اخبار البحرين

تحقيق صحافي.. التعليم الجامعيّ ما بعد الجائحة

جائحة كورونا تلك التي أثّرت على العالم أجمع في شتّى المجالات، وغيّرت في الكثير من المجالات، حتّى خلّفت من ورائها جوانب سلبيّة وإيجابيّة على المجال التعليمي وبالأخص الجامعي، هذه الأزمة التي تسببت بنقلة نوعيّة كبيرة حول العالم في التعليم حتّى إنها تمكنت من فتح أعين العالم على نظام التعليم الألكتروني حيث كان لمملكة البحرين دورًا هامًا في مواكبة التطور التكنلوجي واستمرار العمليّة التعليمية تنفيذًا للاهتمام السامي من القيادة الرشيدة، وبالتأكيد لم تخلُ تلك التجربة من الصعوبات رغم نجاح التجربة بشهادة الجميع، ومن هنا قمنا باستعراض آراء المشاركين من المختصين والطلبة في هذا التحقيق الصحفي حول تجربتهم في زمن الكورونا والعودة إلى التعليم الفعلي بعده، حيث أجريت مقارنةً بين التعليم وآثاره في فترة الجائحة وما بعدها.

أكّدت الدكتورة مريم بو كمال أنّ عملية التعليم عن بُعد كانت تتخللها بعض الصعوبات في البداية، خصوصًا لطلبة تخصص الإعلام في جامعة البحرين وكانت المقررات التي تحتوي على الإلقاء والتقديم التلفزيوني والتي تعتمد على لغة الجسد. أفادت الدكتورة، أن التأقلم كان تحديًا كبيرًا ولكن كانت هناك فوائد جمّة مثل استغلال الوقت بما هو مفيد بدلًا من استغراق وقتاً طويلًا للوصول للحرم الجامعي، وأضافت الدكتورة مريم، أن التغيرات لم تكن فقط على الصعيد التعليمي بل شملت تصرفات بعض من الطلبة حيث استغلّ بعضهم عدم التعرف عليه أثناء البث الرقمي بكثرة المشاركة والاجتهاد ممّا عزز ثقته بنفسه، أمّا القسم الآخر من الطلبة فقد آثر الاستهتار وعدم الالتزام بدراسته في ظل الجائحة، أمّا عن الطلبة المتميزين فظلوا كما عهدناهم متميزين ومثابرين، وختمت الدكتورة مريم حديثها بأنّ العمليّة التعليميّة يجب أن تكون مدمجةٌ، وأن لا نتوقف عن استخدام القنوات التعليمية واستغلالها بشكل سليم وخاصة للطلبة الذين انضموا للجامعة بعد فترة جائحة كورونا.

وقال الدكتور خليفة بن عربي من قسم اللغة العربية إن كورونا أثّرت تأثيرًا كبيرًا على مستوى العالم وفي مختلف الأنشطة الاجتماعية والنفسية والصحية والأكاديمية. حيث أعرب أن الجانب التعليمي انقسم إلى نصفين في هذه الجائحة وهي سلبية وإيجابية. بالنسبة للجوانب الإيجابية أنّ التعليم في ظل الجائحة فتح آفاق التعلم عن بُعد وطوّر العلاقة بين الطلاب والشبكة العنكبوتيّة، والآن في عصر التطور نحتاج فيه إلى المواكبة من الجوانب التقنية والإلكترونية ومن اعتقاده، أنّ الجائحة من أهم جوانبها الإيجابية هي أنها قرّبت الطلاب من التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية وقوّت هذا الجانب بالنسبة للطلبة. ومن جهة آخرى لا يخلو أيّ شيء من الجوانب السلبية، فالجانب السلبي من وجهة نظر الدكتور خليفة بن عربي، هو أنّ علاقة الطالب بالأستاذ ليست علاقة مباشرة وليست حضوريّة لتيسير عملية الفهم بالنسبة للطالب وأيضًا من ناحية عامل الانجذاب والتفاعل، فهو شحيح في التعلم عن بُعد. حيث إنه أضاف جوانبًا سلبيةً أيضًا.. فالتخصصات العمليّة التي تحتاج لحضور شخصي في تلك الفترة فقد الطلاب هذه اللحظات وصرح أن هناك طرق لاستسقاء المعلومة بغير الطرق المعتادة بالدراسة أو الحفظ والتعلم المفيد بل لجؤوا للغش والسبل غير الاعتيادية وخصوصًا في الامتحانات. إذ إنه أكّد أنّ الجيل الذي تخرج في فترة السنتين أو الذي التحق بالجامعة في فترة التعليم عن بُعد قد تلقّوا نصف تعليمهم إلكترونيًا، مما يجعل هذه المخرجات شبه مهزوزة لأن الاعتماد لم يكن بشكل كامل على التفكير والدراسة والبحث والتميّز، وإنما الكثير منهم اعتمد على السبل غير المعتادة في العملية التعليميّة.

