تكنولوجيا

أبرز الوظائف المُعرضة للاختفاء بسبب الذكاء الاصطناعي

لا شك عزيزي القارئ، أنك مثلنا جميعًا متخوّف من فقدان وظيفتك بسبب التطور المستمر في استبدال الكثير من مهاراتنا البشرية بالذكاء الصناعي. فهو لم يعد أداة مساعدة، بل أصبح شريكًا رسميًا في سوق العمل اليوم، بل واسمح لي بالقول إن هناك العديد من الأعمال التي يتفوق علينا فيها بالدقة والسرعة؛ لذلك يدخل إلى حياتنا بكل ثقة طالبًا منافسة شرسة تهدد بنزع وظيفتك. دعنا نستعرض معًا الوظائف الأكثر عرضة للاختفاء.

وظائف مُعرضة للاختفاء

ما زال الذكاء الاصطناعي غير قادر على تنفيذ المهام المُعقدة التي تطلب حسًا بشريًا وعاطفةً، لكنه سيتمكن بالتأكيد من استبدال أغلب الوظائف المكتبية الروتينية بكفاءة خلال السنوات القادمة.

كاشير يعمل بالذكاء الاصطناعي – المصدر: Checklens

 أمناء الصناديق (الكاشيرز)

تشير دراسة أجرتها CNBC إلى أن 73% من الخبراء يتفقون على أن وظيفة أمناء الصناديق في المتاجر مُعرّضة للاختفاء خلال 20 سنة القادمة؛ بسبب انتشار أنظمة الدفع الذاتي والتقنيات التي تسمح للزبائن بالدفع دون الحاجة لموظف.

سائقو الشاحنات

مع تقدم تقنيات القيادة الذاتية، من المتوقع أن تختفي نسبة كبيرة من وظائف سائقي الشاحنات. تشير تقارير المنتدى الدولي للنقل إلى أن الشاحنات ذاتية القيادة قد تقلل عدد وظائف السائقين بنسبة تتراوح بين 50% إلى 70% بحلول عام 2030، مما قد يؤثر على ملايين الوظائف في هذا القطاع.

شاحنات صينية ذاتية القيادة دون سائقين – المصدر: Global Times

الصحفيون

الآن، الذكاء الصناعي قادر على توليد تقارير إخبارية وتحليل البيانات بسرعة ودقة، مما يهدد وظائف الصحفيين التقليديين، حيث يرى أغلب الخبراء أن هذه الوظيفة مُعرّضة للخطر خلال العقدين القادمين.

موظفو خدمة العملاء

تتزايد قدرة روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين على التعامل مع الاستفسارات الروتينية، وهذا يؤدي إلى تقليص الحاجة إلى موظفي خدمة العملاء البشر بنسبة كبيرة. ويتوقع الخبراء أن أغلب مهام خدمة العملاء ستكون مدعومة بالذكاء الصناعي خلال السنوات القادمة.

عمال التصنيع والخطوط الإنتاجية

تتوقع أبحاث أكسفورد إيكونوميكس أن يصل عدد الوظائف التي قد تُستبدل بالروبوتات في قطاع التصنيع إلى 20 مليون وظيفة حول العالم بحلول 2030، خاصةً الوظائف التي تعتمد على العمل البدني المتكرر.

الذكاء الاصطناعي في قطاع التصنيع – المصدر: KAIZEN Institute

كُتاب إدخال البيانات

الذكاء الصناعي قادر على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة أكبر من البشر، ما يجعل وظائف إدخال البيانات من أكثر الوظائف المهددة بالاختفاء. بل إنني أتوقع أن هذه الوظيفة الأولى التي سيستبدلها الذكاء الاصطناعي بالكامل خلال السنوات القليلة القادمة.

المحللون الماليون

العديد من المهام الروتينية في التحليل المالي يمكن أتمتتها؛ ما يقلل الطلب على المحللين الماليين في بعض القطاعات، خاصةً في البنوك والمؤسسات المالية.

المترجمون والمصححون اللغويون

تطور تقنيات معالجة اللغة الطبيعية جعل من الممكن أتمتة الترجمة والمراجعة اللغوية الأساسية، رغم أن المحتوى المعقّد لا يزال يحتاج إلى تدخل بشري.

عمال التجزئة ومندوبي المبيعات

تأثير التجارة الإلكترونية وأنظمة التوصية الذكية تقلل من الحاجة إلى موظفي المبيعات التقليديين في المتاجر. وتُشير التقارير البريطانية إلى انخفاض كبير في الوظائف بقطاع التجزئة، وصل إلى ربع مليون وظيفة خلال السنوات الخمس الأخيرة.

