فنون

إلهام شاهين: «سوسو» أجهدتنى نفسيا.. ومشهد الموت من أصعب المشاهد التى قدمتها بـ«الفريدو»


حوارــ إيناس العيسوى


نشر في:
السبت 14 أكتوبر 2023 – 8:12 م
| آخر تحديث:
السبت 14 أكتوبر 2023 – 8:12 م

ــ ردود أفعال الجمهور فاقت كل التوقعات.. وماجد الكدوانى أرسل لى أجمل رسالة جاءتنى فى حياتى
ــ أخبرت المنتج «كده اعتبرنى مضيت» بمجرد أن علمت أن الدور لسيدة تعانى من الزهايمر قبل أن أقرأ الورق
طوال مشاهدتى لحلقات المسلسل كنت أبكى مثل الكثير من المشاهدين
لم أغير كلمة فى السيناريو وجميع فريق العمل ألتقى بهم لأول مرة

حققت شخصية ثريا أو «سوسو» التى تلعبها الفنانة إلهام شاهين فى «الفريدو» الحكاية الأولى من مسلسل «55 مشكلة حب» عن كتاب يحمل نفس الاسم للدكتور مصطفى محمود، نجاحا ملفتا، وكانت عاملا مهما فى التفاف الجمهور حوله، وتأثرهم بأحداثه، خاصة وأن الشخصية التى تجسدها إلهام لمريضة الزهايمر مثيرة للتعاطف. «الشروق» التقت بها وسألتها عن الدور والعمل وأسئلة أخرى.
< حدثينا عن دور ثرية وفكرة «الفريدو» المأخوذة عن كتاب «55 مشكلة حب «لمصطفى محمود»..
ـــ دائما أنادى بضرورة العودة للاعمال الأدبية، خاصة ونحن لدينا مشاكل كثيرة فى الكتابة، الكتاب يصنعون مجهودا ماديا ومعنويا فى كتابة موضوعات من وجهة نظرى لا تستحق كل هذا المجهود المبذول فيها، أفلام الستينيات التى نجحت، وتعيش معنا حتى اليوم، كلها من أعمال أدبية، مثل «شىء من الخوف» لثروت أباظة، و«دعاء الكروان» لطه حسين، «الحرام» يوسف إدريس، وأفلام كثيرة روايات إحسان عبدالقدوس مثل العذراء والشعر والأبيض، وفيلم «المستحيل»، والعديد من الأعمال الأدبية ليوسف السباعى، لماذا لا نعود للمؤلفات الأدبية وننتقى منها؟.. فى العالم كله يأخذون من الأدب العالمى، «نهر الحب» كان مأخوذا من قصة أنا كارنينا.
أعجبت بالفكرة أننا سنقدم حكاية عن كتاب للدكتور مصطفى محمود، ولكننى قبل أن أقرأ الورق أخبرتهم إن لم أجد دورا جديدا لن أشارك فيه، يجب أن يكون الدور به إبداعا وتمثيلا حقيقيا، دور لم يقدم أو لم أقدمه من قبل، أنا لا أعمل من أجل العمل وحسب، لا يهمنى أن أكون متواجدة دائما على الشاشة، ولكن يهمنى وقت ظهورى أن يكون عملا مهما وله تأثير وجديد ومختلف.
منتج العمل أخبرنى أن الدور لسيدة تعانى من مرض آلزهايمر، «كده اعتبرنى مضيت» قلت له ذلك بنص الجملة، ووافقت على العمل قبل أن أقرأ الورق من مجرد الفكرة، الدور مختلف لم أقدمه من قبل، استفزنى وبه تحد وناحية إنسانية عالية، فهو تجسيد لمرض منتشر جدا، ونلقى الضوء عليه، كل التعليقات التى جاءتنى على المسلسل من الجمهور أنهم شاهدوا حالات شبيهة لـ«ثريا» فى عائلاتهم أو الدوائر المحيطة بهم، مرض منتشر وطبقا للإحصائيات هناك 400 ألف مريض بالزهايمر فى مصر، وهذا رقم كبير جدا، وأتصور أن هناك أعدادا أكبر ولكن لم يتم حصرها.
< كيف كان استعدادك للدور؟
