رياضة

كلوب: تشاجرت مع صلاح.. وهذه طبيعة علاقتنا حاليا

أكد الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، أن هناك لاعبين في صفوف الريدز كان بإمكانه أن يصبح أكثر صرامة معهم.

ورحل يورجن كلوب عن صفوف ليفربول، في صيف 2024، حيث تولى المسؤولية خلفًا له الهولندي آرني سلوت، الذي قاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي في موسمه الأول.

وقال كلوب، في حديثه لبرنامج “The Diary of a CEO”: “بالطبع هناك ساديو ماني ومحمد صلاح، مثالان بارزان”.

اخبار الاردن
 

وأضاف: “لتحقيق النجاح كفريق كرة قدم، عليك تنظيم فريقك لتحقيق الاستقرار، ومن ثم عليك إيجاد طريقة للدفاع بشكل صحيح وجماعي، إذا كان لديهم ذلك، يمكنهم البدء في التألق”.

وتابع: “تحدثت معهما كثيرًا، كانت طريقة حديثنا واضحة تمامًا، أنت تريد الفوز في أغلب الأحيان وتحقيق أقصى نجاح، تريد أن تصبح أفضل فريق في إنجلترا في مرحلة ما، حسنًا؟ هيا نفعل ذلك، اتفقنا ومضينا قدمًا، ولكن مع مرور السنين، وليس بسبب تغيرهما أو أي شيء آخر، كان عليّ أن أقرر، هل أتعامل معهما كما أتعامل مع لاعب صغير يلعب في هذا المركز؟ أخبرهما (اركض، قاتل، اقفز، واخرجهما في لحظة؟)، لا، بالطبع لا، لم أكن أفعل ذلك في تلك اللحظة”.

وأكمل: “لقد تشاجرت مرة مع مو (صلاح) خلال مباراة وست هام على خط التماس عندما لم يبدأ المباراة، وقررت الدفع به ولم يكن سعيدًا، مشاكلنا دائمًا ما تكون علنية، لم يكن الأمر مهمًا حقًا، لكننا في تلك اللحظة لم نتفق بالتأكيد”.

وبسؤاله كيف كان الأمر في اليوم التالي، أجاب: أعتقد أنني أستطيع القول إن علاقتنا جيدة جدًا اليوم، على الرغم من أنها لم تكن كذلك في ذلك اليوم، هذا كل ما في الأمر، لذلك تتعلم وتحاول القيام بذلك بالطريقة الصحيحة، تحاول إظهار الاحترام للاعبين، ولكن في مرحلة ما، لا يكفي ذلك أبدًا، وعليك تقبل ذلك أيضًا لأن اللاعبين يكبرون، يكبرون أكثر فأكثر”.

وواصل: “لا يمكنك أن تصيب دائمًا، ولكن دائمًا ما حاولت القيام بأفضل ما يمكن فعله، حتى عندما كان لدينا خلافات، كنا نجد مخرجًا، لم يترسخ في الفريق أبدًا أنني فقدت احترامي لأنني تصرفت بشكل أو بآخر، لذلك بقينا دائمًا معًا، كنا دائمًا نجد طريقة يفهمون بها الأمور، من المهم تجاوز ذلك وحل الخلافات، أن يحلها المدرب مع اللاعب أو سويًا، حتى نتمكن من المضي قدمًا”.

واعترف كلوب أنه لم يكن يحتاج إلى إقناع من أحد من أجل التعاقد مع النجم الراحل ديوجو جوتا من ولفرهامبتون.

وقال: “الأمر لا يتعلق باللاعب نفسه بل بالشخصية التي كان عليها، كان جيدًا مع الجميع، كان لديه شكوك حقيقية منذ وصوله إلى هنا، تفاجأ قليلًا عندما تواصلنا معه لضمه، ما زلت أتذكر عندما رأيته لأول مرة يلعب مع وولفرهامبتون، قلت (يا إلهي، ما هذا؟)، عندما ذهبت إلى هناك، تسمع دائمًا هذه القصص عندما يرويها الناس لي، صحيح أنه كان عليهم إقناعي بمحمد صلاح وأشياء من هذا القبيل، لا أقصد إقناعي بضمه، ولكن كان الأمر أشبه بوجود خيارت أخرى أيضًا، وكان مو واحدًا منهم، واستقرينا على ضمه، لكن لا بأس”.

واختتم: “لكن جوتا لم يأتِ أحد ليقول لي (هيا، لنلقِ نظرة عليه)، لقد رأيته وطلبت المزيد من المقاطع لرؤية المزيد عنه، لقد فاق كل التوقعات كلاعب، ذكي، مميز وزميل رائع، ما زلت لا أستطيع التحدث عنه بشكل صحيح (متأثرًا بوفاته)”.

مسيرة مميزة

يُعد يورجن كلوب واحداً من أبرز المدربين في كرة القدم الحديثة، إذ اشتهر بأسلوبه الحماسي وشخصيته الكاريزمية التي جعلت منه رمزاً للقيادة والإلهام داخل وخارج الملعب.

 وُلد كلوب في شتوتجارت عام 1967، وبدأ مسيرته كلاعب في صفوف نادي ماينز، حيث شغل مراكز الدفاع والهجوم قبل أن يعتزل عام 2001 ليتولى تدريب الفريق نفسه فوراً، في بداية قصة نجاح استثنائية.

قاد كلوب ماينز إلى الصعود التاريخي إلى الدوري الألماني (البوندسليجا) لأول مرة في تاريخه عام 2004، مستعيناً بفكره التكتيكي الحديث وقدرته على تحفيز اللاعبين رغم محدودية الإمكانات. وبعد سبعة أعوام قضاها هناك، انتقل إلى بوروسيا دورتموند في 2008، ليبدأ مرحلة المجد الحقيقي في مسيرته التدريبية.

مع دورتموند، أعاد كلوب إحياء النادي وقدم كرة هجومية ممتعة تُعرف بالضغط العالي، وهو الأسلوب الذي اشتهر به لاحقاً في أوروبا. قاد الفريق للتتويج بلقب الدوري الألماني مرتين متتاليتين (2011 و2012) وكأس ألمانيا، كما وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013، قبل أن يخسر أمام بايرن ميونخ في مواجهة تاريخية بين قطبي الكرة الألمانية.

في عام 2015، انتقل كلوب إلى ليفربول، حيث واجه تحدياً كبيراً بإعادة النادي إلى منصات التتويج بعد غياب طويل.

 خلال تسع سنوات في أنفيلد، صنع ثورة حقيقية في الفريق، فحقق دوري أبطال أوروبا عام 2019، والدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2019-2020 بعد انتظار دام 30 عاماً، إلى جانب كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس العالم للأندية.

تميز كلوب بعلاقته القوية مع جماهير ليفربول التي رأت فيه “القائد الملهم” وصاحب المشروع الطويل الأمد، كما ساهم في تطوير نجوم بارزين مثل محمد صلاح، وساديو ماني، وفيرجيل فان دايك.

رحل كلوب عن ليفربول في صيف 2024 بعد مسيرة مليئة بالنجاحات والذكريات، مؤكداً أنه يحتاج إلى راحة بعد أكثر من ألف مباراة في عالم التدريب. ومع ذلك، يبقى اسمه محفوراً كأحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم الحديثة.