المخرج الجوهري يناقش مفهوم العبودية والحرية في الشريط السينمائي “العبد”

يتبارى المخرج والسيناريست المغربي عبد الإله الجوهري بشريطه السينمائي “العبد” في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المندرجة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ23، التي تعرف مشاركة مهمة لأنجح الأفلام السينمائية المغربية المتوجة وطنيا ودوليا في تظاهرات عديدة.
وعبر الجوهري، خلال فقرة مناقشة الأفلام، عن سعادته بمستوى الأفلام المشاركة هذه السنة بالمهرجان، معتبرا أنها أفلام مغربية تنبئ بأنهم كمخرجين يسيرون في الاتجاه الصحيح ويجب عليهم الحديث دائما بتفاؤل وتقديم الشكر إلى الرواد المغاربة بدون استثناء أو استغناء انطلاقا من الدرقاوي والتازي والشرايبي وغيرهم من الكبار الذين وضعوا الأسس المتينة للسينما، مضيفا أنه ينبغي اليوم عدم محاسبة هذه الفئة بمنطق سينمائي مغاير لكونهم اشتغلوا في ظروف جد صعبة ولولاهم لما كانت اليوم هناك سينما مغربية.
وتابع المتحدث ذاته أن شريطه “العبد” صنع بنظرة فنية واضحة اشتغل من خلالها على موضوع غير مسبوق في السينما المغربية والدولية، وهو العبودية والحرية في طرح فكري مغاير يدعو المشاهد إلى التفكير، مضيفا أنه عمل ينتصر للواقع المغربي والتراث الوطني صور بتقنيات عالية الجودة فكانت الصورة والصوت متكاملين وفي المستوى.
وأبرز الجوهري أن الفيلم صور بين مدينتي فكيك ووجدة، وهي فضاءات أضفت الطابع المغربي بشكل ملموس؛ فالفضاء يلعب دورا أساسيا لديه في الفيلم، وأهم ما يركز عليه عندما يكون في مرحلة كتابة السيناريو هو تخيله له لأنه يعتبره أساسيا في شريطه، مضيفا أن بطل الشريط “إبراهيم” عندما يعود إلى البلدة من أجل التصالح مع الذات أولا ومع المكان الذي لديه ذكريات عديدة به فيمكن أن يجد أي شخص باحث عن الحرية نفسه فيه.
وأشار مخرج وكاتب سيناريو شريط “العبد” إلى أنه فكر في الموسيقى التصويرية قبل بداية التصوير، فاتصل بفنان كبير من أمريكا وحضر معه إلى البلاطو؛ لكن لم يعجبه ما قدمه له، فاعتذر واستبدله بكمال كمال وهو موسيقي وسينمائي يعرف الجملة السينمائية أين تبدأ وأين تنتهي، لذلك استطاع العمل التتويج بجائزة أحسن موسيقى تصويرية بمهرجان قرطاج الدولي.
من جهته، قال الممثل المغربي سعد موفق، بطل الشريط، إن الشخصية التي قدمها مختلفة لم يكن يتفق معها في الأول عند اطلاعه على السيناريو وكان متخوفا منها، فكان لزاما عليه أن يؤمن بها ليصل مع كاتب السيناريو إلى نقطة فهم من خلالها أن الشخصية غير مستقرة فكريا ودينيا وفلسفيا، مبرزا أنه عندما فهم الشخصية المسندة إليه تمكن من تخطي ما كان يراوده في البداية.
وتابع المتحدث ذاته، خلال مناقشة الشريط بحضور النقاد والإعلام والسينيفيليين، أنه يؤمن بأن اللحظة التي يصور فيها المشهد هي أهم أمر في المهنة التي يمتهنها؛ لذلك كان يحاول الاشتغال على نفسه ليستطيع إبرازها.
وعالج الجوهري في فيلمه السينمائي “العبد” الضوابط والقواعد التّي تُقيّد حرية الإنسان المُعاصر أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي، سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع الآخر. كما يجيب حسب الشخص ذاته عن تساؤلات عديدة على علاقة بإكراهات الأعراف والتقاليد التّي تُقيّد حرية الإنسان، من خلال قصة إبراهيم الذي يجد نفسه أمام تساؤلات عديدة تتمثل في: “هل الحرية تكمن في حب الله، أم في حب الإنسان، أم في حب الوطن؟”، ليتم مع سيرورة الأحداث اكتشاف أن حرية الإنسان تتمثل في حبه لله والوطن ولأخيه الإنسان”.
ويُشارك في بطولة الفيلم، الذي حصد أزيد من تسع جوائز دولية، ثلة من الفنانين؛ أبرزهم سعد موفق، وإسماعيل أبو القناطر، وعمر لطفي، وسحر الصديقي، وماجدة زبيطة، ومحمد الأثير، وحميد زيان، وياسر كزوز، إضافة إلى وجوه فنية تنتمي إلى المغرب الشرقي.