المزيد من الشيء نفسه؟| رأينا في Assassin’s Creed Shadow بعد 4 ساعات
مرحبًا يا صديقي أراك قد عُدت من جديد لقراءة انطباعات متعلقة بجزء جديد من سلسلة ألعاب Assassin’s Creed. نعم، لقد وصلت انطباعات لعبة Assassin’s Creed Shadows الجزء الأحدث من السلسلة، الذي يأتينا من تطوير فريق Ubisoft Quebec ونشر يوبي سوفت بالطبع.
السؤال الآن لماذا أتيت إلى هذا المقال، هل تنتظر الجديد من اللعبة أو تنتظر هوية جديدة أو بداية ثورية تقدمها لعبة Assassin’s Creed Shadows؟
للأسف الشديد، ما تبحث عنه ربما لن تجده في هذا المقال؛ لأن اللعبة وعلى الرغم من أنها قدمت أفكار جيدة ونقاط قوة في بعض المواضع، فإن اللعبة في الوقت نفسه قدمت تجربة نمطية في أوقات كثيرة. هذا ما لاحظناه من خلال تجربتنا للعبة بناءً على دعوة من شركة يوبي سوفت الشرق الأوسط، وعلى مدار أربع ساعات كاملة قمنا بتجربة اللعبة ونحن اليوم هنا للتحدث عن كافة انطباعاتنا الخاصة باللعبة.
ملامح قصة لعبة Assassin’s Creed Shadows
تأخذنا لعبة Assassin’s Creed Shadows إلى اليابان الإقطاعية وبالتحديد في عام 1579، حيث قُسمت اليابان إلى عدة إقطاعيات تقع جميعها تحت قيادة الإمبراطور “نوبو ناجا”، وهو إمبراطور متغطرس فرض قوته على الإقطاعيات اليابانية بكافة السُبل والطُرق.
كما نعلم جميعًا اللعبة تقدم شخصيتين قابلتين للعب وهما ياسوكي وناوي، وخلال تجربتنا للعبة رأينا لمحة عن قصة الشخصيتين أو ربما يمكن أن نقول رأينا بداية القصة الخاصة بكل شخصية.
قصة ياسوكي
ياسوكي هو محارب قوي ضخم البنيان أسمر البشرة وصل اليابان مع إحدى البعثات الاستشراقية البرتغالية؛ حيث كان يرافق مستشرق برتغالي يُدعى “الأب فالنيانو”، وعندما وصل الأب فالنيانو إلى اليابان حاول استمالة الأمبراطور نوبو ناغا بالهداية ليضمن حرية العبور عبر أراضي اليابان وهو ما حدث بالفعل، ولكن نوبوناغا أراد الحصول على ياسوكي كهدية بسبب إعجابه بالبنيان القوي الخاص به.
تتطور الأحداث عندما يهدي الأب فالنيانو ياسوكي إلى الإمبراطور نوبو ناغا. ومع مرور الوقت، يصبح ياسوكي أحد مقاتلي نوبو ناغا، ويشارك في الغارات التي يشنها الإمبراطور على الإقطاعيات اليابانية غير الخاضعة لسيطرته.
في الحقيقة، تصميم شخصية ياسوكي ممتاز جدًا ومثير للاهتمام وبه الكثير من التفاصيل التي جعلتنا متشوقين لمعرفة باقي الأحداث، نحن نتحدث عن شخصية سمراء لم يكن لها مصلحة في هذا الصراع أصلًا تجد نفسها في يوم وليلة منخرطة في قتال محتدم وفي الوقت نفسه تعاني من التمييز في هذا المجتمع الغريب عنها، فكيف يمكنها أن تتكيف؟
بالمناسبة اللعبة لم تُشير إلى أن ياسوكي هو أحد الساموراي بأي شكل من الأشكال بل أوضحت أنه جاء من البرتغال ومن الواضح أنه ينحدر من أصول أفريقية، وعندما وصل ياسوكي إلى اليابان لأول مرة كان يرتدي الزي الغربي. ومع الأحداث بدأ في لبس الملابس اليابانية المميزة عندما انضم إلى نوبوناغا. الظروف المحيطة بياسوكي قماشة ممتازة جدًا لتقديم شخصية بها الكثير من الطبقات النفسية والتوجعات؛لذا يمكن تقديمها بصورة ممتازة مع تقدم أحداث اللعبة، وعمومًا ما رأيناه في فترة التجربة كان مبشرًا جدًا.
قصة ناوي
على الجانب الآخر لدنيا “ناوي”، وهي شينوبي “نينجا” تتمتع بعدد كبير من المهارات الأكروباتية والضربات السريعة، تعيش ناوي برفقة والدها فوبوياشي “الذي هو أحد أعضاء جماعة الأساسنز” في مقاطعة تتعرض لإحدى غارات نوبوناغا، وتبدأ ناوي في الدفاع عن المقاطعة برفقة أبيها وعندما تسوء الأمور تتكشف الحقائق.
