اخبار الإمارات

خاص 24.. أطباء يضعون روشتة كاملة للوقاية من سرطان الثدي

دفعت المخاطر التي يسببها سرطان الثدي على صحة المرأة، إلى تخصيص شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام؛ للتوعية بالمرض الأكثر شيوعاً بين السيدات على مستوى العالم، بهدف الكشف المُبكر، ورفع الوعي حول أضراره.

وحرص “24” على توضيح عوامل انتشار سرطان الثدي بين النساء الأصغر سناً، والعوامل المسببة للإصابة به، ومدى تأثيره على الحالة النفسية السيكولوجية للمرأة، وسبل الوقاية والعلاج، وذلك عبر مجموعة من الأطباء المُختصين.

أسباب الإصابة

قال الدكتور الأردني أسامة الخطيب، أخصائي الأمراض الباطنية، إنه يوجد عدة أسباب وعوامل وراء الإصابة بسرطان الثدي في فئة النساء الأصغر سناً، منها ما هي وراثية وأخرى هرمونية وكذلك حياتية.

وحول هذه العوامل أشار الخطيب، إلى أن بعض النساء قد يحملن طفرات في الجينات المرتبطة بسرطان الثدي، مثل BRCA1 وBRCA2، مما يزيد من خطر الإصابة بالمرض في سن مبكرة، هذا بجانب “التاريخ العائلي” للإصابة بوجود حالات إصابة بهذا النوع من السرطان في العائلة، مما يزيد من مخاطر الإصابة.
ولفت الطبيب، لـ “24”، إلى وجود عوامل أخرى هرمونية، لاسيما في فترة الطمث الطويلة “بدء الدورة الشهرية مبكراً أو انقطاع الطمث متأخراً”، حيث تزيد من تعرض النساء لهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون لفترة أطول.

وحذر الطبيب من السمنة، حيث يلفت إلى أن زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث يرفع خطر الإصابة، بجانب وجود عوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة مثل التعرض للإشعاعات، والأطعمة غير الصحية، وشرب الكحول، وقلة النشاط البدني، مما يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.

مخاطر نفسية

بدوره، قال الدكتور عبدالله أبو عدس، استشاري الطب النفسي، لـ “24”، إن مرور المرأة بحالة نفسية يؤثر بطريقة مباشرة وواضحة على جهاز المناعة عن طريق زيادة هرمونات الاجهاد، مشيراً إلى أن أمراض القلق والاكتئاب من الأسباب المؤدية لوجود سرطان الثدي، فضلاً عن أنها من نتائجه أيضاً، كونها تُبقي المُصاب في حالة ضرر نفسي كبير بعد الإصابة.
ولفت الطبيب إلى أن الحالة النفسية غير المستقرة تدفع نحو زيادة سلوكيات سلبية كالتدخين وتعاطي المؤثرات العقلية وتفاقم السلوكيات غير الصحية في النوم والطعام كتجنب الأكل الصحي والرياضة، ما تُضعف جهاز المناعة.
وأشار أبو عدس، إلى أن التوتر والقلق المزمن من شأنه أيضاً التأثير على إنتاج “الميلاتونين” المهم في تدعيم وتنظيم عمل جهاز المناعة، وارتفاع “الكورتيزول” المزمن الناتج عن الانفعالات المزمنة يقلل من قدره جهاز المناعة على التعامل مع الخلايا السرطانية.

ومن التأثيرات الخطيرة أيضاً، وفق الطبيب، ما يفعله “الإجهاد المزمن” ومخاطره على الغدة الدرقية والكظرية وبالتالي يؤثر سلباً على المعادن المطلوبة لعمل جهاز المناعة، مُحذراً السيدات اللواتي يملن إلى كبت المشاعر وعدم التعبير عنها من زيادة نقص دائم في أكسجين الدم ومخاطره الشديدة.

ماذا على النساء أن تفعلنَ؟

روشتة علاج ضرورية وضعها مُختصو الباطنة والصحة النفسية والتغذية للسيدات لتجنب الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك لسرعة علاج المُصابات، حيث شدد الدكتور أسامة الخطيب على الفحص الدوري كتصوير الثدي بالأشعة السينية كونه وسيلة فعالة للكشف المُبكر عن المرض.
ويدعو الخطيب، إلى أهمية ممارسة الرياضة بانتظام للتقليل من خطر الإصابة، والحفاظ على وزن صحي يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بعد انقطاع الطمث، مع الإقلاع عن التدخين تماماً وتقليل أو التوقف عن استهلاك الكحول.
أما الطبيبة ربى العباسي، استشارة التغذية العلاجية، فتُشدد على أهمية الغذاء الصحي المتوازن كونه أحد ركائز الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي.
وفي هذا الصدد، وجّهت العباسي، باتباع “نظام البحر الأبيض المتوسط” المُعتمد في التغذية على تناول الخضروات والفواكه الطازجة وخاصة الملون منها، مع إضافة المكسرات والحبوب الكاملة لما له دور كبير في الوقاية.
كما وجّهت الطبيبة بإدخال زيت الزيتون والدهون الصحية على الطعام، وتجنب الدهون المشبعة بمصادرها والدهون المحولة (Trans fat)، حيث يرتبط تناولها بالإصابة بأنواع السرطانات المختلفة، مع التركيز على تناول الأسماك كأفضل نوع من اللحوم عوض عن اللحوم الحمراء، وتجنب تناول الأغذية المصنعة المحتوية على النشويات المكررة و السكريات والعالية بالدهون الضارة.
وترى العباسي، أن “البكتيريا النافعة” مُفيدة في العلاج وتُقلل من نسبة الإصابة.

من الناحية النفسية، شدد الدكتور عبدالله أبو عدس، أنه لا علاج للسرطان دون وجود الدعم النفسي الكافي الذي يركز على فلسفة تقليل الوصمة والتقبل غير المشروط، إضافة إلى إعادة دمج السيدة المصابة مرة أخرى في حياتها النفسية والاجتماعية.
وذكر أبو عدس، أنه من الضروري وجود الدعم النفسي الأولي مع بداية تشخيص المرض وخلال مراحل العلاج، على أساس أن جهاز المناعة النفسي يوازي أهمية جهاز المناعة العضوي، وأن العامل النفسي العامل الأهم في التعامل مع سرطان الثدي، وباقي الاضطرابات العضوية.