تكنولوجيا

لماذا أكره إيلون ماسك؟ نظرة صادمة على شخصيته وتصرفاته

لندخل في الموضوع مباشرةً، بصراحة، أنا أكره وأمقت إيلون ماسك لأبعد الحدود. كلما أتذكر فترة المراهقة والانبهار به ورؤيته كمثل أعلى أشعر بالغثيان، الحمدلله الذي عافنا…

لكنك قد تتسائل، لماذا قد يكره أحد إيلون ماسك؟ هل أنت “محروق منه”؟ وتحسده على نجاحه وثروته؟ في الواقع لا، أنا لا أهتم بماله وثروته، هو “ناجح” بالمعنى التقليدي، يعرف كيف ينشئ شركة ويجني أموالًا طائلة، وهو بارع في ذلك بلا شك. لكن هو فقط من يجني المال والأرباح، ولكن المال ليس كل شيء. لا يهمني إن كان غنيًا أم فقيرًا، هناك ملايين البشر أغنى مني ومنك، وهذا ليس الموضوع هنا.

شخصية مقيتة؟

صورة بالذكاء الاصطناعي GROK

في نظري، إيلون ماسك على الصعيد البشري والشخصي، شخص مقيت، جشع، أناني، منافق كبير، وربما تُظهر تصرفاته وردوده على تويتر ذلك أكثر من أي وقت مضى. يقول أنه يتمنى لو كان هناك طريقة لحقن الطعام دون تناوله لتوفير الوقت، وبعدها بفترة يذهب ليدخن نبات القنب مع جو روجان لثلاث ساعات! 

“إذا كانت هناك طريقة تمكنني من عدم الأكل حتى أتمكن من العمل أكثر، لما كنت أكلت. أتمنى لو كانت هناك طريقة للحصول على العناصر الغذائية دون الجلوس لتناول وجبة.”

-إيلون ماسك 
 

ماسك يتحدث كثيرًا عن التفاني في العمل، والحقيقة أنه لا يريد شخصًا متفانيًا، بل يريد نوعًا جديدًا من “العبودية”، نوعًا يتماشى مع العصر الحديث وبمسميات مختلفة.

آخر ما قاله ماسك بخصوص العمل لساعات إضافية كان بخصوص هيئة الكفاءة الحكومية DOGE التي تولاها بعد تنصيب ترامب، وسنأتي لذكرها لاحقًا.

DOGE تعمل 120 ساعة في الأسبوع (17 ساعة يوميًا)، بينما خصومنا البيروقراطيون يعملون بشكل متفائل 40 ساعة في الأسبوع. لهذا السبب هم يخسرون بسرعة كبيرة.

– إيلون ماسك 

إيلون ماسك أثناء تدخينه القنب على الهواء مُباشرةً

في بدايات استحواذ ماسك على تويتر -سنتحدث عن استحواذه على تويتر بالتفصيل لاحقًا- اشتكى فخامته من بطئ تطبيق تويتر على أندرويد وذكر سببًا تقنيًا ما؛ ليرد عليه إريك فرونهوير، مهندس عمل على تطبيق تويتر لأندرويد لسنوات عدة، وقال أن هذا الكلام خاطئ، وما كان من ماسك إلا أن رد وقال “إنه مطرود” هكذا بكل بساطة!

 وقد صدر منه الكثير من المواقف المشابهة في رفد الموظفين بعد استحواذه على تويتر. عموما، كان يحاول تقليل النفقات بعد استحواذه على تويتر وكان الطرد جزءً من طريقة تقليل النفقات، ولكن الطريقة كانت غير لائقة بالنسبة لكثير من الموظفين.

ماسك يريد قوة مطلقة، يرى نفسه الأول والأخير، وليس لأحد الحق في الاعتراض أو التعديل عليه، ويظهر هذا مؤخرا في تصرفاته، هذا الرجل متكبر بدرجة تنذر بسقوطه القريب.

حتى أنه قال في تغريدة:

“أؤلئك الأشخاص الذين يسعون للحصول على السلطة، هم أقل من يستحقها.”

ويا لسخرية القدر، حيث انطبقت هذه التغريدة عليه تمامًا، وهنا يمكننا القول، صدقك وهو كذوب!