فوبوياشي كان يخفي حقيقته وأنه ينتمي إلى جماعة الأساسنز، ولكن عندما تسوء الأمور ويتعرض لإصابات قوية يقرر الإفصاح عن الأمر لأبنته ناوي ويأمر بالوصول إلى منطقة معينة والبحث عن صندوق معين والهرب به.
بالفعل ناوي تنطلق إلى هذا الكهف وتحصل على الصندوق، ولكنه تفقده بعد ذلك حيث كانت مراقبة من جندي في جيش نوبوناغا الذي يتمكن بدوره من الحصول على الصندوق، وبعد ذلك تنطلق ناوي في رحلة طوال اللعبة لمحاولة استرجاع هذا الصندوق المهم، الذي نرجح أنه يحتوي على إحدى قطع عدن الشهيرة، وفي الوقت نفسه تسعى الشخصية إلى الانتقام بسبب الأحداث التي مرت بها المقاطعة الخاصة بها في أول اللعبة.
جماعة نويرو Noyro
من الواضح أن قصة لعبة Assassin’s Creed Shadows تركز على الصراع الرئيسي بين الأساسنز والتمبلرز، وهو ما ظهر لدينا أثناء تجربتنا للعبة، فعندما فقدت ناوي الصندوق حصلت عليه جماعة سرية تدعى نويرو وهذه الجماعة تضم 12 عضو مجهولين.
من الواضح أن هذه الجماعة تمثل التمبلرز في هذا العصر ويحاولون تجميع قطع عدن الثمينة واستخدامها في السيطرة على العالم، ومن الواضح أيضًا أن أحداث اللعبة عمومًا سوف تأخذنا في تعقب طويل لهذه الجماعة ومحاولة استرجاع هذا الصندوق المفقود. وبالمناسبة على الرغم من أن ياسوكي هو أحد قادة نوبوناغا، فإن أحداث اللعبة سوف تجعل ياسوكي وناوي يتحدا في نقطة ما وبالتالي يصبحا شخصيتين قابلتين للعب على نفس الخط الزمني للعبة.
نظام الانيموس الجديد
هذه هي اللعبة الأولى في السلسلة التي تقدم نظام الانيموس الجديد، الذي يدعى Infinity. وفي الحقيقة يبدو أن النظام الجديد دُمج مع اللعبة باحترافية عالية.
في الزمن المعاصر داخل لعبة Assassin’s Creed Shadows تظهر شركة ابسترجو الشهيرة من جديد، وتدعي أنها تمتلك تجربة محاكاة ترفيهية لعدد من الأفلام التجارية تستخدم فيها جهاز الانيموس، حيث وجهت الشركة دعوة للناس للدخول في أفلام محاكاة مختلفة لتجميع أكبر قدر من المعلومات التاريخية بينما يعتقد هؤلاء الناس أنهم في تجربة ترفيهية ليس أكثر ولا أقل.
هذه الفكرة سمحت بتقديم أنيموس يضم مختلف تجارب السلسلة؛ حيث يمكنك القفز إلى أي شخصية شهيرة من السلسلة وعيش تجربتها وبالطبع لدينا التجربة الأهم هذه المرة وهي تجربة Shadows اللعبة الجديدة أصلًا.
أيضًا الانيموس الجديد وظف في القصة لكي يبدو أن جماعة الأساسنز تحاول اختراق هذا الأنيموس لتحذير الناس من هذه التجربة، وأثناء تجربتنا للعبة أُشير إلى شخصية مهمة جدًا وهي شخصية “جونو”، التي من الواضح أنها ستعود في هذا الجزء من جديد لتكمل الأحداث.
هذا التحول إلى نظام Infinity يضمن للسلسلة تحقيق المنصة التي تحلم بها، فمن المتوقع أن يحصل النظام على مهام مشتركة تدمج بين عوالم السلسلة وأزمان السلسلة الشهيرة، وهو ما لاحظناه بالفعل في قوائم اللعبة لأن الأنيموس يكون لديه مهمات خاصة به، وفي بعض الاوقات تكون هذه المهمات جماعية بين اللاعبين عمومًا وعند تحقيقها يحصل اللاعبين على هدايا متمثلة في مجموعة من الازياء للملابس والدروع والأسلحة، كذلك من خلال هذه المهام يمكنك فتح المزيد من المعلومات المتعلقة بقصة السلسلة عمومًا.
