الموسم السينمائى فى ميزان النقاد.. قفزات للأمام وخطوة للوراء

تحقيق ــ مصطفى الجداوى:
نشر في:
الأربعاء 25 أكتوبر 2023 – 9:25 م
| آخر تحديث:
الأربعاء 25 أكتوبر 2023 – 9:25 م
طارق الشناوى: «ڤوى ڤوى ڤوى» قدم فراج كمشروع نجم جماهيرى.. ورمضان وهنيدى لم يأخذا خطوة للأمام
عصام زكريا: «وش فى وش» حقق المعادلة الجماهيرية وكريم عبدالعزيز النجم الرابح
ماجدة موريس: موسم متواضع و«بيت الروبى» الأكثر نضجا
أمنية عادل: تنوع ملحوظ فى الأفلام وأكثر الرابحين المخرجان وليد الحلفاوى وعمر هلال
15 فيلما شهدها الموسم السينمائى الصيفى أحدثت إلى حد كبير انتعاشة كبيرة بدور العرض، بينها فيلم «بيت الروبى» الذى تصدر قائمة إيرادات الأفلام المصرية هذا الموسم وعلى مدار تاريخ السينما المصرية محققًا أكثر من 122 مليون جنيه على مدار ٨ أسابيع فقط، وفيلم «ڤوى ڤوى ڤوى» الذى تم اختياره لتمثيل السينما المصرية فى سباق أوسكار أفضل فيلم دولى، بالإضافة إلى عدد من الأفلام التى حققت إيرادات جيدة مثل «وش فى وش»، و«العميل صفر»، و«تاج» و«البعبع»، و«مستر إكس».
فى هذا التحقيق تستعرض «الشروق» رؤية النقاد للموسم السينمائى الصيفى لعام 2023، ومَن مِن النجوم استطاع أن يربح فى هذا الموسم وقفز خطوة إلى الأمام فى مشواره السينمائى، ومَن الذى لم يستطع.
فى البداية يقول الناقد طارق الشناوى: إن أفضل فيلمين فنيا فى الموسم هما «ڤوى ڤوى ڤوى»، ويليله «وش فى وش»، مشيرا إلى أن هناك أفلاما مصنوعة بشكل جيد فنيا مثل فيلم «بيت الروبى» و«البعبع»، وهناك أيضا أفلام متواضعة فنيا مثل فيلم «البطة الصفرا» و«دولارات دولارات» و«أولاد حريم كريم» و«خمس جولات».
وأكد الشناوى أن فيلم «مرعى البريمو» للفنان محمد هنيدى، وفيلم «ع الزيو» للفنان محمد رمضان يدخلان أيضا ضمن قائمة الأفلام المتواضعة ودون المتوسط؛ حيث إنه من المفترض أن كلا منهم يحاول أن يدقق فى اختياراته، ولكن على أرض الواقع لم يحدث ذلك.
وأوضح طارق الشناوى، أنه يرى أن أكثر الرابحين فى هذا الموسم هو فيلم «ڤوى ڤوى ڤوى»، أولا لأنه كان مفاجأة وعُرض فى آخر الموسم، كما أنه استطاع أن يجمع بين أحداث صعبة، وحقق نجاحا جماهيريا واضحا بالأرقام، وأيضا نجاح فنى لأنه يتضمن تفاصيل إبداعية على كل المستويات بداية من كتابة النص وتسكين الممثلين والكادرات، وعرضه لقضية مأساوية العالم كله ينظر لها وهى الهجرة غير الشرعية بمنظار مأساوى.
وأشار الشناوى، إلى أن فيلم «ڤوى ڤوى ڤوى» قدم الفنان محمد فراج كمشروع نجم سينمائى جماهيرى قادم؛ حيث إنه أخذ فرصة البطولة فى السينما مرتين من قبل، فكل فرصة منهم لم تضعه على الطريق الصحيح كنجم جماهيرى، لكن هذه التجربة مختلفة، فيتواجد معه مخرج شاب مثل عمر هلال الذى يشارك فى أولى تجاربه السينمائية، وضعه على بداية طريق النجومية، كما أن ترشيح الفيلم للأوسكار ممثلا عن السينما المصرية بأغلبية الأصوات، يشير إلى جودة العمل، وسيكون من الأفلام التى تعيش مع الزمن.
