جلسة بـ”معرض الشارقة للكتاب” تناقش حركة “المستقبلية الأفريقية” في الأدب المعاصر
السبت، ٤ نوفمبر ٢٠٢٣ – ٣:٤٩ م
الشارقة في 4 نوفمبر/ وام / تحدث كلٌّ من وولي سوينكا الأديب النيجيري الحاصل على جائزة نوبل للآداب والشاعر السوداني عالم عباس محمد النور عن حركة “المستقبلية الأفريقية” أو ما يطلق عليها “أفروفيوتشريزم” في مرحلة ما بعد الحداثة والأدب المعاصر وكيف يمكن للأدب والشعر والفنون كسر الصورة النمطية المتداولة عن البلدان الأفريقية خلال جلسة حوارية بعنوان “إعادة تصور الهوية والثقافة الأفريقية في الأدب المعاصر” ضمن فعاليات الدورة الـ 42، من “معرض الشارقة الدولي للكتاب” الذي يقام في “مركز إكسبو الشارقة” تحت شعار “نتحدث كتباً”.
وأشار سوينكا إلى أن حركة “المستقبلية الأفريقية” تشكل مزيجاً إبداعياً من الخيال العلمي والتاريخي والواقعية السحرية وتستخدمه كأداة لاستكشاف وإعادة تخيّل التجربة الأفريقية فمن خلال جمع عناصر متنوعة من التكنولوجيا والعادات والتقاليد الأصيلة والفخر والاعتزاز الثقافي نجح كتّاب حركة “المستقبلية الأفريقية” بتشكيل مساحة إبداعية فريدة يتداخل فيها الماضي والحاضر والمستقبل بطرق جميلة ومبتكرة وأصيلة.
وأكد أن كتّاب هذا النوع من الأدب يُقدّمون قصصاً تتحدى النظرة التقليدية للزمان والمكان أو “البُعد الزمكاني” مع الاحتفاء بثراء التراث الأفريقي حيث يستخدم هؤلاء الروّاد الأكاديميون في أعمالهم مجموعة واسعة ومتنوعة من الميثولوجيا والفلكلور والابتكارات التكنولوجية المتطورة لبناء مشهد سردي يحتفي بالمرونة والحيوية الثقافية.
وشدّد سوينكا على أن النقاشات حول مسألة الذات والهوية تعني أن الكثير من الخطوات قد قطعتْ في مشوار التأكيد على الخصوصية الأفريقية مضيفا أن استكشاف الذات هو العملية الأساسية في حركة “المستقبلية الأفريقية” لأنها تتعمق في التفاصيل المعقدة لمعنى الوجود الأفريقي في عالم متغير فمن خلال شخصياتهم الرئيسية يستكشف هؤلاء الكتّاب مفاهيم عالمية مثل النزوح والتطهير الثقافي والرحلة نحو اكتشاف الذات مُوفّرين رؤية فريدة تساعد القرّاء على التفكير في الطبيعة المتنوعة للتجربة الأفريقية.
من جانبه أشاد الشاعر السوداني عالم عباس محمد النور بمجهودات إمارة الشارقة الكبيرة من أجل الثقافة والإبداع موجها شكره لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي جعل الحبر يندلق لينبت ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وتطرق في حديثه إلى سطوة الغرب وانجذاب الناس للثقافة الغالبة والطاغية والقياس عليها مشيرا إلى أهمية التقليل من سطوة الغرب علينا بالتخلي عن الأفكار ما بعد الاستعمارية التي تعيق رؤيتنا لذاتنا فلا نقدر على البناء للمستقبل.
وأوضح أن تأثير حركة “المستقبلية الأفريقية” لا يقتصر على مجال الأدب وإنما يمتد إلى أشكال فنية متنوعة حيث نجح إدخال العناصر الرئيسية لهذه الحركة في الجماليات الفنية الأفريقية بالمساهمة في النهضة العالمية وتمكين الأفراد المنحدرين من أصول أفريقية في جميع أنحاء العالم وتعزيز شعورهم بالفخر والاعتزاز والانتماء لجذورهم الثقافية.
عبد الناصر منعم/ بتول كشواني