صدقك وهو كذوب

الكذب، من أكثر الصفات المقيتة في إيلون ماسك، أو إخلاف الوعود بمعنى أدق. هذا الرجل فنان في عمل عرض مبهر والإدلاء بوعود ضخمة، مثلًا، في حفل إطلاق شاحنة سايبر تراك في 2019، وعد ماسك بأنها ستصل للأسواق بحلول 2021، ولكنها وصلت في نهاية 2023.

قال إنها ستتوفر بسعر يبدأ من 40 ألف دولار ولكنها توفرت بضعف هذا السعر تقريبًا، قال إنها ستكون دون مرايا واتت بمرايا (هذه بسبب القواعد في الولايات المتحدة، حيث تلزم المُصنعين بوجود مرايا جانبية في كل سيارة لكن لا تقنعني أنه ببساطة لم يكن يعلم) وياليت هذه الوعود الكاذبة كانت فقط مع السايبرتراك، بل هي في كل مكان.

القيادة الذاتية الكاملة، الحلم الذي يمنينا به ماسك منذ سنوات، كل عام يقول “أمامنا عام أو أثنان وستكون ميزة FSD متاحة للجميع” ولكن، من كان يتوقع، ما زالت الميزة غير متاحة كما وعد.

وعد أن يكشف عن robotaxi -التاكسي ذاتي القيادة الخاص بتيسلا- في أغسطس ولكنه تأخر لأكتوبر، وليس هذا التأخير الأول للروبوتاكسي، وقال نصًا في ذاك المؤتمر إنه “متفائل” عادةً في التواريخ الزمنية للإطلاقات!!


أيضًا خلال هذا المؤتمر عُرض عدد من الروبوتات الشبيه بالبشر، التي ظهرت لأول مرة في 2021 تقريبًا. المهم إنها كانت تتفاعل بشكل مبهر للغاية مع الضيوف هناك، ليتضح لاحقا أن هذه الروبوتات لم تكن هي من تتحدث، بل كان هناك بشر يتحدثون ويمثلون أنهم روبوت! أليس هذا كذبًا وخداعًا؟

في نفس المؤتمر، عرض شاحنة صغيرة لنقل الركاب ذاتية القيادة، دون ذكر أي تفاصيل، وهذا لاخذ اللقطة كما يقال.

هذا في تيسلا، التي تعد أهم شركاته. هناك شركة The Boring Company للأنفاق، أتتذكرها؟ بالكاد سمعنا عنها أي شيء مقارنة بالوعود الضخمة، والتخيلات المستقبلية البراقة، ستنتقل من مدينة كذا إلى كذا في نصف ساعة فقط، وسنغير طريقة النقل في العالم بلابلابلا…

أتذكر نيورال لينك؟ شركته الأخرى التي تريد زرع شريحة ذكية في عقل كل بشري! وتحتفظ بذكرياتك وتقوم بالترجمة الفورية وتستدعي جميع المعرفة البشرية، والكثير من “الهجص” الذي لم نرى منه شيئا حتى الان.

نعم، تساعد شريحة نيورال لينك بعض الناس من ذوي الإعاقات على التعامل مع الأجهزة أو تحريك ذراعه الاصطناعية وهذا إنجاز بالطبع، لكنه ليس المقصد الأساسي من نيورال لينك، وليس ما تروج الدعاية له.

هذا بالطبع دون الحديث عن حلم العيش في المريخ وبناء مستوطنات بشرية هناك، لا أدري لماذا يرتبط اسم إيلون ماسك بالعيش في المريخ، مع إنه لم يفعل شيئًا حقيقًا في هذا الاتجاه.

الأمثلة لا تعد ولا تحصى، أعلم أن كل شركة تبالغ في عرض تقنياتها وخصوصًا المستقبلية بهدف الدعاية، لكن ماسك وشركاته المتنوعة لا مثيل لها في المبالغة والخيال، واحتلال عناوين الصحف كل بضعة أشهر،

ولا أنكر أيضًا أن التخيلات والعروض التشويقية التي يقدمها ماسك رائعة، بل عبقرية، من لا يحب أن يتخيل مستقبلًا يكون فيه التنقل عبر الفضاء، بدلًا من مترو الخط الأول الذي سئمت منه! أو العيش في المريخ بدلًا من شبرا، أو امتلاك سيارة تقود نفسها بمظهر مستقبلي للغاية، كأنها خرجت من فيلم خيال علمي بدلًا من فيات 128!

