تشهد صناعة السيارات الكهربائية في الصين تحولات كبيرة، إذ بعدما وصلت السوق المحلية إلى مرحلة شبه تشبع نتيجة المنافسة الشديدة وكثرة العلامات التجارية، بدأت الشركات الصينية الرائدة في هذا المجال التوجه بقوة نحو الأسواق العالمية. وتعمل هذه الشركات على توسيع صادراتها بشكل ملحوظ إلى أوروبا، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا، مستفيدة من انخفاض تكاليف الإنتاج لديها مقارنة بالشركات الغربية، بالإضافة إلى التقدم السريع في تكنولوجيا البطاريات والكفاءة التشغيلية.
ويأتي هذا التوسع في وقت تواجه فيه شركات السيارات الغربية تحديات متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع واشتداد القيود البيئية التي تفرضها الحكومات، الأمر الذي يمنح المنتجات الصينية ميزة تنافسية واضحة. بعض الماركات الصينية تمكنت بالفعل من ترسيخ وجودها في أسواق مثل ألمانيا وبريطانيا، كما بدأت بتأسيس مصانع للتجميع والتوزيع في مناطق مختلفة حول العالم لضمان استقرار الإمدادات وتقليل تكاليف الشحن.
ويرى خبراء أن استمرار هذا التوسع قد يعيد تشكيل خريطة سوق السيارات العالمي خلال العقد المقبل، خاصة مع تزايد الطلب على المركبات النظيفة وتوجه العديد من الدول نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، لا تزال هذه الشركات تواجه تحديات مرتبطة بالحواجز الجمركية، والضغوط السياسية من بعض الحكومات الغربية، بالإضافة إلى الحاجة لإقناع المستهلكين بجودة وأمان سياراتها على المدى الطويل.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
تسلا تعلن عن بناء مصنع ثالث لبطاريات السيارات الكهربائية
مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا ترتفع في الربع الأول
