منوعات

دور التغذية في علاج ترقق العظام

مقالات

الدكتورة: ريما فايز تيم استشارية التغذية السريرية الأردن

يحدث ترقق العظام نتيجة لنقصان في كثافة العظم مع التقدم في العمر ولوجود عوامل أخرى. ويمكن أن لا تظهر أي أعراض خلال فترة المرض لذلك يسمى المرض الصامت، وإذا ظهرت الأعراض مبكراً فأنها لا تتبع نمطاً محدداً بل تتراوح من وجع خفيف إلى آلام حادة في الظهر مع تقوس ونقصان في الطول وقد يحدث الكسر في بعض الحالات بسهولة مع ألم شديد في منطقة الكسر. وهناك نوعين لترقق العظام، وهما :

الأول: ما بعد انقطاع الطمث: وهذا يصيب المرأة بعد 2 20 سنة مابعد انقطاع الطمث، ويكون مصاحباً بآلام الفقرات والكتف وفقدان للطول وقابلية للكسور في العظام (خصوصاّ بالعمود الفقري)، والحوض والرسغ، ويحدث هذا النوع من هشاشة العظام نتيجة لنقصان تكوين هرمون الإستروجين، لذلك تكون معالجة هذا النوع برفع مستوى الإستروجين بالدم .

الثاني: ترقق العظام في كبار السن: ويصيب هذا النوع معظم كبار السن (أي فوق 75 سنة) كنتيجة لنقص تناول الكالسيوم. وقد لا يرافق المرض أية أعراض، ولكنه في بعض الحالات قد يُحدث ألماً شديداً في الظهر. ونظراً لارتباط الترقق مع نقص كثافة العظام يستدل على كون الوضع طبيعي إذا كانت كثافة العظام أعلى ما يكون عند 30 سنة من العمر.

كما أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب هشاشة أو ترقق العظام، من أهمها :العامل الوراثي (الجيني)، ووجود تاريخ عائلي للهشاشة، والتدخين وتعاطي المشروبات الكحولية، وقلة تناول المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم، وتقدم العمر، وقلة الحركة، وعدم التعرض لأشعة الشمس المحفزة لتكوين فيتامين (د) مع قلة تناول المصادر الغذائية الغنية بفيتامين د، وانخفاض معدل افراز هرمون الإستروجين، والإكتئاب (سواء كان في الماضي أو الحاضر).

وللتخفيف تغذوياً من مشاكل هشاشة العظام يجب أن يكون الطعام المتناول غنياً بالكالسيوم، خصوصاً قبل الوصول إلى سن الأمل. كما يجب المحافظة على نسبة معينة بين الكالسيوم : الفسفور في الغذاء بحيث تكون بنسبة 1 : 2 حتى تكون الإستفادة من الكالسيوم أفضل ما يمكن، ويمكن ذلك بإضافة الحليب المجفف إلى معظم المأكولات حتى تكون غنية بالكالسيوم ، كما وتعتبر الأجبان والألبان مصادر جيدة للكالسيوم. ويستحسن تناول فيتامين د من مصادره الغذائية الهامة عند تناول الكالسيوم. كما وينصح بعدم الإكثار من الألياف المحتوية على مادتي الفايتات والأوكسالات ( كتلك الموجودة بالنخالة والخضروات) أو على الأقل تقليل تناولها عند تناول المصادر الغنية بالكالسيوم. ويفضل التقليل من تناول الصوديوم إذ إن التقليل من تناول الصوديوم يزيد من الإستفادة من الكالسيوم المتناول بنسبة قد تصل إلى 50 %. وتدل الدراسات على أنه من الأفضل تناول كمية مناسبة من البروتينات وعدم الإسراف في أو الإكثار من أكل اللحوم ومشتقاته إذ إن كل 1غرام من البروتين يعمل على اطّراح 1ملغرام من الكالسيوم، لذلك يجب الموازنة بين تناول اللحوم وتناول الحليب.

ويظهر التأثير السلبي لتناول القهوة، والشاي والكولا على مستوى الكالسيوم في الدم في الحالات التي تكون فيها كمية الكالسيوم المتناولة غير كافية (عندما تكون أقل من كوبين من الحليب أو مشتقاته). ومن المثبت علمياً أن الرياضة المتوسطة كالمشي والريضة الهوائية (الإيروبكس) وحمل بعض الأثقال تزيد من زيادة ترسب الكالسيوم في العظام، لذا تشجع مثل هذه الرياضة. كما أن المشي والوقوف والجلوس بطرق صحية وسليمة أمور ذات دور وقائي من المرض.

ويستحسن عند تناول حبوب الكالسيوم أو الأغذية الغنية بالكالسيوم بكميات كبيرة يفضل زيادة تناول السوائل (68 أكواب) يومياّ لتجنب ارتفاع الكالسيوم بالدم وبالتالي ضبط الكميات المتناولة والمطرحة من الجسم، ويمكن ايضا تناول الكالسيوم من مصادر غذائية غير الحليب ومنتجاته مثل السمسم والبروكلي، الفاصولياء الخضراء والسردين والبقلة والقرنبيط واللوز. ويستحسن تناول الأطعمة التي تزيد من امتصاص الكالسيوم في الجسم كالأطعمة الغنية بالزنك والمنغنيز والنحاس. وتجدر الاشارة الى ضرورة تناول المياه المعدنية المحتوية على كمية جيدة من الكالسيوم بدل المياه الغنية بالصوديوم. اما بالنسبة للتعرض للشمس فيجب أن يكون يومياّ خصوصاّ فترة الصباح.