فنون

حوار| لبنى عبدالعزيز: مشهد واحد يكفيني للعودة إلى الفن.. وأتمنى العمل لآخر يوم في عمرى


حوار- إيناس العيسوي:


نشر في:
الأحد 18 يونيو 2023 – 12:16 ص
| آخر تحديث:
الأحد 18 يونيو 2023 – 12:16 ص

ــ أنا بنت البرنامج الأوروبى والتمثيل هوايتى الأولى.. وإحسان عبدالقدوس رشحنى لـ«أنا حرة»
ــ نجمات الوسط الفنى عاملونى كـ«خواجاية».. والجمهور تقبلنى فى أدوار الفلاحة والخادمة
ــ هذه حكاية الشهادة التى فتحت أبواب الإذاعة والجامعة الأمريكية لطفلة عمرها 14 عاما
ــ عرفت السينما على يد المخرج صلاح أبو سيف.. ورمسيس نجيب أستاذ تعلمت منه الكثير
ــ رشدى أباظة «جنتل مان».. وفريد الأطرش رجل طيب.. وعبدالحليم آخر صديق يودعنى قبل السفر لأمريكا

الفنانة لبنى عبدالعزيز واحدة من جميلات السينما العربية فى عصرها الذهبى، تميزت بأداء خاص ميزها بين نجمات زمن الأبيض والأسود، وتعلقت قلوب محبيها بأعمالها التى مازلنا نترقب حضورها على الشاشة الفضية.

بدأت لبنى عبدالعزيز رحلتها فى عالم الشهرة عبر موجات إذاعة البرنامج الأوروبى منذ أن كانت فى العاشرة من عمرها، والتى عملت بها كمقدمة برامج قبل أن تنطلق فى عالم السينما والنجومية.
وأثارت النجمة الكبيرة جدلا حولها بعد اختيارها للبرنامج الأوروبى لتحكى رحلتها فى الفن والحياة عبر أثير الإذاعة.

التقت «الشروق» بالفنانة الكبيرة فى منزلها بحى الزمالك، ودار حوار طويل نسرد تفاصيله فى السطور التالية..

وفى البداية تقول: البرنامج الأوروبى هو بيتى، وعندما طلبوا أن أحكى عن مشوارى فى الإعلاميين؛ وافقت على الفور، لأن مشوارى بدأ من البرنامج الأوروبى وأنا فى العاشرة من عمرى، وجاء بعد ذلك عملى كمذيعة فى الإذاعة، ورغم أنى اضطررت للاستقالة بعد انشغالى بالتمثيل؛ إلا أن علاقتى بالإذاعة مستمرة حتى الآن، واحتفظت بتقديم برنامج «ركن الطفل» حتى فى سنوات الغربة التى قضيتها فى أمريكا، فهو برنامج غال جدا على قلبى.

< كيف بدأتِ رحلتك مع الإذاعة؟

ـــ والدى كان يعمل بالصحافة، وكان لديه أصدقاء من الكُتّاب والأدباء والإذاعيين، وفى جلساتهم بمنزلنا كان يطلب منّى أن ألقى عليهم الشعر، لأننى كنت دائما أخبره أن المُدرسة تشيد بأدائى، وكان أبى يفتخر بى بشدة ويُشجعنى، وكان من بين المتواجدين فى إحدى السهرات عبدالحميد يونس رئيس البرنامج الأوروبى آنذاك، والذى أصبح فيما بعد رئيس الإذاعة والتليفزيون، وأعجب بشدة بإلقائى ورأى أنه يجب ضمى للبرنامج الأوروبى.

وعندما ذهبت للإذاعة استقبلنى فى البرنامج الأوروبى Uncle بوب وAunt دورين، وهما إنجليز، يقدمان برنامج «ركن الطفل»، وأبديا سعادة كبيرة بأدائى، وكانا يناديانى باسم الدلع «لولو»، والذى أطلقاه علىّ نسبة لكارتون شهير اسمه little Lolo ـ لولو الصغيرة ـ كان يعرض وقتها بدور السينما.

