اخبار المغرب

“تغول الفرنسية” .. عريضة تحذر من التبعية والهيمنة “الفرانكفونية” بالمغرب

كاريكاتير: عماد السنوني

هسبريس – وائل بورشاشنالثلاثاء 3 أكتوبر 2023 – 06:00

في ظل تجدد رفض الهيمنة اللغوية والاقتصادية والسياسية الفرنسية في إفريقيا من طرف عدد من دول القارة، تنبه عريضة إلى ما يحدث في المغرب، رغم المواقف المدنية والسياسية المناهضة للمسألة، من “إصرار” حكومي على “استفزاز المغاربة ومعاكسة إرادتهم بشأن القطع مع تغول ‘السياسات الفرانكفونية’ في التعليم والإعلام العمومي والمرفق العام”، والامتناع عن “الاستجابة للإرادة الشعبية المعبر عنها، سواء في الدستور أو من خلال أحكام القضاء المغربي، أو من خلال تأكيد الدراسة التي أعدها البرلمان مؤخرا على الرفض الشعبي لاستعمال اللغة الفرنسية في الحياة العامة”.

وتدين العريضة “الدفاع غير الشرعي عن المصالح اللغوية لدولة فرنسا”، من طرف مسؤولين سياسيين، والإصرار على “عدم التفاعل مع المبادرات الداعية إلى تفعيل سياسات لغوية دستورية، ورفضها الاستجابة للنداءات المتعالية، والشكايات المقدمة لها، ضد التغول غير المشروع للغة الفرنسية في البلاد”، الذي من أحدث مظاهره “فرنسة المواد العلمية” التي “لا تحترم حق التلاميذ في اختيار لغة التدريس التي تناسبهم”.

عبد القادر العلمي، عضو التنسيقية الوطنية للغة العربية، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن “تغول الفرنسية جزء من ظاهرة التبعية الثقافية، والاقتصادية، والهيمنة الفرانكفونية داخل المغرب”، رغم أن “المسافة الزمنية التي تفصل بيننا وبين حصول المغرب على استقلاله مسافة عقود من الزمن، وعندما ننظر إلى دستور المغرب منذ 1962 فهو ينص على لغته الرسمية اللغة العربية، وينص في 2011 على أن اللغتين العربية والأمازيغية هما اللغتان الرسميتان للبلاد”.

وأضاف المتحدث: “سبق للتنسيقية الوطنية للغة العربية أن قدمت دعاوى أمام المحاكم، وهناك أحكام بعدم مشروعية كل عمل باللغة الفرنسية في الإدارة المغربية، بل وإبطال قرارات إدارية مغربية لأنها مكتوبة بلغة أجنبية”، ثم زاد: “كيف أنه ضد كل هذه الأمور تتمسك الإدارة والأبناك والقطاع الخاص باللغة الفرنسية!؟ بماذا يمكن أن نبرر هذا التغول والهيمنة؟”.

ثم استرسل العلمي: “توجد اليوم انتفاضات في إفريقيا ضد فرنسا واللغة الفرنسية والتبعية لها، ومن الأحرى أن يتحرر المغرب كدولة في طليعة الدول الإفريقية من هذه الهيمنة والنفوذ اللغوي الأجنبي الذي يتبعه النفوذ الاقتصادي والسياسي. آن للمغرب أن يستعيد كرامته وسيادته ولغته، وكفى من الوجود الأجنبي في الطريق”.

وزاد المصرح ذاته: “يمكن التغلب على هيمنة نخب متحدثة بالفرنسية بإعطاء الأهمية في العمل لمزدوجي اللغة ومن لهم ثلاث لغات أو أكثر، وبوقف تهميش النخب المتحدثة باللغة العربية. الآن، من درسوا في البعثة الفرنسية على الخصوص هم المسيطرون، وبقصد أو بدونه لا يريدون أن تكون للغة العربية مكانتها، وهذا خلل يجب أن تنتبه إليه السلطات العليا والجميع؛ فلا يمكن أن يقبل العقل السليم استمرار استعمال بلد مثل المغرب لغة المستعمر القديم”.

اللغة الفرنسية عبد القادر العلمي فرنسا