العنف اللّغويّ بين المقامات التّواصليّة والمواقف التّفاعليّة،

أ.د. سعاد بسناسي، جامعة وهران1 الجزائر
تقديم:
يمكن للعنف اللّغويّ أن يُفهم بموجب اللّسانيّات الاجتماعيّة كنوع من التّفاعلات اللّغويّة التي تحمل أبعادًا اجتماعيّة وسلطة، يمكن أن يُفهم العنف اللّغويّ بشكل مختلف بين المقامات التّواصليّة والمواقف التّفاعليّة، حيث يتمّ التّركيز على كيفيّة وجوده وتأثيره في كلّ من هذين السّياقين: المقامات التّواصليّة، والسّياقات الرّسميّة والمؤسسّيّة ويمكن أن يظهر العنف اللّغويّ في المقامات التّواصليّة الرّسميّة مثل المؤسسّات، الحكومات، والشّركات، من خلال استخدام اللّغة لتعزيز السّلطة والتّفوّق، وقد يتمثّل ذلك في توجيه انتقادات حادّة أو استخدام لفظيّات قاسية لتهييج المشاعر أو لإظهار الأفضليّة على الموظّفين أو الجمهور. ويظهر العنف اللّغويّ التّفاوض من خلال سياقات التّفاوض والتّعاون الدّوليّ، في استخدام اللّغة كأداة للتّأثير والضّغط، وقد يشمل ذلك استخدام التّهديدات اللّفظيّة أو التّجاهل المتعمد لآراء الآخرين بطريقة تسيء إلى العلاقات بين الدّول.
أمّا بشأن المواقف التّفاعليّة: فقد يظهر ذلك في المواقف التّفاعليّة، مثل العلاقات الشّخصيّة والأسريّة والاجتماعيّة، أو عبر استخدام اللّغة لتحقيق التّفوّق أو التّسلّط داخل العلاقات، كأن يتمّ استخدام الإهانات أو الانتقادات القاسية للتّحكّم في الآخرين أو لتقويض مواقفهم. وفي العصر الرّقميّ، يمكن أن يظهر العنف اللّغويّ بشكل متزايد عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، حيث يتمّ استخدام اللّغة للتّنمّر، ونشر الشّائعات، والهجوم على الآخرين بطرق تعكس استخداماً خاطئاً ومؤذياً للسّلطة اللّغويّة.
واعتبارًا لذلك يتمّ تحليل العنف اللّغويّ في المقامات بواسطة اللّسانيّات الاجتماعيّة؛ لفهم أسبابه وآثاره الاجتماعيّة والنّفسيّة. وفي ضوء ذلك يتمّ النّظر في السّياقات السّوسيوثقافيّة التي تشكّل الخلفيّة لظهور العنف اللّغويّ، بما في ذلك الهويّة الثّقافيّة، والسّلطة، والتّفوّق الاجتماعيّ.
ويشمل التّحليل النّقديّ في هذا البحث اقتراح الحلول والتّوصيات للتّعامل مع العنف اللّغويّ، مثل تعزيز التّوعية والتّعليم اللّغويّ السّلميّ والمتساوي. وبهذا الشّكل، يعبّر العنف اللّغويّ عن نوع من السّلطة والتّفوّق الاجتماعيّ، ويؤثّر على الهويّة والانتماء، ويتطلّب الفهم والتّدخّل من خلال النّقد اللّسانيّ الاجتماعيّ؛ لتحليله والعمل على تخفيف أثره السّلبيّ في المجتمعات، وهو ما يمكن شرحه في مداخلة العنف اللّغويّ بين المقامات التّواصليّة والمواقف التّفاعليّة عبر التّركيز على السّياقات الاجتماعيّة التي يظهر فيها، وعلى تأثيراته وحلوله المحتملة.
العنف اللّغويّ والسّياقات السّوسيو ثقافيّة
يعدُّ العنف اللّغويّ ظاهرة معقّدة تتداخل فيها العوامل الاجتماعيّة والثّقافيّة والنّفسيّة. ولفهم هذه الظّاهرة بشكل شامل، من الضّروريّ النّظر إليها في السّياقات المختلفة التي يظهر فيها العنف اللّغويّ وكيفيّة تأثيره على الأفراد والمجتمعات. من خلال الوعي والتّثقيف، وبالمقابل يمكن تقليل آثار العنف اللّغويّ وتعزيز بيئة تواصل أكثر احترامًا وتسامحًا.
