الفوليات: العلم يرصد لها فوائد أخرى

تحرير: د. ليلى إبراهيم شلبي
نشر في:
الجمعة 12 ديسمبر 2025 – 6:35 م
| آخر تحديث:
الجمعة 12 ديسمبر 2025 – 6:35 م
حامض الفوليك أو الفوليات كما يُطلق عليه أحد أفراد عائلة فيتامين ب المركب، والمعروف بفائدته الجمة في عملية اكتمال الأنبوب العصبي، عماد جهاز الإنسان العصبي.
يبدو أن أهمية الفوليات لا تقف عند هذا الحد الفارق في حياة الإنسان، فغياب حامض الفوليك في دم الأم الحامل ينجم عنه تداعيات خطيرة، منها التشوهات الخلقية وأمراض الجهاز العصبي. لذا يحرص الأطباء على ضرورة التأكيد على الحامل بتناول جرعة كافية من الفوليات، خاصة في الشهور الأولى وربما الفترة التي تسبق بداية الحمل، والتي تخطط فيها المرأة لإمكانية أن تحمل بطفلها.
دراسة استغرق الإعداد لها سنوات عديدة تأتينا من النرويج لتؤكد أن للفوليات أيضًا أثرًا قويًا في تفادي احتمالات إصابة الطفل القادم بالتوحد أو أحد الأمراض التي تعد من أطياف التوحد.
الدراسة تمت برصد الأحوال الصحية لعود من الأمهات بلغ 85,170 سيدة أتمت حملها خلال الفترة 2002-2008 في النرويج، وكان السؤال المحوري الذي تم تسجيل إجابته بعد توجيهه إلى الأمهات: هل تناولت بالفعل حمض الفوليك؟ تبع ذلك متابعة الأمهات والأطفال لفترة الست سنوات التالية لرصد أي ظواهر مرضية أو أعراض أطياف التوحد.
أظهرت النتائج إصابة 270 طفلاً بأعراض الإصابة بأحد أطياف التوحد، متضمنة إصابة 114 حالة من مجموع الحالات بالصورة الكاملة للتوحد.
أشارت النتائج أيضًا إلى أن الأمهات اللواتي حرصن على تناول حمض الفوليك في الفترة الحرجة، والتي حددوها بأربعة أسابيع قبل الحمل وثمانية بعد البدء فيه (الشهران الأولان من حياة الجنين)، إنما قلّت الإصابة بين مواليدهن بنسبة لا تقل عن 40٪.
التوحد يمثل إعاقة ذهنية تتطلب جهدًا فائقًا من الآباء لمتابعة الأبناء ومواجهة أعباء العلاج الذي يعد في المقام الأول معرفيًا، إلى جانب مراعاة شروط فيما يتناوله الطفل من غذاء ومكملات غذائية.
لا يشترط أن تكتمل صورة أعراض التوحد القاسية الكاملة، إنما قد يعاني الطفل من بعض الأعراض فقط، والتي قد لا تتعارض لحسن الحظ مع حياة اجتماعية طبيعية إلى حد ما.
من الأمثلة التي واجهها العالم أخيرًا، صاحبة الملامح الرائعة التي واجهت المحكمين بشجاعة في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة هذا العام لتعلن أنها مصابة بالتوحد، ولا تخجل من تلك الحقيقة، وإن كانت سورا شفيفا تعيش خلفه.
