اخر الاخبار

تدمير أكثر من 4.1 مليون هكتار من الغابات الاستوائية في 2022

عمليات بحث بريطانية في أنتاركتيكا تسعى للوصول إلى الحياد الكربوني

تسعى عمليات البحث العلمي البريطانية في أنتاركتيكا إلى إظهار فاعلية أكبر للبيئة، حتى في الظروف القصوى، من خلال استخدام تقنيات متطورة، بينها محطات تعمل بالطاقات المتجددة، وأدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ من شأنها مساعدة القبطان على تحديد مسارات في البحر تسهم في توفير كميات الوقود المُستهلكة.

تقول جاين فرنسيس، مديرة منظمة «برتيتيش أنتاركتيك سورفيه» البحثية البريطانية، التي تتخذ من كامبريدج في شرق إنجلترا مقراً، إن «الهدف الرئيسي من استراتيجيتنا يركّز على التغير المناخي؛ لأن المناطق القطبية هي أكثر مساحات على الكوكب تواجه تغيرات جذرية».

وتضيف لـ«وكالة فرنس برس»: «ما نحاول القيام به هو التخطيط لمستقبل علمي أكثر مما كنّا نفعل من قبل؛ لأنني أعتقد أن ثمة حاجة ماسّة لأن نفهم كيف يتغيّر المناخ».

ويُرصَد داخل مقر «برتيتيش أنتاركتيك سورفيه» في كامبريدج، عدد من التقنيات المتطورة يستخدمها العلماء الذين تتمحور دراساتهم على المناطق القطبية.

وتُستخدم غواصات مستقلة مثلاً لجمع بيانات في المياه الجليدية للمحيط الجنوبي، الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية، ويعمل بوصفه بالوعة للكربون.

كذلك تتولّى طائرات مسيَّرة وأقمار اصطناعية مراقبة وإحصاء أعداد الحيوانات في المساحات النائية، أو التي يتعذر الوصول إليها في المناطق القطبية.

عيّنات جليدية جوفية

لجمع معلومات في شأن الظروف المناخية، التي كانت سائدة في الماضي، يحفر العلماء في الصفائح والأنهر الجليدية لجمع عيّنات جليدية جوفية تعود أحياناً إلى مئات الآلاف من السنين.

ويتم تقطيع الجليد داخل غرفة باردة تُثبّت فيها الحرارة عند -25 درجة مئوية. وتُستخرج فقاعات الهواء الموجودة في داخل القطع الجليدية لقياس تركيز غازات الدفيئة.

وعلى الأرض، تدير «برتيتيش أنتاركتيك سورفيه» راهناً 5 محطات بحثية في أنتاركتيكا، جُهّزت فيها بعض مركبات الثلج بأجهزة استشعار تسجل الأنشطة على الأرض، مما يتيح إنشاء «أسلوب من حساب الكربون» لعمليات التنقل التي تُجرى، وفقاً للمنظمة.

الحياد الكربوني

ويشكل الحد من انبعاثات الكربون أحد الأهداف الرئيسة لـ«برتيتيش أنتاركتيك سورفيه»، التي ترغب في إزالة الكربون من مختلف أنشطتها بحلول عام 2040، على ما يوضح نوبي إكسيزيدو، المسؤول عن الانتقال إلى «صافي صفر» في منظمة الأبحاث. وتسعى «برتيتيش أنتاركتيك سورفيه» للوصول إلى الحياد الكربوني، في غضون 7 سنوات.

ويقول إكسيزيدو: «نستثمر مبالغ كبيرة في تقنيات الطاقة المتجددة داخل محطاتنا البحثية».

تستخدم محطة «بيرد آيلاند»، الواقعة قبالة الطرف الشمالي الغربي لجنوب جورجيا مثلاً، الطاقة الشمسية ونظام تخزين البطاريات، وهو ما يقلّص استهلاك الوقود إلى النصف.

وتضم محطة «كينغ أدوورد بوينت»، الواقعة في جزيرة جورجيا الجنوبية، محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية تغطي 80 في المائة من الطلب على التدفئة والكهرباء.

أما قاعدة «روثيرا»، التي تُعدّ أكبر محطة أبحاث بريطانية في المنطقة، وتقع في جزيرة أديلايد قبالة الساحل الغربي للقارة القطبية الجنوبية، فتضم مبنى جديداً مؤلَّفاً من طبقتين يوفّر الطاقة وأُنشئ ليحل مكان عدد كبير من المباني القديمة.

ويعمل في «برتيتيش أنتاركتيك سورفيه» فريق من المهندسين يتولون ابتكار أدوات للذكاء الاصطناعي ترمي إلى المساعدة في تحديد المسارات البحرية وإدارة السفن البحثية، كسفينة «آر آر إس سير ديفيد أتينبورو»، التي كلّفت أكثر من مائتي مليون يورو، بصورة فعالة أكثر.

ويقول إكسيزيدو إن «المهندسين يعملون على ابتكار أدوات من شأنها دعم قبطان السفينة ومساعدتهم على اتخاذ قرارات أوضح عن كيفية التنقل من نقطة إلى أخرى».

وتصف جاين فرنسيس التقنيات التي سيستخدمها الباحثون، في السنوات المقبلة، بأنها «ثورية».

وتقول: «لسنا بحاجة لنقل السفينة إلى مكان بعيد، أو استخدام طائرة تعمل بالوقود، بل يمكننا إرسال طائراتنا المسيَّرة وروبوتاتنا البحرية»، مضيفةً «هذا يعني أن بإمكاننا جمع كميات كبيرة من البيانات بصورة أسرع، وتحقيق إنجازات علمية بنتائج أفضل».