بنقطة ليبيا… تونس تنتزع صدارة المجموعة العاشرة

ماذا تحتاج أنس جابر لفك عقدتها مع الألقاب الكبرى؟
بعد خروج البولندية إيغا شفيونتيك المصنفة الأولى وحاملة اللقب من بطولة أميركا المفتوحة للتنس، ظن المراقبون أن الوقت قد حان لتحقق التونسية أنس جابر الخامسة عالميا ووصيفة بطلة النسخة الأخيرة حلمها بتتويج أول في بطولات الغراند سلام، لكنها صدمت جماهير «فلاشينغ ميدوز» بسقوطها أمام الصينية كينوين تشينغ 2-6 و4-6 في ثمن النهائي.
الجمهور العربي الذي كان يضع آماله على جابر في التتويج بلقب البطولة الأميركية، بات متحيرا من أسباب التراجع المثير للغرابة للبطلة التونسية البالغة من العمر 29 عاما في الأدوار الحاسمة، وهي التي بلغت أيضا المباراة النهائية لبطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، عامي 2022 و2023، من دون أن تستغل الفرصة للظفر باللقب.
ربما عانت جابر في الأدوار الثلاثة الأولى بالبطولة الأميركية من آثار وعكة صحية وتعب جسدي، لكنها مع تقدم المنافسات أظهرت عودة قوية، قبل أن تعجز عن مواصلة مشوارها ومقارعة الصينية الواعدة (20 عاما) والمصنفة رقم 23 عالميا، وبالتالي انتهى موسم البطولات الكبرى على واقع أليم كان من الممكن أن يكون أفضل كثيرا للتونسية.
وقالت أنس جابر التي حظيت بمساندة جماهير نيويورك: «إنهم يساندونني مهما حدث. هذا في الواقع ما أحتاجه كرياضية ولاعبة. نتمنى أن نعود العام المقبل بشكل أقوى والحصول على الدعم من هذه الجماهير المذهلة».
وكان ينظر إلى جابر على أنها الأكثر حظا للتتويج بعد خروج شفيونتيك، لكن بدا واضحا تأثر التونسية بمعاناتها في الأدوار الأولى والتي احتاجت إلى 7 ساعات و6 دقائق لتخطيها، بينها مباراتان من ثلاث مجموعات وثلاثة أشواط فاصلة و91 شوطاً.
في المقابل قالت تشينغ: «إذا أردت الفوز على منافسة من الكبار يجب أن أكون قوية وشرسة. بالطبع أحتاج أن أكون قادرة على الدفاع عن الكثير من الكرات وأن أكون لاعبة شرسة وقوية وتحقيق التوازن. أنا سعيدة لأنني وجدت التوازن الصحيح للفوز بهذه المباراة».
وأضافت تشينغ المصنفة 23، التي وصفت فوزها على أنس بـ«الإنجاز»: «دائما أثق بقدرتي على هزيمة أي لاعبة إذا قدمت المستوى الذي يجب أن ألعب به. أعتقد أنه إذا كنت أقاتل حقا على كل نقطة، فهذا يعني أن الأمور يمكن أن تحدث».
وأطاحت الأميركية ماديسون كيز السابعة عشرة بمواطنتها جيسيكا بيغولا الثالثة عندما تغلبت عليها 6-1 و6-3.
واستهلت كيز المباراة بقوة وتقدمت 3-0 بكسرها إرسال مواطنتها في الشوط الثاني، قبل أن تفعلها للمرة الثانية في الشوط السادس متقدمة 5-1 ثم أنهت المجموعة في صالحها بسهولة 6-1 في 30 دقيقة.
وفرض التعادل نفسه في الأشواط الأربعة من المجموعة الثانية (2-2) قبل أن تنجح كيز في كسر إرسال بيغولا في الشوط الخامس متقدمة 3-2، لكن الأخيرة ردت التحية مباشرة مدركة التعادل 3-3.
وانتظرت كيز الشوط التاسع لكسر إرسال بيغولا للمرة الثانية في المجموعة وأنهتها في صالحها 6-3 في 31 دقيقة.
وضربت كيز، وصيفة بطلة «فلاشينغ ميدوز» عام 2017، موعدا في ربع النهائي مع التشيكية ماركيتا فوندروشوفا التاسعة وبطلة ويمبلدون هذا العام التي تغلبت على الأميركية الأخرى بيتون ستيرنز 6-7 و6-3 و6-2 في ساعتين و10 دقائق.
وهو الفوز الثاني لفوندروشوفا على ستيرنز في مواجهتين جمعتا بينهما حتى الآن، بعد الأول في الدور الثاني من بطولة ويمبلدون الإنجليزية. وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها فوندروشوفا ربع نهائي فلاشينغ ميدوز في مسيرتها الاحترافية.
