لا بد من طي صفحة التطبيع

دافع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، عن حركة المقاومة الفلسطينية، منددا بما تواجهه من عدوان من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومبرئا إياها من تهمة الإرهاب.
وقال العثماني، في كلمة له اليوم السبت في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، المنعقد في بوزنيقة: “كل من يقاوم الاحتلال والسلطات الاستعمارية يتهم بالإرهاب، وما يقع في فلسطين من اتهام المقاومة بالإرهاب هو سنة أي قوة احتلال واستعمار”.
وعرج المتحدث في هذا الصدد على ما كان يقوم به مؤسس حزب العدالة والتنمية عبد الكريم الخطيب في مواجهة الاستعمار الفرنسي، مشيرا إلى أنه “كان من الذين مروا من هذه التجربة، إذ كانت سلطات الاستعمار تتحدث عن كونه إرهابيا”.
ولفت الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية إلى أن “المقاومة وضمنها ‘حماس’ ليست إرهابا، وإنما حركات مشروعة، كما أن المقاومة ضد الاحتلال واجب”.
وانتقل وزير الشؤون الخارجية الأسبق إلى الحديث عن قرار محكمة العدل الدولية الخاص بالدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد العدوان الإسرائيلي على فلسطين، قائلا: “إنه قرار تاريخي، فلأول مرة تكون إسرائيل في قفص الاتهام”.
كما أوضح العثماني أن “هذا القرار وإن لم يرق إلى تطلعات الكثيرين ولم يوافق على الأمر بوقف إطلاق النار كما طالبت بذلك جنوب إفريقيا إلا أنه استجاب لجميع الطلبات، وأقر بإمكانية وجود خطر إبادة جماعية، وطالب الاحتلال باتخاذ إجراءات لتفادي الإضرار بالمدنيين، وغيرها من القرارات الاحترازية”، مشددا على أن “مطالبة المحكمة إسرائيل بإعداد تقرير حول تنفيذها مضمون قراراتها معناه أننا دخلنا مسار المراقبة والتقويم، وسيثبت يوما ما وجود الإبادة الجماعية على الاحتلال الإسرائيلي”.
من جهته، أوضح مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة، أن “القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية تضمن قدرا من الإنصاف”، مشيرا إلى أنه “إلى جانب هذا الحدث الذي يعكس صحوة ضمير الشعوب مازال هناك إصرار على عملية إبادة ممنهجة”.
ونوه عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في كلمته نيابة عن الأمين العام عبد الإله بنكيران، بـ”تنوع مواقف بلادنا المتضامنة”، مؤكدا على موقف الحزب القاضي بـ”طي صفحة التطبيع لأن ما يقوم به الكيان هو تنكر لكل الالتزامات، ولهذا عبر الحزب في كل المحطات عن مواقفه المرتبطة بهذا الملف”.