تكنولوجيا

سام ألتمان: شعرت بالخوف من GPT‑5 | ماذا صنعنا فعلاً؟!

تصوّر معي هذا المشهد: رئيس شركة OpenAI “سام ألتمان” يجلس في بودكاست هذا الأسبوع الماضي مع ثيو فون، صوته يرتجف قليلًا وهو يصف تجربته مع GPT-5 -النموذج الجديد الذي يُطوره فريقه. يقول إنه “سريع جدًا لدرجة مُخيفة”، ويُقارن تطويره بـ”مشروع مانهاتن” (ذلك البرنامج السري الذي صنع القنبلة النووية!). الأغرب؟ اعترافه بأنهم ربما بنوا شيئًا لا يفهمونه تمامًا!

لكن انتظر، أليس هذا النموذج مُجرّد نسخة مُتطورة من ChatGPT الذي نستخدمه للدردشة أو كتابة الواجبات المدرسية؟ لماذا كل هذا التشويق والتهويل؟ هل نحن أمام ثورة ذكاء اصطناعي حقيقية، أم أنّ ألتمان يحوّل الإعلان عن منتجه إلى دراما تلفزيونية؟

اقرأ أيضًا:

عرب هاردوير يقارن بين قدرات الذكاء الاصطناعي والإنسان في تجربة عملية
ما هو الذكاء الاصطناعي، كيف يعمل؟ وهل يهدد البشرية

اللعبة النفسية: هل يروّج ألتمان لـ GPT-5 أم يحذّر منه؟

في عالم التسويق، هناك قاعدة تقول: “إذا أردت أن يهتم الناس بمنتجك، اجعلهم يخافون منه قليلًا!”، وهذا بالضبط ما يفعله ألتمان، بينما يتحدث عن أنّ GPT-5 سيكون “قفزة هائلة” تفوق GPT-4، يعود ليُذكرنا بأنّ أنظمة الحوكمة الحالية مُتأخرة عن تطور الذكاء الاصطناعي، كما ذكر في مُقابلة مع مجلة WIRED، وكأنه يقول: “هذا الشيء قد يصبح خطيرًا.. لكننا سنطلقه رغم ذلك!”

لكن هل هو صادق؟ أم أنه يلعب على وتر الخوف لجذب الانتباه؟ بعض المُحللين يرون أن ألتمان يُبالغ في وصف “الخطر الوجودي” لذكاء اصطناعي هو في النهاية مُجرّد أداة نصية مُتطوّرة، كما أوضح تقرير لموقع The Verge. فمُقارنته بـ”مانهاتن” قد تكون درامية جدًا، خاصةً أنّ GPT-5 لن يصنع قنابل أو يشن حروبًا، بل سيُساعد في البرمجة والبحث وحتى الترفيه.

إذن.. ما الجديد في GPT-5 الذي يستحق كل هذا الضجيج؟

لنترك التشويق جانبًا وننظر للحقائق، حسب تصريحات ألتمان نفسه في مدونة OpenAI الرسمية فإنّ GPT-5 لن يكون تحديث عادي، بل سيُقدّم:

  • دمج كل أدوات الذكاء الاصطناعي في نموذج واحد، بدلًا من التبديل بين عدّة نماذج.
  • مُستويات ذكاء مُختلفة حسب الاشتراك: مجاني للمُستخدمين العاديين، ومُتقدّم للمُشتركين المدفوعين.
  • تحسينات كبيرة في البرمجة، حيث قد يصبح GPT-5 “أفضل من 90⁒ من المُبرمجين البشريين” حسب تقرير لـ Bloomberg.
  • وظائف مُتعددة الوسائط مثل الصوت والرسم والبحث العميق ليكون أشبه بمُساعد شخصي مُتكامل.

لكن الأهم؟ الشركة تخطّط لجعله مجانيًا للجميع (بحدود مُعينّة)، وهو تحوُّل استراتيجي كبير قد يُغيّر قواعد اللعبة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما ذكر موقع Medium.

هل علينا أن نرتعب.. أم نستعد للمُستقبل؟

الحقيقة أنّ كلام ألتمان -سواء كان صادقًا أو مُبالغًا فيه- يطرح سؤالًا مُهمًا: من يتحكّم في الذكاء الاصطناعي؟ إذا كان حتى مطوروه يعترفون بأنهم لا يفهمونه بالكامل، كما ذكر في حوار مع قناة CNBC، فكيف سنضمن أنه لن يُستخدم بشكلٍ خاطئ؟

لكن في المُقابل، لا يجب أن ننسى الإيجابيات، GPT-5 قد يُحدث طفرة في التعليم، الطب، وحتى الفنون كما توقع خبراء في موقع MIT Technology Review، وربما يكون الحل هو موازنة التشويق بالواقعية: الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي مع وضع ضوابط أخلاقية وقانونية تحمينا من أخطاره.

فكر معي: لو كان GPT-5 أمامك الآن، ماذا ستسأله؟ وكيف ستستخدمه لو كان بإمكانه فعل أي شيء تقريبًا؟ شاركنا رأيك!

?xml>