياتهم الاجتماعية، بعدما يتسرب شعور ثقيل بالملل والإحباط.

امرأة أخرى

ويقول هشام، (39 عاماً)، إنه اتخذ قراراً صعباً في هذه المرحلة: “اكتشفت فجأة بعد سن 35 أني لم أكن أعيش، قضيت جل شبابي أعمل وأعتني بإخوتي ووالدي، وحين كنت في أواخر العشرينات تزوجت بصورة تقليدية بناء على ما أراده والداي، وأصبحت لي عائلة أخرى، وأصبحت أكثر انشغالاً أعتني بالمزيد من الأفراد، وفجأة شعرت أني أختنق، لا أمانع الاعتناء بعائلتي فأنا أحبهم بالطبع، لكني لم أجد أني أعيش لنفسي بأي شكل، أردت بشدة أن أستمتع بشيء من حياتي، وقررت الانفصال عن زوجتي، وارتبطت بامرأة وجدت ذاتي معها أخيراً”.

“سأسافر”

ومن جهتها تروي سارة صالح (36 عاماً)، كيف تغير كل شيء بصعوبة بالغة مرت بها بعد الثلاثين: “بدأت أرى أني حزينة بكل معنى الكلمة، أشياء كثيرة أملت أن تتغير للأفضل لكنها أصبحت أسوأ أو تحولت لما يشبه مياه راكدة، وتعبت من كل شيء، لم أعد أطيق عملي، ولا أقاربي، ولا أصدقائي، ولم أعد راضية عن شكلي ولا حتى تفكيري، لنحو عامين أخذت أتقوقع وأنعزل أكثر فأكثر، حتى قررت أخيراً أن أخرج من كل هذا، لا لحياتي السابقة، بل لأخرى جديدة، ارتديت ألواناً لم تخطر لي من قبل ووضعت نفسي أولاً، وبدأت أبحث عن عمل أفضل، تمهيداً لافتتاح عملي الخاص، وسأسافر في غضون عام، وأغير مكان إقامتي”.

“أزمة منتصف العمر”

يعتبر باحثون هذه الأزمة والتحولات بعد الثلاثين، كمتلازمة، تشير غالباً لتوتر وعدم يقين واضطراب وإحباط، يبدو بارزاً بشكل أكبر في الخيارات الوظيفية والعلاقات الاجتماعية، ويرى مختصون بعلم النفس، أن ذلك يرتبط أيضاً بتبلور أزمات كامنة وفيض من التساؤلات والأمور المؤجلة، وقد يخلط كثيرون بين هذا المفهوم وأزمة منتصف العمر، أو الاكتئاب كشكل مرضي.

غير أن أزمة ما بعد الثلاثين قد تتداخل مع حالات كتلك فتزيدها سوءاً، وتقول أستاذة علم النفس، حياة العربي: “هذه الفترة قد تكون مرحلة انتقالية ثمينة من ناحية استكشاف الفرد لمواطن قوته وشخصيته أكثر، رغم ما يشوبها من قلق وضيق، غير أنها قد تأخذ منحى سلبياً في حال كان الفرد مصاباً بالاكتئاب أو ثنائي القطب، أو اضطراب الشخصية الحدية، فتزيد من حالته سوءً، ينصح دائماً باللجوء للمعالجين والمختصين النفسيين للتشخيص والمساعدة في تخطي المرحلة والاستفادة منها”.

“اختيار طريق”

ويقول ماكسيم غوستاف (38 عاماً): “عملت مهندساً منذ تخرجي، وانتقلت لدبي قبل أربع سنوات، واكتشفت فجأة أن الحياة تحمل فرصاً واعدة وأساليب مختلفة للعيش، وقررت ترك مجالي وأصبحت مدرب عافية، أقضي وقتي في السفر والتعرف على الناس والأنشطة التي لا تنتهي، أشعر أني اكتشفت شغفي بعد الثلاثين بقليل، ساعدني في امتلاك الجرأة على التغيير ما وجدته في إمارة دبي من حياة متنوعة، أتمنى أن يجد كل من يعاني من هذه الأزمة ما ينقصه وأن يملك الشجاعة لاختيار طريق يسعد روحه”.