وعندما استغنت الإذاعة عن البريطانيين، وأخبرنى عبدالحميد يونس أن Uncle بوب وAunt دورين سيرحلان، سألته بتلقائية شديدة «وأنا أعمله؟»، فضحك وتخيل أننى أمزح، ولكننى كنت جادة فيما أقول، وطلبت منه فرصة، ووقتها لم أكن تخرجت بعد فى المدرسة، وكان عمرى 14 عاما، وهنا كان التحدى، استضفت كل النجوم الكبار فى الركن الأوروبى، والذى كان شهرته بهذا الوقت تنافس الإذاعة العربية، والنجوم تعاونوا معى بشدة، وحاولوا مساعدتى بقدر المستطاع، وعرض رئيس البرنامج الأوروبى برنامجى على لجنة للحكم على مستواه، وبمجرد سماع اللجنة للبرنامج، طلبوا من عبدالحميد يونس أن يتم تعيينى فورا، ولكن كان صعبا بسبب أننى مازلت طفلة، وكان يحاول أن يجد طريقة ليصرف لى مكافأة، وبالفعل فكر فى عمل شهادة تسنين، واستخدمتها لصرف المكافأة، واستخدمتها فيما بعد لفترة طويلة فى أكثر من جهة، ومنها الجامعة الأمريكية التى لم تقبلنى وقتها بسبب سنى، وعدما قدمت الشهادة تم قبولى، واستمررت فى الإذاعة حتى بعد التحاقى بالجامعة، ثم ذهب لبعثة فولبرايت، وكانت وقتها شيئا مهما جدا، وتقدم لها نحو ألف شخص، ولم أقدم طلب التحاق، بل قدمه باسمى الملحق الثقافى للسفارة الأمريكية وعميد الجامعة الأمريكية بالقاهرة، واخبرونى أن هناك مقابلة لاختيارى للبعثة، وبالفعل تم عرضى على لجنة كبيرة ضمت الكاتبة سهير القلماوى، واختارت 7 معظمهم أصحاب مناصب مهمة، وكنت الطفلة الوحيدة فى البعثة، وبعد عودتى للإذاعة، كنت قد تخرجت فى الجامعة وتم تعيينى لألعب دور Aunt Lolo أو العمة لول حتى الآن.

< لماذا احتفظت بتقديم برنامج «ركن الطفل» بالإذاعة حتى اليوم؟

ـــ «ركن الطفل» بداية حياتى المهنية، وله تأثير كبير فى تكوين شخصيتى، إلى جانب حبى للأطفال، وكان البرنامج سبب أن أمارس هواية من هواياتى، والتى استمرت معى حتى الآن، تظل Aunt Lolo أو «طنط لولو» وهو اسمى فى البرنامج هو الأقرب إلى قلبى، وعندما يسألنى أحد من أنتِ؟.. أقول ممثلة ثم «طنط لولو».

< وماذا عن رحلتك مع التمثيل؟

ـــ التمثيل هوايتى الأولى، وكانت لى تجارب مع المسرح الجامعى، لكن دخولى السينما له قصة أخرى، بدأت عندما فكرت فى عمل ريبورتاج صحفى للأهرام عن مقارنة استديوهات مصر باستديوهات أمريكا التى كنت قد زرتها من قبل، ونصحنى الصحفى المسئول عن باب «من غير عنوان» بزيارة استوديو النحاس، وعندما ذهبنا قبل موعد التصوير، وجدنا فريقا يستعد لتصوير عمل ما، وبينما كنت أتجول بالاستوديو قاموا بتصويرى دون أن ألاحظ ذلك، وبعد أسبوع هاتفتنى الشركة العربية للسينما لأتعاقد على ثلاثة أفلام، ولم يكن يخطر على ذهنى وقتها أن أمثل فى السينما، وكنت على علم برأى العائلة بأنه أمر مرفوض.

ذهبت لوالدى وهو الأقرب لى أستشيره، فترك لى القرار، ولكن أخبرنى أن ثلاثة أفلام دفعة واحدة قرار صعب، فاعتذرت، وبعد أسبوع هاتفنى المنتج جمال الليثى، وقال إنه لا مانع من أن تكون البداية بفيلم واحد، وكانت وجهة نظرى فى فكرة الفيلم الواحد، إنها تجربة ربما تنجح أو تفشل، والسفر جعلنى أرى التمثيل فى مكانة رفيعة، خاصة وأن الممثلين فى انجلترا يحصلون على ألقاب النبلاء «لورد» و«لادى»، فقررت أن أخوض التجربة، على أن أقدم فيلمين مع الشركة حال استمرارها فى العمل بالتمثيل.