تويتر في عصر إيلون ماسك

شخصيًا لدي الكثير لأقوله عن استحواذ إيلون ماسك على تويتر  ولذا سأخصص له فقرة منفصلة، يمكنك اعتبارها “Rant” كما يقولون، في الواقع، هذا المقال كله كذلك 🙂

بعدما قدم عرضه لشراء تويتر بـ43 مليار دولار، وهو ضعف قيمة تويتر وقتها، تراجع عنه بعد فترة وجيزة، وحدث الكثير من الجدل في حينه حول عرض شراء تويتر، ولماذا يريد إيلون ماسك شراءه و”ليلة كبيرة أوي سعادتك” وصراحةً الأمر يستحق الجدل، إذ إن منصة تواصل اجتماعي تباع لتصبح ملكًا لملياردير؟ 

إلا أن عرضه كان ملزِمًا قانونيًا، وبعد رفض مجلس إدارة تويتر أن تباع الشركة وعمل خطة “حبة السم” لتدميرها إذا بيعت، وافقوا في النهاية وأجبر ماسك على شراء تويتر ويا ليته ما فعل!

  • يمكنك قراءة تفاصيل الاستحواذ الكاملة من هنا

يكاد يجمع الكل على أن تجربة تويتر صارت أسوء بكثير من بعد استحواذ “علوان ماسك” كما سماه بعض نشطاء تويتر، اتخذ على الفور العديد من القرارات التي يمكننا القول بإنها متسرعة، أبرزها علامة التوثيق الزرقاء باشتراك شهري، مما أدى إلى الكثير من المشكلات، حتى أن شركة Eli Lilly خسرت 15 مليار دولار بعد نشر حساب مزيف باسمهم أن الإنسولين أصبح مجانيا!

أينعم توصلوا في النهاية لنظام التوثيق الحالي المختلف قليلًا عن السابق، ولكن بعد ماذا؟ ولماذا أصلًا؟

من أكبر مساوئ الاشتراك الشهري، هو وضع ردود المشتركين في الأعلى والفقراء غير المشتركين بالأسفل، فأصبحت إذا أردت رؤية التعليقات الفعلية على “تغريدة” ما وجب عليك رؤية 420 رد من الإعلانات، “ادفع عشان تعدي”!

زاد عدد البوتات المزعجة ذات علامة التوثيق بعد إيلون ماسك، وزاد المحتوى الإباحي! لأن نشره أصبح مسموحًا على “إكس” منذ فترة! ولا أظن ذلك “يحسن من تجربة المستخدم”.

أبرز ما كان يصدعنا به ماسك بعد استحواذه على تويتر هو حرية التعبير. ذكرها مرارًا وتكرارًا، حتى أنه قال: “آمل أن يبقى أسوأ منتقديَّ على تويتر ، لأن هذا هو ما تعنيه حرية التعبير” ولكن، هل التزم بذلك فعلا؟

 كما ذكرت في الأعلى فقد طرد موظفًا لجداله معه على العلن، وفي أواخر 2022، بعد استحواذ ماسك على تويتر بفترة قصيرة، ظهر حساب باسم ElonJet الذي كان يتتبع موقع طائرته الخاصة بطرق مشروعة، وحصد أكثر من نصف مليون متابع.

زعم ماسك أنه لن يحظر الحساب لالتزامه بـ”حرية التعبير” لكنه في النهاية حظره، ومن ثم نشر العديد من الصحفيين عن الحادثة، فما كان لماسك إلا أن حظر حساباتهم أيضًا، مدعيًا أنهم ينتهكون قانونًا جديدًا ضد تتبع الأشخاص. 

