فيلم باربي في دور العرض بأمر من الرقابة.. والموزع يلتزم الصمت تجاه الاتهامات الموجهة إليه

أجاز جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، عرض الفيلم الأمريكي “باربي” بدور العرض، وبلا تحديد تصنيف عمري له، أي أنه متاح مشاهدته لجميع أفراد الأسرة، يأتي هذا في ظل حملة شرسة يتعرض لها الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وعدد من الدول العربية، حيث تطالب بمنع عرضه، بدعوى ترويجه لمحتوى مخالف للآداب العامة، وأنه يروج للمثلية ويتعارض مع القيم الدينية.

الأمر الذي فتح باب التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الرقابة بمصر للموافقه على عرضه، رغم كل الجدل الدائر حوله، في ظل منع عدد من الدول عرض الفيلم، ومنها الكويت ولبنان، مقابل بعض الدول قامت بعرضه مثل السعودية والإمارات، بعد عدة تأجيلات، وهل تم حذف بعض مشاهده أم لا؟، وأسئلة أخرى كثيرة.

وكالمعتاد رفض المسئولون في جهاز الرقابة التعليق على الموضوع، وترك الأمر للمشاهد لتقييم الفيلم بعد عرضه، ومعرفة إذا كان مناسبا عرضه أم لأ؟.

وبالرجوع إلى الموزع شادي الزند المسئول عن توزيع الفيلم في مصر، لمعرفة ماذا جرى في الغرف المغلقة حتى يتم أخيرا الموافقة على طرح الفيلم بدور العرض السينمائي، ورده على الاتهامات الموجهة للفيلم، لكنه بدوره أيضا التزم الصمت.

وعلمت “الشروق” من مصادرها، أن الفيلم تم إجازته بعد مشاهدة دقيقة له، وتم الاكتشاف أن كل الجدل الدائر حوله لم يكن أكثر من “زوبعة في فنجان”، وأن الفيلم إذا كان يتضمن أي مشهد مسيئ، أو يتعارض مع الأخلاق والآداب العامة، لن يعرض في مصر بأي حال من الأحوال.

وتوقعت مصادرنا، تراجع بعض الدول التي منعت عرض الفيلم عن قرارها، وهو ما يبدو سيحدث قريبا، حيث نشرت قناة الـmtv اللبنانية على موقعها الإخباري خبرا مؤخرا تحت عنوان “باربي في السينما اللبنانية”.

وتضمن تفاصيل الخبر أن هناك معلومات وردت إليها بأن اللجنة المكلّفة بالرقابة على أفلام السينما، والتي تضم ممثلين عن الأمن العام ووزارة الاقتصاد، شاهدت فيلم “باربي”، ولم تجد أي مشهد أو مبرر لعدم عرضه، وهو الرأي الذي تعارض مع قرار وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى بمنع عرض فيلم باربي في لبنان، حيث وجه كتابا إلى الأمن العام اللبناني، ووزير الداخلية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع عرض الفيلم في لبنان، وهو القرار الذي أغضب بعض الفنانين، ومنهم الفنانة إليسا التي نشرت عبر حسابها على “اكس” “تويتر سابقا”، تغريدة جاء فيها: “إن شاء الله وزير الثقافة ما يعرف شو في مواد على الإنترنت وعلى نتفليكس أحسن ما يقطع عنا الاتصالات كمان، منع فيلم باربي من أسخف القرارات اللي عم تزيد رجعية الدولة ومؤسساتها، مين بدو يخبر دولتنا أن اللي بيخاف على قيم المجتمع من فيلم بتكون المشكلة بالمجتمع مش بالفيلم”.

وعن موقف موزع الفيلم، قالت مصادرنا، إنه مستفيد من حالة الجدال الدائرة، ففي ظل الشائعات الكثيرة التي تطارد الفيلم، أصبح هناك رغبة عارمة من عدد كبير من الناس لمشاهدة الفيلم، ومعرفة مدى صحة ما يقال عنه، وبالتالي سيحظى الفيلم على نسبة مشاهدة كبيرة.

جدير بالذكر، أن فيلم “باربي” متصدر الإيرادات منذ طرحه يوم 21 يوليو الماضي، وأصدرت شركة وارنر براذرز بيكتشرز، الجهة المنتجة للفيلم، بيانا للإعلان عن إيرادات الفيلم التي وصفتها بالخيالية، وأعلنت دخوله نادي المليار دولار، وما زال الفيلم محافظا على المركز الأول في شباك التذاكر في الأسبوع الثالث له، حيث بلغت إيراداته 86 مليون دولار في أسبوعه الثالث بدور العرض السينمائي، وهو ما يرفع إجمالي إيرادات الفيلم حول العالم لمليار و66 مليون دولار.

و”باربي” هو فيلم كوميدي رومانسي أمريكي، من إخراج جريتا جيروج، وبطولة مارجو روبي، رايان غوسلينغ، أمريكا فيرارا، سيمو ليو، كيت مكينون، الكسندرا شيب، إيما ماكي، ويل فيرل، إيسا راي، مايكل سيرا وهاري نيف، وهو مستوحي من عالم باربي، وتدور أحداثه حول “باربي” في عالم يطلق عليه اسم باربي لاند، وتتوالى الكثير من المواقف للدمي الشهيرة.