بماذا تنصح وتحذر أخصائية التغذية إيمان التازي حول تناول اللحوم في عيد الأضحى المبارك؟

1 كيف يؤثر الإسراف في استهلاك اللحوم على صحة القلب و الكلي و الجهاز الهضمي؟
لحم الخروف هو سيد المائدة طيلة أيام العيد ,حيث يقدم ,في أغلب الأحيان , كطبق رئيسي دون إرفاقه بأي أطعمة أخرى من شأنها التخفيف من ضرره . وكونه يستهلك غالبا أكثر من مرتين باليوم ,فإن ذلك يرهق المعدة والأمعاء ,فيتخمر الطعام مسببا مجموعة من الاضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي.
و جذير بالذكر , أن كمية البروتين المطلوبة لأي شخص ,يجب أن تبنى على قاعدة كمية البروتين الضرورية للحفاظ على التوازن النتروجيني للجسم .حيث أن التوازن النتروجيني هو الحالة التي يجب أن يكون فيها النتروجين المستهلك على هيئة بروتين ,مساويا لكمية النتروجين المفقودة يوميا عن طريق البول .
تشكل أي زيادة في تناول البروتين عبئا شديدا على الكليتين ,خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلي, إضافة إلى كونها تحد من استخدام الجسم للكالسيوم .و من المعروف بأن البروتين الحيواني يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة, و بالتالي فزيادة استهلاك اللحوم تؤدي إلى ارتفاع مستواها في الجسم, مما يعني ارتفاع كوليسترول الدم , فانسداد الشرايين , و من ثم قصور و خلل في وظائف القلب. و في ظل ازدياد حالات السمنة وداء السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم , يجب أن لا تكون اللحوم الحمراء طبقا رئيسيا يوميا. بل الأصح , أن تدخل بجزء بسيط في تغذيتنا, و أن لا يتجاوز استهلاكها حصة واحدة في الأسبوع. فضلا عن ذلك , فكون معدة الإنسان غير معتادة على أكل اللحوم بوتيرة يومية , فإن هذا الانتقال الفجائي إلى الاستهلاك المكثف في عيد الأضحى ,يزيد من خطورتها على صحة الإنسان .
2 كثرة استهلاك اللحوم في عيد الأضحى تزيد من احتمال الإصابة بحصى المرارة
يعتبر عضو المرارة جزءا من الجهاز الهضمي حيث يقع على مقربة من الكبد , ويمكن وصفه بالمخزن الصغير لإفرازات الكبد , إذ يختص بتركيز وتخزين العصارة المرارية التي هي عبارة عن سائل غني بالكولسترول ,يفرزه الكبد باستمرار لهضم الدهون في الطعام.
فالكبد يفرز و بشكل مستمر سائلا لزجا ذو لون ذهبي مائل للاصفرار و طعمه مر يسمى العصارة الصفراروية , وينتقل هذا السائل عبر الأنبوب (الواصل بين الكبد
والأمعاء) للأمعاء ليقوم بدور مهم في هضم وامتصاص المواد الدهنية فور وصول الطعام إلى الأمعاء.
أما ماعدا ذلك ، أي بين الوجبات فان هذا السائل لا يستطيع المرور إلى الأمعاء, لذلك فهو يجتمع في كيس المرارة التي تقوم بتجميع وتخزين العصارة الصفراوية ,وتزيد من تركيزها بامتصاص الماء منها.
عند الأكل و بعد وصول الطعام إلى الأمعاء , تقوم هذه الأخيرة بإرسال رسالة كيميائية تخبر فيها المرارة عن حاجتها إلى العصارة الصفراوية من أجل هضم المواد الدهنية و الكولسترول و كذلك لامتصاص الفيتامينات الذوابة في الدهن, فتقوم المرارة بالاستجابة للطلب, وتبدأ العصارة في تكسير الدهون و تحويلها إلى جزيئات صغيرة مهضومة ,ثم بعد ذلك تكمل مسارها متعرضة لمجموعة من التفاعلات التي تغير لونها من الأصفر المخضر إلى الأصفر المائل للبني و هو اللون الذي يكتسبه البراز.
و يعتبر حصى المرارة من الأمراض الشائعة لدى الجنسين بتركيز أكبر لدى النساء, وهي عبارة عن أجسام صلبة تختلف أحجامها ,حيث يمكن أن تكون أجساما دقيقة بحجم حبات الرمل , و من الممكن أن تتراكم فوق بعضها لتعطي شكلا قد يصل إلى حجم البيضة. و تتألف اغلب الحصوات من الكولسترول كمكون رئيسي , لذلك فإن النظام الغذائي الغني بالكولسترول متهم بشكل كبير في إحداث حصى المرارة.
تتكون حصى المرارة حينما يحتوي السائل الصفرواي على كميات كبيرة من الكولسترول التي لا يمكن لأملاحها إذابتها , أو عندما لا تقدر هذه الأخيرة على الانقباض لتفريغ محتواها عند الضرورة, فتقفل الحصى قنوات المرارة , و يمتنع صب السائل إلى الأمعاء ,لتبدأ الآلام و التقيؤ و قد يحدث التهابات و غيرها من الأعراض…
و من بين أهم الأسباب المسؤولة عن المرض, إتباع نظام غذائي غني بالدهون و السكر و البروتينات , فكثرة استهلاك الدهون الحيوانية و هو ما يحدث بشكل كبير خلال أيام الأضحى , يضر جميع الأعضاء بما في ذلك المرارة ويحفز على تكون الحصى, فضلا على أن استهلاك السكريات يزيد من تركيز الكولسترول في العصارة المرارية ,و يزيد مشكل السمنة كذلك من احتمال تكونها ,نتيجة أن زيادة مخزون الدهون بالجسم يزيد من إنتاج الكولسترول الداخلي, و بالتالي يزيد من فرصة تكون الحصيات.