منوعات

البرنامج الإنتخابي للمرشح المثالي

هاجر محمد موسى مصر  مقالات

لاجدال بإن السياسة رحلة شاقة كالصعود إلى أعلى جبل يتساقط الأغبياء في الطريق بينما يواصل الأذكياء حتى يصبحوا من القادة المعروفين، والذكاء لايقاس بالمقدار العلمي للسياسي ولكن يقاس بحكمته وبقوة الكلمات الصادقة والواقعية التي يستعين بها، كما قال وارن بينيس”القيادة الحكيمه هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع”

لإن المرشح الذي يعتمد على الزيف والسطحية في التعامل مع الجماهير يتم إكتشافه سريعا.
فهو في الظاهر يمتلك قاعدة من الجماهيرولكن جماهيرمرتشية غير واعية في ‘نتظار نقود التصويت

ولكن المرشح الصادق الذي يمتلك رصيدا هائلا من الأفكاروالحكمه والفصاحة هو القادر على تكوين قاعدة جماهيرية واعية تؤمن به على خلاف من يعتمد على الرشاوي والهدايا الإنتخابية.

لإن نجاح المرشحين لايعتمد فقط على ذكاء او كفاءة المرشح أو حتى صدق نواياه تجاه أهل دائرته أو رغبته الصادقة في خدمة مجتمعه ولكن نجاح المرشح يعتمد على البرنامج الإنتخابي لإنه كلما استثمر فيه جيدا عن طريق واقعية الدراسة للإحتياجات والخطة التنفيذية بجانب الإنتشار الإعلامي الجيد وبناء شبكة من الداعمين بداخل الخطة التسويقية كل ذلك يوفر للمرشح أرضا ثابتة للوقوف حتى لو لم يكن يملك الأموال مثل نواب الهدايا.

حيث يشهد الجميع للمرشح الحكيم بالقدرة على الإقناع عبر الخطابة والمناظرة حيث يصبح رجلا قياديا في عيونهم مثيرا للإهتمام في الأوساط السياسية والإعلامية وتتهافت عليه وسائل الإعلام المرئية.

لذلك الإتجاه إلى الإعلام المرئي وشاشات القنوات الفضائية بجانب منصات التواصل على السوشيال ميديا مثل اليوتيوب وفيديوهات الريلز أهم كثيرا من الكلمات المكتوبة أو الصور فقط عبر الفيس بوك او الإنستاجرام ،لإننا نعيش في عهد الصورة وماتستطيع شرحه من خلال مئات الكلمات،يتم تلخيصه في بضع دقائق عبرشاشات التلفاز وهي الإكثر إنتشارا بين المصريين على عكس السوشيال ميديا التى يهتم بها فئة معينة من الناخبين ، هذا لاينفي أهمية طرق الأبواب والمؤتمرات الجماهيرية والتفاعل المباشر مع المواطنين ، حتى لايصبح المرشح مرشح سوشيال ميديا لإن الجماهير ليست جميعها من جيل زد ولا يهتم غالبية الناس بالصفحات الإلكترونية على مواقع السوشيال ميديا.

هذا ينطبق على مصر لإن أغلب الجماهير المصرية من كبار السن والأميين من الشباب ومتوسطي التعليم لايقوموا بالإعتماد على مواقع التواصل سياسيا وخاصة في التعامل مع المرشحين بعكس دولة مثل الجزائر والتى أشارت نتائج المؤشر العربي لعام 20162017 بإنها احتلت المرتبة الأولى عربيا بنسبة 85% في استخدام السوشيال ميديا في الأمور السياسية وخاصة في الأنتخابات التشريعية الجزائرية حيث قامت الأحزاب السياسية بالترويج والإعلان عن البرامج الإنتخابية عن طريق الدعاية الإلكترونية حيث قام حزب جبهة التحرير الوطنى الجزائري بإنشآء 100 صفحة على موقع فيس بوك بدلا من الدعايا والإعلانات الورقية في الشوارع وجائت بعدها دولة الأردن بنسبة 69% كذلك قام المرشحون لمنصب الرئاسة الصومالية سنه 2017 بتوظيف السوشيال ميديا لصالح رئيس الوزراء السابق فرماجو وقام الشباب بتشكيل البرلمان الصومالي الحالي بفضل السوشيال ميديا.

كل تلك التجارب تجعل كافة المرشحين المصريين أمام سؤالين كيف يتم التعرف على توجهات الناخبين وحاجتهم ، وكيف يتم التأثير على الجماهير داخل وخارج السوشيال ميديا؟

لإن كل وسيلة للإتصال مع الجماهير يجب أن تكون مناسبة مع الوسط والفئة المستهدفة لإن الصورة التى يظهر بها المرشح تؤثر سلبا أو ايجابا على الناخب على سبيل المثال لو ذكرنا عيوب وسائل الإتصال الهولندية سنه 2006 لوجدنا أعلان مرئي لزعيم حزب الخضر الهولندي يتنقل عبر البلاد في سيارة ، كذلك صورة رئيس الوزراء الهولندي سنة 2006 وهو يتزلج على الثلج مع المراهقين والتى انتهت بسقوطه.

نفس ماحدث في هولندا يتكرر في مصر ولكن بصور مختلفة حيث يذهب بعض المرشحين إلى الدوائر الشعبية عبر سيارات فارهة وملابس فاخرة وهو مايعتبره الجمهور دربا من دروب التقليل من شأنهم لإنهم حتى لو كانوا جمهور متوسط لبرنامج شعبي أو كانوا بتعليم متوسط فهذا لايعني أبدا أنهم اغبياء .

لذلك المرشح يجب أن يراعي حقوق الفقراء ويحاول تضيق الفجوة عبر الفقراء والأغنياء خلال المشروعات حتى لو كان ليبرالي يؤمن بحرية المشروعات فإن الشارع المصري يفرض عليه حقوق الفئات الأكثر احتياجا، كذلك يجب أن يميل المرشح إلى التأكيد على حقوق العمال وينادي بالفرص المتكافئة في التعليم والرعاية الصحية للجميع والحفاظ على حقوق الأقليات والقيم العائلية ومكافحة الجريمة ومنع المخدرات وحماية الشباب كل ذلك عبر برنامج إنتخابي قريب من الخيال حتى يصبح ممثلا في البرلمان فسيبدأ في تطوير سياسات واقعية بعضها في صف الناس والبعض الآخر يعلمه رب الناس.

لذلك المرشح المثالي هو من يقوم بتقديم مشروعات لقوانين بين حين وآخر من أجل تحسين شبكات الامان الإجتماعي وتوسعة مظلة الضمان الإجتماعي وكفالة حقوق الفئات الأولى بالرعاية وتوفير التعليم لكل الفئات ورفض أي مقترح يهدد السلم العام او يؤثر على حقوق الفقراء .

كل ماسبق يشرح صفات المرشح المثالي والذي يعتبر درابا من دروب الخيال كما قال عمر حكمت الخولي ” عندما أجدسياسيا واحدا يعترف أنه دخل المعترك السياسي لمصلحته الخاصة ومجده الشخصي اولا وليس حبا بالمساكين والفقراء والطبقات الكادحة ، سأدعمه لصدقه النادر.