موسم أفلام عيد الفطر.. ضجيج بلا طحين

تحقيق ــ إيناس عبدالله
نشر في:
الخميس 4 مايو 2023 – 7:57 م
| آخر تحديث:
الخميس 4 مايو 2023 – 7:57 م
عصام زكريا: الكوميديا تحولت لسخافات.. لا يوجد فكرة ولا سيناريو ولا حوار جيد.. والكل يبحث عن الأرخص
طارق الشناوى: شيكو لديه مؤهلات النجاح.. وعلى ربيع لن يكون نجم شباك.. وبيومى فؤاد وهيفاء رهان خسران.. و«ساعة إجابة» فيلم تليفزيونى
ناهد صلاح: «يوم 13» حاول محاكاة أفلام هوليوود.. و«هارلى» غازل جمهور الشباب بالأكشن
رغم أن موسم أفلام عيد الفطر هذا العام، شهد تنوعا افتقدته مواسم أخرى من حيث تعدد النوعية حيث تجمع بين الكوميديا، والتى لها الغلبة، والأكشن، والرعب، بالإضافة لفيلم موجه للأطفال بشكل كبير وهو «ساعة إجابة»، إلا أن هذا لم يكن كافيا بالنسبة لنقاد السينما، لمنحه تقييما كبيرا، بل على العكس اتفق النقاد أن موسم أفلام عيد الفطر الذى يشارك فيه 7 أفلام كان «جعجعة بل طحن» أو «ضجيج بلا طحين» فلم تستفد الصناعة ذاتها بتجربة تستحق الوقوف عندها، وتقييمها كما ينبغى، بل كان الاستسهال عنوانا لهذا الموسم، أو كما يقول الناقد عصام زكريا فى تصريحاته لـ «الشروق»:
وتابع زكريا: لا يزال التركيز قائما على الأنواع التى يعتبرها المنتجون تجارية، مثل الرعب، والكوميديا، والأكشن، لكن لا يوجد أى تركيز على الجودة نهائيا، وهناك حالة من الاستسهال المبالغ فيها، والتعامل مع الأفلام بمنطق البحث عن الأرخص، وربما يساهم فى هذا الأمر الظروف الاقتصادية الصعبة التى نعانى منها، وانعكست على تراجع الجمهور عن الذهاب إلى دور العرض السينمائى.
واستطرد: مع وضع فى الاعتبار أن الجمهور نفسه أصبح يستخف بشكل كبير بالأفلام الكوميدية، لأنها لا تقدم بالفعل كوميديا، بل تحولت إلى سخافات فقط، فلا توجد بها فكرة أو سيناريو، ولا حوار جيد، ورغم أن العدد الأكبر من أفلام هذا الموسم، هى كوميدية، تقريبا 5 أفلام من بين 7، لكنها لم تتصدر الإيرادات.
وبشكل أكثر تفصيليا تحدث الناقد طارق الشناوى عن أفلام موسم عيد الفطر وقال:
رغم أننا خرجنا من شهر رمضان بأكثر من مسلسل جيد، كان على النقيض منه موسم الأفلام الذى كان غاية فى التواضع، ونلاحظ أن فيلم «هارلى» لمحمد رمضان، فى أيام العيد، حصل على نصف كعكة إيرادات العيد، أو العيدية كما نقول، يليه فيلم «يوم 13»، وذلك يعود لرهان رمضان على الجمهور الاستثنائى الذى يذهب للسينما فى العيد، وهم مجموعة الشباب الذين يميلون لتوليفة معينه قدمها لهم فيلم «هارلى».
لكن بعد العيد، تصدر فيلم «يوم 13» الإيرادات، وهو فيلم ثلاثى الأبعاد ومصنف رعب، ورغم أنه كانت هناك أفلام رعب مصرية، لكنها كانت كلها بعيدة عن دائرة الرعب كإبداع فنى، ولذا فلم يقبل عليها الجمهور المصرى الذى يميل أكثر لأفلام الرعب الأمريكية، لكن نجح فيلم «يوم 13» أن يقدم نفسه كأول فيلم رعب حقيقى مصرى يجيد توظيف مفردات اللعب فاحتل المركز الأول.
وتابع الشناوى: وفيما يتعلق بفيلم «ساعة استجابة» بطولة الطفل سليم مصطفى، فهو أقرب لسهرة تليفزيونية لا تنطبق عليه شروط السينما، ونجاحه قد يكون عبر المنصات، لكن ليس عبر شاشة سينما وانعكس هذا الأمر بشكل منطقى وطبيعى على إيراداته حيث تزيل القائمة.
وعن الأفلام الكوميدية قال: بداية يجب أن نعى أن سيطرة الكوميدية على أفلامنا يعود لسبب غاية فى الأهمية، وهو إرضاء السوق الخليجية التى تقبل على هذه النوعية من الأفلام، فربما هذه الأفلام لا تحقق نجاحا وإيرادات كبيرة بمصر، لكنها تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة خاصة بالسعودية التى تمتلك أكثر من 500 دار عرض، وعليه ليس مستغربا أن تسيطر الكوميديا على مواسم الأفلام.