وأبدى الدكتور السيّد عيسى الوداعيّ من قسم اللغة العربية عن رأيه في الموضوع بأن لا يمكن المقارنة بين الاثنين من زوايا شتّى نفسية كانت أو تعليمية. إذ كان هو شخصيًّا منزعجًا من فكرة مخاطبة شاشة فقط ولم يكن خلف هذه الشاشة أحد، وكان يعتقد القلة فقط من هم يستمعون إليه حيث إنه أثبت هذا الوضع المتكرر من خلال عدم تجاوب الطلبة معه. وهذه المواقف جعلت شخصيته تميل إلى الجدية والصرامة لضبط الطلبة خلف الشاشة

القضية الثانية هي قضية قياس تلقي المعلومات، لأن في تلك الفترة لم يكن هناك طريقة معتمدة لقياس نسبة ودقة تلقي الطالب المعلومة، بعكس وقتنا الحالي عندما تحوّل التعليم حضوريًا. فالآن، أصبحت علاقة الطالب بالأستاذ قريبة جدًا وصرح بأن العودة للجامعة انعكست بشكل إيجابي عليه من الجانب النفسي وأصبح مطمئنًا أكثر على العملية التعليميّة أنها تسير بشكل منتظم أكثر وهذا الاطمئنان انعكس على الطلاب أيضًا فأصبحوا يترددون على مكتب الدكتور سيد عيسى لحل المشاكل أو توجيه الأسئلة، لذلك من وجهة نظره لا يمكن المقارنة فقد كنّا بالسالب ولله الحمد أصبحنا في الموجب.

وأضاف راشد صقر وهو طالب في كلية إدارة الأعمال، أنّه لطالما كان من منظوره أن التعليم مرحلة لن تتكرر وخصوصًا التعليم الجامعي والحياة الجامعية فهي مختلفة عن أي مرحلة أخرى في حياتنا من نواحي كثيرة كالتعليم والتعرّف على الناس والاختلاط بهم. وأبدا عن رأيه في البداية عن التعليم في أزمة كورونا حيث إنها كانت تجربة تحتوي على الروتين اليومي مما أدى إلى زيادة عامل الضجر عند الطلاب بعكس عندما عاد الجميع لمقاعد الدراسة. وأبدا إعجابه في جامعة البحرين وأقسامها ومرافقها وطبيعتها وفكرة التعرّف على أصدقاء جدد ولقاء القدامى منهم، وهذا يزيد عامل الانتماء عند الطلبة للجامعة والتخصص الذي يسعى الطالب لتحقيق طموحه فيه، ومن الناحية الأكاديمية فقد عاد المستوى الدراسي للطلاب لسابق عهده ودرجاتهم الذي لطالما كانوا يحققونها بفضل عامل الاجتهاد والتحفيز والمثابرة.

