فنون

ذكرى رحيل علي الكسار: لم يكن نوبيا واستعان بالمكياج في شخصية عثمان


إيناس العيسوي:


نشر في:
الإثنين 15 يناير 2024 – 3:53 ص
| آخر تحديث:
الإثنين 15 يناير 2024 – 4:08 ص

يوافق اليوم ذكرى أشهر نوبي على شاشة السينما العربية الفنان علي الكسار، والذي رحل عن عالمنا في 15 يناير من عام 1957، تاركا بصمة راسخة في تاريخ الفن العربي، وذلك عبر شخصية عثمان عبد الباسط التي قدمها في أكثر من عمل على شاشة السينما، منها “سلفني 3 جنيه”، و”بواب العمارة”، و”على بابا والأربعين حرامي”، و”قدم الخير”، وغيرها.

ولد علي الكسار بحي السيدة زينب عام 1887، لأبوين لا ينتميان إلى بلاد النوبة، ولم يتمتع بالبشرة السمراء التي بدى عليها في أعماله السينمائية، ولكنه اختار أن يكون نوبيًّا، واستعان بالمكياج ليكتسب تلك البشرة السمراء التي خلدت أدواره بواب العمارة أو الخادم “عثمان عبد الباسط” في أذهان الجماهير العربية، والتى نافس بها شخصية “كشكش بيه” التى قدمها نجيب الريحانى على المسرح، وحقق بها نجاحًا كبيرًا.

عمل الكسار في مهن بسيطة قبل الاتجاه للفن، حيث استلهم شخصية عثمان عبد الباسط من عمله كطباخ، وهي الفترة التي اختلط فيها بعدد من النوبيين، الذي تعلم منهم بعض الكلمات من اللهجة النوبية، والتحدث باللغة العربية، كما اكتسب من بعضهم ملامح وتفاصيل هذه الشخصية التي أصبحت فيما بعد سببا في شهرته ونجاحه.

قدم شخصية عثمان عبدالباسط أولا على خشبة المسرح، ليقرر بعدها المخرج والسيناريست والمنتج المصري من أصول إيطالية توجو مزراحي، أن ينقل شخصية عثمان، إلى شاشة السينما، من خلال عدد من الأفلام، ومن أشهر إفيهات الكسار “إنت يا مصيبة يُخرب بيتك” و”دي مش حما دي حُمة أعوذ بالله”، فيما لقب برائد المسرح الكوميدي الغنائي.

والاسم الحقيقي للفنان علي الكسار هو علي خليل، واكتسب لقب “الكسار” من عائلة والدته التي تدعي (زينب على الكسار)، أما والده فكان سروجي، وهذه أول مهنة عمل بها الكسار، ولكنه لم يتعلمها كما يجب وتركها.

اكتسب شهرة فى مجال التمثيل حينما اشتغل فى كازينو دى بارى وقال عنه الريحانى وقتها أنه بدا يسطع نجمه معه، وكان هناك صراعا فنيا بينهما، ومنافسة ساخنة بين فرقة كل منهما، وكانوا يردون على بعضهم البعض بأسماء المسرحيات، فعندما قدم الريحانى مسرحية “حمار وحلاوة” رد عليه الكسار بـ “عقبال عندكم”، فكان رد الريحانى عليه بمسرحية “قولوا له”، فرد عليه الكسار بـ “قلنا له”، فرد الريحانى عليه بـ “فرجت”، فقدم الكسار مسرحية “راحت عليك” ردًا على الريحاني، والذي كان رده بمسرحية “الدنيا جرا فيها ايه”، وختم الكسار هذا السجال الفني بمسرحية “الدنيا بخير”.

قدم أكثر من 40 فيلما سينمائيا، وكان بطلًا متوجًا في عدد منها، ولكن بعد ظهور وجوه جديدة وكوميديانات آخرين، خاصة أنه لم يكن يملك في جعبته الفنية سوى شخصية “عثمان”، بدأت شهرته تتراجع، واضطر لقبول أدوار مساعدة وأحيانا هامشية.

وكان يظهر في مشهدين أو أكثر لحاجته للعمل والمال، منها فيلم “أخر كدبة”، مع فريد الأطرش وسامية جمال، وفيلم “أمير الانتقام” مع أنور وجدي.

وعلى الرغم أن الكسار كان يُلّقب بـ”المليونير الخفي”، إلا أنه رحل فقيرا مريضا في هدوء على سرير درجة ثالثة فى مستشفى القصر العينى بعد صراع مع سرطان البروستاتا.