< كيف جاء ظهورك فى السينما؟

ـــ إحسان عبدالقدوس كان جارنا وصديق والدى، وكان يتمنى أن أُمثل، خاصة عندما رآنى أقدم عروضا مسرحية بالجامعة، ويرغب فى أن أقدم «أنا حرة»، فيما كان عبدالحليم يرغب فى تقديم روايته «الوسادة الخالية»، وظل الصراع فى الكواليس على البداية، هل نبدأ بـ«أنا حرة» أم «الوسادة الخالية»، وفى النهاية حليم يكسب.

< هل كان فيلم «الوسادة الخالية» مكتوبا للبنى عبدالعزيز؟

ـــ هذا الدور تم عرضه على شادية وفاتن حمامة قبل ترشيحى له، وبالصدفة علمت ذلك بعد سنوات حينما أبدت لى الفنانة شادية إعجابها بأدائى للدور، وقالت لى: «إنتى عملتى إيه فى دور سميحة؟!»، وكانت تراه قبل عرض الفيلم دورا لفتاه تافهة ولذلك رفضته.

< هل أُضيفت أغنية «أسمر يا أسمرانى» من أجل لبنى عبدالعزيز؟

ـــ كانت أغنية سابقة لعبدالحليم وأرادوا أن يضعوها فى الفيلم، ولم تكن فى سياق ما يقدمه الفيلم، ولكنهم رأوا أنها ستضيف للعمل.

< ألم يقلق العندليب من وجود وجه جديد فى فيلمه؟

ـــ بالعكس كان متمسكا بى جدا، وكنا قد تقابلنا عن طريق الإعلامية تماضر توفيق، وكانت فى هذا التوقيت رئيستى فى الإذاعة، وفى تلك الفترة كان لى شهرة فى المجتمع ونشاط جامعى وإذاعى، وكنت أتصدر أغلفة المجلات وصورى فى جميع الجرائد، لأننى كنت فتاة الجامعة الأمريكية ومذيعة ناجحة، وقابلت العديد من الشخصيات العامة والبارزة من وزراء ورؤساء جمهورية مثل الرئيسين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، وكما فزت بلقب ملكة الإذاعة المصرية فى مسابقة دار الهلال، فضلا عن تقديمى لعدد من المسلسلات الإذاعية والتى أشاد بها النُقّاد.

ودعتنى مدام ماضر لعزومة غداء، وأخبرتنى أن هناك مطربا شابا يرغب فى مقابلتى، وكان عبدحليم يريد التعرف على هذه الفتاة التى تكتب عنها الصحف، ولكننى رفضت، ولم أكن أعلم وقتها أنه مشهور إلا بعد انتهاء تصوير فيلم «الوسادة الخالية»، عندما سافرنا للإسكندرية مع مجموعة من الصحفيين، وذهبنا لكى نأكل سمكا فى أبو قير، وهناك هجم الناس على عبدالحليم لمصافحته والحصول على توقيعه، فلم أكن أتابع الغناء والفن العربى وثقافتى كلها كانت أجنبية، ولكن الحقيقة ظللنا أصدقاء طوال العمر، عبدالحليم آخر شخص ودعنى قبل أن اسافر أمريكا بعد زواجى، جاءنى 3 صباحا لوداعى.

< حدثينا عن ذكرياتك مع أول أيام تصوير فيلمك الأول «الوسادة الخالية»؟

ـــ كنت خاما تماما، ومرعوبة من كل شىء، ومن أول دخولى للاستوديو كنت أقول لنفسى «يا رب الأرض تتشق وتبلعنى.. أنا بعمل إيه فى نفسى؟ فيلم إيه اللى أعمله؟»، وفى هذا اليوم تقريبا مصر كلها كانت فى الاستوديو، مخرجون وصحفيون وأدباء وسينمائيون، جميعهم قادمون ليروا الفتاة القادمة من أمريكا، فتاة الجامعة الأمريكية والإذاعية.

أول مشهد تم تصويره، مشهد كسر أسطوانة أسمر يا أسمرانى، وأجلس فى هذا المشهد على الكرسى فى شوت صامت، وسمعت أحدهم خلفى يقول: «يادى الخيبة جابلنا خواجاية»، ومن المفترض أن تعبيرات وجهى أننى متأثرة بكسر الأسطوانة، وكنت متأثرة بالفعل مما سمعته.

