باحثون ينتجون طوب وأخشاب وطلاء من المخلفات ومواد صديقة للبيئة

باستخدام المخلفات ومواد معاد تدويرها، أنتج باحثون بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء عينات لألواح خشبية وقوالب طوب وبدائل للرخام والسيراميك ومواد عازلة للصوت والحرارة “صديقة للبيئة”.

وعرض باحثو المركز منتجاتهم في جناح خاص، على مساحة بضعة أمتار مربعة، بالمعرض الدائم للبناء الأخضر، الذي انطلقت فعالياته الأربعاء في مقر “القومي لبحوث الإسكان” بالدقي، بمشاركة شركات خاصة وحكومية.

واستعرض جناح المركز أقراص من “الفحم النباتي” وألواح من “الخشب الحبيبي” والمصنوعان من المخلفات الصلبة والزراعية المعاد تدويرها.

وشرحت الدكتورة سماح سند، وهي عضو بمكتب إدارة الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، لـ”الشروق” فكرة المشروع، موضحا أنه يعيد استخدام المخلفات في إنتاج فحم عطري وصناعي وطارد للناموس، وكذلك خشب كونتر، وخشب كبس حبيبي.

وأشارت إلى أن مكتب دعم الابتكار ونقل وتسويق التكنولوجيا (التايكو) موّل المبتكر، صاحب الفكرة البحثية، لإنتاج عينات إنتاجية، كما نوهت بالاتفاق مع أحد المستثمرين لتمويل إنشاء مصنع خاص، بعد إنشاء شركة تضامن بين المستثمر والمبتكر.

واستعرض جناح “القومي لبحوث الإسكان” نموذج، أعدّه المهندس أحمد البسيوني، بديل للرخام والسيراميك، مشابه في الشكل، مصنّع من مخلفات المنسوجات، ومشروع آخر للاستفادة منها أيضًا في إنتاج مواد عازلة للحرارة والصوت.

وعرض الجناح أيضًا عينات من الخرسانة “خفيفة الوزن” مصنوعة باستخدام تقنية الجيوبولمير الصديقة للبيئة من إعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء، وأوضح الباحث، مبتكر النموذج، لـ”الشروق”، أنها تصلح لأعمال العزل الحراري للمنشآت المعرضة لدرجات حرارة مرتفعة، كما تصلح لغيرها من الأغراض المعروفة للخرسانة العادية.

وأضاف أنها مصنوعة بالكامل من مواد صديقة للبيئة ولا يدخل في تركيبها مادة الأسمنت، مشيرا إلى قدرتها العالية كذلك في عزل الصوت كما أنها تصل إلى 70% من درجة الصلابة المطلوبة في غضون 24 ساعة فقط مقابل 28 يوما تقريبًا في الخرسانة العادية، لافتا إلى أن أحد المستثمرين أبدى اهتماما بالمشروع وطلب مزيدا من التفاصيل عن طريقة تنفيذه.

واستعرض الجناح كذلك عينة لحجر رملي صناعي، مقاوم للحريق والأحماض والرطوبة من مواد صديقة للبيئة، يمكن استخدامه في الأرضيات والواجهات أيضًا.

كما عرض نموذج لإنتاج طلاء “عال الجودة” من المخلفات، وأشارت باحثة بمعهد بحوث الخامات وتكنولوجيا صناعة مواد البناء، التابع للمركز، إلى أن الطلاء أثبت كفاءة عالية ضد العوامل المختلفة، موضحة أنه مقاوم للتآكل، ويمكن استخدمه لحماية الأسطح الخرسانية والمعدنية.

واستعرض باحثو المركز أيضًا نموذج لقالب طوب بناء مصنوع من الحمأة الناتجة عن محطة معالجة الصرف الزراعي، ومشروع آخر لإنتاج أرضيات (إنترلوك) صديقة للبيئة بنسب مختلفة من الحمأة.

وتضمن جناح المركز أيضا عينات لإنتاج الرخام الصناعي، الصديق للبيئة، من مخلفات محاجر الرخام وأنواع من البوليمر رخيص التكلفة. كما عرض نماذج من الخشب البلاستيكي، المصنوع من مخلفات الخشب والبلاستيك.

وأوضحت باحثة بالمركز، لـ”الشروق” أن المنتج مقاوم للرطوبة والبكتيريا، وله العديد من الخصائص الإيجابية، منها قلة احتياجه للصيانة، وأنه أقل في التكلفة من الأخشاب الطبيعية، كما يمكن تطبيقه في أغراض إنشائية وبنائية مختلفة كالسياج والأرضيات والواجهات.

وأضافت أن المنتج يتغلب على مشكلة ارتفاع أسعار الأخشاب في مصر، إذ يستخدم كمية أقل من المعتاد ويدمجها مع مخلفات البلاستيك تحت درجة حرارة معينة، وصولا إلى قوام متماسك بتكلفة أقل.

وبدوره، قال رئيس المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، الدكتور محمد مسعود، إن المركز مهتم بالتوسع في إعادة استخدام المخلفات؛ بما يوفر مواد بناء منخفضة التكلفة ويحل مشكلة أخرى فى التخلص الآمن من هذه المخلفات.

وأشار مسعود، في تصريحات لـ”الشروق”، إلى أن المركز أصدر بالفعل كود المخلفات سواء الصلبة ومخلفات المبانى، وبموجبه يعمل على الاستفادة من مخلفات البناء في أعمال الطرق، واستخدام البلاستيك المعاد تدويره فى تقليل استهلاك البيتومين، وهو أحد المشتقات البترولية المستخدمة في الرصف.