الصين تستعد لإطلاق أصغر وأسرع SSD في العالم بحجم شريحة الهاتف!

كشفت شركة Biwin الصينية عن قرص Mini SSD بحجم 15×17×1.4 ملم وسرعات تصل إلى 3700/3400 ميجابايت في الثانية، مقاوم للماء والصدمات، ويدعم تركيبًا شبيهًا بشرائح SIM، مع خطط لاستخدامه في أجهزة الألعاب والهواتف والحواسيب الصغيرة.
تشهد صناعة التخزين الرقمي في الصين خطوة تقنية لافتة؛ إذ تستعد لإطلاق نوع جديد كليًا من أقراص التخزين الصلبة SSD يجمع بين الحجم بالغ الصغر والأداء الفائق. هذا الابتكار الذي تقدمه شركة Biwin الصينية، ويحمل اسم Mini SSD أو كما تسميه بعض الشركات الأخرى 1517، يأتي بأبعاد مدهشة: طول 15 ملم، عرض 17 ملم، وسماكة 1.4 ملم فقط.
وبالمقارنة الملموسة، فهو أصغر قليلًا من عملة معدنية أمريكية وأكبر قليلًا من بطاقة MicroSD، ما يفتح الباب أمام استخدامه في أجهزة لم يكن من الممكن دمج أقراص تخزين فائقة السرعة فيها من قبل.
أداء استثنائي في حجم بالغ الصغر
رغم أن حجمه قد يوحي بأنه مخصص للتخزين البسيط، إلا أن Mini SSD يكسر هذه القاعدة تمامًا. فهو قادر على تحقيق سرعة قراءة تسلسلية تصل إلى 3700 ميجابايت في الثانية، وسرعة كتابة تبلغ 3400 ميجابايت في الثانية، مستفيدًا من واجهة اتصال PCIe 4×2.
ويأتي بثلاثة خيارات من السعات التخزينية: 512 جيجابايت، 1 تيرابايت، و2 تيرابايت، ما يمنح المستخدم مرونة كبيرة في اختيار ما يناسب احتياجاته، سواء كان يبحث عن سعة متوسطة لجهاز محمول أو سعة ضخمة للألعاب والبرامج الثقيلة.
مقارنة شاملة مع حلول التخزين الأخرى
لإدراك مدى تميز هذه التقنية، يكفي أن نقارنها بالحلول المتاحة حاليًا. فبطاقات MicroSD Express الحديثة، التي ستدعم مثلًا جهاز نينتندو سويتش 2، لا تتجاوز سرعتها النظرية 985 ميجابايت في الثانية، أي أقل من ثلث سرعة Mini SSD. أما بطاقات SD Express بالحجم الكامل، فيمكنها نظريًا بلوغ 3940 ميجابايت في الثانية، لكنها تكاد تضاعف حجم الابتكار الصيني.
بالانتقال إلى أقراص M.2 الشهيرة، نجد أن نسخة 2230 توفر سرعة تصل إلى نحو 8000 ميجابايت في الثانية، ونسخة 2280 تصل إلى 14000 ميجابايت في الثانية، لكن أحجامها الكبيرة تجعل دمجها في أجهزة صغيرة مثل الهواتف أو الأجهزة اللوحية أمرًا غير عملي. وهنا يبرز Mini SSD كحل وسط يجمع بين الأداء الجيد جدًا والحجم المدمج وسهولة التبديل.
تصميم ذكي على طريقة شرائح الهاتف
ابتكرت شركة Biwin أسلوب تركيب مألوف وسهل الاستخدام. فالقرص يأتي مع منفذ خاص يشبه تمامًا منفذ شرائح SIM في الهواتف الذكية. ويمكن للمستخدم إدخال دبوس صغير لإخراج الدرج، ثم وضع القرص في مكانه وإعادته بسهولة، ما يجعل عملية الترقية أو الاستبدال أسرع وأبسط مقارنة بالتعامل مع فتحات التخزين التقليدية.
هذا الأسلوب في التصميم لا يقتصر على سهولة الاستخدام فحسب، بل يتيح أيضًا إمكانية إنتاج أجهزة أكثر نحافة وخفة، لأن المنفذ لا يتطلب مساحة كبيرة داخل هيكل الجهاز.
لم تكتف Biwin بالتصغير وزيادة السرعة، بل أضافت إلى Mini SSD خصائص متقدمة للحماية. فهو يتمتع بمقاومة للماء والغبار وفق معيار IP68، ما يعني قدرته على الصمود في البيئات الرطبة أو المليئة بالغبار دون مشاكل. إضافة إلى ذلك، يستطيع القرص تحمل السقوط من ارتفاع يصل إلى ثلاثة أمتار، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يستخدمون أجهزتهم في ظروف صعبة أو أثناء التنقل المستمر.
أول الأجهزة الداعمة للتقنية
شهد معرض ChinaJoy التقني مؤخرًا الإعلان عن أول جهازين محمولين للألعاب يقدمان دعمًا مباشرًا لهذه التقنية الجديدة. الجهاز الأول هو GPD Win 5، الذي يتميز ببطارية ضخمة ومعالج Strix Halo، وقد ظهر في مقاطع فيديو وهو يعمل بسلاسة مع Mini SSD.
أما الجهاز الثاني فهو OneXPlayer Super X من شركة OneNetbook، الذي يجمع بين مزايا الحاسوب المحمول والجهاز اللوحي ويعتمد أيضًا على معالج Strix Halo، مع منفذ مخصص لقرص التخزين الجديد.
لا يزال من غير المعروف ما إذا كان Mini SSD سيتحول إلى معيار مفتوح تتبناه شركات تصنيع أخرى، أو سيظل حكرًا على Biwin في المرحلة الأولى. ومع ذلك، تشير تصريحات الشركة إلى خطط لتوسيع نطاق استخدام هذه التقنية، لتشمل الحواسيب صغيرة الحجم، والهواتف الذكية، والكاميرات الرقمية، وربما حتى المعدات الصناعية التي تحتاج إلى تخزين سريع وقابل للإزالة.
غياب الأسعار ومواعيد الإطلاق
حتى هذه اللحظة، لم تكشف Biwin عن الأسعار الرسمية أو مواعيد التوافر في الأسواق العالمية. كما لم تظهر أي قوائم بيع على المتاجر الإلكترونية. لكن الاهتمام الكبير الذي أثارته هذه التقنية خلال المعارض والمنتديات التقنية يوحي بأنها قد تصل إلى المستهلكين قريبًا، وربما بأسعار منافسة مقارنة بسعر الأداء الذي تقدمه.
يمثل إطلاق Mini SSD خطوة مهمة في تطوير حلول التخزين، لأنه يقدم مزيجًا نادرًا من الحجم فائق الصغر، والسرعة العالية، وسهولة التبديل. وإذا تبنته الشركات على نطاق واسع، فقد يغير طريقة تعامل المستخدمين مع تخزين البيانات ونقلها، تمامًا كما أحدثت بطاقات الذاكرة التقليدية ثورة في عالم الأجهزة المحمولة قبل عقدين من الزمن.
?xml>