من تجربتنا البسيطة للعبة شعرنا أن قصة اللعبة تقدم تجربة كبيرة عنصر القوة فيها هو رسم وتصميم الشخصيات الرائع، عمومًا الانطباعات الخاصة بنا نحو القصة كانت إيجابية جدًا وبها الكثير من التفاصيل المشوقة التي جعلتنا نتطلع إلى تجربة اللعبة والغوص في تفاصيل قصتها.
هنا يجب الإشارة أن لعبة Assassin’s Creed Shadows جاءت مع مشاهد سينمائية غاية في الروعة على الأقل في الافتتاحية التي خضعت للتجربتنا، وهي نقطة إيجابية قوية بعد أن فقدت اللعبة هذه المشاهد خلال الأجزاء السابقة واعتمادها الكلي على مشاهد حوارية من داخل المحرك.
المشاهد الحوارية مازالت موجودة بالطبع ولكن في الوقت نفسه لدينا مشاهد سينمائية ذات طابع إخراجي متميز جدًا، وتستغل فكرة أحداث اللعبة التي تقع في اليابان لتقديم مشاهد قوية تتماشى مع الأجواء اليابانية. ولكن في الوقت نفسه، نحن لا نعلم عدد المشاهد السينمائية الموجودة في باقي اللعبة ونأمل أنها تسير على نفس النهج الموجود في الافتتاحية الخاصة باللعبة.
واجهة المستخدم في Assassin’s Creed Shadows
لعبة Assassin’s Creed Shadows مبنية على محرك Anvil وهو نفس المحرك القديم الذي بُنيت الأجزاء السابقة عليه، وللوهلة الاولى يبدو الأمر محبطًا لأن مجتمع اللاعبين طالب كثيرًا بتغيير المحرك أو على الأقل تحديثه.
في الحقيقة استمرار عملية التطوير على نفس المحرك أعطتنا تجربة محبطة قليلًا؛ لأن اللعبة تبدو في النهاية مثلها مثل باقي الأجزاء الماضية، واجهة المستخدم تقريبًا هذه، هي نسخة من جزء فالهالا وتشعر مع الجزء الجديد بوجود كسل شديد من المطور لدرجة أنه لم يغير الألوان الخاصة بالعلامات الموجودة على الشاشة، وعلى الرغم من أن السمة العامة للعبة هي اللون الأحمر فإن المطور استخدام نفس الألوان الزرقاء الخاصة بجزء فالهالا في العلامات الموجودة على الشاشة، أما عن الخطوط وتصميم التبويبات وغيرها في القائمة الرئيسية فهي منسوخة حرفيًا من جزء فالهالا.
هذا الكسل الشديد كان محبطًا جدًا وأفقد اللعبة شخصيتها الخاصة وجعلنا نشعر أننا نلعب توسعة خاصة بالأجزاء القديمة أو ربما مجرد إعادة تصور لجزء فالهالا وللأسف الأمور لم تتوقف عند واجهة المستخدم فقط.
نظام المهام
للأسف الشديد جدًا نظام المهام الموجود في اللعبة هو عبارة عن عملية قص ولصق من الأجزاء الماضية ومازلنا في هذه الدوامة التي ينتقدها الكثير مُنذ سنوات. كما أشرنا سابقًا يوجد جماعة سريعة تدعى نيرو وهذه الجماعة تتكون من 12 عضوًا مجهولًا وأنت تحاول تعقبهم والتخلص منهم.
هذه الفكرة منسوخة حرفيًا من أوديسي وكذلك فالهالا، بل والأسوأ أن طريقة تقديم المهام نفسها منسوخة من هذه الأجزاء القديمة، حيث تجعلك اللعبة تنخرط في عدد من المهام الرئيسية والجانبية لتجميع أكبر قر من المعلومات حول العضو المجهول في هذه الجماعة وبعد تجميع كافة المعلومات الخاصة به سوف تتعرف على هويته والعادات الخاصة به لتتوجه بعد ذلك وتتخلص منه على طريقة عمليات الاغتيال، وبعد ذلك تضع هدف أخر وعضو مجهول جديد.
هذا النظام في طريقة تقديم المهام قُدمت في أجزاء عديدة سابقة ونخشى أن يقتل هذا النظام التجربة القصصية الموجودة في اللعبة وتحويلها إلى تجربة مهمات مستمرة ليس أكثر للوصول إلى أخر زعيم كما هو الحال في فالهالا وغيرها من الأجزاء.
وبالمناسبة اللعبة لا تعطيك المهام بصورة واضحة، بل أنت تفتح المهام الخاصة بك كلما تحركت في العالم وجمعت المعلومات هنا وهناك، وإذا كنت تعتقد أن هذه الفكرة جديدة فأنت مخطئ لأنها مأخوذة من جزء ميراج الأخير.