< من أكثر المخرجين الذين تعاونتِ معهم تأثيرا فى مسيرتك؟

ـــ صلاح أبو سيف أكثر مخرج قدمت معه أفلاما، وعلاقتى به بدأت وأنا طالبة، فكان يشاهد مسرحياتى بالجامعة الأمريكية، وفى الكواليس يحاول أن يقنعنى أن أعمل فى السينما، ودارت بيننا مكالمة ثم جعلنى أشاهد فيلم «شباب امرأة»، كنوع من التعرف على أعماله، وأنه مخرج كبير، وعندما وافقت على تقديم ثلاثة أفلام، كان شرطى أن يكون مخرجهم هو صلاح أبو سيف، وهذا ما حدث، «الوسادة الخالية» و«هذا هو الحب» و«أنا حرة» إخراج صلاح أبو سيف، والمخرج يجب أن يكون بالنسبة للممثل كل شىء أثناء التصوير، وكنت أهتم بملاحظة نظراته وتعبيراته، ومدى رضاه، وصلاح أبو سيف كان مهما جدا فى حياتى.

< هل كان هناك مخطط لعودتك للتمثيل بعد الرجوع من أمريكا؟

ـــ لم تكن لدىّ أى نية للعودة للتمثيل، بعد أن عشت فى أمريكا 30 سنة، وعندما عدت إلى مصر عام 2000، جاءتنى عروض كثيرة وكنت أعتذر، ومنها عمل ليوسف شاهين الذى زارنى فى منزلى وكان معه مساعده خالد يوسف، وحاولوا إقناعى بكل الطرق، ولكن لم تكن عندى نية تماما للعودة، إلى أن جاءنى المخرج هانى لاشين، وإلحاح وضغط بشديد حتى أعود للتمثيل من خلال رواية «السائرون نياما»، وحاولت إقناعه بأن يسند الدور إلى ممثلة أخرى، ولكنه كان يقول لى: «أنا كل ما بقلب الصفحة مش بشوف غيرك»، وتم التوقيع فى حفل بحضور صحفيين وإعلاميين، وبدأنا فى التحضير للعمل وأخذ مقاساتى لتنفيذ الملابس، لأن العمل كان يرصد حقبة زمنية تاريخية، وفجأة صمت تام لا أحد يتحدث معى عن العمل وعن موعد التصوير.

كنت فى عزاء والد صديقة صحفية، وفجأة الصحفيون يلاحقوننى فى العزاء ويسألونى عن سبب اعتذارى عن العمل والحقيقة لم أعتذر.

وكانت رئيسة قطاع الإنتاج راوية بياض هى صاحبة قرار استبدال هانى لاشين بالمخرج محمد فاضل، والذى بدوره أسند الدور للفنانة فردوس عبدالحميد، واختفى العقد الذى وقعته من الارشيف.

< وماذا عن مسلسل «عمارة يعقوبيان» وفيلم «جدو حبيبى»؟

وعُرض علىّ وقتها مسلسل «عمارة يعقوبيان»، ومن أقنعنى بذلك الفنان أشرف زكى، وقرأت بالفعل السيناريو وطلبت تغيير، وأخدوا آرائى وبدأوا فى كتابة الدور من جديد، وهو الدور الذى قدمته الفنانة إسعاد يونس فى الفيلم، ولأنى لم أشاهده، فمن شاهدوه أخبرونى أن ما قدمته مختلف تماما عن الفيلم.

ووافقت على فيلم «جدو حبيبى» لأنه حالة رومانسية فى سن كبيرة، لأننا للأسف لا نعترف بأن الشيخوخ لديهم قلب ويستطيعون أن يحبوا، فأعجبت بالفكرة جدا، وسعدت أيضا بأن هذا الدور جمعنى بالفنان محمود ياسين، والذى كنت معجبة بأعماله.

< لكِ تجربة وحيدة مع المسرح الكوميدى.. فكيف جاءت هذه التجربة؟

ـــ بعد عودتى من أمريكا لم يكن لدى رغبة فى العمل إلا فى حالة وجود عمل ممتاز وإنتاج كبير، وسعدت بشدة عندما عُرض على من خلال المنتج والمؤلف أحمد الأبيارى مسرحية «سكر هانم»، وكنت أتمنى أن أقدم عملا مسرحيّا خفيفا، والدور لم تكن مساحته كبيرة ولكنه محورى وكوميدى، وأنا أحب هذا اللون، كل هذه عوامل جعلتنى أتحمس للعمل إلى جانب أنه من إخراج أشرف زكى، الذى أثق فيه واحترمه.

< من وجهة نظرك أيها أصعب المسرح أو السينما أو التلفزيون؟

ـــ المسرح أسهل، لأن تربيتى الفنية وثقافتى كلها كانت مسرحية، إلى جانب أننى أتقمص الدور وأظل معه على الأقل ساعتين، وهى مدة العرض المسرحى، إنما السينما نأخذ «شوت» ثم بعد مدة كبيرة «شوت» آخر، تغيير المود مرهق، لم أكن أحب العمل فى السينما مثلما أحب العمل فى المسرح.