يشيرُ العنف اللّغويّ في مفهومه الشّامل إلى استخدام اللّغة بطريقة تعكس، أو تعزّز، أشكالًا من العنف النّفسيّ أو الاجتماعيّ، ويمكن أن يظهر في عدّة سياقات سوسيو ثقافيّة، يمكن أن يستخدم بشكل يسبّب الأذى للآخرين، سواء كان ذلك من خلال الإهانات، التّهديدات، أم حتّى التّعبيرات التي تهمش أو تقلّل من قيمة الأفراد أو الجماعات. وقد يتضمّن ذلك أيضًا استخدام لغة تحضّ على الكراهيّة أو التّمييز في السّياق الاجتماعيّ، من خلال في التّفاعلات اليوميّة بين الأفراد، مثل التّنمّر في المدارس أو في أماكن العمل. إذ اللّغة هنا تُستخدم كأداة للسّيطرة أو الإقصاء، ممّا يؤدّي إلى تعزيز الهياكل الاجتماعيّة غير المتكافئة، ويرى عالم الأصوات الفرنسيّ “إيفان فوناحي”[1] Ivan FONAGY أنّ اللّغة في مظهرها الكلاميّ المنجز عبارة عن تسنين مزدوج Double encodage، أي أنّها نسق تعبيريّ يعبّر عن نمطين من المعلومات: أوّلاً، معلومات ذات طبيعة لغويّة أوليّة أو أصليّة، تجسّدها العلامات اللّغويّة من خلال صلة الاعتباط القائمة بين الدّال والمدلول؛ وثانيًا، معلومات ذات طبيعة ثانويّة أو فرعيّة ملازمة ومصاحبة للأولى ولا تنسلخ عنها. وقد سمّى “فوناجي” هذا النّوع الثّاني من المعلومات: “الأساليب الصّوتيّة” phonostyles . وهذه الأخيرة حاضرة بقوّة في كلّ تلفّظ صوتيّ، وتتكفّل بالتّعبير عن مشاعر المتكلّم وإحساساته ومواقفه الانفعاليّة الواعية واللاواعية. وبعبارة أخرى، فالمستوى الأوّل يشمل مظاهر اللّغة المعرفيّة والثّقافيّة والعلميّة، بينما يختصّ المستوى الثّاني بالجوانب النّفسيّة والشّعوريّة. وتوجد بين هذين المستويين الاثنين علاقة تحويل transformation وتحريف distorsion سيميائيّ ودلاليّ، أي أنّ المستوى الثّاني بحكم كونه معبّرا عن المظاهر النّفسيّة والشّعوريّة لدى المتكلّم يعمل على خلخلة وتشويش (بل تعديل) المعلومات التي يحملها المستوى الأول، فيغدو، بالتّالي، مستوى أكثر إمتاعا ومرحا (وكذلك أكثر غنى) من المستوى الآخر. كما يقوم المستوى الثّاني بوظيفة تعبيريّة تشخّص أعراض ما يتلفّظ به المتكلّم، وتفصح عن خباياه ومكنوناته الدّفينة السّليمة منها والعليلة. فمن خلال تعبيراته الصّوتيّة، نستشفّ أصله ومفصله (الجغرافيّ، واللّهجيّ، والحرفيّ، العمريّ، والجنسيّ…)، وحالاته الشّعوريّة والانفعاليّة.[2]
ويمكن أن يتجلّى العنف اللّغويّ في السّياق الثّقافيّ، من خلال الصّور النّمطيّة والتّمثيلات السّلبيّة التي تُستخدم في الأدب، الإعلام، والفنون. وقد تعزّز هذه التّمثيلات من المعتقدات السّلبيّة حول فئات معيّنة من المجتمع، ممّا يؤدّي إلى تفشّي التّمييز والعنف، على نحو ما نجده في السّياق السّياسيّ، حيث يمكن أن يُستخدم العنف اللّغويّ كأداة للتّلاعب أو التّحريض في الخطاب السّياسيّ الذي يتضمّن لغة تحريضيّة أو تمييزيّة وهو ما من شأنه أن يؤدّي إلى تفاقم النّزاعات أو تعزيز الانقسامات بين الجماعات، وفي هذا السّياق قد يبرز الخطاب السّياسيّ ضمن أنساق العنف؛ ليأتي على ما تبقى من النّزعة التّفكيكيّة؛ بفعل القوة بكلّ أشكالها، التي باتت تصنع الحروب لاستقطاب الاستثمار في إعادة الإعمار للشركات المتعددة الجنسيات على وجه الخصوص، ما يعني أن تقنيات الحروب، وصنعها، أصبح من أولويات جلب الكثير من المكاسب، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، بوصفها ثروات ينبغي استثمارها من ثقافة الهويات المستضعفة؛ ولن يكون ذلك محقَّقًا إلا من خلال سلطة العنف بترسانته المتنوعة.[3]
