أكثر من 50 % من أطباء مستشفيات فرنسا يضربون عن العمل

أوكرانيا تتحدث عن مكاسب ميدانية بعد «أسبوع صعب»
أعلنت أوكرانيا، الاثنين، أن قواتها استعادت مزيداً من الأراضي على الجبهتين الشرقية والجنوبية الأسبوع الماضي، وهو ما وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه تقدم في أسبوع «صعب» في الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية. ومن جهتها، أعلنت أجهزة الأمن الروسية، الاثنين، إحباط محاولة أوكرانية لاغتيال حاكم شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، عبر زرع عبوة في سيارته.
وكانت القوات الأوكرانية قد أطلقت في مطلع يونيو (حزيران) الماضي عملية واسعة النطاق، تهدف إلى استعادة أراضٍ تحتلها روسيا؛ لكن المكاسب تبقى في الوقت الراهن محدودة، بسبب الدفاعات الروسية القوية ونقص الطيران وذخائر المدفعية.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، الاثنين، إن «الأراضي المحررة (في الجنوب) زادت بمقدار 28.4 كيلومتر مربع»، ويصل بذلك إجمالي المساحة المستعادة في هذه المنطقة إلى 158 كيلومتراً مربعاً، منذ بدء الهجوم المضاد في مطلع يونيو. وفي حين بلغت مكاسب كييف في الشرق 9 كيلومترات مربعة فقط، حسب ماليار التي أشارت إلى أن «العدو يقاوم بشدة»، تدور مواجهات صعبة للغاية. وقالت إن القوات الروسية شنت من جانبها هجوماً في نهاية الأسبوع الماضي، بالقرب من مدينة سفاتوفي في منطقة لوغانسك (شرق). وأوضحت أن الروس «يحاولون التقدم نحو ليمان»، وهي مدينة في منطقة دونيتسك استعادها الجيش الأوكراني في الخريف الماضي.
وبدوره، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، عن معارك «صعبة» لكنه أشاد بحصول «تقدم». وقال زيلينسكي: «كان الأسبوع الماضي صعباً على الخطوط الأمامية؛ لكننا نحرز تقدماً». وأضاف: «نتقدم خطوة بخطوة! أشكر كل من يدافعون عن أوكرانيا، وكل من يقودون هذه الحرب من أجل انتصار أوكرانيا!».
ومن الجهة المقابلة على الجبهة، أطلق الجيش الروسي هجمات في مناطق أفديفكا وماريينكا وليمان، يضاف إليها منذ نهاية الأسبوع الماضي سفاتوفي. كل هذه المناطق تقع على الجبهة الشرقية؛ حيث تجري «معارك ضارية» كما أوضحت ماليار الأحد.
توتر
وفي الجانب الروسي، أفاد جهاز الأمن الفيدرالي (إف إس بي) في بيان نشرته وكالات أنباء محلية عن «إحباط محاولة لاغتيال حاكم القرم سيرغي أكسيونوف، دبّرتها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية»؛ مشيراً إلى توقيف شخص في إطار التحقيق بالمحاولة. وأوقف مواطن روسي مولود عام 1988 بشبهة تجنيده من «جانب عناصر في جهاز الاستخبارات الأوكرانية (إس بي يو)» على ما أفاد المصدر نفسه، مؤكداً أن الرجل «تابع تدريباً على استخبارات التخريب في أوكرانيا بما يشمل المتفجرات». وأضاف: «لم يتسنَّ الوقت لواضع القنبلة لتنفيذ نيته الإجرامية؛ لأنه أوقف عندما كان يتسلم العبوة الناسفة من مخبأ». وكتب أكسيونوف عبر «تلغرام» أن «أجهزة الاستخبارات تعمل بشفافية وفاعلية. أنا على ثقة بأننا سنعثر على المحرضين على هذه الجريمة ونعاقبهم»، شاكراً جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على «إحباطه محاولة الاغتيال» هذه.