وأضاف أن الفيلم بالرغم من تحقيقه لأكبر الايرادات فى الفترة الأخيرة، وهذا لا يعنى أنه الأعلى تحقيقا للإيرادات فى الموسم؛ حيث إن الأعلى هو فيلم «بيت الروبى» حتى الآن كأعلى إيراد فى السينما المصرية وصعب تخطيه بالمناسبة، ولكن «ڤوى ڤوى ڤوى» حقق إيرادات كبيرة فى مصر والعالم العربى، ففى السعودية الأسبوع الماضى قفز للمركز الأول متخطيا كل الأفلام بما فيها الأجنبية، وهذا يشير إلى أن الفيلم يخاطب دوائر مختلفة من الجماهير وهذا أمر مهم للغاية، وهذا الفيلم فاق التوقعات كأرقام وأيضا كإبداع.
وأوضح طارق الشناوى أن هناك عددا كبيرا من النجوم لم يستطيعوا أن يأخذوا خطوة للأمام فى هذا الموسم، من بينهم محمد رمضان ومحمد هنيدى، وتراجع مصطفى قمر، فمصطفى قمر لم يستطيع أن يعود للسينما بقمة النجاح وهذ يعد خطأ استراتيجيا.
وقال الناقد عصام زكريا إن الموسم السينمائى الصيفى شهد تحسنا عن المواسم السابقة، وهناك تعافٍ بطىء جدا للسينما المصرية من بعد فترة طويلة توالت فيها أمور صعبة جعلت الصناعة فى أزمة كبيرة من ضمنها الأحداث السياسية وانتشار وباء كورونا والوضع العالمى والقرصنة، فكل تلك الأمور توالت على السينما المصرية جعلتها تعانى، كما أن الإنتاج انخفض جدا للأسف، وعدد المنتجين أصبح قليلا، وهناك أيضا أسباب أخرى لها علاقة بالخيال وبالإبداع، مؤكدا أن الأمر ليس متوقفا على الفلوس، والنتيجة كانت أن المستوى صعب والعدد قليل أعتقد أنه فى تعافٍ بطىء لكن لا نستطيع أن نقول إننا راضيين عنه.
وأضاف زكريا أن هناك أفلاما تحقق معادلة أنها جماهيرية وفى نفس الوقت تم تنفيذها بشكل جيد، حيث أنه اعجب بفيلم «وش فى وش»، وفيلم «ڤوى ڤوى ڤوى»، و«بيت الروبى» إلى حد ما.
وأشار عصام زكريا إلى أن الرابح فى هذا الموسم هو الفنان كريم عبدالعزيز لأنه استطاع أن يحافظ على مكانته، ويعتبر هو أنجح ممثل موجود حاليا، وحقق فيلم «بيت الروبى» إيرادات جيدة جدا منذ عرضه وحتى الآن، كما أنه يرى أن الثنائى محمد ممدوح وأمينة خليل حققوا نجاحا كبيرا بفيلم «وش فى وش»، وأن مخرجى «ڤوى ڤوى ڤوى» و«ش فى وش» أثبتوا مكانهم فى السينما.
وأوضح زكريا أن تامر حسنى لم يستطع أن يأخذ خطوة للأمام فى الموسم، فجمهوره من الشباب الذين يحبون أغانيه ومن الواضح أن فكرة السوبر هيرو لم تكن مناسبة لهم، وأيضا محمد رمضان بالرغم من أنه قدم فيلمين فى الموسم لكن لم يحقق الإيرادات التى كان يحققها من قبل، كما أن محمد هنيدى تراجع كثيرا للأسف، كان لديه فكرة جيدة لكن الكتابة ضعيفة، والفكرة بمفردها لا تصنع فيلما، وكان من المفترض أن يكون هناك اهتمام بالسيناريو أكبر من ذلك.
وقالت الناقدة ماجدة موريس، إن الموسم السينمائى الصيفى هذا العام هو موسم متواضع، فبشكل عام هناك بعض الأفلام التى قد حاولت أن تختلف أو تقدم عملا فيه قدر كبير من الحيوية فى وجود سيناريو جيد؛ لأن المسألة كلها تبدأ من السيناريو والقصة وتتابع الأحداث؛ حيث إنها ترى أنه إلى حد كبير السيناريو لم يكن جيدا فى أعمال كثيرة منها، وباقى عناصر العمل مهما حاولت تتخطى هذه العقبة لكن من الصعب أن تتخطاها، وأكثر فيلمين شعرت أن فيهما فهم لعلاقة السيناريو بالإخراج بكل عناصر العمل، هما فيلما «وش فى وش» وفيلم «بيت الروبى»، واستطاع المخرج أن يقدم من خلال هذا السيناريو عملا جيدا.