وللعنف بكل أشكاله تأثير على الهوية الثقافية للأفراد، حيث يشعر البعض بأنهم مهددون أو غير مقبولين في مجتمعاتهم، كما يعزز العنف اللغوي الانقسامات الاجتماعية، مما يؤدي إلى تفشي الكراهية وعدم التسامح بين الجماعات المختلفة، فضلا عن أن العنف اللغوي من شأنه أن يؤثر على الهوية الثقافية للأفراد، حيث يرتبط بقضايا السلطة، التهميش، والإقصاء، ويمكن أن يؤدي إلى تشويه، أو تآكل الهوية الثقافية للفرد أو الجماعة؛ لأن الهوية الثقافية تتشكل وتتعزز من خلال اللغة، فهي وسيلة تعبير عن الانتماء الثقافي، والقيم، والتقاليد، ولذلك فإن أي شكل من أشكال العنف اللغوي يمكن أن يكون له تبعات عميقة على هوية الفرد والمجتمع، والعنف اللغوي بهذا الشكل يعد انفعلا طبيعيا ورديفا لسلوك البشر؛ إذ “عندما يخرج الإنسان إلى الحياة، ويتخذ له مكانا ما في الوجود، تعترض رغبتَه رغباتُ الآخرين، فيتولد بالضرورة التدافع والغيرة والحسد والعنف. وهكذا، فالعنف يسم العلاقات الإنسانية ويوجد في كل لحظة تلاق وأثناء كل تحاور بين الناس”[4]؛ لأن العنف في العلاقات الإنسانية يعدُّ ظاهرة شائعة تؤثر سلبًا على التواصل والتفاعل بين الناس. يمكن أن يتخذ أشكالًا مختلفة، سواء كان لفظيًا أو جسديًا، مباشرًا أو غير مباشر. على نحو ما يمثله العنف من معان متعددة مثل:
- العنف اللفظي الذي يستخدم الإهانات، السباب، التهديدات، أو أي لغة تحط من قيمة الآخرين، أو تسبب لهم الأذى النفسي. هذا النوع من العنف شائع في المشاجرات اليومية والخلافات الأسرية والعمل.
- العنف النفسي الذي يتضمن محاولات السيطرة على الآخرين وإذلالهم من خلال الابتزاز العاطفي، التجاهل المتعمد، أو إثارة الخوف والقلق لديهم. هذا النوع من العنف يترك آثارًا عميقة على الصحة النفسية للضحايا.
- vالعنف الرمزي الذي يشير إلى الطرق التي تُفرض بها هيمنة طبقة اجتماعية أو ثقافية على أخرى من خلال تكريس علاقات القوة في الممارسات اليومية. هذا النوع من العنف قد يكون خفيًا ولكنه فعال في إعادة إنتاج التفاوتات الاجتماعية.
- العنف الهيكلي ويتجلى هذا النوع العنف في الأنظمة والمؤسسات التي تحرم بعض الفئات من الحقوق والفرص، مما يؤدي إلى تفاوتات اجتماعية واقتصادية. وقد لا يكون مقصودًا من قبل الأفراد ولكنه مركب في البنى الاجتماعية.
آثار العنف اللغوي على العلاقات الإنسانية
يؤدي العنف بجميع أشكاله إلى خلق مناخ من الخوف والشك والعدائية في العلاقات الإنسانية. الضحايا قد يصبحون متوجسين من الآخرين ويفقدون الثقة والاحترام المتبادل.
كما يؤدي العنف إلى تفاقم الصراعات وتصعيدها، مما قد يؤدي إلى انقطاع العلاقات أو حتى العنف المضاد. والعنف اللفظي، سواء كان في شكل إهانات، شتائم، أو تمييز لغوي، من شأنه أن يؤثر على تقدير الذات والهويات الشخصية للأفراد، بخاصة عندما يتم استخدام اللغة كأداة للإهانة أو التحقير بناءً على خلفية ثقافية أو لغوية، فإن هذا يؤدي إلى تشويه هوية الأفراد وتقليل قيمة ثقافتهم.
ويستخدم العنف اللفظي المرتبط بالعرق أو الجنس أو الدين لتحقير هوية الفرد الثقافية وتوجيه رسالة بأن ثقافته أدنى أو أقل قيمة، مما يؤثر على إحساسه بالانتماء والثقة في هويته؛ لذا “فإن للعنف اللفظي مظهرا صوتيا تحركه وتتحكم فيه عمليات نفسية عضوية، ثم يتجلى بعد ذلك في شكل موجات صوتية متذبذبة ومتباينة في درجة ترددها وفي حجم سعتها وشدتها وفي مداها الزمني”[5]. وهو ما من شأنه أن يخلق مشاحنات بين الناس من خلال استخدام الكلمات والتعابير التي تهدف إلى إهانة، أو تقليل شأن، أو إيذاء الطرف الآخر نفسيًا أو عاطفيًا. هذا النوع من العنف يعتمد على اللغة كأداة لفرض السيطرة، والتعبير عن العدوانية، أو التفريغ عن المشاعر السلبية. وفي سياق المشاحنات، يتخذ العنف اللفظي عدة أشكال، تختلف باختلاف طبيعة العلاقة بين المتشاحنين وطبيعة الموقف، منها:
- الإهانات الشخصية: تعتبر الإهانات المباشرة أكثر أشكال العنف اللفظي شيوعًا في المشاحنات. يهاجم الشخص الآخر من خلال توجيه كلمات تستهزئ بمظهره، قدراته العقلية، أو خلفيته العائلية. وتهدف الإهانة إلى الإذلال وجعل الشخص الآخر يشعر بالنقص أو العار. ومن الأمثلة على ذلك: “أنت غبي”، “لن تنجح أبدًا”، “أنت لا تساوي شيئًا”.