وفي منافسات الرجال واصل الإسباني كارلوس ألكاراس المصنف أول عالميا بنجاح حملة الدفاع عن لقبه الأميركي بتغلبه على الإيطالي ماتيو أرنالدي 6-3 و6-3 و6-4.
واحتاج ألكاراس البالغ من العمر 20 عاما إلى ساعة و57 دقيقة لتحقيق الفوز الأول على أرنالدي البالغ من العمر 22 عاما في أول مواجهة بينهما.
وحسم الماتادور الإسباني المجموعة الأولى في صالحه 6-3 في 32 دقيقة بعدما كسر إرسال الإيطالي في الشوط السادس. وتابع ألكاراس تفوقه في المجموعة الثانية وكسر إرسال أرنالدي في الشوطين الأول والتاسع وأنهاها في صالحه 6-3 في 41 دقيقة.
ونجح أرنالدي في كسر إرسال ألكاراس للمرة الأولى في المباراة وتحديدا في الشوط الثالث للمجموعة الثالثة وتقدم 2-1، لكن الماتادور رد مباشرة مدركا التعادل 2-2، قبل أن يفعلها في الشوط العاشر وينهي المجموعة في صالحه 6-4 في 44 دقيقة.
وهي المرة الثالثة تواليا التي يبلغ فيها ألكاراس ربع نهائي «فلاشينغ ميدوز»، وبات أول لاعب يحقق هذا الإنجاز في أول ثلاث مشاركات له في البطولة الأميركية منذ عام 1980، والثاني تحت 21 عاما يفعلها بعد الأميركي أندريه أغاسي.
ويأمل ألكاراس في أن يصبح أول لاعب يدافع عن لقبه بنجاح في «فلاشينغ ميدوز» منذ عام 2008 عندما فاز الأسطورة السويسري روجر فيدرر باللقب للعام الخامس توالياً.
وقال ألكاراس بعد فوزه: «أنا سعيد حقًا بالأداء بشكل عام. كانت المباراة قوية منذ البداية وحتى الكرة الأخيرة، لعبت مباراة قوية حقًا، وارتكبت أخطاء أقل».
ويلتقي الإسباني الذي سيخسر صدارة التصنيف العالمي لصالح الصربي نوفاك ديوكوفيتش مع نهاية البطولة، مع الألماني ألكسندر زفيريف الثاني عشر الذي فاز على الإيطالي يانيك سينر 6-4، 3-6، 6-2، 4-6، و6-3 في مباراة استمرت أربع ساعات و41 دقيقة.
وحقق زفيريف فوزه الثاني على اللاعب الإيطالي المصنف سادساً خلال ثلاث سنوات في «فلاشينغ ميدوز»، وتأهل إلى ربع النهائي للمرة الثالثة بعد أطول مباراة في بطولة أميركا المفتوحة خلال مسيرته.
وبلغ الدور ذاته الروسي أندري روبليف الثامن بفوزه على البريطاني جاك درايبر 6-3 و3-6 و6-3 و6-4.
وهي المرة الرابعة التي يبلغ فيها روبليف ربع النهائي في «فلاشينغ ميدوز» والثانية تواليا، كما بلغ الدور ذاته في البطولات الكبرى الثلاث الأخرى بينها أستراليا وويمبلدون هذا العام، لكنه لم ينجح قط في بلوغ دور الأربعة.
ويلتقي روبليف في الدور المقبل مع مواطنه دانييل ميدفيديف الثالث وبطل نسخة 2021، بعد فوز الأخير على الأسترالي أليكس دي مينور الثالث عشر في أربع مجموعات.
وعوّض ميدفيديف المصنف ثالثاً تأخره بمجموعة ليتغلب على دي مينور 2-6، 6-4، 6-1، و6-2 في سعيه لإضافة لقبه الثاني في بطولة أميركا المفتوحة بعد لقبه الأول في البطولات الأربع الكبرى في نيويورك قبل عامين.
وقال ميدفيديف: «كانت هناك لحظة اعتقدت فيها أنني لن أتمكن من اللعب حتى النهاية (بسبب الأجواء الحارة والرطبة)، كان الأمر صعباً للغاية. لكنني نظرت عبر الشبكة ولاحظت أنه كان يتباطأ أيضاً، لذلك فكرت أنه يمكنني القيام بذلك».
وهذه هي المرة الرابعة التي يتأهل فيها ميدفيديف (27 عاماً)، الفائز بأربعة ألقاب على الملاعب الصلبة هذا الموسم، إلى دور الثمانية في بطولة أميركا المفتوحة خلال خمس سنوات.