بالصور.. انطلاق بشائر جني البلح في موسم الدميرة بالوادي الجديد

عمرو بحر
نشر في:
السبت 26 أغسطس 2023 – 12:18 م
| آخر تحديث:
السبت 26 أغسطس 2023 – 12:18 م
الوادي الجديد تضم 3.8 مليون نخلة مثمرة وغير ثمرة
وتضم المحافظة، 3.8 مليون نخلة حسب الحصر الأخير لأعداد النخيل المثمرة وغير الثمرة بالمحافظة، وذلك في ظل التوسع في مبادرات زراعة النخيل ومن المستهدف في ديسمبر المقبل الوصول إلى 4 ملايين نخلة، ويبلغ إنتاج المحافظة سنويا من البلح نحو 175 ألف طن.
وتحرص المحافظة والتجار، على وضع خطة تسويق المنتج والتعاقد مع بعض الدول الأوروبية والآسيوية؛ لتصدير البلح وفتح أسواق تصديرية جديدة.
وقال محمود علي مزارع بواحة الخارجة، إن الفترة الحالية تشهد بشائر بدء موسم جني البلح في ظل نضوج بلح الواحات الخارجة مبكرا، وتشهد الأسواق إقبال التجار على شراء كميات التمور من المزارعين بأسعار تتراوح من 30 حتى 33 جنيها وهو سعر مناسب جدا للمزارع في ظل ارتفاع التكاليف السنوية والمراحل التي تمر بها النخلة من التسميد حتى الجني، علاوة على الرش الوقائي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء والآفات الأخرى التي تصيب النخلة وثمار البلح.
وأضاف “علي”، لـ”الشروق”، أن موسم الدميرة هو موسم الخير والفرحة لأهالي الوادي الجديد، وجني البلح يمثل ثروة اقتصادية وجزءا أساسيا من ثقافة الأهالي، ويستمر موسم الجني حتى نهاية شهر أكتوبر ويوم الجني أو الحصاد يسمى “بيوم القطيع”.
وتابع: “البلح السيوي النصف جاف أو الصعيدي يعد أهم أنواع التمور وأكثرها شهرة، ويحقق أكبر العوائد، وهناك أنواع أخرى مثل المجدول والبرحي والمنتور والفالق والحجازي والتمر الجاف، وبعض الأنواع الأخرى التي تدرج تحت مسمى نخيل المجهل”.
وبدورها، رصدت “الشروق”، ذكريات موسم الدميرة التي ارتبطت بأذهان أهالي واحات الوادىيالجديد.
قال المؤرخ إبراهيم خليل وكيل وزارة الثقافة الأسبق ومدير مكتبة مصر العامة الأسبق، إنه يرجع سبب تسمية الموسم بهذا الاسم إلى موسم فيضان النيل السنوي في الصعيد، والذي يبدأ من النصف الثاني من أغسطس وهو نفس موعد بدء نضج البلح في واحات الوادي الجديد، وكان موسم الفيضان يسمى ببحر الدميرة؛ لأن المياه تدمر كل شيء أمامها، فكان تجار الصعيد يتجهون إلى الواحات لشراء البلح وتبادل السلع لحين عودة الأرض لحالتها الطبيعية بعد فيضان النيل، ولذلك سمي موسم جني البلح في الواحات بموسم الدميرة، وسمي البلح السيوي نصف الجاف بمسمى البلح الصعيدي إلى وقتنا الحالي.
وأضاف “خليل”، في تصريحات خاصة لـ”الشروق”، أنه في عام 1961 قررت هيئة تعمير الصحاري التي بدأت في إعمار الوادي الجديد منذ عام 1959، إقامة أول مهرجان للبلح بالمحافظة التي كانت تحمل مسمى محافظة الجنوب، وبالفعل وضع برنامج للاحتفال بأول مهرجان للبلح، وجرى تنظيم مسيرة لسيارات ومعدات تعمير الصحاري التي تحمل نماذج لأعمال التعمير وتزينت السيارات بعراجين البلح وسط مشاركة طلاب المدارس في العرض الأول من نوعه وسط فرحة الأهالي بالاحتفال في ميدان الشعلة القديم بالخارجة، بحضور محافظ الجنوب وقتها العميد محمد أبوشقة، وعبدالمجيد الجغيل رئيس جهاز تعمير الصحاري، وقيادات المحافظة وقتها.
وأكد أن مهرجان البلح عام 1961 شهد حفلا فنيا كان لأول مرة بواحة الخارجة على مسرح إقامة رجال هيئة التعمير، وتم عرض مسرحية “عيلة الدوغري” إحدى روائع المسرح القومي بحضور توفيق الدقن، وعبدالرحمن أبوزهرة، وشفيق نور الدين، وعلي رشدي، ونادية السبع، ونادية رشاد، ورجاء حسين، وغيرهم من نجوم المسرح القومي، فكانت رائع نعمان عاشور أولى احتفالات الواحات الخارجة بمهرجان البلح، علاوة على مشاركة المطرب شفيق جلال وقتها، موضحا أنه بالرغم من مرور 62 عاما على هذا المشهد إلا أنه سيظل محفورا في ذاكرة موسم جني البلح.
وذكر أن موسم الدميرة هو الفرحة في كل بيت واحاتي، وموسم الخير والفرحة فرحتين، وموسم زواج الأبناء، وسداد الديون، وإخراج النذور، وموسم البناء والإعمار.