فانتازيا.. ماذا لو انتقل نيمار للدوري المصري؟!

زيـاد الميـرغني
نشر في:
الأربعاء 16 أغسطس 2023 – 12:16 ص
| آخر تحديث:
الأربعاء 16 أغسطس 2023 – 12:16 ص
يظهر من خلال عنوان هذا الموضوع أن الأمر لا يخرج عن إطار “الفانتازيا” والخيال الكروي المحض، فعليك ترك عقلك وكافة أسئلته جانبًا وأن تسرح بخيالك فقط في هذه السطور، ربما تعطي إشارات وإجابات عن ما يدور في عقلك، أو تلمح لفوارق شاسعة حدثت في وقت قصير وتضعك على حقيقة الواقع للدوري المصري العزيز على قلوبنا.
انتقال نيمار المدوي للهلال السعودي بقيمة استثنائية من باريس سان جيرمان مقابل 90 مليون يورو، وراتبه الخيالي الأعظم عبر التاريخ 300 مليون يورو على موسمين، أي 150 مليون يورو بالموسم الواحد، بخلاف امتيازات أخرى مثل الطائرة الخاصة و80 ألف يورو مكافأة عن كل انتصار، و500 ألف يورو عن كل منشور بإنستجرام للدعاية للرياضة السعودية والدولة بشكل عام، وأخيرًا السماح له بالعيش مع صديقته رغم منع ذلك بالسعودية ومنزل ضخم مجهز بكل ما يحتاجه.
كل هذا فقط في صفقة واحدة، الأمر مثله حدث مع كريستيانو رونالدو في يناير الماضي عندما انتقل للنصر، ولكن بملايين أقل كثيرًا، فرونالدو جاء بصفقة مجانية وتقاضى فقط 100 مليون في الموسم مع المكافآت، لتصبح صفقة نيمار الأعلى بالسعودية وبالتاريخ غالبًا من حيث الراتب والامتيازات الأخرى.
فماذا لو حدث ذلك حقيقة، وانتقل نيمار بتلك الصفقة الجبارة للدوري المصري، أيًا كان الفريق الأهلي أو الزمالك أو حتى بيراميدز، فقد كان لنا تجربة سابقة مع انتقال نجم معروف عالميًا وهو الفرنسي مالودا لنادي وادي دجلة وكان في آخر فترات مسيرته الكروية، هذا الأمر لو حدث سيحدث تغييرات عظيمة في الدوري المصرية ومنظومة الرياضة المصرية، وستكون عوائده الإيجابية عظيمة للغاية، نستعرض معكم أهمها في الآتي:
قيمة تسويقية مرتفعة للدوري
بلا شك أو عائد إيجابي لصفقة مثل نيمار، ستكون ارتفاع كبير في القيمة السوقية للدوري المصري، فبعد أن كان يعاني بشدة وتتراجع قيمته السوقية بشكل كبير، حتى فقد المنافسة مع أغلب دوريات المنطقة، التي سحبت البساط من تحت قدميه بالسنوات الأخيرة بشكل كبير.
وزير الرياضة السعودي عبد الله بن تركي الفيصل، أكد أن الهدف من وراء تلك الصفقات الكبيرة بانتقال لاعبين عالميين لأندية سعودية، هو جعل دوري روشن أحد أفضل عشر بطولات في العالم، وأن الملايين التي يجري إنفاقها ضمن هذا المشروع، لا تتساوى مع القيمة السوقية للدوري السعودي التي تضاعفت ثلاث مرات، ووصلت لحوالي 8 مليارات ريال، ومن المتوقع أن تتضاعف أكثر من خلال دمج الإيرادات التجارية، واستثمارات القطاع الخاص.
وهو ما كان سيحدث بطبيعة الحال مع الدوري المصري، لو فقط جاء نيمار وحده ما بالك لو بعدة صفقات شبيهة بذلك، طبعًا في نطاق الفانتازيا الحديث هنا، لأن على حقيقة الواقع الأمور والأوضاع المادية مختلفة كليًا بين الجانبين ولا تسمح بمثل هذا الجنون الذي يشبه لحد كبير أفلام الخيال العلمي.
أنظار العالم تتجه لاستاد القاهرة
عندما انضم رونالدو للنصر السعودي زادت شهرة النادي 4و5 أضعاف وارتفع عدد متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي أكثر من 7 ملايين متابع في ظرف أسبوع واحد فقط من ضم الدون البرتغالي، وكذلك الأمر للهلال بعد صفقة نيمار المدوية تلك، ستجد شهرة عالمية غير مسبوقة للهلال وبطبيعة الحال الدوري السعودي ككل والدولة بعد كل الصفقات المدوية الأخرى هذا الصيف.
