نور القرآن أم ظلام الروايات || علي الشرفاء يقود حركة إصلاح بلا خوف .. أفكار تهز وجدان الأمة

- ” مقام الفكر وصبر الحكيم ” .. افتتاحية مجدي طنطاوي : تكشف سر مدرسة الشرفاء الإصلاحية
أصدرَت جريدة ” الخليج ” الموريتانية عددها الجديد، والذي جاء غنياً بالملفات الفكرية والتحليلات السياسية، متضمّناً مجموعة من المقالات التي تفتح نقاش واسع حول قضايا إصلاح الخطاب الديني، ومحاربة الفساد، وتعزيز قيم التعايش والسلام .
وقد تصدّر غلاف العدد مقال المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي بعنوان : ” تحرير العقول من قيود الروايات المزورة والعودة إلى نور القرآن ” .
وهو مقال يواصل فيه علي الشرفاء مشروعه الفكري الرامي إلى إعادة بناء الوعي الديني على أسس قرآنية أصيلة، بعيداً عن الروايات التي يعتبرها دخيلة على جوهر الرسالة الإسلامية ، ويقدّم الشرفاء في هذا المقال رؤية فكرية معمقة تهدف إلى :
1- تحرير العقل الإسلامي من سلطة الروايات غير الموثوقة : وهنا يشدد الشرفاء على أن فهم الدين يجب أن يعود إلى القرآن مصدر أول ووحيد للتشريع مؤكداً علي أن كثير من الروايات التاريخية شكلت عبر القرون حائل بين الناس وبين الفهم الحقيقي لمقاصد الرسالة الربانية .

2- الدعوة إلى إصلاح ديني حقيقي : إذ لا يقوم الإصلاح في رؤية الشرفاء الحمادي على استبدال نصوص بنصوص، بل على التحرر من التفسيرات التي كرست الصراع والكراهية، واستبدالها بقيم العدل والرحمة التي يحملها القرآن .
3- إعادة الاعتبار للمنهج القرآني في تحقيق السلام : وهنا يرى علي الشرفاء أن الرسالة الإلهية جاءت لنشر السلام والتعايش الإنساني، وأن العودة إلى القرآن هي الطريق الأنجع للتخلص من الأفكار المتطرفة التي غذتها الروايات المتناقضة عبر التاريخ .
4- مواجهة الفكر المتشدد بالفكر المستنير : إذ يطرح المقال دعوة واضحة إلى المفكرين ورجال الدين لمواجهة الفكر المتطرف بالحجة القرآنية المستقيمة، معتبراً أن الأمة لن تنهض إلا بإحياء الضمير المعرفي الحر .

ويمثل المقال استمرار لـ مشروع علي الشرفاء الفكري والمعروف في كتبه ومبادراته، والذي يقوم على إعادة فتح ملف الروايات المتداولة في كتب التراث، وتحليل أثرها على الواقع الديني والفكري للأمة العربية والإسلامية .
وفي سياق سياسي بارز، تضمّن العدد تصريحات للرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني الذي أكد أن مكافحة الفساد لن تتحول إلى وسيلة لتصفية الحسابات مع أي جهة، مشيراً إلى أن الدولة تعمل على إرساء منهج مؤسسي يحترم القانون ويضع مصلحة المواطن فوق أي اعتبار .
ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه موريتانيا حراك واسع لتعزيز الشفافية وإصلاح الإدارة، ما يمنح الرسالة السياسية للغزواني أهمية خاصة في هذا التوقيت .

كما كتب الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي افتتاحية العدد تحت عنوان : ” مقام الفكر وصبر الحكيم : إضاءة أدبية في تقدير المفكر العربي علي محمد الشرفاء ” ، وهي مقالة نقدية أدبية تستعرض تجربة الشرفاء الفكرية، مركّزة على صبره في مواجهة تيارات الجمود الفكري، وقدرته على تقديم خطاب إصلاحي هادئ وعميق في آن واحد ، وهنا تشير الافتتاحية إلى أن الشرفاء نجح في خلق مدرسة فكرية جديدة ترتكز على القراءة الواعية للقرآن وتحمل مشروع مستقبلي لإصلاح الخطاب الديني العربي .

كما يتضمّن العدد تقرير موسع من الرباط حول حلقة نقاشية جمعت طلاب الماجستير في المعهد العالي للإعلام والاتصال، تناولت فكر علي الشرفاء الحمادي ومشروع مؤسسة ” رسالة السلام ” وتضمنت محاور النقاش : ” ضرورة إحياء قيم التسامح والتعايش السلمي .. نقد الفكر المتطرف وأثره على المجتمعات .. أهمية العودة إلى القرآن كمرجع للقيم الإنسانية المشتركة ” .
وتظهر التغطية الصحفية لهذا اللقاء بأن الاهتمام الأكاديمي بفكر الشرفاء يتزايد، خاصة في الأوساط الجامعية المغربية.

كما تضمن العدد تغطية للقاء جمع وفد مؤسسة “ رسالة السلام ” مع نائب رئيس اتحاد الصحفيين بالمغرب، حيث جرى بحث آفاق التعاون الإعلامي في مجال نشر خطاب معتدل، يدعم التنمية الفكرية ويحارب التطرّف، ويعزز الوعي الحضاري لدى الجمهور العربي .
وفي هذا السياق أكد الكاتب الصحفي حىّ معاوية المدير الناشر ورئيس تحرير جريدة ” الخليج الموريتانية ” ، في تصريحات خاصة أن العدد الجديد يضم مجموعة متنوعة من : ” المقالات الفكرية .. وتقارير سياسية وتحليلية .. و أخبار ثقافية .. وتغطيات موسّعة لنشاطات المؤسسات الفكرية ” ، ويظهر من خلال محتويات العدد اتجاه الجريدة إلى تقديم مادة ذات طابع فكري عميق، مع متابعة دقيقة للمشهدين الثقافي والسياسي في المنطقة .

واضاف حىّ معاوية في تصريحاته بان العدد يمثل ايضاً مساحة فكرية غنية تعيد تقديم مشروع “العودة إلى القرآن” كمنهج إصلاحي شامل، وتسلط الضوء على تحولات سياسية وفكرية مهمة داخل موريتانيا وخارجها ، كما يكشف العدد من خلال موضوعاته عن اتساع دائرة الاهتمام بأفكار المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في الجامعات والمؤسسات الثقافية العربية .