< كيف تقبل الجمهور تقديمك لدور بنت السايس فى «غرام الأسياد» وأنت ابنة الجامعة الأمريكية؟

ـــ الجمهور تقبل ذلك بشدة، بالعكس الفيلم حقق نجاحا كبيرا، الجمهور أيضا تقبلنى فى فيلم «إضراب الشحاتين»، الجمهور تقبلنى خدامة وشحاتة وفلاحة، أنا لا أكرر نفسى، أنا لست نجمة أنا فنانة، الفنان عندما يخلص فى ما يقدم يصل تلقائيّا للجمهور.

< ما مواصفات الدور أو العمل الذى يُعيد الفنانة لبنى عبدالعزيز إلى جمهورها؟

ـــ إنتاج كبير، وجميع عناصر العمل قادرة على تقديم بصمة وإضافة، ولا يهمنى حجم الدور، حتى ولو مشهد واحد، ولكن يكون مشهدا مُلائما لسنى ومكانتى ويترك أثرا.

أحب التاريخ بشكل عام، إذا كان دورا تاريخيا أو محوريا أو سيدة صنعت فرقا فى المجتمع.
فى شبابى كنت أرغب فى تقديم شخصية «مى شاهين»، ولكن للأسف لم يحدث ذلك.

< وفى حالة العودة للتمثيل أيها تفضلين السينما أم المسرح أو التلفزيون؟

ـــ السينما تصل إلى قطاع أكبر، ولكن يظل المسرح الأقرب لقلبى، وأتمنى أن أقدم عملا مسرحيّا يتناسب مع ما ذكرته سابقا، أتمنى أن أعمل لآخر يوم فى عمرى.

< ما الذى جذبك لتقديم المسلسل الإذاعى «الوسادة لا تزال خالية»؟

ـــ وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف هو صاحب الفكرة، بمجرد وصولى لمصر تمت كتابة العمل، والفنان سمير صبرى رحمة الله عليه كان صديقا عزيزا على قلبى وهو من حمّسنى للعمل، خاصة وأن كل عوامل التجربة جعلتنى أوافق دون تفكير، وكانت الفكرة بمثابة استكمال لأحداث الفيلم، وكان هناك رغبة فى تقديمه سينما بعد ذلك، ولكن المشروع لم يكتمل.

< وماذا عن علاقتك ببنات جيلك من الفنانات؟

ـــ كن ينظرن لى باعتبارى «خواجاية»، ولا يتعاملن معى تقريبا، لم يكن لدىّ صديقات من داخل الوسط الفنى، وكان لدى مجتمع خارج السينما، وصداقاتى كلها من الإذاعة والجامعة والعائلة، ولكن الفنانة شويكار كانت «تنكشنى»، وكانت دائما تحاول الاحتكاك بى بشكل طريف وكوميدى.

< وكيف تصفين فرسان أفلامك بكلمة أو جملة؟

ـــ رشدى أباظة، كاريزما لم تحدث من قبل، عبدالحليم كان صديقى، وكان «شقيا»، يصنع مقالب كثيرة، وفريد الأطرش كان طيبا جدا.

< ومن منهم صاحب الحالة الرومانسية التى وصلت للمشاهد بمصداقية؟

ـــ رشدى أباظة، كان جنتل مان، احترام وذوق وكرم ولطف.

< لماذا لم تقدمى فيلما آخر مع العندليب رغم صداقتكما؟

ـــ كان يرغب فى ذلك، وتضايق أننى قدمت فيلما مع فريد الأطرش، وتعجب الناس من ما قاله لى، بأنه يرى فيلم «الوسادة الخالية» أفضل ما قدم للسينما، على الرغم من نجاح أفلامه التى قدمها قبل هذا الفيلم، ولكن حليم يراه الأفضل، وأن الفضل يعود لى فيما حققه من نجاح جماهيرى كبير، وجودى كان جديدا على السينما والمجتمع والجمهور.

< هل حقق فيلم «أنا حرة» رسالته فى تحرير المرأة المصرية؟

ـــ كنت أظن ذلك، أننا قمنا بفتح باب أو متنفس للمرأة، بعد عودتى من أمريكا وجدت الباب مغلقا، ولم يحدث الانفتاح الذهنى للمجتمع تجاه المرأة كما يجب، وهذا الفيلم كان إحسان عبدالقدوس يرى أنه قصتى، لأنى بالفعل كنت معترضة على كل قواعد تعامل المجتمع مع المرأة.

