هكذا يواجه الأوكرانيون القصف الليلي لكييف

رجال إطفاء يخمدون النيران في منشأة أصيبت بالقصف الروسي في كييف.(أف ب)
الأحد 4 يونيو 2023 / 14:04
عندما تنطلق صفارات الإنذار الساعة الثالثة فجراً في كييف، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن سكان المدينة هو التقاط هواتفهم الخليوية، وتفحص الأخبار، وتوجيه رسائل إلى العائلة والأصدقاء- ومن ثم الاستماع إلى الانفجارات التي ستلي ذلك في معظم الأحيان.
الأوكرانيين لجأوا إلى النكات وتبادل الرموز عبر الواتساب لرفع المعنويات
وتنقل صحيفة “غارديان” البريطانية عن النائبة الأوكرانية كيرا روديك التي تتزعم حزب هولوس الليبرالي: “تستيقظ، وتذهب إلى مكان آمن، ربما الملجأ، وتمسك بهاتفك. لا يمكنك العمل ولا القراءة. تجلس وتنظر حولك، وتنتظر. وفي أسوأ الحالات، تسمع صوتاً مميزاً، ربما على شكل دراجة مارة”. وأضافت “تنتظر لترى ما إذا كانت الضجة تقترب منك أو تبتعد عنك. تجلس وتنتظر ما إذا كان الضجيج سينتهي بانفجار- أو لا شيء آخر. وإذا ما كان هناك انفجار، فإنك تتأفف، وتحاول أن تخمن ما هو، في حال كان ثمة أحد بالقرب منك”.
Fatigue and frayed nerves grip Kyiv as city shelters from nightly Russian raids https://t.co/qOEu6jZG92
— The Guardian (@guardian) June 2, 2023
بعد التراجع الروسي عن حدود العاصمة في الأسابيع الأولى للحرب، نادراً ما كان وسط كييف مهدداً بالقصف، إلى أن تبدل الوضع الشهر الماضي. وخلال الشتاء وقعت هجمات على محطات الكهرباء والمنشآت الحيوية، في الأماكن الصناعية غالباً، لكن الصواريخ والمسيّرات تسقط على المنازل أو بينها اليوم.
وهذا الأسبوع كانت هناك ست ليالٍ من القصف المتتالي فضلاً عن قصف نهاري. وصفارات الإنذار التي تم تجاهلها في الماضي، بعدما تعود عليها الناس، فإنها تتسبب اليوم بخوف حقيقي، إلا إذا كان في مقدور المرء أن ينام خلالها. وفي نهاية المطاف، تنطلق صافرة طويلة، معلنة زوال الخطر، وعادة بعد ذلك بساعتين.
وإجمالاً، يتم التصدي للصواريخ والمسيّرات –بنسبة 90 في المائة- بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية التي يتقدمها نظام باتريوت الأمريكي، الذي يحاول الروس جاهدين إخراجه من الخدمة. وحتى في هذه الحالات، فإن الحطام المتناثر للصواريخ من الممكن أن يكون قاتلاً، على ما اتضح في الساعات الأولى من الخميس عندما قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل في التاسعة في ضاحية ديزنياسكي الشمالية.
Fatigue and frayed nerves grip Kyiv as city shelters from nightly Russian raids https://t.co/7w6IfJjnnT
— Christian Cerboncini
(@ChristianCerbo2) June 3, 2023
ليلتذاك، استيقظت مديرة الأرشيف الحربي ماريا هلازونوفا (31 عاماً) مجدداً. وتقول: “كنت قلقة جداً عندما كنت أعمل حيث سقط الصاروخ في المنطقة التي تسكن فيها عائلتي. اتصلت بأخي فوراً، وكان مستيقظاً بدوره، مثل جميع الناس في كييف، وقال لي إنه بخير”.
وفي بعض الأحيان يكون الوقت ضيقاً للاستعداد. وبينما تطير مسيّرات شاهد الإيرانية الصنع على علوٍ منخفضٍ وينبعث منها صوت مشابة لصوت دراجة أو قطّاعة العشب، فإن صواريخ إسكندر البالستية التي تضرب كييف سريعة جداً، وهناك فقط خمس دقائق للتحذير بعد دخولها الأجواء الأوكرانية من بيلاروسيا.
وكان الأشخاص الثلاثة الذين قتلوا الخميس ينتظرون خارج ملجأ مفتوح، مما أدى إلى تبادل الإتهامات بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو. واتهم زيلينسكي كليتشيكو بالإهمال، بينما اشتكى كليتشكو من أن الملاجئ لا تموّل بما يكفي. لكن السرعة التي سقطت فيها بقايا الصاروخ، قد باغتت الناس.
وكانت الإصابات متدنية مقارنة بالقصف الكثيف الذي حدث ليل الجمعة. وتقول هلازونوفا إن روتين تساقط الصواريخ “في الساعة الثالثة فجراً، قبل ساعة أو بعد ساعة من ذلك” يتم في وقت يكون معظم الناس يسعون فيه إلى نوم عميق. وأضافت: “أعتقد أنهم يريدون التسبب بإرهاب نفسي عبر الإنهاك”، رغم أن التعب لا يحدث تأثيراً مهماً على دعم سكان كييف للحرب. ويتم إرجاء الإجتماعات الصباحية إلى ما بعد الظهر وفق ما يأمل الناس، لكنهم في غالب الأوقات يخفقون في الحصول على نوم إضافي.
وعدم الحصول على ما يكفي من الراحة، يجعل الناس يتأففون، ولكن الأوكرانيين إلى النكات وتبادل الرموز عبر الواتساب لرفع المعنويات.