ـــ أعرف أشخاصا حقيقيين يعانون من هذا المرض، وتعاملت معهم، وأدركت كيف يكون شكلهم وما يحدث لهم، وقرأت عن المرض، بشكل علمى، فى البدايات هناك ما يسمى بـ الديمينشيا، المرحلة الأولى من المرض، وهو النسيان أحيانا ثم العودة للحالة الواعية الطبيعية، والتى يدرك المريض فيها أنه ينسى أشياء، وهذه هى المرحلة التى تم تقديمها فى المسلسل، الزهايمر مرحلة متقدمة جدا من المرض، والأشخاص المصابون به لا يكونون على وعى بأنهم مرضى، وأنهم ينسون.
< هل كان لك تدخلات على الورق بالاتفاق مع المؤلف والمخرج؟
ـــ نهائيا، لم أتدخل تماما، ولم أغير كلمة فى السيناريو، عمرو محمود ياسين أثق فيه جدا، هو كاتب رائع، ومعه فريق كتابة ممتاز، سارة مصباح وياسمين ميشيل، بداية نجاح العمل يأتى من الكتابة، فهو العمود الأساسى الذى يبنى عليه العمل بأكمله، واستغرقت التحضيرات شهرين بعد موافقتى.
عمرو أعطانى تفاصيل فى الشخصية، وعقدت جلسات معه ومع المخرج، استعددنا للعمل بشكل صحيح ومدروس.
< هل هذه النوعية من الأدوار تعطى الممثل مساحة أكبر فى إظهار قدراته؟
ـــ بالتأكيد، الدور ليس تقليديا تماما، الأمراض النفسية «السيكودراما» بهذا الشكل من أصعب الأدوار، وهذا يؤثر على العقل، من أصعب الأدوار التى قدمتها، متعب ومجهد نفسيا جدا، لم أستطع أن أخرج من الشخصية فى الحقيقة، «سوسو» أحببتها وعشتها بصدق شديد، وطوال مشاهدتى لحلقات المسلسل كنت أبكى مثل الكثير من المشاهدين، وعندما أكون مشاهدة أقوم بفصل نفسى عن الدور الذى أقدمه، ولكن هذه المرة تأثرت بالعمل جدا، تبكينى وتضحكنى وأشفق عليها وأحبها أحيانا، «سوسو» شخصية رقيقة نقية إنسانية، من حبى لها لم أستطع أن أشاهد الحلقة العاشرة «الأخيرة» فى وقتها.
< حدثينا عن الكواليس والكيمياء التى كانت بينك وبين الممثلين الذين شاركوا فى المسلسل..
ـــ هذه أول مرة ألتقى فيها مع كل فريق عمل المسلسل سواء أمام الكاميرا أو خلفها، ماعدا أمير شاهين، كانت تجربة جديدة وسعدت بها، فريق العمل مجموعة من الشباب الموهوبين فعلا ومتحمسون جدا للعمل.
هناك جملة أقولها لأحمد فهمى فى الحلقة الأخيرة «خليك كده فريد زى ما أنت»، وهو بالفعل كان فريدا من نوعه فى هذا المسلسل، من أفضل المرات التى مثل فيها، على الرغم أنه ممثل جيد جدا، دوره مؤثر جدا، والحنان والطيبة والتأثر التى ظهرت فى عينيه وهو ينظر لسوسو طوال الوقت، ساعدنى جدا ونحن نعمل معا.
إيمان السيد فنانة ملتزمة وتلقائية غير عادية، ترتجل داخل الشخصية بصدق وإبداع، وهناك فتاة قدمت دور إيمان فى الحلقة الأولى، أية أبو زيد، كانت تلقائية وطبيعية فى تمثيلها، حتى من قدم حلقة واحدة فى العمل، الجمهور متذكره، الاجتهاد فى العمل من الجميع، جعله يظهر بهذا الصدق، وكل مشاهده عالقة فى أذهان الجمهور.
< ما هو أصعب مشهد فى «الفريدو» وتأثرت به كمشاهدة؟
ـــ مشهد الموت من أصعب المشاهد التى قدمتها، قمنا بإعادته كثيرا، وقلت لهم «مش عارفة أموت»، وكل مرة فى الإعادة أنسى أننى أصور.
وفى الحلقة الثامنة كان هناك مشهد «ثريا» تقول ساعدونى وتبكى لأنها تنسى بشدة، تأثرت بهذا المشهد جدا وأنا أشاهده كمشاهدة، فى هذا المشهد هى كانت فى حالة الوعى، ومدركة أنها تنسى أشياء.
