خطأ واحد كل 10 مليار سنة: تعرف إلى أدق ساعة في التاريخ!

منذ بضعة أشهر، كشفت شركة Shimadzu اليابانية عن ساعة الأثير “Aether Clock OC 020″، وهي ساعة ذرية تعتمد على شبكة بصرية من عنصر السترونتيوم (رمزه الكيميائي Sr)، وتُوصف بأنها أدق ساعة على وجه الأرض، حيث يبلغ هامش الخطأ فيها ثانية واحدة فقط كل 10 مليارات سنة!
أدق من الساعات الذرية بـ 100 مرة!
على الرغم من دقتها التي قد تُهيئ إليك أن شكلها مهيب وضخم، فالحقيقة أنها عبارة عن هيكل مستطيل أشبه بثلاجة صغيرة، بارتفاع يصل إلى نحو متر وربع، وبحجم يبلغ 250 لترًا.
بالمقارنة مع الساعات الذرية المصنوعة من السيزيوم، فإن ساعة الأثير Aether Clock OC 020 تتفوق عليها بـ 100 ضعف، وفقًا للشركة المُصنّعة.
سعرها 3.3 مليون دولار!!

إلى جانب دقتها التي يمكن أن توصف بالمتناهية، فإن ما يميز هذه الساعة حقًا أنها تُعد أول نموذج يُطرَح تجاريًا، ولقد تمكنت الشركة المُصنعة بالفعل من بيع أول نسخة بسعر 3.3 مليون دولار، وتأمل أن تبيع 10 وحدات خلال السنوات الثلاث المقبلة، خصوصًا إلى المؤسسات العلمية، مما يأخذنا إلى..
ما أهمية هذه الساعة بحق كل شيء؟
أشارت شركة Shimadzu إلى أن التقنية التي بُنيت عليها الساعة قد تصبح جزءًا من البنية التحتية المستقبلية، إذ يُمكن استخدامها في رصد التحركات الدقيقة للصفائح التكتونية أو الانخفاضات والارتفاعات في القشرة الأرضية الناتجة عن النشاط البركاني، بدقة تُقدّر ببضعة سنتيمترات فقط. بكلمات أبسط، يُمكن استخدام هذه الساعة في رصد الكوارث الطبيعية قبل وقوعها، وتحسين أنظمة الملاحة والتوقيت العالمي، إلخ من التطبيقات التي تعتمد على قياس الوقت بدقة.
جدير بالذكر أن شركة Shimadzu لم تُصرح رسميًا عن سبب تسمية الساعة بـ “الأثير”، أو على الأقل أنا لم أجد تصريحًا رسميًا، لكن توقعي باختصار كالآتي:
في الفيزياء القديمة، وخصوصًا قبل نظرية النسبية، كان يُعتقد أن هناك وسطًا غير مرئي يُسمى “الأثير” (Aether)، يملأ الفضاء ويحمل الموجات الضوئية، تمامًا كما يحمل الهواء الموجات الصوتية. لاحقًا أثبت العالمان ميكلسون ومورلي أنه لا وجود لشيء كهذا، غير أن الكلمة ظلت محتفظة بصداها ورمزيتها حتى يومنا هذا، مما دفع الشركة لاستخدامها، واللهُ أعلى وأعلم! 🤷🏼♂️
لكن هذا ليس مهمًا الآن، المهم أن سعر الساعة 3.3 مليون دولار! فهل ترى أنها تستحق؟
?xml>