وأشارت إلى أن فيلمى «مرعى البريمو» وفيلم «تاج» سيناريوهاتهما تحتاج إلى إعادة كتابتها من جديد، وترى أن عدم الاهتمام الشديد بالكتابة والقصة والسيناريو والحوار وصولا لفيلم يترك آثارا لأشياء دون أن يتحدث عنها بشكل مباشر يعتبر أمرا شديد الغرابة.
وأكدت ماجدة موريس أن الأفلام الرابحة فى هذا الموسم هما «وش فى وش» و«بيت الروبى»؛ حيث إنها لم تشاهد «ڤوى ڤوى ڤوى» لكن الكل يشيد به، كما أن مشاركته فى الأوسكار وتمثيل مصر هذا يعتبر مؤشرا جيدا للفيلم.
وأوضحت ماجدة أن الفنان محمد هنيدى لم يستطع أن يأخذ خطوة للأمام فى فيلمه «مرعى البريمو»، قائلة: «هنيدى عنده مشكلة بشكل عام لما يكون بعد هذا للعمر وبقى فنان كبير يقرر أن يكتب هو القصة تبقى دى مشكلة كبيرة أوى أو أنه ليس معترفا بالكُتاب الموجودين فى مصر أو إنه ليه ميكتبش زى ما بيعمل تامر حسنى٫ بس تامر كمان بيخرج وبيعمل كل حاجة ودى مشكلة كبيرة جدا إن فى نجوم كبار يعتقدون أنهم ممكن يقدروا يعملوا كل شيد يعنى ولا يعترفوا بأهمية وجود كاتب وقد لا يعترفوا بأهمية وجود مخرج».
وقالت الناقدة أمنية عادل: إن الموسم السينمائى الصيفى يشهد تنوعا ملحوظا فى الأفلام، منها الكوميدى ومنها ذات السمات الفنية، مع وجود إقبال جماهيرى على الأفلام، ويعتبر من المواسم المبشرة؛ حيث ترى أن فيلم «وش فى وش» وفيلم «ڤوى ڤوى ڤوى» من الأعمال الجيدة فى الموسم وفيهم تماسك بين كل عناصر العمل، بالرغم من أنها تجارب أولى أو ثانية لصناعها لكن فيها قوة فى رسم الشخصيات بصورة جيدة.
وأوضحت أمنية أن الأفلام التى حققت نجاحا فذا هذا الموسم هو فيلم «ڤوى ڤوى ڤوى»؛ حيث حقق نجاحا ملحوظا سواء فى شباك التذاكر، وكصناعة فنية كحبكة وطريقة سرد، استطاع أن يقدم كوميديا بشكل سلسل داخل الأحداث.
وأكدت أن أكثر الرابحين فى الموسم هما المخرجان وليد الحلفاوى وعمر هلال أصحاب أفلام «وش فى وش» و«ڤوى ڤوى ڤوى» على الترتيب، حيث يميز الفيلمين بأن مخرجيهما هما من كتبا السيناريوهات وهذا أمر كنا نفتقده طوال السنوات الأخيرة.
وأشارت أمنية إلى أن الفنان محمد هنيدى لم يستطع أن يأخذ خطوة للأمام فى هذا الموسم، وتم تسويق فيلمه «مرعى البريمو» بشكل أنه العودة لهنيدى وهذا الأمر سبب للجمهور حالة إحباط، وأصبح هناك مسألة فقدان الثقة، لأن كان فى أكثر من فيلم مؤخرا للفنان محمد هنيدى كانوا دون المستوى.
وتابعت، أن فيلم «تاج» للفنان تامر حسنى هو فيلم متواضع لأبعد الحدود، فلم يكن منضبطا من ناحية السيناريو والإخراج، وكان أشبه بفيديو كليب طويل، مشيرة إلى أن الفنانة دينا الشربينى لم يكن لها حضور فى الفيلم، كما أن فيلم «البعبع» كان مفاجأة بالنسبة لها، فقد كان السيناريو مكتوبا بطريقة جيدة، وكان غريبا بالنسبة لها أن نفس مؤلف «البعبع» هو نفس مؤلف «مرعى البريمو».