تسلا تحقق قفزة بنسبة 22% في مايو مع مغادرة إيلون ماسك للبيت الأبيض!

حققت شركة تسلا، بقيادة إيلون ماسك، ارتفاعاً ملحوظاً في قيمة أسهمها خلال شهر مايو، بنسبة تجاوزت 22%، رغم تراجع المبيعات في الأسواق العالمية الكبرى مثل الصين وأوروبا. جاء هذا الارتفاع المفاجئ في وقت يعاني فيه قطاع السيارات الكهربائية من ركود نسبي، فيما تواجه تسلا تحديات داخلية وخارجية متزايدة.
ماسك ينهي مهمته في حكومة ترامب
أنهى إيلون ماسك هذا الشهر مهمته في رئاسة ما يعرف بوزارة كفاءة الحكومة، أو DOGE، وهي مبادرة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقليص حجم الأجهزة الفيدرالية وتقليل الإنفاق الحكومي. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع زيارة ماسك إلى البيت الأبيض، حيث أكد خلال مؤتمر صحفي أنه سيخصص مزيداً من وقته لإدارة شركاته، مع الإبقاء على دور استشاري محدود في الحكومة.
عبّر الرئيس ترامب بدوره عن امتنانه لماسك، مشيراً إلى أنه سيظل دائماً جزءاً من الفريق، حتى وإن لم يشغل منصباً رسمياً. وقد وعد ماسك بالاستمرار في تقديم النصح للرئيس، مع تخصيص يوم أو يومين أسبوعياً للمهام الحكومية حتى نهاية الولاية الرئاسية الحالية.
اتهامات لماسك بتهديد حياة الأطفال الفقراء
اشتعل الجدل مؤخراً بين بيل غيتس وإيلون ماسك بعد تصريحات نارية من مؤسس مايكروسوفت، اتهم فيها ماسك بالتسبب في مآسٍ إنسانية بسبب قراراته التقشفية أثناء قيادته لوزارة كفاءة الحكومة. أشار غيتس إلى أن التخفيضات التي أُجريت على ميزانيات المساعدات الخارجية الأمريكية أدت إلى إلغاء منح حيوية، مثل تلك المخصصة لمستشفى في موزمبيق كان يعمل على الحد من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأمهات إلى الأطفال.
وصرّح غيتس بأن هذه السياسات قد تؤدي إلى وفاة ملايين الأطفال، وانتشار أمراض يمكن الوقاية منها مثل الحصبة وشلل الأطفال. وأضاف بحدة أن صورة أغنى رجل في العالم وهو يتسبب في موت أفقر أطفال العالم ليست أمراً يمكن تقبّله.
من جانبه، نفى ماسك الاتهامات وهاجم غيتس واصفاً إياه بالكاذب، ما زاد من حدّة التوتر بين اثنين من أبرز الشخصيات المؤثرة في عالم التكنولوجيا والعمل الخيري.
إعادة تركيز على الأعمال والتقنيات المستقبلية
في ظل الضغوط المتزايدة على أداء تسلا المالي، أعاد ماسك تركيزه على مشاريعه التكنولوجية، خاصة ما يتعلق بالقيادة الذاتية والروبوتات والذكاء الاصطناعي. وقد أعلن أن الشركة تقترب من إطلاق خدمة التاكسي الذاتي المنتظرة منذ سنوات، ومن المتوقع أن تبدأ الخدمة في مدينة أوستن بولاية تكساس في الثاني عشر من يونيو، باستخدام سيارات Model Y المجهزة بأحدث برمجيات وتقنيات القيادة الذاتية غير الخاضعة للإشراف.
رغم عدم تأكيد الشركة لهذا الموعد، إلا أن هذا الإعلان وحده كان كافياً لتعزيز ثقة المستثمرين، الذين يبحثون عن إشارات على أن تسلا لا تزال تملك زمام المبادرة في سوق المستقبل، في مواجهة منافسين أقوياء مثل Waymo، التابعة لشركة Alphabet، التي تجاوزت بالفعل حاجز 10 ملايين رحلة مدفوعة من دون سائق.
تحديات تسلا في الأسواق العالمية
في المقابل، تواصل الشركة مواجهة صعوبات في الأسواق الخارجية. فقد تراجعت مبيعات تسلا في أوروبا بنسبة 50% في أبريل مقارنة بالعام الماضي، بينما انخفضت مبيعاتها في الصين بنسبة تقارب 25% خلال أول ثمانية أسابيع من الربع الحالي. ويرى محللون أن هذه الأرقام تعكس تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية بشكل عام، إلى جانب تأثر العلامة التجارية لتسلا بعوامل سياسية.
تجدر الإشارة إلى أن علاقة ماسك الوثيقة بترامب، وتأييده الصريح لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، أثارت موجة من الاحتجاجات في بعض الأسواق الأوروبية. كما طالبت صناديق تقاعد أميركية كبرى مجلس إدارة تسلا بوضع قيود على نشاطات ماسك، وضمان التزامه بقضاء ما لا يقل عن 40 ساعة أسبوعياً في إدارة الشركة.
مرونة تسلا في مواجهة التحديات التجارية
رغم كل ما سبق، تواصل تسلا الاستفادة من موقعها القوي داخل السوق الأمريكية، خصوصاً في ما يتعلق بالتعامل مع الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على السيارات. تمتلك الشركة مصنعين ضخمين في الولايات المتحدة، أحدهما في فريمونت بولاية كاليفورنيا، والآخر في أوستن بولاية تكساس، كما تحتوي سياراتها على نسبة عالية من المكوّنات المصنّعة محلياً، مقارنة بمعظم منافسيها.
يجعلها هذا في وضع أفضل لمقاومة التقلبات في السياسات التجارية وحروب الرسوم.
تسلا بين السياسة والتكنولوجيا
يرى مراقبون أن قرار ماسك بالانسحاب جزئياً من المهام السياسية، والتركيز من جديد على ابتكارات تسلا، قد يكون نقطة تحول في مسار الشركة خلال العام الجاري. ورغم استمرار الجدل حول دوره العام وتأثيره على صورة الشركة، إلا أن التحركات الأخيرة تشير إلى نية واضحة للعودة إلى الأساسيات: التكنولوجيا، والمنتجات، والمستقبل الذكي للسيارات.
?xml>