اقتصاد

مازالت أعلى من الرسمية.. 30% تراجعا في أسعار السجائر الشعبية مع استمرار الحملات التفتيشية

• إمبابى: أخشى على المستهلك أن يرضى بالسعر الحالى ويقبل بالأمر الواقع
• موزع: السوق السوداء ظهرت بعد غلق الوكلاء منافذ البيع

تراجعت أسعار السجائر بالسوق المحلية بنسبة تراوحت بين 21 و30% منذ نهاية الأسبوع الماضى، ولكنها مازال السعر الحالى أعلى من السعر الرسمى بنسبة 87.5% فى بعض الأصناف، وفقا لعدد من لتجار، مرجعين انخفاض الأسعار إلى زيادة عدد حملات التفتيش على التجار والأكشاك، من قبل وزارة التموين خلال الفترة الماضية.

يقول إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، إن حملات التموين التفتيشية ساهمت فى انخفاض أسعار السجائر بالسوق المحلية فى الأيام الأخيرة، ولكنه يرى أنه ليس الحل الجذرى للمشكلة، مضيفا أن أزمة السجائر لم تنته، رغم انخفاض الأسعار فى الأيام القليلة الماضية، موضحا أن الأسعار الحالية مرتفعة بنسبة تصل إلى 87.5%عن السعر الرسمى.

وتابع: «أخشى على المستهلك أن يرضى بالسعر الحالى بعدما تراجع كثيرا مقارنة بالشهر الماضى ويقبل بالأمر الواقع، وهذا ما يريده كبار التجار»، والذين نجح بعضهم فى خلق سوق سوداء وفى طريقهم أن يرسخوا الفكرة عند المستهلك.

وأوضح: «المستهلك استمر فترة فى شراء علبة سجائر البوكس بـ65 جنيها، فعندما تنخفض لـ45 و40 جنيها سيكون سعيدا ولن يشتكى، رغم أنها أعلى من السعر الرسمى بـ21 جنيها»، لافتا أن هذا لسان حال محتكرى السلعة.

ويرى إمبابى أنه لابد من تغيير هرم توزيع السجائر، وألا تستمر الشركات فى توزيع بضائعها لدى كبار الوكلاء، الذين افتعلوا الأزمة عندما قاموا بتخزين السجائر، مقترحا إعطاء حصة مباشرة للأكشاك والسوبر ماركت، كما اقترح ضخ المضبوطات المصادرة من التجار المخالفين فى الأسواق مرة أخرى بأسعارها الرسمية.

وشدد على ضرورة سرعة تعديل التشريع الضريبى، والذى سيمكن الشركات من حساب تكلفتها الجديدة وسترتفع الأسعار الرسمية بقيمة لا تتجاوز الـ3 جنيهات، مؤكدا أنه لن يكون هناك انفراجة قريبة فى أزمة السجائر بدون تنفيذ تلك المقترحات، متوقعا أن ترتفع أسعار السجائر مرة أخرى حتى فى ظل الحملات التفتيشية، لأنها ستؤدى إلى إحجام الكثير من الأكشاك والسوبر ماركت عن جلب السلعة من الأساس.

وتستهدف وزارة المالية حصيلة ضريبية من قطاع التبغ والسجائر بـ88.171 مليار جنيه فى موازنة العام المالى الجارى 2023 ــ 2024، مقارنة بـ86.448 مليار جنيه فى موازنة العام المالى الماضى.

من جانبه، أرجع أبو مينا، أحد موزعى السجائر بالقاهرة، انخفاض أسعار السجائر إلى الحملات التفتيشية التى استهدفت بعض كبار التجار محتكرى السلعة فى الفترة الأخيرة، ما أدى إلى انخفاض الأسعار بأكثر من 20 جنيها فى بعض الأصناف الشعبية.

وأوضح أن صغار التجار والموزعين يأخذون حصتهم من الوكلاء بالسعر الرسمى، لافتا إلى أن كبار الوكلاء يكتنزون فى منطقة باب البحر بالقاهرة، ولكنه أشار إلى أن الأزمة الحالية تسبب فيها هؤلاء الوكلاء الذى كانوا يغلقون مخازنهم ويتوقفون عن البيع لعدة أيام متواصلة لأسباب غير معلومة.

وأضاف أنه بعد غلق تلك المخازن، يظهر بعض المناديب يتبعون هؤلاء الوكلاء، لبيع السجائر بسعر غير رسمى، متابعا: «لو عايز بالسعر الرسمى استنى الوكيل يفتح، إنما لو عايز السجاير دلوقتى عليك أن تدفع سعر يصل إلى ثلاثة أضعاف تقريبا»

وبالنسبة للأسعار الحالية، تراوح سعر سجائر البوكس والكليوباترا بين 40 و45 جنيها، مقارنة بـ65 جنيها فى بداية الشهر، كما انخفض سعر «إل إم» إلى 55 جنيها مقارنة بـ70 و75 جنيها، وهبط سعر السجائر الوينستون مسجلة 50 جنيها، مقابل 60 جنيها، وفقا لوليد أحمد، صاحب أحد الأكشاك.

وأضاف أن هناك زيادة فى المعروض من السجائر خلال الأيام الأخيرة، مرجعا ذلك إلى زيادة الإنتاج من قبل شركة الشرقية للدخان.

وأشار إلى أنه بعد انخفاض أسعار السجائر البوكس والكليوباترا، سيخف الضغط على السجائر الأجنبية، ما سيؤدى إلى استمرار تراجع أسعارها فى الفترة المقبلة.

وقررت شركة الشرقية للدخان زيادة إنتاج السجائر للمساهمة فى حل الأزمة الراهنة بنحو 50 مليون سيجارة يوميا، ليصل عدد العلب المنتجة يوميا إلى 7.5 مليون علبة سجائر، مقارنة بـ5 ملايين علبة، وفقا لتصريحات صحفية لهانى أمان، العضو المنتدب للشركة فى بداية الشهر الجارى.