الخريطة في Assassin’s Creed Shadows
تأتي لعبة Assassin’s Creed Shadows مع خريطة ضخمة جدًا قد تكون أصغر من خريطة فالهالا، ولكنها في حجم خريطة أوريجينز على الأقل وهي بالمناسبة خريطة عملاقة جدًا. وتقدم الخريطة عددًا من المقاطعات اليابانية وكل مقاطعة لها مستوى معين في الصعوبة وهو المستوى الذي تحتاج الوصول إليه لتتخلص من الأعداء في هذه المنطقة.
على سبيل المثال، جربنا اللعبة في مقاطعة تدعى Harima وهي مقاطعة تحتاج إلى الوصول للمستوى 25 تقريبًا، وبالطبع يمكنك قتال أعداء أعلى منك في المستوى ولكن بـ مستويين على الأكثر، وعمومًا هذا النظام هو مطابق تمامًا للأجزاء السابقة من اللعبة حيث تتخلص من الزعيم الموجود في المقاطعة وبعد ذلك ترفع مستواك لتتمكن من التخلص من الزعيم الموجود في المقاطعة التالية وهكذا.
للأسف وعلى نحو محبط جدًا، عند تجربتنا للعبة شعرنا أن اللعبة ليست جديدة وأننا بالفعل لعبنا هذه اللعبة من قبل، شخصية اللعبة ضعفت بقدر كبير على الأقل خلال تجربتنا البسيطة هذه، بسبب التكرار الموجود الذي أصبح لا ينتهي في الحقيقة مع أجزاء اللعبة الأخيرة.
فصول السنة وتأثيرها على اللعب
لكن على الرغم من هذا التكرار يبدو أن اللعبة قادمة مع فكرة جديدة على السلسلة، وهي فكرة فصول السنة وتأثيرها على الخريطة عمومًا وطريقة اللعب، حيث تقدم اللعبة نظام تعاقب فصول السنة وهذه المرة يبدو أنه يؤثر على اللعبة بصورة مباشرة.
على سبيل المثال، إذا كنا في الشتاء فتوقع هطول الثلوج وتجمد البحيرات وبالتالي قد تنزلق إذا كنت تقاتل على هذا الثلج، أما في الصيف فنفس هذه البحيرة سوف تكون ماء وبالتالي يمكنك التخفي والغوص واستخدام هذه المياه في الهروب من الأعداء.
نفس الأمر يتعلق بالحشائش التي تنمو في الربيع فيمكن لناوي التخفي بينها ولكن في الشتاء سوف تختفي هذه الحشائي وبالتالي يجب أن تنبطح تمامًا إذا أرادت التخفي، والكثير من التفاصيل الأخرى التي تجعل تجربة اللعبة أكثر ديناميكية وتوفر خريطة لعب مميزة ولم نراها من قبل في أجزاء أساسن كريد.
شجرة المهارات الخاصة بأبطالنا
في الحقيقة شجرة المهارات في لعبة Assassin’s Creed Shadows كانت نقطة انبهار لنا خلال تجربتنا للعبة، في البداية يوجد شجرة مهارات خاصة بياسوكي وشجرة خاصة بناوي، والمفاجأة أن كل شخصية تمتلك في الواقع ست شجرات للمهارة.
لشرح الأمر سوف نأخذ شخصية ناوي كمثال، وشخصية ناوي تمتلك 6 شجرات للمهارة هم:
- Katana
- Kusarigama
- Tanto
- Tools
- Shinobi
- Assassin
هذه هي شجيرات المهارات التي تمتلكها ناوي وإذا دققنا فيها نجد أن شجرة المهارات لا تركز على القدرات الجسمانية الخاصة بالشخصية، بل هي تركز في الأساس على أسلوب القتال الخاص بالشخصية والأسلحة التي تمتلكها.
لدينا مثلًا شجرة المهارات Shinobi فهي تضم مجموعة كبيرة من الحركات الخاصة بالنينجا وتعطي الشخصية مرونة ورشاقة كبيرة تأتي أثناء القتال أو حتى التسلل وحركات الباركور، بينما شجرة Assassin فهي تضم مجموعة طويلة جدًا من المهارات المتعلقة بعمليات الاغتيال وتعطي تنويعات وأفكار جديدة تساعد اللاعب على القيام بعمليات قتل خفية.
أما شجرة Katana فهي تضم مجموعة كبيرة من التحديثات المتعلقة بالسيف الخاص بالشخصية وهذه التحديثات تؤثر مباشرة على أسلوب اللعب والقتال نفسه، أما شجرة Tools فهي تضم تحديثات للأدوات التي تمتلكها الشخصية، مثل قنابل الدخان ومجموعة الأدوات التي تملكها وتستخدمها الشخصية في القتال والتسلل. ولدينا الشجرة الخاصة بسلاح Kusarigama، وهو بالمناسبة سلاح دفاعي ممتاز للشخصية خصوصًا وأن الشخصية ضعيفة نسبيا في المواجهات المباشرة، والشجرة الأخيرة هي الخاصة بسلاح الـ Tanto وهو عبارة عن خنجر صغير ولكن سريع جدًا وقاتل.
