حوادث وقضايا

الشروق تنشر القصة الكاملة لمذبحة دار السلام بسوهاج: أب يقتل أطفاله الثلاثة وينتحر


محمد عبد المجيد


نشر في:
الخميس 12 يونيو 2025 – 1:11 ص
| آخر تحديث:
الخميس 12 يونيو 2025 – 1:11 ص

النيابة تعاين مسرح الجريمة وتستدعى جيران الحادث وشهود العيان لأستجوابهم
الأب دخل فى حالة نفسية بعد ترك زوجته المنزل فأقدم على قتل أبنائه والانتحار

 

بدأت النيابة العامة بمركز دار السلام تحقيقات مكثفة لكشف الملابسات الكاملة لقيام عامل زراعي بقتل أبنائه الثلاثة ذبحًا بسكين مطبخ، ثم قام بشنق نفسه.

وأمرت النيابة العامة بسرعة استدعاء شهود العيان وسماع أقوال ذوي الضحايا، كما أمرت بمعاينة مسرح الجريمة، وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة، وانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثث الأربع، ومصادرة السلاح الأبيض المستخدم في الجريمة، وتولت التحقيق في وقت خيم فيه الحزن والصدمة على أهالي القرية الذين لم يصدقوا وقوع هذه الجريمة البشعة داخل منزل كان يبدو عليه الهدوء.

وشهدت قرية أولاد سالم قبلي، التابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، مساء أمس، حادثًا مأساويًا هز أرجاء المحافظة، بعدما أقدم عامل يبلغ من العمر 48 عامًا يُدعى (محمود .ع) على قتل ثلاثة من أبنائه، بينهم طالبة بالثانوية العامة، مستخدمًا سلاحًا أبيض “مطواة”، قبل أن يُقدم على الانتحار بشنق نفسه داخل منزله.

وترجح التحريات الأولية أن الجريمة وقعت نتيجة خلافات أسرية حادة أدت إلى مغادرة الزوجة منزل الزوجية، مما دفع الأب إلى الدخول في حالة نفسية سيئة، أدت إلى ارتكابه هذه الجريمة بحق أبنائه الأبرياء، ثم إنهاء حياته في مشهد مأساوي.

وكانت أجهزة الأمن بسوهاج، بقيادة اللواء صبري عزب، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، قد تلقت بلاغًا من مأمور مركز شرطة دار السلام يُفيد بالواقعة. وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن والنيابة العامة إلى موقع الحادث، وتم نقل الجثامين الأربعة إلى مشرحة المستشفى المركزي تحت تصرف النيابة، التي تولت التحقيق.

وأكد عدد من الجيران، من بينهم رسمية “أ.م.ع” – 70 سنة، ربة منزل، وأمين “ع.م.ع” – 40 سنة، سائق، ومقيمان بدائرة المركز، خلال الإدلاء بأقوالهم، أنهم اكتشفوا الجريمة، وأن المدعو “محمود” – 48 سنة، عامل زراعي – قام بقتل أبنائه الثلاثة والانتحار بمنزله الكائن بذات الناحية، حيث وُجدت جثته مسجاة على ظهره أعلى سرير في غرفة بالطابق الثاني من منزله المكون من طابقين، وكان يرتدي كامل ملابسه، وتلاحظ وجود شال يتدلى من جنش حديدي بسقف الغرفة، وبمناظرته تبين وجود سحجات حول الرقبة، ولا توجد ثمة إصابات ظاهرية أخرى.

كما تبين وجود جثث أبنائه، وهم إنجي – 18 سنة، طالبة، ومحمد – 12 سنة، تلميذ، وريتال – 8 سنوات، تلميذة، مسجيين على الأرض داخل غرفة بذات الطابق، وكانوا جميعًا يرتدون كامل ملابسهم. وتبين إصابة الأولى بعدد أربع طعنات في الرقبة من الناحية اليمنى، في حين ظهرت آثار تجمع دموي حول رقبة الثاني والثالثة، دون وجود إصابات ظاهرية أخرى.

وعُثر بجوار جثة الأولى على سلاح أبيض “سكين مطبخ” عليه آثار دماء، كما تبين سلامة نوافذ وأبواب المنزل.

وأفاد المبلغان المذكوران أن الأولى لاحظت عدم خروج جارها المذكور وأبنائه من منزلهم منذ الأمس، فقامت بالنداء على الثاني وآخرين، ولم يستجب أحد رغم تزايد المناداة، فقاموا بالاستعانة بأشقاء المذكور. وفور وصول أشقائه للاطمئنان عليه، ودخولهم المنزل، اكتشفوا الواقعة، وقاموا بإنزال شقيقهم ظنًا منهم أنه لا يزال على قيد الحياة، وعقب ذلك أبلغوا الجهات المختصة.

وأشارا إلى أن الدافع وراء ارتكاب المذكور للجريمة وانتحاره هو سوء حالته النفسية بسبب مغادرة زوجته المدعوة “أمل ص.ح.م” – 41 سنة، ربة منزل – منزل الزوجية منذ الأمس، بصحبة نجلهما الطفل “ياسين” – 4 سنوات، وانتقالها للإقامة لدى شقيقها بذات الناحية، نتيجة خلافات زوجية بينهما، بالإضافة إلى معاناة اثنين من أبنائه (الثاني والثالثة) من إعاقة ذهنية. ولم يتهموا أحدًا بالتسبب في الواقعة.