فيليب موريس تتحول نحو منتجات بدون دخان: استثمار بمليارات الدولارات لتقليل أضرار التدخين

نشر في:
الخميس 31 يوليه 2025 – 3:50 م
| آخر تحديث:
الخميس 31 يوليه 2025 – 3:50 م
• إستراتيجية جديدة في صناعة التبغ: أكياس النيكوتين تفتح أسواقًا بديلة للسجائر
إن الإقلاع عن التدخين هدف تسعى لتحقيقه جميع المنظمات العالمية ، ومع التحديات التي تعيق تحقيق هذا الهدف، برز اتجاه عالمي نحو توفير بدائل أقل خطورة على الصحة العامة. وتُعد هذه الاستراتيجية محور رؤية شركة فيليب موريس منذ عام 2008، في إطار التزامها ببناء مستقبل خالٍ من الدخان.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، استحوذت شركة فيليب موريس إنترناشونال في عام 2022 على شركة “سويدش ماتش” السويدية، المتخصصة في تصنيع منتجات أكياس النيكوتين، بقيمة 16 مليار دولار، وذلك لتدعيم توجهات الشركة نحو تصنيع منتجات خالية من الدخان. وقال باتريك هيلدينغسون، مدير التواصل لفئة المنتجات الفموية في شركة فيليب موريس إنترناشونال، إن شعار رؤية الشركة هو عالم بلا سجائر “خالٍ من الدخان”، وهو ما يعكس التزامًا حقيقيًا بالتحول بعيدًا عن المنتجات التقليدية.
وأوضح هيلدينغسون أن هناك أكثر من مليار مدخن حول العالم، وتعمل الشركة على نشر الوعي بالبدائل الخالية من الدخان بين مدخني السجائر، مضيفًا أن فيليب موريس إنترناشونال استثمرت منذ عام 2008 وحتى الآن ما يقرب من 14 مليار دولار في البحث والتطوير والتسويق للمنتجات الخالية من الدخان، في خطوة تعكس جدية الشركة في الانتقال إلى مستقبل أكثر أمانًا وخالٍ من الدخان.
وعن فرص توزيع منتج “أكياس النيكوتين” في منطقة الشرق الأوسط، قال هليدينجسون أن فيليب موريس استحوذت على شركة “سويدش ماتش” خصيصًا لتقديم هذا المنتج في أسواق جديدة، وقال: “سويدش ماتش كانت شركة صغيرة تتواجد فقط في الدول الإسكندنافية وأمريكا، ولكن بعد الشراكة مع فيليب موريس، نستهدف التوسع في كل سوق يتوافر فيه عدد كبير من المدخنين ونظام تشريعي يسمح بتقديم هذا النوع من المنتجات، مشيراً الى أن الشركة تتطلع لتقديم منتجات سويدش ماتش في العالم العربي متى سمحت القوانين.
وأظهرت جولة ميدانية في معامل ومتاجر شركة «سويدش ماتش» – إحدي شركات فيليب موريس انترناشيونال – بالسويد، عن انتشار واسع لمنتجات «السنوس» وأكياس النيكوتين، والتي يبلغ حجم سوقها السنوي 700 مليون دولار، مع إقبال كبير من النساء بنسبة 60%.
وتنتج السويد 300 مليون عبوة سنوياً من منتجات “السنوس” وأكياس النيكوتين، بقيمة سوقية ٧٠٠ مليون دولار سنوياً التي توصف بأنها أقل خطورة من التدخين التقليدي، حيث تشير دراسات إلى عدم وجود علاقة بينها وبين سرطان الفم، ما يفتح الباب لطرحها في أسواق جديدة بعد استيفاء الشروط الصحية.
و السنوس Snus هو منتج تبغ غير منتج للدخان ويستخدم تقليدياً في السويد وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ويعتمد على عدم الاحتراق، وبالتالي، لا يُنتج دخاناً وقطرانا.
بينما تشبه أكياس النيكوتين (Nicotine Pouches) منتج السنوس شكلاً ولكنه لا يحتوي على تبغ، بل يحتوي فقط على نيكوتين صناعياً مستخلص من التبغ، إضافة إلى نكهات ومكونات نباتية أخرى، مما يُعد خياراً أقل خطورة وأكثر قبولاً من فئات عمرية متعددة.
أندرس ميلتون الرئيس والمدير التنفيذي السابق للجمعية الطبية السويدية وهو شخصية بارزة في مجال الصحة العامة والحد من مخاطر التبغ، قال ان الأبحاث العلمية أثبت أن نسبة الإصابة بالسرطان في السويد هي الأقل مقارنة بدول أوروبا، وهو ما أرجعته الدراسات العلمية الى استخدم السنوس كبديل للنيكوتين.
وقال صموئيل لونديل، رئيس الرابطة الوطنية لمستخدمي السنوس، وهي منظمة استهلاكية تجمع مستخدمي السنوس في السويد (سواءً سنوس التبغ أو أكياس النيكوتين)، إن ٤٥٪ من مستخدمي السنوس كانوا مدخنين.
وأضاف أن حجم استهلاك السنوس وأكياس النيكوتين (Nicotine Pouches) في السويد يبلغ نحو 700 مليون دولار سنويًا.
وأوضح لونديل أن عدد المستخدمين ما بين مليون الي مليون ونصف مستخدم يومياً، بحجم إنفاق ٢ مليون دولار يومياً، واليوم تفضل النساء والفئات العمرية الأقل من خمسين عاماً استخدام أكياس النيكوتين.
وبحسب رئيس الجمعية الوطنية لمستخدمي السنوس، فإن هذه المنتجات لم تُطرح بعد في السوق المصرية، مؤكدًا ضرورة الحصول على موافقات من الجهات الحكومية والمنظمات الصحية قبل السماح بتداولها.
من جانبه، قال باتريك سترومر، الأمين العام لجمعية مصنّعي السنوس أن حجم الإنتاج السنوي لدولة السويد من منتجات السنوس وأكياس النيكوتين Nicotine pouch يصل إلى نحو 300 مليون عبوة، توفرها أربعة مصانع كبرى داخل السويد بما يعادل مليار يورو سنوياً.
وأضاف ان بداية تصنيع السنوس كبديل آمن للتدخين كانت عام ١٨٢٢ وفي عام ١٩٧١ تم التصنيع طبقاً لمعايير السلامة لهيئة الغذاء العالمية ويتم تدوين مكوناته على العبوة مثل أي سلعة غذائية. وأضاف أن شركة “سويدش ماتش” تمتلك ٦ مراكز توزيع كبرى لمنتج السنوس وأكياس النيكوتين في السويد.
وحول الفرق بين المنتجين، قال سترومر:
السنوس (Snus): هو منتج تبغ بدون دخان. ويُعد من المنتجات التقليدية المنتشرة في السويد وعدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة. لا يحترق ولا يُنتج دخاناً أو قطراناً، مما يجعله أقل خطورة مقارنة بالتدخين التقليدي، أما أكياس النيكوتين (Nicotine Pouches): فهو منتج مشابه للسنوس من حيث الشكل، لكنه لا يحتوي على تبغ. يتكوّن من نيكوتين صناعي أو مستخلص من مصادر نباتية، بالإضافة إلى نكهات ومكونات طبيعية أخرى، ويُعد خيارًا أقل خطورة من السجائر التقليدية ومقبول من قِبل فئات عمرية متعددة.
وبحسب سترومر، فان أكياس النيكوتين لم تعد يقتصر تداولها فقط على السويد حيث تتداول في العديد من البلدان بمنطقة الشرق الأوسط منها المغرب والإمارات كما يجري تصنيعها في باكستان.