جوجل تتيح إنشاء قصص مصورة للأطفال بالذكاء الاصطناعي في دقائق، جربّها!

هل أردت يومًا أن تروي لطفلك قصة قبل النوم فتختار الشخصيات بنفسك وتحدّد المكان ويتولى الذكاء الاصطناعي تأليف الحكاية؟ لا تمثيل صوتي مسجل ولا كتاب جامد مُمل، بل قصة حية تتشكّل أمام عينيك، برسومات زاهية وكلمات تحاكي خيال طفلك!
هذا ما أعلنت عنه شركة جوجل مؤخرًا عبر منصتها Gemini، حيث كشفت عن أداة جديدة تتيح للآباء والمربين إنشاء قصص مصورة للأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعي، بتجربة تفاعلية تشبه اللعب أكثر مما تشبه القراءة التقليدية.
القصة بدأت في مؤتمر Google I/O الأخير، حين طرحت الشركة رؤيتها لتكنولوجيا تُشعل خيال الأطفال بدلًا من أن تُخدره، وتهدف أن تكون القصة تجربة مُشتركة، يشارك الطفل في صناعتها لا مُجرّد مستمعٍ لها.
تقول جوجل إنها استلهمت الأداة من طريقة سرد القصص القديمة: عندما كان الجدّ أو الجدة يخترعان مُغامرة على الفور، بحسب مزاج الطفل وحالته النفسية.
اقرأ أيضاً:
مستقبل الذكاء الاصطناعي في قبضة جوجل: كل ما أُعلن عنه في Google I/O 25
كيفية عمل أداة Gemini Storybook
كل ما تحتاجه هو أن تفتح Gemini وتختار أنك تريد إنشاء قصة مصورة “create a storybook”، سيطلب منك الذكاء الاصطناعي بعض التفاصيل البسيطة: من هو البطل؟ ماذا يحب؟ هل يحب الفضاء أم الغابة؟ هل يحب القطط الناطقة أم القراصنة الطيبين؟ ثم يبدأ السحر.
في أقل من دقيقة، تحصل على قصة مصوّرة مكوّنة من نصوص مرحة ورسومات عالية الجودة تولدها أدوات الذكاء الاصطناعي من خلال نموذج Imagen 2 الخاص بجوجل والمدرب على الفنون والأساليب البصرية المتنوعة.
والأجمل أنه يمكنك تعديل كل عنصر في القصة: تغيير لون شعر البطل، إضافة مشهد جديد، أو حتى اختيار نهاية مختلفة وكل شيء قابل للتخصيص، وتصف جوجل الأداة بأنها “مساحة لعب للخيال”، والعبارة ليست مبالغة أبدًا.
ما الهدف من هذه المبادرة؟
بحسب جوجل، هناك أكثر من 800 مليون طفل حول العالم لا يحصلون على فرص منتظمة للاستماع إلى قصص قبل النوم، بعض الآباء مرهقون وبعضهم لا يملكون كتبًا مناسبة والبعض لا يجيدون الحكي، الأداة الجديدة تحاول أن تسدّ هذه الفجوة، وتقدّم حلاً مُحببًا وسهل الاستخدام يقرّب الأطفال من القراءة، ولو بطريقتها الحديثة.

كما أنّ القصص المُصمّمة ذاتيًا تساعد الأطفال على تنمية مهارات اللغة، والخيال، وحلّ المشكلات، فقد أظهرت دراسة من Harvard Graduate School of Education أنّ التفاعل القصصي -حيث يشارك الطفل في تشكيل القصة- يُعزّز من نموّه العقلي بنسبة تفوق الطرق التقليدية بـ 3 أضعاف.
هل هذا يعني نهاية الكتاب الورقي؟

جوجل لا تحاول قتل الورق، بل تضيف إليه بعدًا جديدًا، يمكنك طباعة القصة التي أنشأتها، أو جعل الطفل يعيد سردها لاحقًا على طريقته، أو حتى استخدامها كنقطة انطلاق لرسم قصته بنفسه. إنها مُجرّد أداة، وليست بديلًا عن التواصل الحقيقي بين الأهل وأطفالهم.
كما أنّ الأداة حاليًا متاحة بنسخة تجريبية في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تُتاح لباقي العالم تدريجيًا، مع دعم مُتزايد للغات وثقافات مختلفة، وهذا يطرح سؤالًا مهمًا: هل سنرى قريبًا قصصًا باللهجة المصرية أو الطابع الخليجي؟ جوجل تؤكّد أنّ التوسّع قادم.
قال الأديب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري -مؤلف الأمير الصغير: “جميع الكبار كانوا أطفالًا في البداية، لكن قلة منهم من يتذكر ذلك”، وربما هنا تكمن قوة ما تفعله جوجل: إنها تذكّر الكبار كيف يبدو العالم من منظور طفل، مليء بالأسئلة، والألوان، والقصص التي لم تُكتب بعد.
في النهاية، لسنا أمام منتج فقط، بل تجربة جديدة بالكامل، وإذا كان عصر الذكاء الاصطناعي قد بدأ بالفعل في كل جوانب حياتنا، فربما أجمل بداياته هي تلك التي تبدأ بحكاية قبل النوم.
?xml>