خبراء ومسئولون: لا تأثير لمحطة الضبعة النووية على سلامة النظام البيئي البحري

نشر في:
الأحد 3 سبتمبر 2023 – 3:17 م
| آخر تحديث:
الأحد 3 سبتمبر 2023 – 3:21 م
عبد اللطيف تماوي رئيس جمعية الصيادين: محطات الطاقة النووية لا تلحق الضرر بالبيئة
الدكتور هاني شلبي: استخدام الطاقة النووية يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وله تأثير إيجابي على الحياة البحرية
أكد خبراء ومسئولون في الشئون البيئية على أهمية محطات الطاقة النووية بالنسبة للثروة النباتية والحيوانية وأنه لا وجود لأى تأثير لمحطة الضبعة النووية على سلامة النظام البيئي البحري.
يأتى ذلك في ظل ظروف تغير المناخ العالمي والزيادة المتصاعدة للانبعاث الملوث، حيث يتم منح اهتمام خاص لمسألة تأثير مصادر الطاقة المختلفة على البيئة.
وبحسب إحصائيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن الطاقة النووية تتميز عن غيرها من أنواع توليد الطاقة الأخرى بأنها لا تنتج انبعاثات ضارة في الغلاف الجوي أثناء تشغيلها.
وبفضل استخدام الطاقة النووية على مدى السنوات الخمسين الماضية، أصبح من الممكن تجنب انبعاث المواد الضارة بما يعادل 55 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ومع ذلك المهم في الأمر هو أن الطاقة النووية تعتبر مصدرًا آمنًا وموثوقًا. وبالفعل فقد تم تأكيد هذه الحقيقة أيضًا من قبل خبراء مستقلين من مركز الأبحاث الأوروبي المشترك، حيث جاء في رأيهم المقدم إلى البرلمان الأوروبي أن “الطاقة النووية لا تسبب أي ضرر على صحة الإنسان أو البيئة أكثر من أي تكنولوجيا أخرى لإنتاج الطاقة التي تعتبر مستدامة”.
من أجل إظهار سلامة محطات الطاقة النووية على أرض الواقع بالنسبة للثروة النباتية والحيوانية في المسطحات المائية القريبة، تقيم مؤسسة روساتوم الحكومية مهرجانات صيد بشكل منتظم. الهدف الرئيسي من هذه الفعالية هو إظهار أن محطة الطاقة النووية لا تؤثر على البيئة البحرية ويمكن للناس الصيد بالقرب من محطة الطاقة الكهربائية.
وفي عام 2022 أقيم مثل هذا المهرجان في المنطقة المجاورة مباشرة لمحطة لينينغراد للطاقة النووية، وهي أكبر محطة للطاقة النووية العاملة في روسيا من حيث الاستطاعة الاسمية.
تحدثنا مع السيد عبد الناصر عبد اللطيف طماوي، رئيس جمعية الصيادين في محافظة مطروح، الذي شارك في مهرجان روساتوم الدولي للصيد، وطرحنا عليه الأسئلة التالية.
– ما الذي دفعك للمشاركة في مسابقات روساتوم لصيد الأسماك؟
فأجاب: كوني صيادًا محترفًا، بالنسبة لي وزملائي من محبي الصيد، فإن نشاطنا ليس مجرد مهنة، بل هو أيضًا المصدر الرئيسي لكسب الرزق. لقد أعجبت بمبادرة شركة روساتوم لإظهار كيف يمكن أن تتكيف الطاقة النووية بشكل متناغم مع النظام البيئي. أنا أريد من خلال تجربتي الخاصة أن أرى تأثير محطات الطاقة النووية على البيئة، وبالفعل أصبحت لدي قناعة راسخة في ختام المهرجان بأن محطات الطاقة النووية لا تلحق الضرر بالبيئة.
– ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها في المسابقات لحماية الأسماك والكائنات البحرية؟
هنا لابد من التنويه إلى إن المنافسات جرت على مرحلتين لمدة 8 ساعات لكل منها. وفي هذا الصدد اتخذ فريق روساتوم الاجراءات اللازمة من بينها أنه كان يقوم بعد تحديد وزن السمكة، بإعادتها إلى الحوض. كما إنه بفضل المسابقات، تمكنا أيضًا من مراقبة الثروة الحيوانية، وهذا بحد ذاته يدل على السلامة البيئية العالية للمنطقة. كما شارك في المسابقة علماء البيئة الذين قاموا بعملية الرصد والمراقبة من خلال قياس مستوى الإشعاع لدى حساب وزن الأسماك، حيث تم التأكد من نقاء مياه الخليج.