هذا ما كان سيجعل الدوري المصري مشهورًا بشدة في أرجاء العالم كله، وتتجه أنظاره نحو استاد القاهرة الدولي، عندما يلعب نيمار لقاءه الأول عليه، إنه أمر لا يصدق! لكنها فانتازيا خيالية غير حقيقية، لكن تستطيع تخيل المشهد جليًا الآن.
رفع مستوى اللاعبين المصريين وإفادة المنتخب
بكل تأكيد عندما يحتك اللاعبين المحليين بنوعية النجوم العالمية تلك، ينعكس المستوى والأداء عليهم ولو بنسب أقل، وتحدث ظفرة للاعب المحلي إلى حد كبير، مما يعلي من المنافسة بالمسابقة ثم يفيد المنتخب الوطني بلاعبين أكثر تطورًا على كافة المستويات فنيًا وبدنيًا والعقلية.
الأمر الذي نراه عندما يلعب محترفين كثر في أوروبا ويأتون لمنتخب مصر في المعسكرات والمباريات، ويحتك معهم اللاعبين المحليين، مثل محمد صلاح والنني وتريزيجيه وغيرهم، ما يحسن من جودة الكل ويظهر منتج إجمالي جيد للفراعنة، هذا سيحدث بشكل أكبر إذا ما تم استقطاب تلك النجوم العالمية للدوري المحلي.
عوائد اقتصادية وسياحية عظيمة للبلد
الأمر الأكثر أهمية هو عوائد اقتصادية عظيمة للدوري المصري ستأتي، من بث تليفزيوني بأرقام عظيمة لمشاهدة هؤلاء النجوم، وكذلك الإعلانات بمبالغ ضخمة، وقنوات أجنبية ترغب في إذاعة الدوري لديها مما يسهم في نشر المنتج المحلي الخاص بك في بلاد مختلفة.
بالإضافة لرغبة مستثمرين أجانب في امتلاك أندية بالدوري المصري مثل بيراميدز على سبيل المثال مما ينعكس على جودة الدوري نفسه، واستقطاب مزيد من النجوم الكبيرة له، وكل هذه الأموال والعوائد ستساهم في تحسين المنتج أكثر وأكثر وخلق تنافس ونجوم محلية كبيرة، ودعاية وإعلانات أكبر وشهرة واسعة مما يرفع المستوى العام للبطولة وقيمتها السوقية بين دوريات المنطقة والعالم أجمع.
جماهير تملأ المدرجات وجودة أفضل للبث التليفزيوني
سيكون حضور الجماهير بالسعة الكاملة لكافة الملاعب أمر ضروري لإنجاح تلك المنظومة الجديدة، ولقدوم النجوم العالمية للدوري المصري، فبعد أن تعودنا آخر 12 عام على 3 آلاف مشجع إلى 5 آلاف في كل مباريات الموسم، سيكون على الجماهير ملء المدرجات أو أكبر نسبة منها، ومن ثم ستعود الحياة والنبض للملاعب وسيعزز من قيمة الدوري كثيرًا.
الأمر الآخر هو تغيير منظومة البث التليفزيوني الحالية للجودة الأفضل إلزامًا، لتصبح ذات جودة عالية تصلح للشراء من جانب القنوات الأجنبية والدول المختلفة والمستثمرين، وبمبالغ كبيرة تتناسب مع قيمة البث من تصوير وإخراج ومنظومة كاملة، نعاني منها كثيرًا بالدوري المصري طوال السنوات الماضية، رغم وجود محاولات مؤخرًا للتحسين.
خريطة ولهجة مختلفة للبرامج والمعلقين
استكمالاً للنقطة السابقة، بعد تحسين جودة البث التليفزيوني سيتطلب كذلك تغييرًا جذريًا على مستوى البرامج والاستوديوهات التحليلية وأيضًا المعلقين، مثلما حدث تمامًا بالدوري السعودي مؤخرًا، ويحدث في الدوري القطري وبطولات آسيا بالتعاقد مع محللين من النخبة أو نجوم عالمية سابقة.
وكذلك معلقين على أفضل ما يكون، الأمر الذي سينعكس بطبيعة الحال على منتج الدوري المصري إجمالاً، وتستطيع أن تطلب ملايين لبيع حقوقه لأكثر من قناة أجنبية وعربية.
في النهاية كلها أحلام وخيال، نتمنى أن تحدث في يومًا ما لأنها مشروعة ونستطيع فعلها حتى لو بشكل مناسب لقدراتنا وإمكانياتنا ومواردنا المادية والبشرية، ولأن الحقيقة أغرب من الخيال من يدري ماذا سيحدث فيما بعد، لكن الآن علينا أن نعود للواقع ونترك “الفانتازيا”، ونتعايش معه حتى يتغير للأفضل كما نريد ونحلم ولما لا يتحقق، فلا “نركن على جنب” مثلما قال إعلامي سعودي ولا نيأس من محاولاتنا للتطور والتحديث وفق قدراتنا ومواردنا الحالية.