وخلال فترة الانتخابات الأمريكية 2024 ظهر أن خوارزمية تويتر كانت تروج لمحتوى اليمين وتفرضه على المستخدمين، هذا لا يتعارض مباشرة مع “حرية التعبير” لكنه من جهة فرض رأي واحد على ملايين المستخدمين، وهذا التغيير في الخوارزمية طال العالم كله وليس فقط الولايات المتحدة.

هذه الرسمة الكرتونية الساخرة، التي تلمح إلى منع ماسك تحت إدارة ترامب جميع مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID في جميع أنحاء العالم باستثناء المساعدات العسكرية لمصر والأردن والاحتلال الإسرائيلي وأوكرانيا. المهم أن خوارزمية تويتر وضعت علامة محتوى غير ملائم على هذه الرسمة، حدثني عن حرية التعبير!

في 2021، نشر إيلون ماسك تغريدة ينصح فيها بتحميل تطبيق المراسلة الآمن سيجنال Signal وأدى ذلك لانفجار في عدد التحميلات وارتفاع أسهم شركة أخرى لا علاقة لها بالأمر من قريب أو بعيد.

والآن، تمنع منصة إكس الروابط الخارجية لتطبيق سيجنال! وذلك بعد استخدام العديد من موظفي هيئة الكفاءة DOGE التطبيق للتواصل مع الصحفيين بشأن تغييرات ماسك المجنونة.

يتفق الجميع تقريبا على كون إكس إعادة تسمية بلا معنى، تويتر كان اسما معروفا والعصفور الأزرق اللطيف كان علامة مميزة، يا رجل حتى المنشور كان يسمى تغريدة، هل تريد دعاية أكثر من ذلك؟ يقول أحدهم رأيت تغريدة اليوم تقول كذا وكذا مقابل رأيت منشورا يقول كذا وكذا؟ في المثال الأول أنت تعلم أين هذه التغريدة أما في المثال الثاني أنت لا تعلم أين هذا المنشور.

وإضافة لذلك، فإن تويتر أصبح يفقتد الهوية بعد التغيير لإكس، الألوان مملة، أبيض وأسود، وحتى أنك تجد الكثير من العناصر باللون الأزرق داخل واجهة التطبيق، يظهر جليا أن التغيير لإكس دخيل على واجهة تويتر، على الأقل حاليًا.

نأخذ هذه الصورة مثالًا، في المعاينة تظهر التغريدة بحساب اسمه تويتر وبشعار العصفورة، تقرأ التغريدة تجدها تقول منصة X، نفس هذه الصفحة على الكومبيوتر تظهر شعار إكس بدلًا من تويتر، هذا ما اعنيه بانعدام الهوية، هذا الفيديو لطيف في موضوع التصميم 

رب ضارة نافعة…

من ألطف الأشياء الناجمة عن الاستحواذ على تويتر؛ هو ظهور موجة مضادة لتويتر بعد استخواذ ماسك عليه وتخريبه، عدد من مستخدمي منصة ماستدون اللامركزية زاد بصورة هائلة بعد استحواذ ماسك أولا في أبريل 2022 وتغيير اسم تويتر لإكس في يوليو 2023.

بلو سكاي، منصة تواصل اجتماعي أخرى لامركزية، اشتهرت أيضًا بتقديمها تجربة تشابه تويتر في أيام العز، في الأساس كانت بلو سكاي مشروعا تابعا لتويتر لكن انفصل عنه، وقد حصلت على ما لا يقل عن خمسة ملايين مستخدم جديد بعد حظر تويتر في البرازيل لحوالي شهر، وقد قرر الكثيرون عدم العودة لتويتر أصلًا!

وهناك ثريدز، منافس تويتر من ميتا، ومع كرهي وكره الكثيرين لميتا وسياساتها، إلا أن ثريدز استطاع كسب 100 مليون مستخدم في خمسة أيام، والآن لديه 300 مليون مستخدم أسبوعي، أجل كان هناك عدة أسباب لحصوله على هذا الكم الهائل من المستخدمين في فترة وجيزة، إلا أن كره تويتر الحالي أحد أهم الأسباب. عموما، تدني مستوى تويتر فتح المجال للاعبين آخرين وهو أمر جيد.