تأثير الذكاء الصناعي على سوق العمل العالمي

بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يؤدي الذكاء الصناعي إلى فقدان حوالي 83 مليون وظيفة عالميًا بين 2023 و2027، بينما ستُخلق 69 مليون وظيفة جديدة، مما يعني خسارة صافية تُقدّر بحوالي 14 مليون وظيفة خلال هذه الفترة.

تغير طبيعة الوظائف

الذكاء الصناعي لا يقضي فقط على الوظائف، بل يعيد تشكيلها أيضًا. تظهر فرص جديدة في مجالات مثل تدريب أنظمة الذكاء الصناعي، وتحليل البيانات، وإدارة التفاعل بين الإنسان والآلة، وأخلاقيات وسياسات الذكاء الصناعي.

الفجوة المهارية

هناك قلق من أن الذكاء الصناعي قد يزيد من فجوة الدخل بين أصحاب المهارات العالية والمتخصصة، والعمال ذوي المهارات الأقل؛ مما يتطلب تطوير مهارات جديدة للموظفين لمواكبة التغيرات.

هل يستطيع الذكاء الصناعي منافسة العمالة البشرية؟

الذكاء الصناعي اليوم قادر على أداء مهام دقيقة ومتكررة بسرعة ودقة تفوق قدرات البشر، خاصة في القطاعات التي تعتمد على الروتين والمهام القابلة للبرمجة. على سبيل المثال، الروبوتات الصناعية يمكنها العمل لساعات طويلة دون تعب أو تشتت، وهو ما يجعلها أكثر كفاءة من العمال في بعض الصناعات مثل التصنيع والتجميع.

كما أن الذكاء الصناعي يتمتع بقدرة على التحليل والتركيب واتخاذ القرارات بصورة مستقلة، مما يجعله منافسًا قويًا في مجالات مثل الأمن؛ حيث يمكنه مراقبة الأفراد وتشخيص المخاطر بشكل مسبق وبدقة تفوق البشر. ومع ذلك، هناك تحديات مثل مخاطر الاختراقات السيبرانية، وتأثير الذكاء الصناعي على دور المؤسسات التقليدية كالنقابات العمالية، ما قد يضعف حقوق العمال ويزيد من استغلالهم.

حلول واقتراحات للتكيف مع تحديات الذكاء الصناعي

من الضروري تحديث مهارات القوى العاملة لتتناسب مع متطلبات سوق العمل الجديد، إذ يمكن للذكاء الصناعي أن يساعد في تقديم توصيات تدريب مخصصة وتحليلات تنبؤية لتحديد المهارات المطلوبة. على سبيل المثال، تقترح أدوات مثل ClickUp Brain مسارات تعليمية مخصصة بناءً على الدور الوظيفي وأهداف الموظف، ما يعزز فرص التكيف مع التغيرات التكنولوجية.

تحديث التعليم والتدريب المهني

يجب أن تركز السياسات التعليمية على تطوير مهارات التفكير النقدي، والإبداع، والتقنيات الحديثة المرتبطة بالذكاء الصناعي، بدلاً من المهام الروتينية التي يمكن أتمتتها.

تعزيز السياسات الاجتماعية وحماية العمال

من المهم تحديث قوانين العمل لتشمل حماية حقوق العمال في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الصناعي، وضمان شروط عمل عادلة، مع التركيز على الصحة والسلامة المهنية.

تشجيع الابتكار وخلق فرص عمل جديدة

يفتح الذكاء الصناعي فرصًا في مجالات جديدة مثل تطوير وصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وأخلاقيات التكنولوجيا، التي يمكن أن تعوّض فقدان بعض الوظائف التقليدية.

مهارات مطلوبة للوظائف المستقبلية:

  • التفكير النقدي والإبداع والذكاء الاجتماعي.
  • مهارات تقنية متقدمة في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.
  • القدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية.
  • مهارات التواصل وإدارة التفاعل بين الإنسان والآلة.

في النهاية

ينصح الخبراء بعدم النظر إلى الذكاء الصناعي بصفته الشرير الذي يهدد حياتك، بل باعتباره مساعدًا على تطوير مهاراتك بشكل أفضل، والمنافسة للوصول إلى أكبر قدر من التطوير. كما يفتح آفاقًا جديدة، فإنه في الوقت نفسه يُنهي أخرى.

?xml>