التقاعد مرحلة عمرية زاهية ! – عين الوطن

د. عبد المجيد الجلاَّل
في كل عامٍ ، ينظم إلى نادي المتقاعدين ، ثُلةٌ من أبناء الوطن وبناته، بعد أن قدَّموا عُصارة فكرهم، وغاية جهدهم، لخدمة وطنهم، وتطوير أجهزته ومؤسساته ، وفي المشاركة بفعالية ، في مشروعات التنمية وبرامجها ، فكانت لهم بصماتٌ من نور، وصفحات ناصعة ، في العمل الوطني ، بكل جوانبه الإنتاجية والخدمية.
التقاعد ، مرحلةٌ رئيسة في رحلة العمر ، يُفترض أن تكون مشرقة ، بأفكار جديدة ، وهممٍ عالية، وعزائم صُلْبة، لا مكان فيها لحياة الرتابة ، والكسل ، والخمول ، والإحباط ، التي إن تسللت إلى حياتنا وعقولنا، أحالتها إلى ظُلمة الخِواء والفراغ الروحي والمادي، ولتهدم جمال الحياة وإشراقاتها البديعة .
لنجعل من محطتنا الجديدة ، فرصة لترتيب حياتنا ، وأوقاتنا ، على نُسقٍ أفضل ، نُعيد من خلالها ، بناء أولوياتنا ، وبرامجنا ، وآمالنا ، وأحلامنا ، التي تعتمل في النفوس، وتتوهج في العقول والفِكر، والعمل وفق ذلك ، وإن لم يبق من الدنيا إلا صُبَابة.
علينا أن نقرأ، ونكتب، ونعمل، ونسعى إلى توظيف كل طاقتنا وتفكيرنا الإيجابي لتحقيق المزيد من تَّطلُعاتنا، فالحياة مليئةٌ بالفرص والخيارات، وهي متاحةٌ لصاحب العزيمة والفأل الحسن، المستضيء بنور الإيمان ، وحب العمل والحياة ، الكابح لجماح اليأس والقنوط ، والدّعة والاستكانة، وإهدار الوقت ، وبقية العمر بلا حصاد يُذكر، أو نجاح يُسطّر.
وإذا كان يُفترض أن يتعايش المتقاعدون ، مع مرحلة عمرية جديدة ، وأفكار وأعمال متوهجة ، وثقةٌ عالية بالنفس. فإنَّ الأمر يحتاج بالضرورة ، إلى رعاية واجبة من الدولة لموظفيها الذين قدَّموا الكثير من وقتهم وفكرهم وجهدهم في خدمة وطنهم .
ومن ذلك ، الدعم المادي والتشريعي، الذي يكفلُ لهم الحياة الإنسانية الكريمة ، خاصَّة إذا علمنا أنَّ أعداداً غير قليلة منهم ، لا يملك من حطام الدنيا ، إلا دراهم التقاعد، وهي غير كافية ، للوفاء بمستلزمات أموره وأحواله المعيشية ، في مواجهة الغلاء ، وتضخم الأسعار .
لذا ، يأمل المُتقاعدون زيادة معاشاتهم ، بما يكفي الحاجة ، لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة ، ومنحهم تأمين طبي يُخفف عليهم أعباء وتكاليف العلاج ، وعلاوة سنوية مُسانِدة ، وتخفيضات على رسوم الخدمات العامة ، وتطبيق برامج وخدمات تكافلية للمتقاعدين .
خلاصة القول : مرحلة التقاعد ، هي الأجمل في مشوار الحياة ، فحافظ أخي المُتقاعد على رونقها وجمالها ، بالعمل على تنمية ذاتية ، تُحقق لك ، الكثير من الآمال والأحلام ، وكما يقال : إذا لمْ تطرقْ الفرصةُ بابكَ .. فاصنعْ باباً آخر .