بيان ناري من Nvidia ينتقد إدارة بايدن ويمتدح ترامب بسبب الـ AI
في بيانٍ أثار جدلًا واسعًا، انتقدت شركة Nvidia السياسات الجديدة التي أعلنت عنها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمتعلقة بتنظيم تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، بينما أشادت بسياسات ترامب الذي سيعود إلى البيت الأبيض بعد أسبوعٍ من اليوم قائلةً بحقها -السياسات-: إنها وضعت الأساس لقوة أمريكا الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي”.
ما القصة؟
أعلنت إدارة بايدن الحالية عن سياسات جديدة تحت شعار “القانون المؤقت لنشر الذكاء الاصطناعي” تهدف إلى وضع قيود على عدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن تصديرها إلى دول محددة دون اتفاقيات خاصة مع الحكومة الأمريكية. تأتي هذه القواعد في إطار جهود واشنطن لحماية ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي ومنع الدول المنافسة مثل الصين وروسيا من تحقيق تقدم تقني يهدد المصالح الأمنية الأمريكية.
وما مشكلة Nvidia؟
تُعتبر Nvidia الأكثر تأثرًا بهذه القيود الجديدة حيث تمتلك ما يقرب من 90% من حصة سوق رقائق الذكاء الاصطناعي عالميًا، وبالتالي فإن فكرة تقييدها بعددٍ معين من الدول المقربة للولايات المتحدة يعني أنها ستخسر جزءًا كبيرًا من إيراداتها وأرباحها المحتملة.
الجدير بالذكر أن “الدول المُقربة للولايات المتحدة” يُقصد بها 18 دولة منهم المملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايوان.
رد Nvidia: انتقاد لاذع وإشادة بإدارة ترامب
وصفت Nvidia سياسات إدارة بايدن بأنها “تجاوزٌ تنظيميّ كبير” وانتقدتها بشكلٍ لاذع مضيفةً أنها ستضعف قدرات الولايات المتحدة على المنافسة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
جاء في بيان Nvidia: “في أيامها الأخيرة، تسعى إدارة بايدن إلى تقويض ريادة أمريكا من خلال وثيقة تنظيمية تفوق الـ 200 صفحة؛ مليئة بالتعقيدات التي ستُثقل كاهل الصناعات الأمريكية الرائدة”.
وأضافت: “إدارة ترامب الأولى وضعت الأساس لقوة ونجاح أمريكا الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال توفير بيئة تنافسية تعتمد على الجدارة دون المساس بالأمن القومي. على النقيض، ستؤدي قواعد بايدن الجديدة إلى تقويض الابتكار الأمريكي والإضرار بالنمو الاقتصادي العالمي”.
هل من مبرر لسياسات إدارة بايدن؟
بررت إدارة بايدن سياساتها بأنها تهدف إلى منع استخدام الذكاء الاصطناعي في أغراض تهدد الأمن القومي أو تدعم انتهاكات حقوق الإنسان. قالت الإدارة في بيان لها: “يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي، إذا وقعت في الأيدي الخطأ، أن تساهم في تطوير أسلحة دمار شامل، وتعزيز العمليات الإلكترونية الهجومية، ودعم الأنظمة القمعية التي تعتمد على المراقبة الجماعية.”
الجدير بالذكر أن السياسات الجديدة تُطبّق على جميع الشركات، بما في ذلك Microsoft وGoogle اللذين يديران مراكز بيانات ضخمة، لكن بشكلٍ أقل صرامة مقابل الامتثال لمعايير أمنية مُحددة.
ردود فعل الشركات التكنولوجية الأخرى
على عكس موقف Nvidia المُعارض بوضوح، تبنت شركات أخرى مثل Microsoft موقفًا أكثر توازنًا حيث صرحت في بيانٍ مُقتضب: “ميكروسوفت قادرة تمامًا على الامتثال الكامل لمعايير الأمان العالية التي تتطلبها السياسات الجديدة، مع تلبية احتياجات الدول والعملاء حول العالم”.
ومع ذلك، يتفق بعض الخبراء على أن القواعد الجديدة ستؤثر بشكل ملحوظ على ديناميكية السوق العالمية للذكاء الاصطناعي، حيث قد تُجبر الشركات على إعادة النظر في استراتيجياتها للتوسع الدولي.
الغريب في الأمر أن Nvidia لم يُعرف عنها أنها تدعم ترامب لا من قريبٍ ولا من بعيد. والغريب أيضًا أن الرئيس التنفيذي للشركة جنسن هوانغ لم يُدعَ إلى منتجع مار-إيه-لاغو الشهير الذي يُعتبر مُلتقى السياسيين ورجال الأعمال المُقربين من ترامب. فهل تُغير تصريحات Nvidia الأخيرة الأمور ولو على سبيل المصالح؟ شاركونا آرائكم.
?xml>