ومن وجهة نظر أخرى، قال الطالب مسعود عقلة من قسم اللغة العربية؛ إن الطلاب انقسموا إلى ثلاث فئات في فترة كورونا ما بين مؤيد ومعارض وبين الطرف الثالث الذي كان من الممكن أن يتعرض لمضاعفات بسبب هذا الوباء فكانت العملية شبه مشوشة. وعبّر عن مشاعره عن تصريح قرار العودة من قِبل الجامعة تحت عنوان «جامعة البحرين تُرحب بطلبتها» الذي أفرح الجميع وفكرة العودة للمحاضرات والحياة الجامعية التي أسعدت الكثيرين. ويقول مسعود إنه لا يمكنه وصف شعور السعادة ببعض الكلمات، لكن ممرات الجامعة تصف هذا الشعور حيث نسمع فيها أصوات الدكاترة والطلبة وكأنها أنشودة ينشدها الشاعر تحت المطر تحتوي على كم من السعادة المفعمة.

وأكّد عيسى خالد طالب في كلية إدارة الأعمال، أنّ عملية التعليم عن بُعد صحبت معها العديد من الأمور التي لا زالت شبه تلازمها هو ومن حوله، وهي التشويش وعدم التركيز بشكل جيّد مشكلة كانت من زمن التعليم عن بُعد حتّى الآن فمدى التركيز قلّ بشكل كبير عنده بالمقارنة بقبل أزمة الكورونا ولكن من الجانب الإيجابي ساعده التعليم عن بُعد على تطوير مهاراته في البرامج والحاسوب وأبدى عن سعادته بالعودة الى مقاعد الدراسة والراحة التي تغمره بعد عودة التعليم حضوريًا.

وأضاف عباس العريّض طالب في قسم الإعلام، أنه كان هناك جوانب سلبية كثيرة لكن هناك أيضًا جوانب إيجابية وهي أنّ المؤسسات التعليمية أصبحت تطوّر من المحتوى التعليمي الرقمي وفي بداية أيام الحضور لم يكن يعرف كل منّا الآخر بحكم التعليم عن بُعد لمدة سنة، لكن بعد أسبوعين أصبحت الأمور على ما يرام وأصبح التجانس ما بين الطلبة كبيرًا. وفي رأيه أن التعليم عن بُعد كان يخدم من ناحية توقيت المحاضرات، فهناك محاضرات تبدأ في وقت متأخر وبحكم ظروف البعض منهم فضّل فكرة الدمج بين طرق التعليم الحديثة والقديمة فكرة تساعد الجميع من ناحية تنظيم الوقت ومن بدل الجلوس لوقت متأخر في الحرم الجامعي.

أكد المشاركون أنّ التعليم عن بُعد كان ظرفًا لا بدّ منه لاستمرار العملية التعليميّة لكنه في الوقت ذاته فتح آفاقًا جديدةً ومتطورةً أكثر في التعليم، مطالبين توظيفها بالشكل الصحيح والمنظّم بشكل يضمن استمرارها لاحقًا، وأكد غالبية المتحدثون تفضيل التعليم الحضوري، لأن هذا النوع من التعليم هو الذي يزيد عامل الإنجاز ويزيد من عامل تيسير العملية التعليمية من نواحي مختلفة ويعطي الطالب والمدرس إحساس وروح التعليم الحقيقي الذي افتقدناه طيلة السنتين الماضيتين.

جائحة كورونا تلك التي أثّرت على العالم أجمع في شتّى المجالات، وغيّرت في الكثير من المجالات، حتّى خلّفت من ورائها جوانب سلبيّة وإيجابيّة على المجال التعليمي وبا……لقراءة كامل المقال حمل برنامج الايام مجانًا والخالي من الإعلانات او قم بزيارة الموقع الالكتروني alayam.com

المصدر: أحمد مخلوق- طالب في كلية الإعلام «جامعة البحرين»