- الاستهزاء والسخرية: تهدف السخرية والاستهزاء من الآخرين إلى التقليل من شأنهم، وجعلهم يشعرون بعدم الأهمية. خاصة عندما يستخدم المتشاحنون هذا النوع من العنف اللفظي لزعزعة ثقة الشخص الآخر بنفسه وجعله يشعر بالإحباط. ومن الأمثلة على ذلك : “أنت مضحك جدًا عندما تحاول أن تكون جدي”، “هل تعتقد حقًا أن أحدًا يهمه رأيك؟”.
- التنابز بالألقاب: يعتبر استخدام الألقاب المهينة أو الوصف السلبي للأشخاص نوعا من الإساءة لهم. قد تكون هذه الألقاب مرتبطة بالمظهر الخارجي، الطبقة الاجتماعية، أو الخلفية العرقية والدينية، من مثل: “يا سمين”، “يا جاهل”، “يا متخلف”.
- التلميحات الجارحة: إذ بدلاً من مهاجمة الشخص بشكل مباشر، يمكن أن يستخدم المتشاحنون التلميحات التي تحمل رسائل جارحة. وعادة ما تكون هذه التلميحات أقل وضوحًا من الإهانات المباشرة، لكنها تحمل في طياتها إساءة عميقة. ومن الأمثلة على ذلك: “من الواضح أنك لا تفهم الموضوع”، “لا تتوقع الكثير من شخص مثلك”.
- التهديدات: في بعض الحالات، قد يستخدم المتشاحنون التهديدات اللفظية كنوع من العنف، وذلك لإثارة الخوف أو الضغط على الطرف الآخر. هذه التهديدات قد تكون جسدية أو نفسية. كما قد يرد على سبيل المثال: “سأجعلك تندم على هذا”، “إذا لم تتوقف، ستكون هناك عواقب وخيمة”.
- التقليل من شأن الآخر: لعل التقليل من قيمة أو جهود الشخص الآخر، والتعامل معه بأسلوب من شأنه أن يُشعره بأنه غير مؤهل أو غير قادر. هذا النوع من العنف اللفظي يشمل رفض الاعتراف بإنجازات الشخص أو التشكيك في قدراته. من مثل: “لن تنجح في أي شيء”، “لا أحد يهتم بما تقول”، “أنت لا تعرف شيئًا عن هذا الموضوع”.
- الإذلال العلني: في بعض المشاحنات، قد يلجأ الشخص إلى إذلال الطرف الآخر أمام الآخرين، وذلك لجعله يشعر بالإحراج أو العار أمام الجمهور. وهذا النوع من العنف اللفظي له تأثير نفسي قوي، حيث يهدف إلى كسر معنويات الشخص. ومن الأمثلة على ذلك: “انظروا إلى هذا الفاشل”، “أنت لا تعرف حتى كيف تتحدث بشكل صحيح”.
- اللجوء إلى الشتائم والسب: تعتبر الشتائم واستخدام الألفاظ النابية من الأشكال المباشرة للعنف اللفظي، وهي تستخدم في لحظات الغضب الشديد للتعبير عن العدوانية وتوجيه إساءة شخصية للطرف الآخر. من مثل: الشتائم المباشرة أو الكلمات النابية التي تُستخدم للتقليل من احترام الشخص.