«لا تأثير» لتمرد «فاغنر»
في سياق متصل، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الاثنين، أن التمرد القصير الذي شنه مقاتلو مجموعة «فاغنر» الخاصة الشهر الماضي لم يؤثر على «العملية العسكرية الخاصة» التي تنفذها بلاده في أوكرانيا. وكان مقاتلو «فاغنر» قد استولوا على مدينة روستوف بجنوب روسيا، وتقدموا نحو موسكو في 24 يونيو، بينما طالب رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين بإقالة شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
ونُزع فتيل الأزمة حين توسط رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في اتفاق بين الكرملين وبريغوجين. وفي أول تعليق له على التمرد، قال شويغو إن الهدف من التمرد كان تقويض استقرار روسيا؛ لكنه فشل بسبب ولاء الجيش، مضيفاً أنه لم يؤثر على الوضع في الخطوط الأمامية. وتابع أمام اجتماع بالوزارة: «التحريض لم يؤثر على أعمال وحدات الجيش (المشاركة في العملية)». ولم يظهر غيراسيموف الذي اختفى عن الأنظار منذ التمرد، في صور من الاجتماع نشرتها وزارة الدفاع.
«مماطلة» في التدريب
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، نُفذت عدة هجمات نسبتها موسكو إلى كييف، وقُتل فيها أو جُرح مسؤولون عينتهم روسيا. وإذا كان المحللون يعتقدون أن أوكرانيا لم تزج بعد بالجزء الأكبر من قواتها المسلحة المدربة حديثاً في هجومها المضاد، فإن البطء الواضح للعملية خصوصاً مقارنة مع نجاح الهجمات المضادة السابقة لكييف في الشمال الشرقي والجنوب السنة الماضية، يبدو أنه أثار انزعاجاً.
ولم يتوانَ الرئيس الأوكراني خلال استقباله في كييف، السبت، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في اليوم الأول لتولّي مدريد الرئاسة الدورية للاتّحاد الأوروبي، عن اتّهام «بعض» الشركاء الغربيين لبلاده بالمماطلة في تدريب طياريها على قيادة مقاتلات «إف-16» الأميركية. والطيارون الحربيون الأوكرانيون مدرّبون على قيادة مقاتلات «ميغ» و«سوخوي» السوفياتية. وقال زيلينسكي: «ليس هناك جدول زمني لمهمّات التدريب. أعتقد أنّ بعض الشركاء يماطلون. لماذا يفعلون ذلك؟ لا أعلم». لكنّ واشنطن ردّت بالقول إنّها وحلفاءها يبذلون قصارى جهدهم لتزويد كييف بما تحتاج إليه. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، إنّ تزويد القوات الأوكرانية بمقاتلات «إف-16» أو صواريخ «أتاكمس» الدقيقة التصويب، هو موضوع «مطروح على طاولة البحث؛ لكنّ أي قرار لم يُتّخذ في شأنه حتى الآن». وأضاف أنّ الهجوم الأوكراني المضادّ «يسير ببطء قليلاً؛ لكن هذا جزء من طبيعة الحرب. هذا الأمر لا يفاجئ أحداً البتّة». وتابع: «نحن نقدّم لهم كلّ مساعدة ممكنة».
أوكرانيا والانضمام إلى «الناتو»
وتأتي هذه التطورات الميدانية قبل أسبوع من اجتماع مهم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلنيوس في ليتوانيا، يفترض أن يحدد خلاله الحلفاء موقفاً مشتركاً من الضمانات الأمنية التي هم مستعدون لمنحها لأوكرانيا، في ظل غياب وعد بعملية انضمام مسرعة. وكثفت أوكرانيا في الأسابيع الماضية التصريحات التي تطلب توضيح آفاق انضمامها إلى الحلف. وأثار الرئيس الأميركي جو بايدن استياء كييف بإعلانه في 17 يونيو، أن أوكرانيا لن تستفيد من معاملة تفضيلية.
وطالب الرئيس الأوكراني، السبت، قمّة حلف شمال الأطلسي التي تنعقد في فيلنيوس في 11 و12 يوليو (تموز) الجاري، بتوجيه دعوة لبلاده للانضمام إلى التحالف العسكري الغربي. وقال: «نحن بحاجة في قمة فيلنيوس إلى إشارة واضحة للغاية وجليّة، مفادها أنّه يمكن لأوكرانيا أن تصبح بعد الحرب عضواً كامل العضوية في حلف (الناتو)». وأضاف أنّ «هذه الدعوة للانضمام إلى الحلف هي الخطوة الأولى، خطوة عملية جدّاً، وستكون مهمّة جدّاً بالنسبة إلينا».