القمر الدموي.. هل عرف المصريون القدماء ظاهرة خسوف القمر؟

نسمة يوسف
نشر في:
الأحد 7 سبتمبر 2025 – 2:50 م
| آخر تحديث:
الأحد 7 سبتمبر 2025 – 2:50 م
يشهد العالم اليوم ظاهرة فلكية نادرة، وهي الخسوف الكلي للقمر الذي يُعرف باسم “قمر الدم”. وهذه الظاهرة تكون مرصودة بشكل رئيسي في قارة آسيا، بينما تظهر بدرجات متفاوتة في أوروبا وأفريقيا.
ويبدأ الخسوف بمصر في تمام الساعة 6:28 مساء بدخول القمر جزئيا في ظل الأرض، ثم يبدأ الخسوف الكلي عند 8:31 مساءً. ويصل القمر إلى ذروته في الساعة 9:12 مساءً، ليظهر باللون الأحمر النحاسي في مشهد يُبهر الأنظار.
وأعلنت وزارة الأوقاف، إقامة صلاة الخسوف، مساء اليوم الأحد، بجميع المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، وذلك إحياءً لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الظواهر الكونية.
وفي ذلك الصدد، قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن الفلكيين في عهد المصريين القدماء عرفوا “دورة ساروس”، وهي الدورة القمرية العظيمة، حيث عرفوا أنه خلال فترة 18 عامًا، يحدث تكرار لجميع الكسوفات الشمسية والخسوفات القمرية، حيث تم تسجيل القمر الدموي، الذي تم تصويره على جدران معبد الآلهة حتحور بقرية دندرة غرب قنا، وكان في يوم 25 سبتمبر عام 52 ق.م، واستمر لساعات طويلة.
وأشار “عامر”، في بيان صحفي اليوم الأحد، إلى أن معبد دندرة قام بتصوير كسوف شمسي حلقي، الذي حدث فى يوم 7 عام 51 ق.م ببرج الحوت، كما نجد أن معبد إسنا بمحافظة الأقصر قد صور أوجه القمر على سقف المعبد، كما تم تصوير آلهة أيام القمر من المحاق إلى البدر بمعبد دندرة بمحافظة قنا.
وتابع أن الفلكيين القدماء فى مصر القديمة كان لديهم التنبؤ والبراعة في علم الفلك بما فيه الكفاية، حيث قاموا باكتشاف أن خسوف القمر، وكذلك كسوف الشمس، يمكن أن يحدثا فقط عندما يكون القمر قرب مسار الشمس الظاهرى في السماء، وهو ما يدل على ريادتهم فى علم الفلك منذ أزمنة بعيدة.
وأوضح أن المصريين القدماء عرفوا خسوف الشمس وفسروا هذه الظاهرة الكونية قبل آلاف السنوات، كما أن كسوف الشمس عند المصريين القدماء تم التعبير عنه وكأنه “عين رع” المظلمة مغطاة، حيث أبدع المصريون القدماء في رصد الأجرام السماوية من شمس وقمر ونجوم، بل ومجموعة من الكواكب.
ولفت إلى أنه تم العثور على نص في بردية الكاهن “نفرتي”، الذي يثبت أن المصري القديم كان على علم بظاهرة الكسوف الكلى للشمس، حيث يذكر النص “الشمس مبهمة ولا تعطى ضوءا يمكن أن يراه الرجال، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش عندما تحوم السحب العاصفة، ومن أنواعها الغيوم المحملة بالأمطار، ويتعجب الجميع من غيابها”.