وأضاف: يشارك فى هذا الموسم أكثر من فنان كوميدى، منهم على ربيع بفيلم «بعد الشر» الذى أثبت عدم قدرة ربيع أن يكون نجم شباك، مثل عادل إمام ومحمد هنيدى ومحمد سعد وغيرهم، فهو يحقق نجاحا «على الحركرك»، أى نجاحا يدفع شركات الإنتاج لإعادة المحاولة معه مجددا، وعليه نجد أن على ربيع يقدم فيلما كل سنة، لأنه يحقق النجاح الذى يرضى منتج أفلامه، وهناك الفنان شيكو الذى يقدم أول بطولة مطلقة له فى «ابن الحج أحمد»، وعن نفسى أحب شيكو كممثل، وهو دمه خفيف بالفطرة ولديه حضور، لكن ما حققه من إيرادات ليس رقما كبيرا يجعله نجم شباك أيضا، لكنه به قدر من النجاح، يدفع شركات الإنتاج للرهان عليه مرة أخرى، لكن شيكو لديه ما يؤهله أن يكون نجم شباك فى حال نجح فى اختيار قصة جيدة.
وفيما يتعلق بفيلمى «مغامرات كوكو» و«رمسيس باريس» قال: دوما الرهان على بيومى فؤاد فى دور البطولة، رهان خسران، لإصرار المنتجين على تقديمه فى أدوار كوميدية، وأنصح من يريد تقديم بيومى فؤاد فى دور البطولة أن يبتعد عن الكوميديا، وأن يراهن على الممثل بيومى وإبداعاته وكفاءته كممثل، وليس كوميديان، فهو قدم الكوميديا حتى فى نفس الموسم بأدوار صغيرة، ولو تم استغلال بيومى فى عمل فنى يعتمد على ممثل لديه أكثر من نغمة ربما يحقق نجاحا، ونفس الأمر مع هيفاء وهبى، فهذه ليست المرة الأولى التى يتم الرهان عليها، فمنذ عام 2014 وهناك إصرار كبير على إسناد دور بنت البلد المصرية بالعافية لها، والنتيجة أنها تقدم شخصية مصطنعة، ثقيلة الظل، ولا يمكن أن ننكر حقيقة أنها امرأة جميلة ولها جمهور كبير فى الغناء، لكنها فى السينما بحاجة لمخرج جيد يستطيع توظيفها، وليست كما يتم التعامل معها فى أفلامها، وهذا سبب فشلها فى السينما، فهى تقدم مسخا لبنت البلد الشعبية.
وترى الناقدة ناهد صلاح أن الواقع الفنى ما زال هزيلا متواضعا، والتعامل مع الأفلام على أنها سلعة تجارية، وقالت: للأسف لا تزال القضايا التى تهم الناس غائبة عن السينما، فى ظل ترويج القائمين عليها حاليا أكذوبة أن «الجمهور عايز كده» وعليه أصبح لأفلام الترفيه الغلبة على السينما المصرية، مهما كان هناك تنويع فيها.
واستطردت: الترفيه مطلوب، ولا يمكن أن ننكر هذه الحقيقة، لكن حتى هذا الأمر لم ننجح فيه، فالأفلام الكوميدية وهى المسيطرة على السينما المصرية منذ نهاية التسعينيات، تعانى من فراغ كوميدى كبير، وأصبح المبالغة عنوانها، واللجوء لإفيهات لا تضحك، وفى هذا الموسم شاهدنا أفلاما كثيرة مصنفة كوميدية مثل «بعد الشر» للفنان على ربيع، و«مغامرات كوكو» للفنان بيومى فؤاد وغيرهما، لم تسعَ سوى لتسلية الناس، بتقديم أفلام عابرة، خالية من أى جماليات سواء على مستوى المضمون أو الصورة، وللأسف جاءت الأفلام الكوميدية خالية من الإبداع، حتى على المستوى التمثيلى.
وأكملت: أما فيما يتعلق بالأفلام الأخرى البعيدة عن الكوميديا، وتحديدا «هارلى» و«يوم 13»، فالأول راهن على نجاح بطله «محمد رمضان» فى الموسم الرمضانى من خلال مسلسل «جعفر العمدة» وحاول منتجه استثمار الحالة الذى حققها المسلسل فى رمضان، وعليه كان هناك إصرار لعرضه بموسم عيد الفطر، كما تم مغازلة الجمهور من الشباب بالأكشن الذى يحبه، فظهر البطل وهو يقدم الحركات والمواقف التى تجذب الشباب الأكثر إقبالا على الذهاب للسينما، خاصة فى العيد، وعليه فالفيلم أيضا لجأ للاستسهال لتحقيق نتيجة يعتقد أنها مضمونة.
وأضافت: وبالنسبة لفيلم «يوم 13» فأرى أنه الوحيد من بين أفلام هذا الموسم الذى حاول مخرجه «وائل عبدالله» تقديم صنعة فيه، فلقد حاكى أفلام هوليوود فى كثير من مشاهده، فالفيلم الذى يؤكد صناعه أنه أول 3d رعب مصرى، نجح فى لفت الأنظار إليه، رغم اعتراضى على تصنيفه، فهو رعب بلا رعب، وربما لأننا شاهدنا أفلاما أكثر رعبا منه، فلم نشعر بأى رعب، لكن فى الحقيقة أن صناعه أنفسهم حولوا الأحداث من رعب لأكشن، بعد أن تطورت الأحداث لمشاهد بوليسية لمعرفة من الجانى.
وأشارت: لا يمكن أن ننكر أن هناك لغة بصرية جيدة فى هذا الفيلم الذى يدور فى زمنين مختلفين، ومحاولة لمحاكاة التكنولوجيا العالمية، رغم أن السينما هى ابنة التكنولوجيا، ومن البديهى أن تتطور السينما المصرية.