نحن أمام تنوع ضخم ورهيب جدًا فيما يتعلق بالمهارات الخاصة بالشخصية أو بالاحرى الخاصة بأسلحة الشخصية وأسلوب القتال وما هي الطريقة التي تركز عليها أثناء اللعب عمومًا، يمكنك التركيز على المهارات التي تدعم سلاح معين لاستخدامه بطريقة معينة أو التركيز على شجرة مهارات معينة لاستخدامها في التسلل وهكذا. وبالطبع، ياسوكي يمتلك كذلك ست شجيرات للمهارات مما يعطيك أساليب لعب لا حصر لها تقريبًا ومن المتوقع أن نجد الكثير من البيلدات الخاصة بالشخصيات عندما تصدر اللعبة.
نظام تقلد الأدوار
كما نعلم مُنذ جزء اوريجنز أُضيفت الكثير من عناصر تقلد الأدوار على السلسلة وهو الأمر الذي كان محل جدال بصورة كبيرة، البعض أحب جدًا هذه الإضافة والبعض شعر أن اللعبة تبعد عن أصولها وجذورها، والآن ما يهمنا هو الجزء الجديد Assassin’s Creed Shadows.
في الجزء الجديد ومما رأيناه نعتقد أن نظام تقلد الأدوار يتضائل جدًا في هذا الجزء، في الحقيقة لا يوجد العديد من العناصر التي تحاول التركيز عليها في اللعب والتي تجعلك منخرطًا في تجربة تقلد أدواء.
قد تهتم قليلًا بمستوى الضرر الذي تحدثه، مستوى الصحة الخاص بك، مستوى الادرينالين الذي تمتلكه الشخصية هذا هو كل شيء موجود في اللعبة فيما يتعلق بنظام تقلد الأدوار.
في الوقت نفسه تضم اللعبة نظام ندرة الأدوات والأسلحة التي تجدها في عالم اللعبة، وهو النظام الموجود في السلسلة مُنذ مدة ولكن لا تهتم اللعبة بترقية السلاح أو تحديثه عكس جزء مثل فالهالا مثلًا، وبالتالي يتضائل دور تقلد الأدوار من جديد مع غياب فكرة تطوير الأسلحة والعتاد.
حتى الشخصيات نفسها لا تمتلك عدد كبير من قطع الملابس التي تحتاج لترقية أو تحديث، لدينا ياسوكي يمتلك ثلاثة قطع فقط، بينما ناوي تمتلك عباءة الأساسن ووشاح فقط، وخلال تجربتنا لم نشعر على الإطلاق أننا نحتاج إلى الكثير من التركيز لتحديد قدرات الشخصية وفي الحقيقة الأمر يعتمد أكثر على شجرة المهارات التي ذكرناها سابقًا.
في الوقت نفسه اللعبة لا يوجد بها أي نظام حرفة وبالتالي فأنت لا تحتاج إلى صناعة أسلحة أو عتاد، وبالطبع يمكنك شراء ما تريد من أسلحة وعتاد من التاجر ولكن عمومًا اللعبة لا تركز على تقلد الأدواء مثل الاجزاء القديمة. وبالتالي نحن هنا أمام جدال جديد حيث سيرى البعض أن هذا الأمر هو عودة للجذور بينما يرفض البعض هذه التفصيلة، خصوصًا إذا كانوا يحبون فكرة تقلد الأدوار من الأجزاء السابقة.
المخبأ الخاص بك
على غرار لعبة فالهالا يمكنك بناء المخبأ الخاص بك وتحديثه وفي الحقيقة يمكنك بناء مخبأ في كل مقاطعة، وهذا المخبأ هو قابل للتحديث والتعديل بالكامل سواء من الخارج أو من الداخل، وهذه التحديثات تحتاج منك إلى تجميع عدد من الموارد من عالم اللعبة.
كلما حدثت المخبأ الخاص بك كلما تمكنت من استقدام المزيد من الحلفاء إلى مخبأك، وهؤلاء الحلفاء يمكن استخدامهم أثناء القتال والاستعانة بهم في التخلص من الأعداء أو حتى استدعاء الشخصية الأخرى للتخلص من الأعداء.
كذلك تقدم اللعبة نظام يدعى Scouts، وهو نظام يمكنك من كشف المعلومات التي تحتاجها حول الزعيم الذي تريد التخلص منه، ويمكن أن نقول هذا النظام هو اختصار للوصول إلى الزعيم إذا كنت مللت من البحث عنه بسبب نظام المهمات السلبي الذي تحدثنا عنه سابقًا.