أسباب استخدام العنف اللغوي:
- الغضب والانفعالات: في لحظات الغضب والانفعال، قد يفقد الأشخاص السيطرة على أنفسهم ويلجؤون إلى استخدام العنف اللفظي للتعبير عن مشاعرهم المكبوتة أو لتحقيق التفوق على الطرف الآخر، من جراء اعتداء أو إهانة ما يدفعنا إلى الرد بما يلزم من وسائل الدفاع والمقاومة؛ لأن المشاعر هي نتاج تنشيط وتفعيل عدد من البنيات الدماغية والعصبية المحددة، كما أنها تتأثر بثقافة الفرد وتطوره النفسي والمعرفي والاجتماعي الذاتي. ويلعب جهاز الإرب système limbique دورا مهما في إنتاج المشاعر والتعبير عنها، وهو يتألف من أجزاء مختلفة ومترابطة هي: اللوزة Amygdale، ونتوء الزنار Cingulum Gyrus، وقرن آمون Hyppocampus، وتحت المهاد .Hypothalamus كما تلعب فلقات الجبين lobes frontaux وخاصة في الشق الأيسر Hémisphère gauche من الدماغ دورا أساسا في التعبير عن المشاعر ومراقبتها. كما تحدث تقلبات كيميائية في بعض الهرمونات والأمينات البيولوجية مثل “نورادرينالين” و”سيروتونين”[6]. وفي ضوء ذلك يستخدم العنف اللغوي أحيانًا كأداة للسيطرة أو التفوق في المشاحنات، وبذلك يلحأ الشخص الذي يشعر بالضعف أو الخوف من فقدان السيطرة إلى الكلمات الجارحة كوسيلة لتأكيد هيمنته؛ وفي بعض الثقافات أو البيئات الاجتماعية، قد يكون استخدام العنف اللغوي أكثر شيوعًا في التواصل اليومي، سواء كان ذلك بين الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل، أو حتى في المنظومة السياسية لدى بعض المجتمعات، إذ يمكن أن يؤدي التمييز بناءً على اللغة المشحونة بالسياسة إلى حرمان الأفراد من فرص العمل أو التعليم أو حتى المشاركة الاجتماعية والسياسية.، والحال هذه أن “أدوات العنف قد تطورت تقنيا إلى درجة لم يعد من الممكن معها القول بأن ثمة غاية سياسية تتناسب مع مقدرتها التدميرية، أو تبرر استخدامها حاليا في الصراعات”[7]. ولعل هذا النوع من العنف يجعل من الصعب على الأفراد التعبير عن هويتهم الثقافية، حيث يشعرون بالضغط لتبني لغة مهيمنة من أجل البقاء أو النجاح. كما يؤدي هذا الضغط إلى فقدان الهوية الثقافية الأصلية، حيث يتم تهميش القيم والعادات المرتبطة بتلك الهوية لصالح هوية جديدة مرتبطة باللغة المهيمنة.
- انعدام الثقة بالنفس: قد يلجأ الأشخاص الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى العنف اللغوي كوسيلة للدفاع عن أنفسهم أو لإخفاء مشاعرهم بالضعف أو الدونية، والحال هذه أن جوهر فعل العنف نفسه إنما تسيِّره مقولة الغاية والوسيلة، التي كانت ميزتها الرئيسة إن طبقت على الشئون الإنسانية؛ لأن الغاية محاطة بخطر أن تتجاوزها الوسيلة التب تبررها والتي لا يمكن الوصول إليها من دونها[8] ومن ثم فإن جوهر فعل العنف الذي تسيّره مقولة الغاية والوسيلة يشير إلى فكرة استخدام العنف كأداة لتحقيق هدف معين، حيث يتم تبرير الوسيلة (العنف) بناءً على الغاية المنشودة. وفي هذا السياق، تصبح الغاية هي التي تمنح الوسيلة مشروعيتها، بغض النظر عن الأخلاقيات أو العواقب المرتبطة باستخدام تلك الوسيلة.
إن هذه الفكرة مستمدة من المقولة الشهيرة للفيلسوف الإيطالي نيكولو مكيافيلي Niccolò Machiavelli ، والتي تعني أنه إذا كانت الغاية نبيلة أو ضرورية، فإنه يمكن تبرير استخدام أي وسيلة لتحقيقها، بما في ذلك العنف. وفي هذا الإطار، يتم النظر إلى العنف كأداة مشروعة لتحقيق أهداف أكبر، سواء كانت سياسية، اجتماعية، أو اقتصادية. على نحو ما تقوم به الحكومات أو الجماعات التي تستخدم العنف بحجة حماية الدولة أو تحقيق العدالة، حيث يتم تبرير العنف بأنه ضروري لتحقيق استقرار أو مصلحة عامة أكبر. وبذلك يصبح العنف كوسيلة لتحقيق السلطة أو الهيمنة في العديد من السياقات، حيث يُستخدم العنف لتحقيق الهيمنة والسيطرة على الآخرين. هنا، تصبح الغاية هي الحصول على السلطة أو الاحتفاظ بها، وتصبح الوسيلة (العنف) جزءًا من الأدوات المستخدمة لتحقيق هذه الغاية.
كما نجد ذلك في المؤسسات الديكتاتوريات والقمع السياسي حيث يتم استخدام العنف لقمع المعارضة وضمان بقاء السلطة الحاكمة في مكانها.
