من تلف الدماغ إلى هشاشة العظام.. حقن التخسيس حل سريع للسمنة محفوف بمخاطر صحية كبيرة

سوزان سعيد
نشر في:
الأحد 26 أكتوبر 2025 – 11:24 ص
| آخر تحديث:
الأحد 26 أكتوبر 2025 – 11:27 ص
أصبح الحصول على جسم مثالي وقوام رشيق هدفًا بالغ الأهمية، لاسيما في العصر الرقمي لانتشار ثقافة نمط الحياة الصحية والتي تركز على الغذاء الذي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة والذي أصبحت تخصص له متاجر بعينها لبيعه، إلى جانب ممارسة الرياضة، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة عند جميع الأشخاص، خاصة ممن لم يعتادوا على النمط الصحي طيلة حياتهم، فهم يستمتعون بتناول الطعام ويجدون صعوبة في تحريك أجسامهم، لذا انتشرت في الآونة الأخيرة أنظمة إنقاص الوزن السريع دون الحاجة لتناول أكل صحي أو ممارسة الأنشطة الرياضية، ومن أهم هذه الأساليب حقن التخسيس والتي لاقت رواجًا كبيرًا عند محبي الحصول على جسم مثالي بأقل جهد ممكن.
وهنا تبرز الكثير من الأسئلة، هل يمكن الاعتماد على حقن التنحيف بشكل كامل للحصول على قوام مثالي، دون عناء الالتزام بحمية غذائية وممارسة الرياضة، وما الذي سنخسره في المقابل؟ يجيب التقرير التالي على هذه الأسئلة، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
-سوء التغذية والعودة إلى الوزن القديم
خاضت جيليان كويا، وهي سيدة أسكتلندية، 40عامًا، وأم لـ4 أطفال، رحلة لإنقاص وزنها جربت خلالها العديد من الأنظمة الغذائية للحصول على جسم رشيق، ولكنها لم تنجح، فيما أفقدتها حقن التنحيف حوالي 9 كجم خلال 8 أشهر، إلى جانب قدرتها على تناول جميع الوجبات التي اعتادت عليها، ولكن بكميات أقل، ولكنها في المقابل، عانت من العديد من المشاكل الصحية، مثل مشاكل في البشرة، وانخفاض في الطاقة إلى جانب سوء حالتها المزاجية، ولكن ما زاد الأمر سوءًا هو عودة وزنها القديم الذي فقدته بعد نفاذ مخزون الحقنة داخل الصيدليات.
-لماذا تؤدي حقن التخسيس إلى سوء التغذية؟
كشفت دراسة أجريت على أكثر من 460 ألف شخص في الولايات المتحدة أنه بعد مرور عام على تلقي لقاحات إنقاص الوزن، عانى 22.4% منهم، أي أكثر من الخمس، من نقص التغذية، وكان أكثرها شيوعا نقص فيتامين د “الموجود في الأسماك والبيض والجبن”.
تحتوي حقن التخسيس على ببتيدات، وهي بروتينات اصطناعية، تبطئ إفراغ المعدة من الطعام، إلى جانب إرسال إشارات بالشبع إلى المخ، مما يؤدي بالشخص إلى تناول كميات قليلة من الطعام.
وعندما يفتقر النظام الغذائي للشخص على العناصر الغذائية المفيدة، ويستخدم هذه الحقن، فهذا يعني أنه سيتناول كميات أقل من طعام غير مفيد بالأساس، ما يؤدي إلى إصابته بسوء التغذية، لذا يكون الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية جراء هذه الحقن، بحسب الدكتور ديبيش باتيل، استشاري الغدد الصماء في مستشفى رويال فري في لندن.
-حصة غذائية تقل عن الحد الأدنى لتلبية الاحتياجات الغذائية
توصلت الأبحاث التي أجرتها الدكتورة إلين فالوز، وهي طبيبة عامة تعمل في نورثهامبتونشاير ونائبة الرئيس السابقة للجمعية البريطانية، والتي تخضع حالياً للمراجعة قبل النشر، إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يستخدمون أدوية إنقاص الوزن يتناولون أقل من 800 سعر حراري يومياً، مما يجعل من الصعب تلبية احتياجات الشخص الغذائية.