– هل لك أن تشاطرنا انطباعاتك عن المسابقة؟
تم تنظيم كل شيء على أعلى المستويات. ونحن لم نطلع فقط على الثروات الطبيعية للمنطقة التي تقع فيها محطة الطاقة النووية، التي تعمل على أساس المفاعل الذي سيتم تنفيذه في مشروع محطة الضبعة النووية في مصر. نحن أصبحنا على يقين من التزام روساتوم أيضاً بضمان سلامة الكائنات البحرية. لقد رأينا بأم أعيننا نظاماً خاصاً لرصد البيئة والإشعاع في هذه المنطقة، وتمكنا من التحقق من مستوى الأمان الذي يتم توفيره في محطات الطاقة النووية.
تكتسب مسائل إنتاج الطاقة النظيفة أولوية هامة على خلفية تعاظم ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ. وهنا لابد من التأكيد على حقيقة أن أكبر ميزة لمحطات الطاقة النووية هي أنها لا تصدر انبعاث ثاني أكسيد الكربون (CO2) أثناء التشغيل. وبطبيعة الحال هذه الميزة تسمح بالحد من التأثير على المناخ بشكل كبير، على عكس محطات الطاقة الحرارية التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري.
فكما هو معلوم يرجع تحمض البحار والبحيرات إلى ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الذي يؤثر على تغير المناخ. حيث يتم امتصاص ما يقرب من ثلث إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية عن طريق الموارد المائية، وهذه الظاهرة تهدد البيئة.
في نفس السياق أشار مستشار التنمية الدولية في بنك التنمية الأفريقي والخبير البيئي الدكتور هاني شلبي إلى أهمية محطات الطاقة النووية بالنسبة للثروة النباتية والحيوانية، وتابع حديثه قائلاً:
“تولي محطات الطاقة النووية أهمية كبيرة للحفاظ على الموارد المائية، حيث يلعب الماء دوراً رئيسياً في عمل هذه المحطات. ولضمان سلامة البيئة البحرية، تقوم المحطات بإجراء دراسات شاملة تؤكد عدم وجود خطر يهدد النظام البيئي والكائنات البحرية. وبفضل استخدام التقنيات الحديثة، يقوم الخبراء في المحطات النووية أيضًا بمراقبة حال الموارد المائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الطاقة النووية يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يمنع حتماً عملية تحمض المحيطات وهذا بدوره له تأثير إيجابي على الحياة البحرية.
وأضاف نحن حالياً نراقب عملية بناء محطة الضبعة النووية في مصر، والتي ستتكون من 4 مجموعات طاقة نووية باستطاعة إجمالية 4.8 غيغاوات. حيث تولد هذه الاستطاعة حوالي 31.2 تيراواط/ساعة سنويًا من الطاقة منخفضة الكربون، مما سيحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون في مصر بمقدار 15 مليون طن، أي حوالي 7% من إجمالي انبعاث ثاني أكسيد الكربون في البلاد.
وأشار إلى إن الموقع الجغرافي لمحطة الطاقة المستقبلية وقربها من المياه سيوفر إمكانية تبريد محطة الطاقة النووية بشكل فعال. وهناك حقيقة أخرى وهي أنه أثناء عملية التشغيل، لا تتعرض مياه البحر لأي تأثير كيميائي أو إشعاعي. بعبارة أخرى تعود المياه إلى البحر بنفس الحالة التي كانت عليها عند استخدام هذه المياه لصالح المحطة. وتظهر عمليات حساب تصريف مياه التبريد وفقا للمخطط المعتمد في المشروع، أنه سيتم مراعاة كافة متطلبات القوانين والتشريعات المعمول بها في جمهورية مصر العربية، وكذلك المعايير الدولية من ناحية درجة حرارة وتركيب مياه الصرف الصحي.