< حدثينا عن ردود أفعال الجمهور وزملائك فى الوسط الفنى؟
ـــ فاقت كل التوقعات، مليئة بالمشاعر، قابلت فتاة بكت فى حضنى، وقالت لى أن ما حدث لـ«ثريا» حدث لوالدتها بكل التفاصيل، تأثر الجمهور «وجع قلبى»، كما أن التعليقات على السوشيال ميديا كانت أكثر من رائعة وكتبوا كيف قدمت الشخصية بهذا الصدق.
أيضا كانت هناك ردود أفعال من الفنانين زملائى، مرفت أمين كانت تشاهد الحلقة مرتين، وتحدثنى فورا بعد انتهاء الحلقة، واتصلت بى بعد الحلقة الأخيرة، متأثرة جدا بموت «سوسو»، صابرين اتصلت بى وسعدت جدا بأدائى وهى تتابع بشكل يومى، وكذلك وفاء عامر، وماجد الكدوانى أرسل لى أجمل رسالة جاءتنى فى حياتى، رسالة مطولة على الواتساب، من أحلى ما قيل عنى، وهناك الكثير من الفنانين كانوا يتابعون العمل ومتأثرين بثريا وصدقها.
الحقيقة كم الرسائل التى أرسلت لى بعد الحلقة الأخيرة غير طبيعى، الشخصية كان بها مصداقية شديدة، لدرجة أنهم رأوا إلهام شاهين وثريا شخصا واحدا، وتخيلوا أنها توفيت بالفعل، الناس تتصل بى تبكى متخيلين أننى فارقت الحياة، وحاولت أن أطمئن العديد منهم، أول مرة أرى تأثير دور بهذا الشكل العاطفى، أن الناس لم تفصل بين الدور والحقيقة، مصدقين أن ثرية شخصية حقيقية.
هل كنت تتمنين نهاية أخرى للعمل غير هذه النهاية المؤلمة؟
ـــ بالعكس الموت رحمة لها، الأفضل أنها رحلت قبل أن تدخل فى صميم المرض، مرحلة الزهايمر، والتدهور فيه صعب جدا على كل المستويات، الدور كان مرهقا جدا فى مرحلته الأولى، فأعتقد أنه كان سيكون أصعب بكثير لو قدمت مرحلة الزهايمر الكامل.
< هل مشاهد المنصات مختلفة عن مشاهد التليفزيون؟ وأيهما تأثيره أعلى فى انتشار العمل؟
ـــ أستمتع أكثر بالمشاهدة على المنصات، أشاهد العمل فى وقته بدون إعلانات تفصلنى عن حالة المشهد، وتؤثر على تأثير المشهد على المتلقى، ولكن جمهور التليفزيون مازال موجودا وهو الأساس، وعندما يعرض عمل على المنصات فقط، أحيانا لا يرى بشكل جيد، عكس ما يشاهد على التليفزيون أولا ومعه المنصات، مازال التليفزيون هو صاحب الدعاية الأكبر.
< هل فكرة المسلسلات الـ7 حلقات والـ15 حلقة أفضل من المسلسلات الـ30 حلقة؟
ـــ أفضل ما قدم فى الدراما، لأن هناك مسلسلات الفكرة تكون جيدة، ولكن المط وطول العمل، ووضع خطوط فرعية لملء الـ30 حلقة كانت تفسد العمل، تكثيف الفكرة يكون تأثيرها على المشاهد أفضل.
منذ سنوات وأنادى بذلك، وقبل كل ذلك، قدمت مسلسل «امرأة فى ورطة» ومسلسل «زى القمر» حكاية «حتة منى» كانت 5 حلقات، وأفضل أعمالى العالقة فى أذهان الجمهور حتى اليوم، مسلسل «نصف ربيع الآخر» كان 15 حلقة.
< وما الجديد لديك؟
ـــ فيلم «فيتو» تأليف مصطفى بدوى، إخراج ياسر سامى، أقدم فيه دور سيدة لديها مؤسسة للدفاع عن النساء المعنفات، ولدى فيلم آخر «الحب كله» تأليف سيد فؤاد، إخراج خالد الحجر، وأيضا فيلم «الورقة الثالثة» تأليف سارة شولح وإخراج منى خضرى، إن شاء الله يكون عاما مزدهرا سينمائيا، ولم يتم تحديد موعد تصويرها بعد.