تفاصيل الروبوت الحامل قيد التطوير في الصين: التغذية عبر أنبوب يحاكي الحبل السري

أحمد سعيد الجوهري
نشر في:
الأحد 17 أغسطس 2025 – 9:36 م
| آخر تحديث:
الأحد 17 أغسطس 2025 – 9:36 م
شهد العالم في العقود الأخيرة، قفزات نوعية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكان من أبرز مظاهر هذا التقدم هو دخول الروبوتات إلى مختلف جوانب حياة الإنسان.. لم تعد الروبوتات حكرًا على المصانع أو ساحات المعارك، بل أصبحت تؤدي أدوارًا متزايدة في منازلنا، ومستشفياتنا، ومدارسنا، بل وحتى في حياتنا الاجتماعية.. لقد باتت تشارك الإنسان مهامه اليومية، وتؤثر في طريقة تفكيره وتفاعله مع محيطه.
وفي هذا السياق، سنعرج خلال السطور الآتية على دخول الربوتات من بوابة الصين إلى جانب جديد من حياة الإنسان هو اختراقه لعالم الولادة والإنجاب، هو الأمر الذي لم يخطر على عقل بشر في السنوات المنصرمة.
– الروبوت الحامل
في الوقت الراهن، يطور مؤسس شركة كايووا تكنولوجي الصينية الدكتور تشانج تشيفنج، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة، أول روبوت “حامل” في العالم مزود برحم صناعي، ومن المتوقع إطلاقه خلال عام بسعر أقل من 100 ألف يوان صيني أي (13,900 دولار أمريكي).
الفكرة عرضت خلال مؤتمر الروبوتات العالمي 2025 في بكين، إذ أوضح مؤسس الشركة، تشانج تشي فنج، أن الروبوت يحاكي العملية الكاملة من التخصيب وحتى الولادة، مع إمكانية حمل الجنين لمدة تصل إلى 10 أشهر في بيئة سائل أمينوسي صناعي، وتغذيته عبر أنبوب يحاكي الحبل السري.
وبخلاف الحمل البديل التقليدي أو التلقيح الاصطناعي، يحاكي هذا النظام بيئة الرحم البشري داخل روبوت بشري، مكررًا العملية برمتها من الحمل إلى الولادة، إذ أوضح تشانج، أن الهدف هو تلبية احتياجات الأفراد الذين يرغبون في إنجاب أطفال دون الحاجة إلى الحمل، وتتضمن هذه التقنية دمج رحم اصطناعي أو “حاضنة”، في بطن الروبوت؛ مما يسمح للأجنة بالنمو.
وقال الدكتور تشانج، إن هذه التقنية طورت بالفعل في المختبرات، والآن تحتاج فقط إلى تكاملها في شكل روبوت بشري؛ لتمكين التفاعل بين البشر والروبوتات أثناء الحمل.
أما عن الاعتبارات الأخلاقية والقانونية، كشف عن إجراء مناقشات مع السلطات في مقاطعة جوانجدونج، وقدمت اقتراحات متعلقة بذلك في إطار المناقشات السياسية والتشريعية الجارية، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
– الروبوت الحامل يثير جدلا
أثار إعلان الروبوت الحامل، جدلا حادا عبر الإنترنت، إذ أشاد البعض بالابتكار لـ«تحرير أجساد النساء»، بينما أثار آخرون مخاوف أخلاقية، ووصفوه بأنه «مثير للقلق» وتساءلوا عن آثاره على الحياة.
وتحمس بعض رواد مواقع التواصل العالمية بشأن الفكرة، إذ قالت الدكتورة جيوتي “@daliajyoti” عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “X”: «عمل رائد في خطتنا للحياة على المريخ»، ورفض حسابا أخرا “@defense_of_fam” الفكرة: “إن هوسنا بتكوين العائلات بكل الطرق الممكنة – باستثناء الطريقة التي عينها الله – لن ينتهي بشكل جيد”.
وعلق حساب يوجين منجوميزولو Eugene Mngomezulu: “يجب أن تحمل المرأة أولا، ثم يُزرع الجنين في الروبوت.. لكن هذا قد يُسبب اضطرابات انفصالية، حيث لا تتمكن الأم وطفلها من تحقيق رابط عاطفي وروحي.. تصبح الأم وطفلها غريبين تمامًا”.
وكتب أحدهم: “تُنفق العديد من العائلات نفقاتٍ باهظة على التلقيح الاصطناعي، ثم تفشل محاولاتها، لذا فإن تطوير روبوت الحمل يُسهم في خدمة المجتمع”.
وقال آخر: «إذا كان السعر نصف راتبي السنوي فقط، فسوف أشتريه فورا»، بينما قال آخر: «حاولت التلقيح الاصطناعي 3 مرات وفشلت جميعها، الآن لدى فرصة حقيقية لإنجاب طفل».
ولكن؛ حذر خبراء طبيون من المبالغة في تقدير قدرة هذه التقنية، مؤكدين أن الروبوت قد لا يتمكن من محاكاة عناصر أساسية من الحمل البشري مثل إفراز الهرمونات، وتفاعل الجهاز المناعي، والتطور العصبي الذي يحدث داخل رحم الأم.
وأكد الخبراء، أن هذه العمليات لا تزال غامضة إلى حد كبير، ما يجعل استنساخها بشكل اصطناعي شبه مستحيل.
– ماسك والروبوتات الحوامل
في 10 أكتوبر 2024، كشف إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، في مؤتمر “We, Robot”، أحدث ابتكاراته التكنولوجية، وهي روبوتات يمكنها القيام بمهام يومية مثل تمشية الكلاب، والاعتناء بالحدائق، بل وحتى حمل الأطفال في المستقبل، لكن اللافت للنظر كان الإعلان عن مشروع يُعرف بـ”روبوت الحمل”، الذي يعد بمثابة ثورة في مجال التكنولوجيا الإنجابية.
وفقًا لموقع Euro Weekly News، فإن روبوت “أوبتيموس” يمكن أن يكون الحل للحد من مخاطر الحمل والولادة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى رعاية طبية متطورة، ويهدف هذا الابتكار إلى تقديم بديل تقني للحمل التقليدي، إذ يوفر الروبوت بيئة اصطناعية لنمو الجنين على مدار تسعة أشهر، بدءًا من الإخصاب وحتى الولادة، محاكيًا ظروف الرحم الطبيعية، كما يتتبع كل المعايير البيولوجية لضمان سلامة العملية، مما قد يقلل من المضاعفات المرتبطة بالحمل.
وتحدث ماسك، خلال المؤتمر بابتسامة واثقة، قائلاً: “هذا الروبوت قادر على القيام بأي شيء ترغب فيه… يمكن أن يكون معلمًا لأطفالك، أو يقدم لك المشروبات، بل ويعتني بأطفالك”.