من القمر الدموي إلى الكسوف الشمسي.. ما الفرق بين الظاهرتين؟

يستعد العالم اليوم لحدث فلكي نادر، وهو الخسوف الكلي للقمر، المعروف أيضًا باسم “القمر الدموي”، والذي سيزين السماء يومي 7 و8 سبتمبر 2025. وبعد أسبوعين، سيحدث كسوف شمسي، وهو حدث نادر آخر. فما الفرق بين خسوف القمر وكسوف الشمس؟ يجيب التقرير التالي عن هذا السؤال، وفقًا لموقع “Forbes”.

ظاهرة الخسوف

متى يحدث خسوف القمر؟

يحدث خسوف القمر في مرحلة اكتمال البدر، عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر مباشرة، وعندها يقع ظل الأرض على القمر. وبحسب موقع القمر من الظل، نشاهد أنواعًا مختلفة من الخسوف.

هناك ثلاثة أنواع من خسوف القمر:

الخسوف الكلي للقمر: يمر القمر بالكامل عبر ظل الأرض الداخلي المظلم، ويتوهج سطحه بلون أحمر نحاسي بسبب انكسار أشعة الشمس التي تمر عبر الغلاف الجوي للأرض إلى القمر، وهو ما يطلق عليه “القمر الدموي”، وهي الظاهرة التي سيشهدها العالم اليوم.

الخسوف الجزئي للقمر: وهو الأكثر شيوعًا، حيث يغطي ظل الأرض جزءًا من القمر، فيصبح جزء منه معتمًا والآخر مضاء، دون تغيير يذكر في لون القمر.

خسوف شبه الظل القمري: يمر القمر عبر ظل الأرض الخارجي الخافت، مما يسبب خفوتًا طفيفًا في ضوئه.

الخسوف آمن ويمكن مشاهدته بالعين المجردة

هل يمكن مشاهدة الخسوف بالعين المجردة؟

جميع خسوفات القمر آمنة تمامًا، ويمكن مشاهدتها في كل الأوقات بالعين المجردة والمناظير والتلسكوبات.

يمكن مشاهدة الخسوف الكلي والجزئي بالعين المجردة، بينما يتطلب خسوف شبه الظل القمري كاميرات مخصصة، لأنه من الصعب ملاحظته بالعين فقط.

متى سيحدث خسوف القمر القادم؟

يشهد العالم خسوفًا كليًا للقمر لعام 2025 يومي 7 و8 سبتمبر، وستكون رؤيته أوضح من آسيا وأفريقيا وشرق أوروبا. أما الخسوف التالي فسيحدث يومي 2 و3 مارس 2026، حيث سيُرى “قمر الدم” لمدة 82 دقيقة من غرب أمريكا الشمالية وأستراليا وشرق آسيا.

ظاهرة الكسوف

كيف يحدث كسوف الشمس؟

يجب أن يكون القمر في مرحلة المحاق، أي أن وجهه المعتم هو المقابل للأرض.

يحدث عندما يمر القمر مباشرة أمام الشمس، فيعيق وصول ضوئها إلى الأرض.

يجب أن يصطف القمر مع مدار دوران الأرض حول الشمس، بالتزامن مع موقع الشمس.

كيف يحجب القمر ضوء الشمس رغم اختلاف حجميهما؟

على الرغم من أن حجم القمر أصغر من الأرض بـ400 مرة، فإنه أقرب إليها من الشمس بـ400 مرة، ما يجعلهما يُشاهدان بحجم ظاهري واحد من سطح الأرض، وبالتالي يصبح حدوث الكسوف ممكنًا عند توافر الظروف، رغم اختلاف حجمي الشمس والقمر.

أنواع الكسوف

هناك ثلاثة أنواع من الكسوف:

كسوف كلي للشمس: يحجب القمر ضوء الشمس بالكامل، مُسببًا ظلامًا دامسًا في النهار لبضع دقائق، ويمكن خلاله رؤية الغلاف الجوي الخارجي للشمس، المعروف بالهالة الشمسية، بالعين المجردة.

كسوف جزئي للشمس: وهو الأكثر شيوعًا، حيث يغطي القمر جزءًا من الشمس، ويمكن رؤيته على مساحة أوسع، لكنه لا يُشاهد بالعين المجردة في أي وقت.

كسوف حلقي للشمس: يحدث عندما يكون القمر أبعد قليلًا عن الأرض، فيبدو أصغر من حجم الشمس الظاهري، فلا يغطيها بالكامل، وتظهر “حلقة نارية” ساطعة حول قرص القمر المظلم.

هل يمكن مشاهدة الكسوف بالعين المجردة؟

تسبب مشاهدة الكسوف بالعين المجردة ضررًا بالغًا للعين، لذا من الضروري ارتداء نظارات الكسوف أو مرشحات الشمس في جميع مراحل الكسوف الجزئي والحلقي.

أما الكسوف الكلي الذي يستمر لبضع دقائق أو ثوانٍ، فيُعتبر الأكثر أمانًا بين الأنواع، إذ يمكن إزالة نظارات الكسوف الشمسي بأمان خلاله.

لماذا لا يحدث الكسوف كل شهر؟

السبب في ذلك أن مدار القمر “إهليليجي”، إذ يميل مساره المداري عن مسار الشمس بنحو خمس درجات، ما يجعل القمر في أغلب الأوقات يمر فوق أو تحت الشمس أو ظل الأرض قليلًا، فيمنع حدوث الكسوف.

ويحدث الكسوف فقط عندما يعبر القمر المستوى المداري، أي مدار دوران الأرض حول الشمس، عند نقطتين تُسمى العقدتين. فإذا تزامن الاصطفاف مع المحاق نشهد كسوفًا شمسيًا، أما إذا تزامن مع البدر فيحدث خسوف قمري.