وجدير بالذكر أنه خلال موجة الانتقال إلى ماستودن في أواخر 2022، حظر ماسك جميع الروابط لماستدون وفيسبوك وانستجرام، لأنه يرى الترويج للمنافسين بالمجان جنونًا، ولكنه تراجع عن ذلك.

ماسك والسياسة: تطبيل وازدواجية

من اليمين لليسار:JD فانس نائب الرئيس، وترامب وإيلون ماسك

إلى هنا تعد هذه الجوانب السلبية “معتادة” في رؤساء كبار الشركات، جشع ومعاملة سيئة للموظفين ومبالغات في عرض منتجاتها وغخلاف الوعود للمستهلكين، كل هذا لا يبرر أسلوبي الحاد معه، لكن، الأمر يسوء اكثر من ذلك بكثييييييرر مع تدخل صاحبنا في السياسة، وما أدراك ما السياسة…

نتيجة لسعيه للحصول على السلطة، انخرط إيلون ماسك في السياسة الأمريكية مؤخرًا، حيث كان من أشد “المطبلين” لترامب والداعمين لحملته الانتخابية، قال إنه سيعطي مليون دولار عشوائيا إذا صوت لترامب، وظهر معه في لقاء قبل الانتخابات، وكذلك انضم إلى مكالمة بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلنيسكي.

إلى حد ما يعد هذا تلونا وتبدلا في الموقف، لم يكن ماسك من المهتمين بتلك الدرجة بالسياسة، وكذلك كل رؤساء شركات التقنية، يحاولون كسب الرئيس الجديد في صالحهم، ويبدو إنهم يراهنون على الحزب الجمهوري، حيث رأينا مؤخرًا تبدلا قويًا في موقف مارك زوكربيرج، حيث سمح ببعض الأشياء التي كانت مرفوضة في عهد العجوز الهرم جو بايدن. 

يقول البعض إن ماسك سيترشح لرئاسة الولايات المتحدة في الفترة الرئاسية القادمة أو التي تليها، وهو أمر وارد الحدوث جدًا مع تصرفاته هذه.

صورة بالذكاء الاصطناعي GROK

ترامب أعطى ماسك منصبًا جديدا وهو رئيس هيئة الكفاءة الحكومية DOGE وهو منصب مهتم بتعزيز الكفاءة وتقليل النفقات التي ليس لها داعي.

وهذا المنصب يبدو أنه مؤثر فعلًا، حيث أجرى ماسك عدة تغييرات تعد كبيرة وقوية بالنسبة للمجتمع الأمريكي، منها تقليل تمويل البحث الطبي، مما أدى إلى تجميد التوظيف وتقليل عدد طلاب الدكتوراه المقبولين في الجامعات، وإيقاف المساعدات الأمريكية وغيرها. 

وخلال حفل تنصيب ترامب رئيسًا، قام ماسك بتحية النازية وأثار الكثير من الجدل، المثير للاهتمام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو “دافع” عن إيلون وقال إن ماسك “صديق رائع لإسرائيل” 
 

وقد ظهر مع ترامب في البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي، ولا أظن أنك ستجد رئيس جوجل مثلا يقوم بشيء مشابه، مما يخبرك بقدر تدخل ماسك في السياسة. 

بالمناسبة خلال هذا المؤتمر الصحفي، سُئل ماسك عن نشره إشاعة أن الولايات المتحدة أرسلت ما قيمته 50 مليون دولار من الواقيات الذكرية لغزة، وقد ذكر ترامب هذه الإشاعة في مؤتمر له، واتضح لاحقًا أنها اُرسلت لمدينة تسمى غزة في دولة موزمبيق.

وكان رد ماسك: “بالتأكيد سأخطأ وبالتأكيد يجب تصحيح الأخطاء هذه”

 

7/10/2023

بذكر غزة نذكر السابع من أكتوبر 2023، الحدث الذي زلزل العالم، ولا تزال تداعياته مستمرة حتى الآن، إيلون ماسك كان له صوت مسموع في هذا الشأن أيضًا.

انظر، أنا لا انتظر من شخص مثله دعم قضية عادلة كالقضية الفلسطينية، ولكن موقفه هو تحديدا كان غاية في الاستفزاز.

