الروس أيضاً يعرفون نقاط ضعف بوتين
قال والتر كليمنز، أكاديمي خبير في العلاقات الدولية، إن وجود الرئيس السوري بشار الأسد في المنفى بروسيا يشكل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تذكيراً غير مرغوب فيه بأحلامه الإمبريالية في الشرق الأوسط.
هل منتقدو النظام على حق؟
وقال الكاتب في مقال بموقع مركز تحليل السياسات الأوروبية بواشطن العاصمة إن الأسد كان قبل أسابيع يبدو بمأمن مثل مضيفه الجديد. والآن، لا مفر من أن يتساءل البعض عما إذا كان سقوط بوتين قد يأتي فجأة وبشكل غير متوقع.على سبيل المثال، اعتبر الجنرال الروسي المتقاعد ليونيد إيفاشوف منذ فترة طويلة غزو بوتين الكامل لأوكرانيا خطأً فادحاً من شأنه أن يلحق الضرر بروسيا من الداخل والخارج.
Russians Too See Putin’s Weaknesses | “The fall of Bashar Assad was an unexpected defeat for the Kremlin — will Russia’s despot face the same fate?” Walter Clemens https://t.co/X5D39WNCXv
— CEPA (@cepa) January 7, 2025
وتوقع الجنرال أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الاقتصاد وتفاقم الأزمة الديموغرافية على المستوى المحلي. ونشر إيفاشوف، بصفته رئيساً لجمعية الضباط الروسية، بياناً في يناير (كانون الثاني) 2022 يدين “السياسة الإجرامية لبوتين في إثارة الحرب”. وصدر البيان قبل شهر من بدء الحرب الشاملة في أوكرانيا، وقد دعا فيه بوتين إلى الاستقالة.
خطر حقيقي يهدد روسيا
وألقى إيفاشوف باللوم على بوتين في المخاطرة “بالتدمير النهائي للدولة الروسية وإبادة السكان الأصليين في البلاد”، وحذر من أن الخطر الحقيقي الذي يهدد روسيا ليس الناتو أو الغرب، بل “عدم قابلية نموذج الدولة للاستمرار، والعجز التام والافتقار إلى الاحترافية لنظام السلطة والإدارة، والسلبية وانعدام تنظيم المجتمع”. وفي ظل هذه الظروف، “لا يمكن لأي دولة أن تبقى لفترة طويلة”، كما كتب.
وعلى الرغم من القمع الذي يمارسه الكرملين ضد المعارضة، واصل إيفاشوف نشر انتقاداته للغزو، وفي ديسمبر (كانون الأول) ألقى خطاباً مطولاً على موقع UA RUS Online حذر فيه من أن بوتين ودائرته الداخلية في الكرملين قد يواجهون قريباً مصير نظام الأسد.
Russians Too See Putin’s Weaknesses https://t.co/Eh3s0V1Lyq
— Timo Vainionpää priv/acc (@TimoVainionpaa) January 11, 2025
وقال إيفاشوف، الذي لا يعد صديقاً للغرب، إن انحدار روسيا بدأ عندما سمح ميخائيل غورباتشوف لألمانيا الشرقية بالهروب من الإمبراطورية، ثم انهارت الأنظمة المتحالفة مع موسكو مثل أحجار الدومينو في وسط وشرق أوروبا.
وأضاف إيفاشوف: إن يوغوسلافيا تفككت وسقط صدام حسين، ثم تلتها أنظمة صديقة لموسكو في ليبيا وأماكن أخرى.
وحذر إيفاشوف من أن جيش سوريا رفض القتال في أواخر عام 2024، ومن الممكن أن يحدث الشيء نفسه في روسيا. وقال: “نظامنا ليس أكثر استقراراً من الأنظمة الأخرى التي أطيح بها. قد يسقط نظامنا فجأة مثل نظام الأسد. لا أرى أي أسباب للتفاؤل”.
الكارثة السورية
من جانبه، قال فيكتور ألكسنيس، عقيد متقاعد في القوات الجوية، إن الكارثة السورية كانت هزيمة كبرى لروسيا. وقال ألكسنيس إن موسكو كانت تعتقد أن الأسد ابن فاسد لكنها كانت تعتقد أنه “ابننا” في نهاية المطاف، مضيفاً: كان من الخطأ التدخل وتحويل سوريا إلى “مستعمرة”. لمدة 10 سنوات، زودت روسيا الأسد بمعدات عسكرية باهظة الثمن ومساعدات، وذهب كل هذا سدى.
ونقلت قناة Kanal13 عن ألكسنيس أنه يتوقع استسلام روسيا في أوكرانيا. وقال إنه إذا دخل حلف شمال الأطلسي الحرب، فإن روسيا ستسقط في اليوم الأول من القتال.
في ثلاثينيات القرن العشرين، كان جد ألكسنيس، ياكوف ألكسنيس رئيساً للقوات الجوية السوفيتية. وكان أحد القضاة العسكريين الذين حكموا على المارشال ميخائيل توخاتشيفسكي بالإعدام، ليتم اعتقاله وإعدامه بعد ثمانية أشهر.
وعانى ابنه، والد فيكتور، من التمييز ولكن مع مرور الوقت تم العفو عنه بعد أن عارض فيكتور استقلال لاتفيا. وفي المقابل، أعلنت لاتفيا أن فيكتور شخص غير مرغوب فيه عام 1992 والشيء نفسه في أوكرانيا في عام 2005.
ومثله كمثل إيفاشوف، لا تأتي انتقاداته من موقف موال للغرب. فهو مَثَّلَ “الاتحاد الوطني للوطن الأم في مجلس الدوما الروسي” واقترح استخدام منطقة ترانسنيستريا المولدوفية المنفصلة كقاعدة لاستعادة الإمبراطورية السوفيتية.
كما يتعرض الكرملين للهجوم من قبل صقور مثل الصحفي ماكسيم كلاشنيكوف، مؤسس “نادي الوطنيين الغاضبين” (ويسمى في الواقع بهذا الاسم)، الذي سخر من بوتين لعدم إرسال المزيد من القوات للقتال في أوكرانيا. ونشر كلاشنيكوف عشرات الكتب باللغة الروسية.
فهل منتقدو النظام على حق؟ يتساءل الكاتب ويقول: في الحقيقة “ليس لدينا أي فكرة. وهذا أمر مخيب للآمال بالنسبة لأعدائه العديدين في الداخل والخارج، لكنه لا يمنح بوتين الطمأنينة”.
.