أسلوب القتال والباركور في Assassin’s Creed Shadows
لدينا في اللعبة شخصيتان قابلتين للعب، وقبل أي مهمة تخيرك اللعبة إذا كنت تريد القيام بالمهمة باستخدام ناوي أو ياسوكي. وفي الحقيقة، يوجد اختلاف كبير جدًا في الشخصيتين فيما يتعلق بأسلوب اللعب عمومًا.
ياسوكي هو عبارة عن دبابة بشرية حرفيًا، يمكنه تحطيم الأعداء بالمعنى الحرفي ولكن في الوقت نفسه حركته في القتال بطيئة جدًا، وبالطبع لا يمكنه القيام بأي حركات باركور وفي الوقت نفسه لا يمكنه التخفي على الإطلاق بسبب حجمه الكبير.
أما ناوي فهي نينجا شينوبي فتوقع منها حركات باركور بهلوانية وإمكانية على التسلل خارقة ،وفي الوقت نفسه تمتلك الشفرة المخفية “Hidden Blade” الخاصة بالأساسن، ولكن للأسف ناوي ضعيفة جدًا ولا يمكنها تحمل أكثر من ثلاث ضربات كحد أقصى. وعمومًا، اللعبة تنصح إذا كنت تلعب بناوي وكُشف أمرك فيجب الهروب من القتال، هذه الشخصية صُممت بالكامل لأجل التسلل فقط ولا يمكنها القيام بمواجهات مباشرة، وبالمناسبة هذه الشخصية هي أسرع شخصية قدمتها السلسلة حتى الآن في تاريخها كله.
بالعودة إلى أسلوب القتال نجد أن اللعبة تقدم أسلوب قتال ممتاز، من خلال تجربتنا القتال يعتمد على توجيه الضربات والصد والمراوغة في التوقيت المناسب، ولكن مُّزجت كل هذه العناصر في القتال بطريقة رائعة جدًا، وفيما يتعلق بتوجيه الضربات فأنت لديك الضربة الخفيفة والثقيلة ويمكنك تكوين سلسلة معينة من الضربات حسب السلاح الذي تستخدمه.
كل هذا متوج بنظام أنيميشن رائع ومبهر أثناء القتال حيث تمتلك كل شخصية عدد كبير جدًا من حركات القتال سواء العادية أو المميزة. قاتلنا بياسوكي ووجدنا أن الشخصية تمتلك العديد من الحركات العنيفة والقوية جداً التي جعلتها شخصية ممتازة في القتال المباشر. أما عن ناي فهي تمتلك عدد من الضربات السريعة جدًا إلى جانب مجموعة ضخمة جدًا من حركات الاغتيال، التي في الحقيقة صُممت بطريقة رائعة ومميزة؛ لذلك هي الأفضل في السلسلة مُنذ سنوات تقريبًا.
عيوب الكاميرا أثناء القتال
تحتوي اللعبة على نظام غلق الكاميرا على العدو وفي الحقيقة هذا النظام مهم جدًا، ولكنه يعاني قليلًا لأنه لا ينتقل تلقائيًا مع الأعداء، وبالتالي تحتاج إلى غلقه يدويًا والانتقال إلى العدو التالي وهكذا وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقت طويل قد يكون مكلفًا أثناء القتال خصوصًا وأن الأعداء يلتفون حولك من كل مكان، وفي الوقت نفسه في حالة إغلاق هذه الميزة لن تتمكن من القتال بفعالية.
الذكاء الاصطناعي الخاص باللعبة
على عكس المتوقع تمامًا تمتلك اللعبة ذكاء اصطناعي ممتاز ومجموعة واسعة جدًا من الأعداء وفي الحقيقة كل عدو كان له أسلوب القتال المميز والخاص به. الأعداء عمومًا لديهم رتب بداية من الجندي العادي ثم يتدرج الأمر مرورًا بالساموراي وما إلى ذلك وبالتالي كل رتبة من الأعداء لها القدرات الخاصة بها والأهم أسلوب القتال الخاص بها.
و لتوضيح جودة الذكاء الاصطناعي سوف نركز في حديثنا على شخصية ناوي بالتحديد؛ لأنها الشخصية التي تعتمد على التسلل بدرجة كبيرة جدًا في اللعبة. في البداية يجب الإشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي متقدم جدًا، لدرجة أن شخصية ناوي لا يمكنها الاستمرار في القتال إذا اُكتشفت ويجب عليها الهروب سريعًا من المكان لكي تنجو.
وبالحديث عن التسلل، نجد أن اللعبة قد ألغت الصقر الشهير من الأجزاء الماضية وبالتالي عملية استكشاف المواقع أصبحت أكثر تعقيدًا؛ حيث أصبحت الآن العملية تعتمد على قدرة Eagle View التي يمتلكها الأساسن في الأصل. ولكن هذه القدرة تكشف تفاصيل المكان من اتجاه واحد على عكس الصقر الذي كان يوفر رؤية 360 درجة، التي تكشف الأعداء وكل مواقعهم.