في نوفمبر 2023، استضاف ماسك رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في مساحة على تويتر، وذهب ماسك بعدها إلى مستوطنات غلاف غزة لرؤية “الدمار” الذي حل بها، ناشده الكثيرون لزيارة غزة وتحجج بأن الوضع غير آمن ولا يسمح… إلخ.

صورة تجمع ماسك بنتنياهو أثناء جولته في مستوطنات غلاف غزة

هذا الكلام كان في الشهور الأولى من الحرب، لكن إيلون ماسك لم يدخر جهدًا في دعم الاحتلال الصهيوني الغاصب. 

منصة إكس -للأسف- ما تزال أهم منصة لنشر وتبادل الأخبار، وهذا ينفع إيلون ماسك. المزيد من التفاعل على المنصة، في بداية الحرب لم تكن منصة اكس تحجب أو تقلل من ظهور المنشورات الداعمة للقضية مثل فيسبوك وإنستغرام، ولذا اتجه لها الكثيرون وتزايد النشر والتفاعل هناك بدرجة كبيرة، واستغل إيلون ماسك اللحظة ليبدو بمظهر المُدافع عن حرية الرأي وهذا الهراء.

ولكن بعد أن اعتاد الناس الأمر وقل التفاعل والنشر، غيرت المنصة سياستها وأصبحت تحظر حسابات عديدة داعمة للقضية الفلسطينية، وفي المقابل، رصد حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي- أكثر من 19 ألف محتوى يحرض على الكراهية والعنف باللغة العبرية، على منصة إكس لم يحذف!

احقاقا للحق، ميزة ملاحظات المجتمع في منصة إكس كانت مفيدة للغاية في الأيام الأولى من الحرب في فضح الكثير من الكذب والتهم الزائفة “40 رضيعا قطعت رؤوسهم” وغيرها من الكذبات التي لا زالت مستمرة.

الصورة: REUTERS

في يوليو الماضي، ألقى نتنياهو خطابًا في الكونجرس الأمريكي، رفض حضوره نصف ممثلي الحزب الديموقراطي، ومن ضمنهم أسامي كبيرة مثل كاملا هاريس نائبة الرئيس بايدن آنذاك، وحضره إيلون ماسك!

هل رأيت ساندار بيتشاي مثلًا في خطاب نتنياهو؟ او جيف بيزوس؟ جنسن هوانج؟ أي واحد من رؤساء شركات التقنية الكبرى؟ لا، فقط إيلون، وبعد الخطاب جلس ماسك مع نتنياهو لمناقشة كيفية استخدام التقنية لمصالح إسرائيل! 

“ناقشنا الفرص والتحديات في الذكاء الاصطناعي، وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع، واستكشفت طرق التعاون التكنولوجي مع إسرائيل.”

نتنياهو في تغريدة.


عقدة الخواجة: ماسك ليس قدوة!

جانب آخر، وهو خاص بنا كشعوب عربية، حاليًا نحن لسنا الأقوى والجميع يعرف ذلك، نحن متأخرون بسنين ضوئية عن باقي الدول في مجالات عديدة، ولكن!

لا يجب أن نتعامل مع إيلون ماسك وأمثاله بتقديس وتعظيم، عموما نحن نبالغ كثييييرًا في الانبهار بالنتاج المادي للغرب وعلماءهم، يرى الكثير من الشباب العربي إيلون ماسك قدوة له، ويحاول تقليده، والصورة الوحيدة التي نرسمها لهذا الشخص هي صورة العبقري المصاب بـ ADHD والمثال الأفضل للنجاح المادي، دون أي ذكر لصفاته الأخرى -البشرية بطبيعة الحال- لكن ما اعنيه هنا هو أن نكف قليلًا عن الانبهار الزائد والمبالغ فيه في إيلون ماسك، سيادته ليس قدوة وليس مثالًا يحتذى به، حتى إن قلنا نحتذي به في الاجتهاد والعمل، إيلون ماسك يدعو لجعل العمل هو حياتك ولا شئ غيره، وهو بالطبع تفكير سام، هذا إن سلمنا أن من يرى ماسك قدوة يعمل بجد حتى يكون مثله. 