-تلف الدماغ وفقدان الذاكرة
أحد أسوء الآثار الجانبية لحقن التخسيس، هو الإصابة بتلف الدماغ على المدى الطويل، فقد نشرت المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، 20 حالة لأشخاص، في عمر الشباب، عانوا من نقص فيتامين ب 1، بعد استخدام حقن التخسيس، ما أدى إلى إصابتهم بتلف الدماغ، والذي يؤدى بدوره إلى فقدان الذاكرة والارتباك وتغيرات في الشخصية.
-هشاشة العظام
تعد هشاشة العظام، أحد أصعب المشاكل الصحية التي يستمر أثرها، حتى بعد التوقف عن استخدام الحقن، والتي تحدث بسبب عدم تناول كمية كافية من الكالسيوم، الموجود بشكل أساسي في منتجات الألبان، ما يؤدي إلى انخفاض كتلة العظام، وبالتالي ترقق العظام، وفقًا لأخصائية التغذية مارسيل فيوزا، المتحدثة باسم جمعية التغذية البريطانية.
يجب على النساء اللواتي يستخدمن حقن إنقاص الوزن الانتباه، تعويض الكالسيوم المفقود من أجسامهن، بتناول مكملات فيتامين د- التي تساعد على امتصاص الكالسيوم، والتي تحتاج ما لا يقل عن 10 ملليجرامات من الكالسيوم يوميًا، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
-الإرهاق والضعف
يشكو الأشخاص الذين يتناولون لقاحات إنقاص الوزن من الإرهاق والضعف، بسبب نقص الحديد وفيتامين B12، الموجود في المنتجات ذات الأصل الحيواني، ما يسبب أيضًا تساقط الشعر وهشاشة الأظافر ومشاكل الجلد، مثل الجفاف وضعف الشفاء.
-ضعف الكتلة العضلية واستعادة الوزن المفقود
أشارت الأبحاث المنشورة في مجلة Expert Opinion on Pharmacotherapy إلى أن ما يصل إلى 40% من فقدان الوزن الناتج عن لقاحات إنقاص الوزن يأتي من فقدان الكتلة العضلية، بسبب عدم تناول كمية كافية من البروتين.
وقالت فيوزا: “تحافظ العضلات أيضًا على نشاط عملية التمثيل الغذائي، ويؤدي فقدانها إلى تقليل معدل حرق السعرات الحرارية، ما يزيد من خطر استعادة الوزن بمجرد التوقف عن تناول الدواء”.
-أقل جرعة لقاح ووجبات صغيرة مفيدة
أوصت فيوزا بالبدء بأقل جرعة من الحقن، مع تناول وجبات صغيرة تعتمد على البروتين، مثل الأسماك أو الدجاج أو العدس، إلى جانب الخضراوات والحبوب الكاملة، مع تناول مكملات الفيتامينات المتعددة لتلبية احتياجات الجسم الغذائية أثناء تناول الأدوية.
-من حقن التخسيس إلى الحمية الغذائية
بعد رحلة طويلة خاضتها كويا، مع حقن التخسيس المختلفة، قررت التوقف عنها تمامًا والانتقال إلى حمية كامبريدج الغذائية “دايت 1:1” والتي ساعدتها في الوصول إلى وزن 63.5 كجم.
استبدلت جيليان الأطعمة الجاهزة والوجبات الخفيفة بالأسماك واللحوم الخالية من الدهون، إلى جانب السلطة والخضروات، ما ساعدها على الحصول على مؤشر كتلة جسم صحي للمرة الأولى في حياتها، والتمتع بطاقة كبيرة، إلى جانب ممارسة رياضة المشي لمدة ساعتين يوميًا بصحبة كلابها، بشرة صافية، وتنعم بنوم هادئ”.
وأضافت أن أدوية إنقاص الوزن تعد حلاً سريعًا وجيدًا، ولكنها ليست حلاً طويل الأمد ما لم يتعلم الناس عادات غذائية أفضل أيضًا.