في الوقت نفسه اللعبة تمتلك ذكاء اصطناعي متقدم جدًا وبالتالي يجب حساب خطتك بالكامل وبدقة عالية؛ لأن الضربة الواحدة محسوبة عليك. خصوصًا، إذا كنت تلعب بشخصية ناوي، وعمومًا عند اللعب بشخصية ناوي بالتحديد سوف تشعر أن اللعبة تمتلك مستوى صعوبة يقترب من العاب السولز.
نظام الباركور والاستكشاف
على الرغم من أن القتال كان يمتلك نظام أنيميشن مبهر، فإن الباركور يفتقد لهذه الجودة بطريقة محبطة جدًا؛ لأن الباركور في هذه اللعبة غير متناسق والحركة الخاصة به بها مشكلات كثيرة جدًا، مما تجعلك تشعر دائمًا أن الأمور غير سلسلة.
في البداية الباركور يعاني من بعض المشكلات المرتبطة بتصميم المباني في اللعبة نفسها، وبالتالي سوف تجد الشخصية تقوم بحركات باركور من تلقاء نفسها وأنت لا تحتاجها، وفي الوقت نفسه الشخصية تستغرق وقت طويل نسبيًا أثناء تسلق المباني من الأعلى إلى الأسفل.
أيضًا أثناء التجوال في عالم اللعبة سوف تجد الشخصية تجتاز بعض الحواجز السهلة من تلقاء نفسها بقفزة رشيقة ولكن في بعض الأحيان الأخرى سوف تجد الشخصية تتسلق هذا الحاجز على الرغم من أنه يكون حاجز قصير جدًا، وفي الوقت نفسه توجد مشكلات للكاميرا أثناء عمليات التسلق حيث تأخذ الكاميرا منظور مشتت جدًا أثناء التسلق. وبالمناسبة هذه المشكلة عمومًا موجودة في القتال كذلك ويبدو أن الكاميرا في اللعبة تحتاج للإصلاح قبل إطلاق اللعبة بشكل نهائي.
أما عن الاستكشاف فالأمور كانت مختلطة جدًا، لأن اللعبة حاولت التخلص من نظام الاستكشاف التقليدي وتقديم النهج الجديد المتبع في الألعاب التي تترك للاعب حرية التجول في العالم للتقدم في أحداث القصة، دون توجيهات كثيرة من اللعبة.
لكن المشكلة هنا هو أن العالم فارغ في بعض الأوقات ولا يوجد به تلميحات للمسار الصحيح للمهمات الأساسية أو الجانبية، وهنا يغيب كذلك الأحداث التي تحدث في العالم، التي من المفترض أن تدفع اللاعب إلى الاتجاه الصحيح. كما هو الحال في ألعاب مثل The Witcher 3 وحتى لم تستخدم اللعبة عناصر الطبيعة لتوجيه اللاعب بشكل مستتر مثل Ghost of Tsushima، التي اعتمدت على الرياح والدخان لتوجيه اللاعبين.
هذا الفراغ يحاول الاختباء وراء تصاميم رائعة لعالم اللعبة ولكن هذه التفاصيل لن تكون كافية لسد المشكلة. خصوصًا بعد مرور عدد طويل من ساعات اللعب، وفي كثير من الأوقات سوف تشعر بالتشتت الذي يدفعك إلى فتح الخريطة لمعرفة الاتجاه الصحيح الخاص بك أو مكان المهمة التالية، وهو الأمر التي كانت اللعبة تحاول تجنبه في الأساس!
الرسوم والفيزيائية في Assassin’s Creed Shadows
تأتي اللعبة مع رسوم متباينة جدًا فهي ممتازة جدًا ولا يوجد غبار عليها وسيئة في الوقت نفسه. فيما يتعلق بعالم اللعبة فنحن أمام تجربة بصرية مُذهلة مع استخدام فيزيائيات رائعة، الأمطار ممتازة وحركة الرياح تؤثر على عالم اللعبة طوال الوقت فتجد الحشائش تتحرك والرياح تؤثر في شعر الشخصيات، وعند الصعود لنقطة عالية سوف تلاحظ الكثير من التفاصيل على الشاشة حتى النقاط البعيدة تمامًا بها تفاصيل رائعة، وفي الوقت نفسه تمتلك اللعبة لحظات إخراجية مميزة جدًا ولكنها شبيه بالكثير من الألعاب التي قدمت أحداث يابانية مثل Ghost of Tsushima.
