أشعة الشمس والسرطان.. كيف تحمينا واقيات الشمس ومتى تفشل؟

سلمي محمد مراد
نشر في:
الإثنين 21 يوليه 2025 – 6:46 م
| آخر تحديث:
الإثنين 21 يوليه 2025 – 6:46 م
قد تسبب أشعة الشمس الإصابة بالسرطان، ووفقًا للتقارير، فإن أكثر من 80% من حالات سرطان الجلد الميلانيني سببها حروق الشمس، ويُقدّر عدد الحالات الجديدة من سرطان الجلد عالميًا بنحو 1.5 مليون حالة سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 50% بحلول عام 2040.
– مخاطر التعرض لأشعة الشمس، ولماذا نحتاج لحماية بشرتنا؟
تتواجد الأشعة فوق البنفسجية، بنوعيها UVA وUVB، على مدار العام، وتأثيرها تراكمي وخفي، لذا فهي تمثل خطرًا يستوجب الوقاية منه يوميًا، وليس فقط خلال أشهر الصيف.
وبحسب “بي بي سي”، فإن زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن ضوء الشمس يؤدي إلى تلف الحمض النووي، والبروتينات، والجزيئات الأخرى داخل خلايا الجلد، ما قد يسبب الشيخوخة المبكرة ويزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد.
كما أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يُعد السبب الرئيسي لأكثر أنواع سرطان الجلد شيوعًا، فالإشعاع الصادر عن الشمس يُعتبر مادة مسرطنة محتملة حتى بكميات قليلة؛ لذا من الضروري استخدام واقٍ شمسي بعامل حماية مناسب لتقليل هذا التعرض.
– ما هو عامل الحماية المناسب؟
يحاول الجلد حماية نفسه من خلال إنتاج الميلانين وتغيير لونه إلى الاسمرار، لكن في حالة التعرض الشديد لأشعة الشمس، يعجز الجلد عن الحماية ويُصاب بالحروق، ما يستلزم استخدام واقٍ شمسي بعامل حماية، ويُرمز له بالاختصار SPF، أي “عامل الحماية من الشمس”.
ويُوصى بتجربة علامات تجارية مختلفة، لأن لكل نوع ميزاته وعيوبه، بهدف إيجاد الأنسب للبشرة. وبحسب صحيفة “تليجراف” البريطانية، ينبغي على الجميع استخدام واقٍ شمسي بعامل حماية لا يقل عن SPF 30 وبحماية واسعة الطيف، أما أصحاب البشرة الفاتحة جدًا أو الذين يعانون من حالات مثل الوردية أو الكلف، فيُفضل لهم استخدام SPF 50.
ويمكن استخدام واقيات الشمس المعدنية (مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم) على الجلد، حيث تعكس الأشعة فوق البنفسجية، وهي مناسبة جدًا للبشرة الحساسة أو المعرضة لحب الشباب، وكذلك للحوامل أو المرضعات أو من لديهن حساسية هرمونية في الجلد.
أما واقيات الشمس الكيميائية، فعادة ما تكون أخف قوامًا وأسهل في الامتزاج، لكن بعضها قد يسبب تهيجًا للبشرة الحساسة.
– الطريقة المثلى لتطبيق واقي الشمس
وفقًا للعديد من الدراسات، يُفضّل وضع واقي الشمس قبل ٢٠–٣٠ دقيقة من التعرض لأشعة الشمس، وتكرار وضعه مرتين لتقليل احتمال ترك مساحات من الجلد دون حماية في المرة الأولى، مع إعادة تطبيقه بعد التعرق أو السباحة أو احتكاك الجلد بالملابس أو الرمال.
ومن المهم أيضًا عدم خلط واقي الشمس مع مستحضرات العناية بالبشرة الأخرى، مثل المرطبات، لأن بعض واقيات الشمس التي تحتوي على جزيئات معدنية نانوية (مثل أكسيد الزنك) قد تفقد فعاليتها بسبب تفاعلها مع مكونات أخرى، مما يؤدي إلى ضعف تأثير الحماية.
– الكمية المناسبة
توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) باستخدام 2 ملغ/سم² (0.16 بوصة²) من واقي الشمس لاختبار الحماية، وهو ما يعادل نحو نصف ملعقة صغيرة للوجه والرقبة، بينما يحتاج الجسم إلى نحو ست ملاعق صغيرة كاملة (36 غرامًا).
– الأطفال والحماية من الشمس
تُعتبر بشرة الأطفال الصغار شديدة الحساسية للأشعة فوق البنفسجية، لذا من الضروري حمايتهم من أشعة الشمس. ولا يُنصح باستخدام واقي الشمس للأطفال الرضع تحت عمر الستة أشهر، بل يجب عدم تعريضهم مباشرة للشمس، مع حمايتهم بملابس فضفاضة ووضعهم في أماكن مظللة.
ويُوصى بوضع ملعقتين صغيرتين من واقي الشمس للأطفال بعمر السنتين، وثلاث ملاعق للأطفال بعمر خمس سنوات، وأربع ملاعق بعمر تسع سنوات، وخمس ملاعق للأطفال بعمر 13 عامًا، أما الأطفال الأكبر سنًا، فينبغي إعادة وضع الواقي كل ساعتين وفقًا لتوصيات الخبراء.
– الجودة لا تتوقف بالضرورة على سعر واقيات الشمس
السعر لا يُعد العامل الأساسي في جودة واقي الشمس، بل الأهم هو استخدام كمية كافية من منتج واسع الطيف بعامل حماية لا يقل عن 30، لأن معظم الناس لا يضعون الكمية الموصى بها كاملة، ما يقلل من فعالية المنتج مهما بلغت جودته أو سعره.