كما أن مقولة الغاية والوسيلة تثير مسألة التضارب الأخلاقي، حيث إن استخدام العنف، حتى لو كانت الغاية نبيلة، قد يتسبب في أضرار جسيمة. لذا فإن فعل العنف يضع أمامنا معضلة أخلاقية تتعلق بتبرير الوسيلة بناءً على الهدف. وفي ضوء ذلك هل يمكن حقًا تبرير العنف إذا كان سيؤدي إلى معاناة أو ظلم آخر؟ حتى لو كانت الغاية نبيلة (مثل تحقيق السلام أو العدالة)، فإن الوسيلة العنيفة يمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقات الإنسانية وزيادة الألم، وفي مقابل ذلك يستخدم العنف لغايات تدميرية (كالحروب والغزوات)، أو لبناء نظام جديد بعد إزالة القديم (الثورات أو الانقلابات). في كلتا الحالتين، يتم التعامل مع العنف كوسيلة ضرورية للوصول إلى غاية معينة. كمثال على ذلك نجد بعض الثورات تسعى لإسقاط نظام مستبد قد تستخدم العنف لتحقيق غايتها في الحرية، لكن العنف نفسه قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والدمار.
وعلى الرغم من ذلك أن بعض الدارسين يعتبرون أن الوسيلة بحد ذاتها يجب أن تكون أخلاقية، بغض النظر عن الغاية. إذا كانت الوسيلة عنيفة أو غير أخلاقية، فإن ذلك يمكن أن يفسد الغاية حتى لو كانت الغاية جيدة. بمعنى آخر، لا يمكن تبرير الوسائل العنيفة على أساس الغايات النبيلة، على نحو ما نجده ضمن حركة مقاومة تنتهك حقوق الإنسان بحجة تحقيق الحرية، وهو ما قد تفقد مشروعيتها حتى لو كانت غايتها عادلة.
لأن استخدام العنف بهذا الشكل قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة أو غير مرغوبة، مثل تصعيد العنف أو انتشار المزيد من الظلم. في هذه الحالة، تصبح الوسيلة (العنف) أكثر ضررًا من الغاية التي كانت تسعى إلى تحقيقها، مثل الحروب التي تبدأ بهدف إحلال السلام أو القضاء على نظام استبدادي، لكنها تؤدي إلى دمار شامل ومعاناة إنسانية أكبر. إذ العنف غالبًا ما يولد عنفًا مضادًا إذا تم استخدام العنف كوسيلة، فقد يؤدي ذلك إلى ردود فعل عنيفة من الطرف الآخر، مما يدخل الجميع في دائرة مفرغة من العنف المتبادل. هذا يتناقض مع أي غاية سلمية قد يتم السعي لتحقيقها في البداية. مثال: الثأر القبلي أو الصراعات المسلحة الطويلة الأمد التي تبدأ كرد فعل على استخدام العنف، وتستمر بسبب الدافع للانتقام. ومن ثمة فإن مقولة “الغاية تبرر الوسيلة” في سياق فعل العنف تمثل إشكالية عميقة بين الأخلاق والبراغماتية ضمن جوهر العنف الذي تسيره هذه المقولة التي تعتمد على مبررات الغاية، لكن ذلك لا ينفي أن استخدام العنف قد يؤدي إلى نتائج سلبية تفسد الغاية المنشودة أو تسبب أضرارًا أكبر. لذا يجب أن يكون التفكير في العواقب الأخلاقية جزءًا من أي قرار باستخدام العنف كأداة لتحقيق الأهداف؛ وفي غمرة ذلك، فإن صناعة العنف، وتصديره، أو تمويله محليا، هو من قبيل طقوس السلطة النافذة، من خلال التخفي وراء الزيف، الذي تجسده صورة القناع، بوصفه عنصرا من مكونات العَماية، ووسيلة ضرورية لتأمين ما تحققه من مكاسب، وثروات غنية، وبأقل الأثمان، .. ومن ثم أصبح بحكم المؤكد أن صناعة العنف ـ في الثقافات والهويات ـ تستند إلى مسوغات صلبة، … وبقناعات القوة المفرطة التي تتحكم في إدارة الأمور بسياسة [الأمر والطاعة]، والضغط على الخصوم ـ من دون إعطاء بدائل لطغيانها ـ وهو أسلوب نزق، خارج نطاق العرف الأخلاقي، والثقافي. ومن ثم فإن غريزة الخضوع، والرغبة الحادة في الطاعة، هي ماثلة في السيكولوجية البشرية، مثل الرغبة في التسلط، .. ما يشير إلى حقيقة نفسانية، تقول: بأن هناك “علاقة وثيقة تبادلية بين إرادة السيطرة ورغبة الخضوع”[9]
العنف اللّغويّ: مقاماته التّواصليّة
يعد العنف في العلاقات الإنسانية ظاهرة شائعة تؤثر سلبًا على التواصل والتفاعل بين الناس، ويمكن أن يتخذ العنف أشكالًا مختلفة، سواء كان لفظيًا أو جسديًا، مباشرًا أو غير مباشر. ويتجلى العنف في المقامات التواصلية في عدة مظاهر تؤثر على العلاقات بين الأفراد وتضعف الحوار الفعّال، وتشمل هذه المظاهر الألفاظ الجارحة، والنبرة العدوانية، السيطرة على الحوار، التهميش، وغيرها من أشكال الاعتداء اللفظي أو غير اللفظي. كما توضحه هذه المظاهر:
- استخدام الألفاظ المهينة أو العبارات الجارحة لإذلال الطرف الآخر. هذا النوع من العنف يهدف إلى التقليل من شأن الشخص المقابل وجعله يشعر بعدم الاحترام أو عدم التقدير.