< هل تفكرين فى تقديم رحلتك فى فيلم سينمائى؟ ومن الممثلة التى ترينها مناسبة لتقدم لبنى فى شبابها؟

ـــ أتذكر أن هناك كتابا لأحد الكتاب عنّى، ولكنى لا أفكر فى تقديم رحلتى فى أى وسيلة مرئية أو مقروءة أو مسموعة.

< وما الذى نفتقده الآن لاستعادة بريق السينما المصرية؟

ـــ بعد عودتى من أمريكا حاولت أن أتابع الحركة الفنية، وتخيلت أن بعد 30 سنة سأجد تطورا للأفضل، وانزعجت من حالها، وأعتقد أن العنصر الغائب هو المنتج المخلص، والذى يهتم بقيمة ما يقدمه أكثر مما يحصل عليه ماديّا، فالمنتج هو المسئول عن كل شىء، وأتذكر أن رمسيس نجيب كان إنسانا وطنيا، وفى نفس الوقت يتمتع بالذكاء يجعله يهتم بقيمة الفيلم، لأن الفيلم الجيد فى كل عناصره يكون بالتأكيد له مردود فى الإيرادات، وسيذهب للمهرجانات ويقدم صوره تليق باسم مصر، وبفضله ذهبت إلى 11 مهرجانا، وكانت السينما المصرية رقم 4 أو 5 على مستوى العالم، وكانت تنافس السينما الهندية، والآن الهند تصنع ما يقرب من 1500 فيلم فى السنة، ضعف ما تقدم هوليوود من إنتاج، ونحن نذهب للمهرجانات لالتقاط الصور على الريد كاربت.

< ألم تفكرى فى التمثيل أثناء تواجدك فى أمريكا؟

ـــ كنت أما وزوجة ومكرسة كل حياتى لعائلتى، كان لدى ابنتان كانتا مهنتى مريم وسارة، إضافة إلى أننى أقدم «ركن الطفل» بالبرنامج الأوروبى، وأكتب مقالا أسبوعيا فى الأهرام ويكلى، والأفكار التى أطرحها تأخذ منى وقتا ومجهودا فى البحث والتفكير، فمثلا المقالات الأخيرة التى كتبتها أتناول الذكاء الاصطناعى، والذى أرى أنه المستقبل.

< ما سبب اعتذارك عن الرئاسة الشرفية لمهرجان السينما العربية بشرم الشيخ؟

ـــ لا يوجد سبب إلا أن الرؤية مختلفة، تخيلت أنه سيتحدث عن تاريخ السينما، وخاصة أننا من أوائل الناس فى العالم الذين احتضنوا الفن السابع، وقمنا بعرضه، كُنا ثانى بلد بعد فرنسا عرضت فيلما سينمائيّا، وتخيلت أنهم سيتناولون تاريخ السينما العربية، ولكن وجدته مهرجانا لعرض الأفلام العربية، وهذا لا يقلل منه، ولكنه مختلف عما تخيلت، حيث كنت أتطلع لتقديم شىء يبرز تاريخ السينما العربية بآخر 100 سنة.

< ما معايير اختيارك لتكريمك فى المهرجانات؟

ـــ يجب أن يكون مهرجانا مميزا يتماشى مع تفكيرى، وأرحب بشدة بمهرجانات المسرح، خاصة إن كان مهرجانا مميزا ذا طابع خاص.

< كيف أثّر زوجك الأول المنتج رمسيس نجيب فى مسيرتك السينمائية؟

ـــ أعترف أنه من علمنى كل شىء عن السينما، فدراستى كانت فى مسرح، وهو كان أستاذا كبيرا فى السينما، ومازلت أكنّ له كل الاحترام والتقدير، ولكن عندما أسمع أنه اكتشفنى أضحك، لأننى كنت متواجدة قبل زواجى به.

< هل اختلاف الديانة كان عائقا بينكما؟

ـــ كانت قصة حب، وأشهر إسلامه وتزوجنا، ولكن الاختلافات بيننا كانت بسبب غيرته الشديدة، ولكن غير ذلك، كان بيننا توافق وتفاهم، وكلانا كان يكمل الآخر، ويساعد ويقترح عليه الأفكار، وكنت من اقترحت أن يقدم فيلم «وا إسلاماه».