على الرغم من هذه الجودة الممتازة في الرسوم داخل عالم اللعبة، فإن اللعبة تعاني فيما يتعلق بملامح الشخصيات حتى البطلين، تعبيرات الوجه عمومًا فيها مشكلة كبيرة ولا تمت للجيل الجديد بأي صلة، ولكن يجب استثناء شخصية نوبوناغا التي تمتلك أداء تمثيلي مبهر وتعبيرات وجه مميزة تجعلك تشعر أن عملية تصميمه مختلفة تمامًا عن باقي الشخصيات
الحوارات والنصوص
بالطبع، تقدم اللعبة حوارات ونصوص مثل الأجزاء الماضية من اللعبة، ولكن الأمر مختلف هنا كثيرًا في البداية اللعبة تمتلك نصوص طويلة جدًا وبها الكثير من التفاصيل والمجهود، حتى في المهام الجانبية وفي الحقيقة النصوص طويلة جدًا لدرجة قد تكون مملة للبعض ولكنها كانت ممتعة أثناء تجربتنا الشخصية.
بالطبع، يبدو أن اللعبة تمتلك نظام نصوص يجعل اللاعب يختار ردود معينة ولكننا لا نعرف مدى تأثيره على أحداث القصة، ولكن اللعبة تحتوي على خيار يجعلك تلعب اللعبة دون أي خيارات كما كتبها المطور في الأساس. عمومًا، النصوص والحوارات في هذه اللعبة مميزة جدًا وتعتمد على الأسلوب الياباني المعتمد على الحديث الطويل.
خلاصة انطباعاتنا
أثناء تجربتنا للعبة شعرنا في أوقات كثيرة بإضافات جديدة وعناصر لعب ممتازة ولكن الشعور الأغلب هو أن اللعبة مألوفة بصورة كبيرة ولا تقدم تجربة جديدة، خلال تجربتنا شعرنا أننا مررنا بهذه الأفكار كثيرًا مع السلسلة وهو ما أصابنا بالإحباط قليلًا. ولكن في الوقت نفسه، قدمت اللعبة عناصر ممتازة خلال تجربتنا مثل أحداث القصة أو بالتحديد رسم الشخصيات الذي جاء مميزًا جدًا ويحمل على عاتقه التجربة القصصية الخاصة باللعبة حتى وإن كانت الأحداث متوقعة أو سطحية، هذا الرسم الرائع للشخصيات دُعم بمشاهد سينمائية مميزة كانت غائبة عن السلسلة عمومًا.
أيضًا شجرة المهارات الخاصة بالشخصيات مذهلة وجعلتنا متشوقين لتجربتها بصورة أعمق، فهي تقدم خيارات واسعة جدًا ودون حدود تقريبًا. والأهم من كل هذا هو أن الشجرة تضم عدد من المهارات والقدرات التي تسمح بتخصيص أسلحة الشخصيات وأسلوب قتالها وليس القدرات البدنية، نحن لا نتحدث هنا عن شجرة مهارات تقليدية تعمل على زيادة مستوى الضرر بنسبة 5% ومقاومة للسموم بنسبة 3%، بل نحن نتحدث عن شجرة مهارات ديناميكية تمكن اللاعب من تخصيصات عديدة تتماشى مع أسلوب اللعب الخاص به.
لكن على الرغم من هذه الإيجابيات فإن اللعبة تقع في فخ النمطية أو يمكن أن نقول عدم الثورية، يبدو أن الاعتماد على نفس المحرك القديم له سلبياته الواضحة لنا من خلال تجربتنا التي امتدت لأربع ساعات. الاعتماد على هذا المحرك نتج عنه لعبة مألوفة جدًا، وفي الحقيقة نحن نلعب جزء مألوف من السلسلة مُنذ سنوات عديدة وكنا بحاجة إلى جزء جديد بمعنى الكلمة مع لعبة Assassin’s Creed Shadows وهو الأمر الذي على الأرجح لن يتحقق؛ لأن هذه النمطية والكسل ظهرت في واجهة المستخدم المنسوخة من فالهالا وكذلك كانت واضحة جدًا في نظام المهام العتيق الموجود في العديد من الأجزاء السابقة.
عمومًا، من انطباعاتنا يبدو أن لعبة Assassin’s Creed Shadows هي مجرد جزء جديد من أجزاء سلسلة أساسنز كريد، ولكنها ليست بداية لحقبة جديدة أو تجربة ثورية. بالطبع، التجربة على الأرجح سوف تكون مثالية لأي لاعب جديد على السلسلة، ولكنها سوف تكون تجربة اعتيادية على اللاعب الذي اختبر أجزاء اللعبة الماضية، ولكن في الوقت نفسه هذه مجرد انطباعات مبنية على تجربة اللعبة لعدد من الساعات وبالتالي يجب الانتظار إلى المراجعة النهائية للوقوف على جودة اللعبة بالكامل.
?xml>