- التقليل من قيمة الشخص الآخر أو أفكاره من خلال السخرية أو الاستهزاء، مما يخلق جوًا من التوتر والإحباط.
- عدم السماح للطرف الآخر بالتعبير عن رأيه أي مقاطعة الشخص باستمرار أو تجاهل ما يقوله، مما يؤدي إلى تهميشه وإقصائه من الحوار. هذه الطريقة تعطي رسالة ضمنية بأن الشخص الآخر ليس مهمًا أو أن أفكاره لا قيمة لها.
- الاستعلاء والسيطرة أي التحدث بنبرة متعالية أو تفوقية تهدف إلى فرض السيطرة والتقليل من شأن الشخص الآخر. يظهر هذا المظهر من خلال استخدام عبارات تنم عن الاستعلاء أو التحدث بطريقة تدل على أن المتحدث يعتقد أنه يعرف كل شيء.
- التلاعب العاطفي؛ أي إلقاء اللوم بشكل مفرط باستخدام الحوار كأداة للوم الطرف الآخر باستمرار على الأمور، حتى لو لم يكن المسؤول عنها، مما يؤدي إلى خلق جو من الشعور بالذنب أو الانزعاج. مثال:: :”كل هذا بسببك، أنت دائمًا المخطئ”، “لو كنت فقط تفعل ما أقوله، لما حدث ذلك”.
- التهديدات العاطفية باستخدام العواطف كأداة ضغط، مثل تهديد الشخص بالعزلة أو الانفصال العاطفي في حال عدم الامتثال لرغباته. مثال: “إذا لم تفعل ما أطلبه، لن أتحدث معك مجددًا”.
- التّلاعب بالمعلومات: قد يتّخذ العنف التّواصليّ شكل تضليل متعمد أو إخفاء حقائق مهمّة لإرباك الطّرف الآخر أو دفعه لاتّخاذ قرارات غير مستنيرة. مثال إعطاء معلومات ناقصة أو خاطئة في محاولة لإيقاع الشّخص الآخر في الخطأ.
- التّهديدات والتّخويف؛ أي التّهديدات المباشرة أو الضّمنيّة باستخدام التّهديد كأداة لفرض السّيطرة أو إجبار الطّرف الآخر على فعل شيء ضدّ إرادته. يمكن أن تكون التّهديدات لفظيّة أو غير لفظيّة، حيث يتمّ إيصال الرّسالة عن طريق الإيماءات أو اللّغة الجسديّة. مثال: “إذا لم تفعل ما أطلب، ستكون هناك عواقب”، أو استخدام لغة جسديّة تعبّر عن العنف مثل قبض اليدين أو الاقتراب بشكل تهديديّ.
- التّجاهل والتّقليل من قيمة الطّرف الآخر أي التّقليل من مشاعر أو أفكار الشّخص الآخر والاستهانة بما يقوله الطّرف الآخر أو تقليل قيمة مشاعره أو تجاربه. هذا النّوع من العنف يهدف إلى إضعاف الطّرف الآخر نفسيًّا وجعله يشعر بأنّ آراءه أو مشاعره غير مهمّة. مثال: “أنت تبالغ في ردّ فعلك”، “لماذا تهتمّ بهذا الأمر التّافه؟”.
- العنف الصّامت (العنف السّلبيّ) يتمّ استخدام الصّمت كأداة للعنف من خلال التّجاهل المتعمد أو رفض المشاركة في الحوار. هذا النّوع من العنف قد يؤدّي إلى إحساس الطّرف الآخر بالنّبذ أو الرّفض. مثال: شخص يرفض الرّد على المكالمات أو الرّسائل كنوع من العقاب أو لإظهار الغضب.
- استخدام القوّة أو التّهديد بغير الوسائل اللّفظيّة؛ أي العنف الجسديّ أو التّلميحات العدوانيّة وقد يتضمّن العنف التّواصليّ أيضًا استخدام إشارات جسديّة عدوانيّة مثل التّهديد بالضّرب أو الاقتراب بشكل مهدّد، وهذا يخلق جوًّا من الخوف والتّرهيب. مثال: رفع اليدين بطريقة تهديديّة، أو التّحدّث بنبرة عدوانيّة مع اقتراب جسديّ.