الصورة: The National

“عقدة الخواجة” تتمثل في إيلون ماسك أشد التمثل، نعم ملياردير لديه عدة شركات، ذكي، لكنه متعجرف، متكبر، بخيل، متلون، منافق، لا أدري ما الرائع للغاية في شخصه لرؤيته مثلًا وقدوة يحتذى بها….

انظر كيف يتم استقباله والتعامل معه عند زيارته لأي دولة عربية، يا رجل يكاد الناس يرفعونه فوق رؤسهم! ما هذا؟!!

ومع ذلك، هو لا يحبنا ويرانا طبقة ثانية، ابن إيلون ماسك المتحول جنسيا قال إن والده علمه أن العربية هي لغة العدو، أنا لم اتوقع منه خلاف ذلك، فلا ادري لماذا نحتفي ونطبل لرجل مقيت يرانا أعداءه! إلا إذا كنت يا عزيزي تعتبر اللهجة المصرية ليست بعربية!!

وشن ماسك منذ شهرين تقريبًا حملة هجومية شديدة على المسلمين في الغرب، ناسبًا عدة جرائم لهم، ومتهمًا لهم بأنهم من مغتصبي الأطفال وهم سبب الخراب والعصابات في المملكة المتحدة مثلًا، وقد رد عليه المئات بالدلائل والحجج التي تثبت عكس ذلك، وأن الرجل الابيض هو في الواقع من يقود عصابات اغتصاب الأطفال هذه، ودعاه الكثيرون لحوار لمناقشة هذه الادعاءات، ولكنه رفض.

تحول الأمر مع إيلون ماسك من كونه شخصا سيئًا، لكنه لا يؤثر علي كمواطن مصري في شيء ولم يمسسني بسوء، إلى عداء شخصي. وهنا أود أن أقول للشباب الصغير، كفاكم انبهارًا بإيلون ماسك، انهض وافعل شيئًا وكن أنت “إيلون ماسك القادم” لا تنسب نفسك إلى ناجح آخر، بل كن أنت هذا المثال الجديد. لا تنظر إلى نفسك بدونية، وإن جلّ ما تتمنى هو أن تكون إيلون ماسك العرب، بل اجعل أهدافك وطموحاتك أعلى من هذه الأشكال المتسخة التي لا تهتم إلا بشهواتها، المال والسلطة.

لا أطلب منك أن تكره إيلون ماسك، بل فقط أن تراه بعيون ناقدة. ليس كل من يملك شركات ومالًا عبقريًا ولا كل من يتصدر العناوين يستحق أن يكون قدوة. لدينا نحن أيضًا القدرة على الإبداع والتغيير، فلنوجه طاقاتنا نحو بناء شيء جديد بدلًا من التطبيل لأمثال ماسك وإعارته المزيد من الاهتمام.

  • عااااجل إيلون ماسك غير اسم حسابه في تويتر!
  • عااااااااجل إيلون ماسك يصرح بأن صناعة الالعاب قمامة!
  • عاااااااااااجل إيلون ماسك يسخر من سام التمان ويصفه بالمحتال.

إيلون ماسك يريد صناعة هذه العواجل السخيفة ولا أرى حقيقة أن ننساق وراءها في مقابل الحصول على مشاهدات. لماذا؟ لماذا تتحول صفحات ومواقع التقنية إلى مواقع تتبع السقطة واللقطة لإيلون ماسك؟

ملاحظة: استخدمت Grok -بوت الذكاء الاصطناعي التابع لشركة xAI وهي شركة من شركات ماسك- أثناء كتابة هذا المقال، تحديدًا استخدمت ميزة البحث العميق لجلب المصادر والتفاصيل، وتوليد الصور، إذ أن جروك هو الوحيد الذي يسمح بتوليد صور لمشاهير منهم ماسك! وصورة المقال الأساسية مصممة بواسطة Grok، رغم كرهي لماسك اعترف بجودة Grok، نتائج البحث العميق فيه ممتازة! 

هذا المقال يُعبِّر عن رأي كاتبه، ولا يُعبِّر بالضرورة عن شركة عرب هاردوير.

?xml>