حماس تنشر مقطع فيديو لثلاث محتجزات إسرائيليات، ونتنياهو يعتبره “دعاية نفسية قاسية”

نشرت حركة حماس يوم الاثنين مقطع فيديو دعائي يظهر ثلاث نساء إسرائيليات محتجزات كرهائن من قبل الحركة في قطاع غزة، وهن يوجهن اللوم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويطالبنه بتأمين إطلاق سراحهن ويتهمنه بالفشل في منع الهجوم الوحشي الذي نفذته الحركة في 7 أكتوبر.
ولم يتضح متى أو أين تم تصوير مقطع الفيديو للنساء، اللاتي أملى خاطفوهن عليهن أقوالهن بشكل شبه مؤكد.
وبعد وقت قصير من نشر الفيديو، حدد مكتب رئيس الوزراء هوية النساء وهن دانييل ألوني وريمون بوخشتاب كيرشت ولينا تروبانوف، وأعلنت عائلاتهن عن نيتهن عقد مؤتمر صحفي في المساء.
تم اختطاف ألوني من كيبوتس نير عوز على يد مسلحين فلسطينيين، مع ابنتها إميليا (6 سنوات). كما تم خطف شقيقتها وصهرها وابنتيهما التوأم البالغتين من العمر 3 سنوات ونقلهم كرهائن إلى غزة.
وتم اختطاف تروبانوف وابنها ساشا ووالدتها إيرينا من نير عوز، بينما قُتل زوجها فيتالي على أيدي المسلحين.
وخُطفت كيرشت وشريكها ياغيف بوخشتاب من منزلهما في كيبوتس نيريم.
دانييل ألوني (44 عاما) وابنتها إميليا كانتا تزوران شقيقة ألوني شارون ألوني كونيو وعائلتها عندما تم اختطافهما من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر، 2023. (Courtesy)
الثلاث كن من بين 243 رهينة على الأقل تم اختطفاهم إلى القطاع من قبل حماس والفصائل المسلحة المتحالفة معها خلال الهجوم الصادم على جنوب إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع، عندما اقتحم حوالي 2500 مسلح الحدود من غزة في هجوم متعدد الجوانب وقتلوا أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، في منازلهم وفي مهرجان طبيعة راقص.
ومن بين الرهائن، ومعظمهم من المدنيين، نساء ومسنون وأطفال، بعضهم رضع. وليس من الواضح كم منهم على قيد الحياة.

أشخاص يرفعون صور للمفقودين أثناء تجمعهم خارج السفارة القطرية في لندن في 29 أكتوبر، 2023، للمطالبة بالإفراج عن ما يقدر بـ 230 رهينة تحتجزهم حركة حماس في غزة بعد الهجمات التي نفذتها الحركة داخل إسرائيل في 7 أكتوبر، 2023. (Justin TALLIS / AFP)
منذ هجوم 7 أكتوبر، أطلقت حماس سراح أربع رهائن أم أمريكية إسرائيلية وابنتها وامرأتين إسرائيليتين مسنتين في تحركات توسطت فيها قطر، التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية والمكتب السياسي لحماس على أراضيها.
وفي ردها على المذابح، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس، التي تحكم غزة، واتباع كل السبل لتأمين الحرية لجميع الرهائن. وإلى جانب الضربات المكثفة، أرسل الجيش الإسرائيلي قوات ودبابات إلى قطاع غزة، لكنه حد من هجومه البري، على ما يبدو لتجنب تعريض جهود تحرير الرهائن للخطر.
ومع تكثيف الجيش الإسرائيلي عمليته في غزة، يُعتقد أن حماس تستخدم تقنيات نفسية مختلفة لزرع الانقسام وإضعاف عزيمة الإسرائيليين، في حين تستخدم المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم لكسب الوقت والموارد لحملتها العسكرية.
وندد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بالتسجيل الذي تم نشره يوم الاثنين ووصفه بأنه “دعاية نفسية قاسية” لحركة حماس.
ونقل عن نتنياهو قوله، متحدثا لعائلات الرهائن الثلاث “أنا احتضنكم. قلبي معكم ومع بقية المحتجزين”، مضيفا “نبذل قصارى جهدنا لإعادة جميع المحتجزين والمفقودين إلى الديار”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة إلى جانبه يلتقيان بممثلي العائلات التي تحتجز حماس أحبائها كرهائن في قطاع غزة، 28 أكتوبر، 2023. (GPO)
في غضون ذلك، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إنه أبلغ الحكومة بأنه سيدعم أي جهد لإعادة الرهائن من غزة.
وقال لبيد في بداية جلسة حزبه “يش عتيد” في الكنيست: “سنقدم دعمنا الكامل لأي قرار وأي خطوة، وكذلك لأي ثمن يؤدي إلى عودة الرهائن”.
وأضاف “في الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات مؤلمة للتأكد من عودتهم إلى الديار”، معتبرا أن العقد الاجتماعي بين المواطنين والدولة “مفسوخ” حتى تتم إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين وغير الإسرائيليين إلى ديارهم.
يوم الأحد، رفض وزير الدفاع يوآف غالانت عرض حماس المزعوم لإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووصفه بأنه “ألعاب نفسية” تقوم بها الحركة، رافضا دعوات بعض العائلات لقبول الصفقة المزعومة.
وقال غالانت خلال لقائه مع أقارب بعض الرهائن المحتجزين لدى حماس وفصائل مسلحة أخرى في غزة، “إذا لم يكن هناك ضغط عسكري على حماس، فلن يكون هناك أي تقدم”.
وجاءت المحادثات مع غالانت بعد يوم من قيام نتنياهو بعقد اجتماع مماثل يوم السبت، في أعقاب شكاوى من أن الحكومة لا تولي اهتماما كافيا لهذه القضية.
يوم السبت أيضا، قال قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، إن الحركة مستعدة لتبادل “فوري” للأسرى مع إسرائيل.
وفي اليوم السابق، طالب المتحدث باسم حماس، أبو عبيدة، إسرائيل بالإفراج عن جميع الأسرى الأمنيين الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة، حسبما أفادت وكالة “فرانس برس”. ويُعتقد أن عشرات الرهائن محتجزون لدى جماعات مسلحة أخرى غير حماس.

رجل يمر بالقرب من ملصقات تحمل صور الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة خلال مظاهرة تضامنية مع عائلات الرهائن، في رحوفوت، 29 أكتوبر، 2023. (Meir Conforti / Protest Organizers)
وتزايد الغضب تجاه الحكومة بين عائلات الرهائن في الأيام الأخيرة مع بدء إسرائيل المرحلة الأولى من توغلها البري في غزة، والذي يخشى بعض الأقارب أنه قد يعرض حياة الرهائن للخطر.
الاجتماعان مع نتنياهو وغالانت كانا أول اللقاءات التي تعقدها العائلات معهما، وتم عقدهما بعد أن وجهت العائلات طلبا عاما للسماح لها بالتحدث مع رئيس الحكومة ووزير الدفاع.
وقال غال هيرش، المسؤول عن ملف الرهائن في الحكومة، الأحد، إن المفاوضات مستمرة ويتم بذل كل جهد للوصول إلى المختطفين والحصول على المعلومات، وأضاف هيرش “نريد حقا أن ننجح في هذا الأمر وأن نعيد كل العائلات إلى الديار سالمة غانمة”.