الكوفية الفلسطينية تروي حكاية وطن على منصات الموضة حول العالم

تواصل الكوفية الفلسطينية حضورها المتصاعد في عالم الموضة، حيث باتت تعبر عن هوية وثقافة وتضامن إنساني يمتد من السجادة الحمراء إلى عروض الأزياء العالمية. وباتت هذه القطعة التراثية تُجسّد حكاية شعب وصمود قضية، لتتحول من رمز مقاومة إلى لغة فنية وجمالية معاصرة.
وفي ظهور لافت خلال مهرجان الجونة السينمائي، خطفت المنتجة السينمائية أوليفيا غيلوزي الأنظار بإطلالة غير تقليدية من تصميم المصري محمد نور، استخدم فيها قماش الكوفية بأسلوب مبتكر منحها فرادةً وسط إطلالات النجمات. ويؤكد نور أن الكوفية بالنسبة إليه ليست مجرد نقشة، بل رمز لهوية وصمود، ودافع لدمج الفن بالبعد الإنساني وتوثيق القضايا عبر الموضة.
ويشير المصمم إلى أن مجموعته "حرّة"، التي قدّمها في نهاية عام 2023، جاءت كرد فعل على ما يشهده العالم من أحداث بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينما قدمت مجموعته التالية "حرّة 25" رؤية أكثر عمقاً للهوية الفلسطينية، دمج فيها رموز العمارة والزخارف الإسلامية في قصّات معاصرة تعكس الصلابة والفخر والانتماء.
ويؤكد نور أن الموضة ليست مجرد جماليات، بل وسيلة للتعبير السياسي والاجتماعي ونقل الرسائل وفتح النقاشات.
وبعيداً عن الجونة، كان للكوفية حضور واضح في مناسبات عربية وعالمية أخرى. ففي بيروت، ارتدت الممثلة باميلا الكيك فستاناً طويلاً مصنوعاً بالكامل من قماش الكوفية الأبيض والأسود من تصميم نور بندقجي، في رسالة تضامن مباشرة مع القضية الفلسطينية. كما ظهرت عارضة الأزياء نور عريضة بالكوفية في أول إطلالة لها خلال أسبوع الموضة في باريس، لتصبح صورتها حديث الجمهور.
أما الممثل الإسباني خافيير بارديم، فعبّر بدوره عن دعمه للشعب الفلسطيني بارتداء الكوفية على السجادة الحمراء في أحد أبرز حفلات الجوائز العالمية.
وواصلت بيلا حديد، العارضة الأمريكية ذات الأصول الفلسطينية، حضورها اللافت بتجسيد هوية بلادها. فقد ظهرت في مهرجان كان السينمائي بفستان أحمر مستوحى من الكوفية، ثم ارتدت لاحقاً فستاناً من تصميم ريما البنا، حمل ملامح تراثية ورموزاً تستحضر الذاكرة الفلسطينية.
وتوضح البنا، المعروفة بأسلوب يجمع بين الحداثة والتراث، أنها تعاملت مع الكوفية على مستوى أعمق من شكلها التقليدي، معتبرة أن روحها تحمل قوة أكبر من خطوطها. وترى أن إعادة تخيّل الكوفية هو الطريق للحفاظ على رمزيتها، خصوصاً في ظل استخدامها المفرط من علامات تجارية لا تدرك معناها الحقيقي.
وتشدّد على أن الحفاظ على روح الكوفية يتطلب تقديمها بأسلوب معاصر يحافظ على أصالتها ويصون هويتها في عالم يتغير بسرعة، مؤكدة أن الموضة تستطيع أن تكون مساحة لتكريم الرموز وصون الذاكرة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
كندة علوش تطلّ بالكوفية الفلسطينية في مهرجان الجونة
الكوفية الفلسطينية تثير عاصفة إسرائيلية ضد ملك السويد