- التّناقض وإرسال رسائل مزدوجة؛ أي إرسال رسائل مختلطة بوصفها أحد أشكال العنف في التّواصل الذي يعبّر عن التّناقض بين القول والفعل أو إرسال رسائل مزدوجة تجعل الشّخص الآخر يشعر بالارتباك أو عدم الثّقة. مثال: يقول المتحدّث شيئًا إيجابيًّا، لكنّه يتصرّف بطريقة تعاكس كلماته، مثل قول “أثق بك” بينما يظهر من تصرّفاته أنّه لا يفعل ذلك.
وبذلك يؤدّي العنف اللّغويّ في المقامات التّواصليّة إلى العديد من الآثار السّلبيّة على الفرد والمجتمع. كما أنّ العنف في المقامات التّواصليّة لا يقتصر فقط على الإيذاء الجسديّ، بل يتجاوز ذلك ليشمل الأذى النّفسيّ والعاطفيّ والمعنويّ من خلال اللّغة والسّلوكيّات. التّعامل بحذر مع الآخرين وتجنّب استخدام الأساليب العدوانيّة في الحوار يعتبر أساسًا لتأسيس بيئة تواصل صحيّة قائمة على الاحترام والتّفاهم.
ويمكن أن يؤدّي العنف اللّغويّ في المقامات التّواصليّة إلى العديد من الآثار السّلبيّة، وهذا يتجلّى في عدّة جوانب منها:
- تآكل الثّقة: من خلال استخدام اللّغة بشكل عدائيّ أو مهين وهو ما من شأنه أن يؤدّي إلى فقدان الثّقة بين الأفراد. عندما يشعر النّاس بأنّهم يتعرّضون للإهانة أو التّهديد، فإنّ ذلك يعيق التّواصل الفعّال ويؤدّي إلى تدهور العلاقات.
- تفاقم الصراعات: من خلال تصعيد النزاعات؛ لأن الكلمات الجارحة أو التهديدات قد تثير ردود فعل عدائية، مما يزيد من حدة الصراعات ويجعل من الصعب الوصول إلى حلول سلمية.
- التّأثير على الصّحة النّفسيّة: التّعرّض المستمرّ للعنف اللّغويّ يمكن أن يؤدّي إلى مشاعر القلق والاكتئاب. الأفراد الذين يتعرّضون للإهانات أو السّخريّة قد يعانون من تدني تقدير الذّات والشّعور بالانتماء؛ ممّا يؤثّر على قدرة الأفراد على التّفاعل بشكل صحّيّ مع الآخرين في المستقبل.
- v خلق بيئة سلبيّة: قد يسهم العنف اللّغويّ في خلق بيئة تواصل سلبيّة، حيث يصبح الخوف والعدائيّة هما السّائدين. هذا يمكن أن يؤثّر على التّفاعلات اليوميّة في العمل والمدرسة والمجتمع بشكل عامّ.
- v التّأثير على الثّقافة: عندما يصبح العنف اللّغويّ أمرًا شائعًا، فإنّه يمكن أن يؤثّر على الثّقافة العامّة، ممّا يؤدّي إلى تقبّل السّلوكيّات العدائيّة والتّقليل من قيمة الاحترام المتبادل.
- إعاقة الحوار البناء: العنف اللّغويّ يعوق الحوار البناء ويجعل من الصّعب تبادل الأفكار بشكل فعّال. فعندما يكون هناك خوف من الإهانة أو الهجوم، فإنّ الأفراد قد يتجنّبون التّعبير عن آرائهم أو مشاعرهم.
- التّأثير على الإبداع: في البيئات التي يسود فيها العنف اللّغويّ، قد يشعر الأفراد بالخوف من التّعبير عن أفكارهم الجديدة أو المبتكرة، ممّا يعيق الإبداع والتّطوير.
بشكل عامّ، نجد العنف اللّغويّ في المقامات التّواصليّة له آثار سلبيّة عميقة على الأفراد والعلاقات الاجتماعيّة. من الضّروريّ تعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل للتّقليل من هذه الآثار السّلبيّة وتحسين جودة التّواصل بين الأفراد. لأنّ الاحترام المتبادل يعني تقدير الاختلافات بين الأفراد، سواء كانت ثقافيّة، دينيّة، أم فكريّة. هذا يُعزّز من التّعايش السّلميّ؛ فضلاً عن أنَّ تعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل يعدُّ عمليّة مستمرّة تتطلّب جهودًا جماعيّة من الأفراد والمجتمعات. ومن خلال التّعليم، الإعلام، والمشاركة المجتمعيّة، يمكن بناء بيئة يسودها التّفاهم والاحترام، ممّا يسهم في تحسين العلاقات الإنسانيّة وتعزيز السّلام الاجتماعيّ.